أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-04-2015
1560
التاريخ: 17-10-2014
1794
التاريخ: 17-10-2014
1570
التاريخ: 27-11-2014
1517
|
اعترض المُتكلّف بأنّه جمعٌ في موضع الإفراد ، والوجه أنْ يُقال : سلامٌ على إلياس . كما أُفرد في قوله : {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ } [الصافات : 79] ، وقوله : {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الصافات : 109] ، و {سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ} [الصافات : 120] ، قال : وإنّما سَاقه إلى ذلك مراعاةُ الرويّ (1) .
وقد فَاته أنّ الكلمة أَعجميّة يجوز التصرّف فيها حيث ساق الكلام وناسب المقام ، عادة جارية عند العرب يتلاعبون باللغات الأجنبيّة مِن غير ضابطة تحدّدها ، وقد جرى القرآن على منهجهم في الاستعمال ولا غضاضة ولا سيّما بعد مناسبة رعاية الرويّ .
قال المراغي : إلياسين لغةٌ في إلياس ، وكثيراً مّا يتصرّفون في الأسماء غير العربيّة (2) .
وقال الحجّة البلاغي : وقوله تعالى : {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} [الصافات : 130] بعد قوله : {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ } [الصافات : 123] ؛ ذلك لأنّ لاسم هذا الرسول في اللغة العربيّة تعريبَان ، كما كان لاسمه في العِبريّة تعبيران : إلياهْ وإلياهُوّ (3) وهو المعروف بإيليّا التَّشبِيّ في العهد القديم (4) .
هذا ، وقد جرتْ عادة العرب على استعمال اللغات الأجنبيّة على غير مقياس واحد ـ ولعلّه امتهان بها ـ ودَرَجوا على التصرّف فيها حيثما شاءوا وحيثما سَاقهم مدارج الكلام .
فقد عرّبوا الفهلويّة إلى ( دِرَخْم ) وجاء في الشعر ( دِرْهام ) قال الشاعر :
لـو أنّ مِـئتي iiدِرْهام لجازَ في آفاقها خاتامي
وعرّبوا ( مِتَكسا ) اليونانيّة ومعناه القزّ ، إلى ( مِدَقس ) و( دِمَقس ) و( دِقَمس ) و( دِمَقص ) و( دِمْقاس ) وهكذا .
والدُرْنوك والدِرْنيك والدِرْنك والدُرُموك مُعرّب من أصل حبشي بمعنى الطنفسة .
والزنجيل مأخوذ من الفارسيّة ( شنكيل ، شنكوير ، شنكبير وشنكويل ) من أصل
سنكسريتية ( شرنكوير ) ، فالكلمة في فارسيّتها متنوّعة ؛ لأنّها متغيّرة من أصرٍ هندي ، لكنّها في العربيّة لم تتغيّر .
والسُوذانِق معرّب ( سه دانك ) ( نصف درهم ) كثرت لغاته وتجاوزت العشرين :
سَوْذَنيق . سُوْذَنيق . سَيْذَنُوق . سُيْوذانِق . سُوْذانَق . سَوْذانِق . سَوْذانَق . سَوْذِيْنَق . سَوْذينِق . سذانِق . سذانَق . سَوْدَق . سَوْذَق . سُوْذَق . سَيْذاق . سَيْذَقان . سَيْذُقان . شَيْذَق . شَيْذَقان . شَيْذاق . شُوذاق . شَوذَق . شُوذَنُوق .
وسُليمان معرّب ( سَلُومُون ) بالعِبريّة . . و( شَليمو ، شَليمون ) بالسريانيّة ، وغيّرته العرب الجاهلي ، فجعله النابغة ( سُلَيماً ) ضرورة : ( ونَسْجُ سُلَيمٍ كلَّ قضّاءَ ذائل ) ، واضطرّ الحُطَيئة أيضاً فجَعله سَلاّماً فقال :
فيه الرمّاحُ وفيه كلُّ iiسابغةٍ جَدلاء مُحكَمةٍ من نَسْج سلاّمٍ
وأَرادا جميعاً نسج داود والد سليمان ، فلم يستقم لهما الشعر فجعلاه سليمان وغيّراه أيضاً (5) .
وأمثال ذلك كثير ممّا ينبؤك عن إمكان التصرّف في اللغات الأجنبيّة حيث سَاقها القَدر ، ولا محدوديّة إطلاقاً ، الأمر الذي ذهب عن المُعتَرِض المُتكلّف !
هذا ، والقرآن لم يَتجاوز حدود أساليب العرب في استعمال اللغات ، فلا موضع للأَخذ عليه بسبب الأخذ برخص اللغة الأصيلة والجري على مناهجها القويمة .
ولعلّه من التعسّف ما زَعَمه البعض من كونه جمعاً لإلياسيّ ـ بياء النسبة المشدّدة ـ ثُمّ خُفّف بحذف ياء النسبة وجُمع بالياء والنون ، كما قالوا : الأشعرون ، يُراد : الأشعريّون (6) .
______________________
(1) ملحق ترجمة كتاب الإسلام ، ص418 .
(2) تفسير المراغي ، ج23 ، ص81 .
(3) الهدى إلى دين المصطفى ، ج1 ، ص383 .
(4) راجع : سِفر الملوك الثاني ، 1/3 و4 و8 و10 و12 و15 و17 .
(5) المعرّب لأبي منصور الجواليقي ( م : 540 ) ، ص307 و311 و314 و355 و375 و381 .
(6) إملاء ما مَنَّ به الرحمان ، ج 2 ، ص207 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|