معنى قوله تعالى : وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ

قال تعالى : {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [الحج : 28].

 1 - قال سلمة بن محرز : كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام إذ جاءه رجل ، يقال له : أبو الورد ، فقال لأبي عبد اللّه عليه السّلام : رحمك اللّه ، إنك لو كنت أرحت بدنك من المحمل .

فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « يا أبا الورد ، إني أحب أن أشهد المنافع التي قال اللّه تبارك وتعالى : لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ إنه لا يشهدها أحد إلا نفعه اللّه ، أما أنتم فترجعون مغفورا لكم ، وأمّا غيركم فيحفظون في أهاليهم وأموالهم » « 1 ».

2 - قال أبو عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه عزّ وجلّ : وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ ، قال : « هو الزمن الذي لا يستطيع أن يخرج من زمانته » « 2 ».

وقال أبو بصير : قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام : قول اللّه عزّ وجلّ : {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} [التوبة : 60].

قال : « الفقير : الذي لا يسأل الناس ، والمسكين أجهد منه ، والبائس أجهدهم ، فكلّ ما فرض اللّه عزّ وجلّ عليك فإعلانه أفضل من إسراره ، وكل ما كان تطوّعا فإسراره أفضل من إعلانه ، ولو أنّ رجلا يحمل زكاة ماله على عاتقه فيقسّمها علانية ، كان ذلك حسنا جميلا » « 3 ».

وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « اليائس هو الفقير » « 4 ».

3 - وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه عزّ وجلّ : وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ : « أيّام العشر ».

وقوله : {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} [البقرة : 203] قال : « أيام التشريق » « 5 ».

وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام ، في قول اللّه تبارك وتعالى : وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ : « المعلومات والمعدودات واحدة ، وهي أيّام التشريق » « 6 ».

_________________

( 1 ) علل الشرائع : ص 416 ، ح 1 .

( 2 ) الكافي : ج 4 ، ص 263 ، ح 46 .

( 3 ) الكافي : ج 4 ، ص 46 ، ح 4 .

( 4 ) الكافي : ج 3 ، ص 501 ، ح 16 .

( 5 ) الكافي : ج 4 ، ص 500 ، ح 6 .

( 6 ) التهذيب : ج 5 ، ص 487 ، ح 1736 .