أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2016
2708
التاريخ: 2-4-2016
3279
التاريخ: 2-4-2016
2955
التاريخ: 2-4-2016
2623
|
يا لمهزلة الزمن! يا لسخرية الأقدار!! امثل مروان بن الحكم الوزغ ابن الوزغ طريد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يكون خليفة على المسلمين و يسند إليه هذا المنصب الخطير؟!! إن تردي الأوضاع الفكرية و الاجتماعية و ندرة الوعي الديني هو الذي جر على المسلمين هذه المآسي و الخطوب و صير هذا الباغي حاكما عليهم.
لقد كان مروان عنصرا مدمرا من عناصر الباطل و النفاق و هو صاحب المواقف المخزية و المعادية للإسلام و كان فيما اجمع عليه المؤرخون ماكرا خبيثا و مبغوضا عند جميع المسلمين حتى لقبوه بخيط باطل و قد ظل في زمن النبي (صلى الله عليه واله) و حكومة الشيخين منفيا مع أبيه إلى الطائف قد نهشهم الجوع و الفقر فلما آل الأمر إلى عثمان دعاهم إلى يثرب و أدناهم و وهبهم الثراء العريض و قد وثق عثمان بمروان فاستوزه و فوض إليه جميع الشؤون السياسية مع العلم أنه لم يكن له رأي سياسي مصيب أو فكر أصيل حتى يحتضنه أو يفوض إليه جميع شؤونه و لكن العصبية القبلية هي التي دفعته إلى ذلك فقد حمل بني أمية و آل أبي معيط على رقبته و وهبهم أموال المسلمين و خصهم بالمناصب العالية في الدولة و قد خلق منهم أسرة رأسمالية خطيرة قد استولت على مقدرات البلاد و أصبح من الصعب جدا الحد من نفوذهم و القضاء على هيمنتهم , و على أي حال فقد كان مروان أيام خلافة عثمان هو الحاكم المطلق يتصرف في شؤون الدولة حيثما شاء و قد أصرت الطلائع الثورية التي انبثقت من الأقاليم الإسلامية على عثمان في اقصاء مروان عن جهاز الدولة و إبعاده عنه فلم يستجب لذلك و أصر على التمسك به فلم يجد الثوار بدا من قتله فقتلوه تلك القتلة الشنيعة التي دللت على مدى نقمتهم على عثمان و احتقارهم اياه , و أجمع المسلمون بعد مقتل عثمان على مبايعة الإمام أمير المؤمنين رائد العدالة الاجتماعية في الأرض و كانت بيعته عامة و قد أظهرت المهرجانات الشعبية التي أقيمت في يثرب و غيرها من سائر المدن الإسلامية مدى الابتهاج و السرور عند عموم المسلمين ببيعة الإمام (عليه السلام) الأمر الذي لم يحدث مثله في بيعة الخلفاء , و فزعت القوى الرأسمالية القرشية كأشد ما يكون الفزع حينما بايع المسلمون الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) و ذلك خوفا على أموالهم التي اختلسوها من الشعب أيام حكومة عثمان و التي سيصادرها الإمام (عليه السلام) و عقدوا الاجتماعات و تداولوا الآراء فاجمع رأيهم على المطالبة بدم عثمان و اتهام الإمام بأنه يأوي قتلته و اعلنوا العصيان المسلح و قد تذرعوا بالسيدة عائشة فاتخذوها واجهة لهم لأغراء الغوغاء الذين تلونهم حال الدعاية كيفما شاءت و الذين هم بلية هذا الشرق على امتداد التاريخ و على أي حال فقد اسندوا لعائشة زعامة الحركة و قيادة القوات المسلحة و قد انضم عموم الأمويين و على رأسهم مروان إلى المتمردين و قد زحفوا إلى البصرة و قاموا باحتلالها و خف الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بجيشه للقضاء على هذا التمرد و بعد معركة رهيبة ذكرها المؤرخون اندحرت قوات عائشة و ألقي القبض عليها كما ألقي القبض على أعضاء قيادتها البارزين و في طليعتهم مروان فتوسط الحسنان إلى أبيهما في اطلاق سراحه فعفا الإمام عنه فهرب مع أفراد أسرته إلى الشام التي هي معقل الامويين و ظل مقيما مع ابن عمه معاوية و سار معه في جيشه لمحاربة السلطة الشرعية و بعد الأحداث الرهيبة و الخطوب السود التي مني بها المسلمون نال معاوية الخلافة بحد السيف تارة و بالمكيدة أخرى و قد نصب واليا على يثرب مروان عدة مرات و لما هلك معاوية و تقلد يزيد أزمة الحكم كان مروان في طليعة المؤيدين لحكومة يزيد و هو الذي أشار على الوليد الوالي على يثرب باعتقال الإمام (عليه السلام) إلا أنه رفض إجابته و بعد هلاك يزيد و استقالة معاوية الثاني من الخلافة كان مروان مصمما على البيعة لابن الزبير إلا أن عبيد الله بن زياد منعه عن ذلك لأنه لم يكن يحلم بها إذ ليس له ماض جيد أو أية خدمة اسداها إلى المسلمين حتى يستحق هذا المنصب الخطير.
