أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-3-2016
3383
التاريخ: 7-6-2019
2006
التاريخ: 19-6-2019
2299
التاريخ: 20-3-2016
3894
|
أجمع رأي القوم على إرغام الإمام (عليه السّلام) وقسره على البيعة لأبي بكر فأرسلوا حفنة من الشرطة فأحاطت بداره وأخرجوه منها وهو مهان الجانب وجيء به إلى أبي بكر فصاح القوم به بعنف : بايع أبا بكر ؛ فأجابهم الإمام بمنطقه الفيّاض وهو غير وجِل من جبروتهم وسطوتهم قائلاً : أنا أحقّ بهذا الأمر منكم لا اُبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي ؛ أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي (صلّى الله عليه وآله) وتأخذونه منّا أهل البيت غصباً؟! ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر منهم لمّا كان محمد (صلّى الله عليه وآله) منكم فأعطوكم المقادة وسلّموا إليكم الإمارة؟ وأنا أحتجّ عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار ؛ نحن أولى برسول الله حيّاً وميّتاً فأنصفونا إن كنتم تؤمنون وإلاّ فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون.
ووضع الإمام (عليه السّلام) النقاط على الحروف بهذا الاحتجاج الرائع ودلّل على أنه أولى وأحقّ بالأمر منهم ؛ لأنه أقرب إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) وألصق به من غيره فإن القرب من النبي (صلّى الله عليه وآله) هي الجهة التي تمسّك بها القوم في التغلب على الأنصار وهي متوفرة في الإمام أكثر من غيره فهو ابن عمّ النبي (صلّى الله عليه وآله) وختنه على بنته ؛ وثار ابن الخطاب بعد أن أعوزته الحجّة في الردّ على الإمام فسلك طريق العنف قائلاً له : إنك لست متروكاً حتّى تبايع.
فزجره الإمام قائلاً : احلب حلباً لك شطره واشدد له اليوم أمره يردده عليك غداً ؛ وكشف (عليه السّلام) السرّ في اندفعات ابن الخطاب وحماسه ؛ فإنه لم يقف هذا الموقف الصارم تجاه الإمام إلاّ من أجل أن ترجع إليه الخلافة وشؤون الملك بعد أبي بكر وثار الإمام وهتف يزأر قائلاً : والله يا عمر لا أقبل قولك ولا اُبايعه ؛ وخاف أبو بكر من تطوّر الأحداث وخشي من غضب الإمام (عليه السّلام) فأقبل عليه فخاطبه بناعم القول قائلاً : إن لم تبايع فلا أكرهك.
وانبرى إليه أبو عبيدة محاولاً إخماد ثورته وكسب ودّه قائلاً له : يابن عم إنك حدث السنّ وهؤلاء مشيخة قومك ليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالأمور ولا أرى أبا بكر إلاّ أقوى على هذا الأمر منك وأشدّ احتمالاً واضطلاعاً به فسلّم لأبي بكر هذا الأمر ؛ فإنك إن تعش ويطل بك بقاء فأنت لهذا الأمر خليق وبه حقيق في فضلك ودينك وعلمك وفهمك وسابقتك ونسبك وصهرك ؛ وأثارت هذه المخاتلة والمخادعة كوامن الألم والاستياء في نفس الإمام فاندفع يخاطب المهاجرين من قريش ويذكّرهم مآثر أهل البيت (عليهم السّلام) وفضائلهم قائلاً : الله الله يا معشر المهاجرين! لا تخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته إلى دوركم وقعور بيوتكم ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقّه , فوالله يا معشر المهاجرين لنحن أحقّ الناس به ؛ لأنّا أهل البيت ونحن أحقّ بهذا الأمر منكم , ما كان فينا القارئ لكتاب الله الفقيه في دين الله العالم بسنن رسول الله المضطلع بأمر الرعية الدافع عنهم الاُمور السيّئة القاسم بينهم بالسّوية؟ والله إنه لفينا فلا تتبعوا الهوى فتضلّوا عن سبيل الله فتزدادوا من الحقِّ بُعداً .
ولو أنهم استجابوا لنداء الإمام (عليه السّلام) الذي فيه ضمان أكيد لصالح الاُمّة وصيانة لها من الزيغ والانحراف في مجالاتها العقائدية وغيرها لجنّبوا الاُمّة كثيراً من المضاعفات السيّئة ولكن هيهات من ذلك! فقد انساب الإنسان منذ أقدم عصوره وراء شهواته وأطماعه مضحّياً بكل شيء في سبيل ذلك , وعلى أيّ حال فإن القوم لم يعوا منطق الإمام وتجاهلوه وقدّموا مصالحهم الخاصة على كل شيء.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|