و على أي حال فقد رشح الحصين مروان للخلافة و زعم أنه رأى في منامه أن قنديلا معلق في السماء و أن من يلي الخلافة يتناوله فلم يتناوله أحد إلا مروان و قص رؤياه على أهل الشام فاستجابوا له و انبرى روح بن زنباع فخطب في أهل الشام قائلا: يا أهل الشام هذا مروان بن الحكم شيخ قريش و المطالب بدم عثمان و المقاتل لعلي بن أبي طالب يوم الجمل و يوم صفين فبايعوا الكبير و تسابق الانتهازيون و الغوغاء إلى مبايعة مروان و هو أول حاكم للدولة المروانية التي عانى المسلمون في ظلالها الجور و الفقر و الحرمان.
و في أيام حكومة مروان اختفى الشيعة خوفا على أرواحهم و أموالهم يقول المسعودي: فاستخفى المؤمنون و كانت الشيعة تطلب في أقطار الأرض تهدر دماؤهم و أموالهم و أظهروا لعن أمير المؤمنين (عليه السلام) على منابرهم .
كان مروان ولعا بسب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فكان يسبه على المنابر في كل جمعة حينما كان واليا على يثرب و قد اعرب من السبب الذي دعاه إلى ذلك حينما التقى بالإمام زين العابدين (عليه السلام) فبادر مروان قائلا: ما كان في القوم أدفع عن صاحبنا - يعني عثمان- من صاحبكم - يعني عليا - ؛ فقال الإمام: فما بالكم تسبونه على المنابر؟ .
و بادر مروان قائلا: إنه لا يستقيم لنا الأمر إلا بذلك .
إن انتقاص الإمام أمير المؤمنين و تشويه واقعه المشرق جزء لا يتجزأ من السياسة الأموية التي تركزت على الكذب و الخداع و التضليل.
حفل التاريخ العربي و السنة الإسلامية بكثير من الموضوعات التي تعمد واضعوها التنكر للحق حفظا لمصالحهم الضيقة و من بين الموضوعات ما ذكرته بعض الروايات من أن الإمام زين العابدين (عليه السلام) كان على صلة وثيقة بمروان و في ما يلي ذلك.
1- ذكر الذهبي و ابن حجر أن الإمام زين العابدين (عليه السلام) قد روى عن مروان بن الحكم بعض الأحاديث النبوية و هذا القول لا يمكن تصديقه بوجه لأن مروان لم يعن بالأحاديث النبوية و لا بالسنة الإسلامية فقد كان منصرفا إلى الشؤون السياسية و تدعيم الحكم لبني أمية و زيادة ثرواته التي يختلسها من بيت مال المسلمين.
2- روى ابن سعد أن مروان بعث إلى الإمام زين العابدين (عليه السلام) رسولا فقال له: إن أباك الحسين قد سأل مروان أن يقرضه أربعة آلاف دينار و في ذلك الوقت لم تكن حاضرة عنده و قد تيسر له هذا المبلغ فإن أرادها بعثها إليه فطلبها الإمام منه و بقيت عنده فلم يكلمه فيها أحد من بني مروان حتى قام هشام بن عبد الملك فطلبها منه فاحضرها الإمام فوهبها هشام له و هذه الرواية واضحة الوضع فإن الإمام الحسين (عليه السلام) أبي الضيم كان يزدري مروان و يحتقره و ذلك لاستهتار مروان بسب الإمام أمير المؤمنين و انتقاصه و هو الذي أشار على والي المدينة أن يقتل الحسين إن لم يبايع يزيدا و مع هذا العداء القائم بينهما كيف يخضع الإمام الحسين (عليه السلام) و يطلب منه قرضا؟ ثم كيف يستقرض الإمام زين العابدين (عليه السلام) منه هذا المبلغ مع توتر العلاقات بينه و بين بني أمية الذين فجعوه بقتل أبيه؟
3- من الموضوعات ما ذكره بعض الرواة أن مروان بن الحكم عرض على الإمام زين العابدين (عليه السلام) أن يتزوج ببعض النساء ليرزقه اللّه ذرية تكون امتدادا لذرية الحسين (عليه السلام) الذين أبادتهم سيوف الأمويين فقال له الإمام إنه لا يملك المبلغ الذي يتزوج به فأقرضه مروان مائة ألف فأخذها و تزوج ببعض النساء و لما حضرت الوفاة مروان أوصى ابناءه بعدم أخذ المال من علي بن الحسين و علق الذهبي على هذه الرواية بقوله: أن مروان لم يمت حتف أنفه و إنما خنقته زوجته أم خالد زوجة يزيد فمتى كان يملك وعيه في حال وفاته حتى أوصى بهذا المال إلى علي بن الحسين .
[وذكر في وفاته وهلاكه أنه ]و لم تطل خلافة مروان فقد بقي على كرسي الحكم حفنة من الأشهر و قد أخبر الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) عن مدة خلافته بأنها كلعقة الكلب أنفه و قد انطوت بهلاكه صفحة من صفحات الخيانة و الاثم و الباطل.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|