المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

جزم الفعل المضارع -
22-10-2014
الضغط الجوي
2024-09-30
فتح المدائن بدون معركة مهمة
18-7-2020
عمل المصدر
2024-10-16
الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر في الروايات
27-08-2015
مقنَّن canonical
5-3-2018


الراغب الأصفهاني  
  
5168   11:17 صباحاً   التاريخ: 27-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص214-216
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-9-2019 2001
التاريخ: 25-12-2015 2909
التاريخ: 28-12-2015 12897
التاريخ: 19-06-2015 2260

هو أبو القاسم الحسين بن محمّد بن المفضّل المشهور بالراغب الأصفهاني، لا نعرف من أحداث حياته شيئا. و قد اختلف المؤرّخون في سنة وفاته، و الأرجح أن تكون 502 أو 503 ه‍ (1109 م) .

الراغب الأصفهاني من ائمة السنّة (بغية الوعاة 396) و حكيم و أديب واسع الاطّلاع حسن التصنيف تمتاز كتبه بالجمع الواسع البارع و بحسن الاختيار و الذوق، مع دقّة الملاحظة و حضور النكتة. و يبدو أنّ كتبه كانت كثيرة: تفسير القرآن-مقدّمة التفسير-مفردات ألفاظ القرآن-درّة التأويل-حلّ متشابهات القرآن-رسالة منبّهة على فضائل القرآن-الذريعة الى مكارم الشريعة- تفصيل النشأتين و تحصل السعادتين-كتاب الأخلاق-محاضرات الادباء و محاورات الشعراء و البلغاء-تحقيق البيان-أدب الشطرنج. ثمّ انّ قول الراغب الاصفهاني في مقدّمة محاضرات الادباء: «. . . ممّا صنعت من نكت الأخبار و من عيون الأشعار و من غيرها من الكتب. . . .» يدلّ على أن «نكت الاخبار» و «عيون الاشعار» كتابان، كما يدل على كثرة كتبه.

و أشهر كتب الراغب و أهمّها كتاب «محاضرات الأدباء» و هو مجموع من الآيات و الاحاديث و الأقوال و الأشعار و القصص و الفكاهات في كلّ وجه من وجوه الحياة جدّها و هزلها و رفيعها و وضيعها: في العلم و السياسة و العدل و الظلم و الصناعات و العطاء و الاستعطاء و الضيافة و الشراب و الغزل و الشجاعة و المجون و في أخلاق الناس و الأثاث و الديانات و المذاهب و الموت و مظاهر الطبيعة و الملائكة و الجنّ و غير ذلك. و يلفت النظر في هذا الكتاب فصول تتعلّق بالمجون صريحة جدّا، مع إشارات مماثلة في ثنايا الكتاب كلّه. و لا ريب في أن ذلك يكشف عن جانب من البيئة التي عاش فيها الراغب الأصفهاني.

مختارات من آثاره:

- من مقدّمة محاضرات الادباء:

و بعد، فإنّ سيّدنا (1)عمّر اللّه بمكانه مرابع الكرم و مجامع النعم أحبّ أن أختار له ممّا صنّفت من نكت الأخبار و من عيون الأشعار و من غيرهما من الكتب (2) فصولا في محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء يجعله صيقل الفهم و مادّة العلم. ففعلت ذلك إيجابا له، إذ قد جعل مراعاة الأدب شعاره و دثاره (3) و محاماة الفضل إيثاره و اختياره، و جعل زمام حسبه بكفّ أدبه، و سلك في زماننا طريقا قلّ سالكوه-طرق العلاء قليلة الإيناس! -. و قد ضمّنت ذلك طرفا من الأبيات الرائقة و الأخبار الشائقة، و أوردتّ فيه ما إذا قيس بمعناه فانّه ظرف ملئ ظرفا (4) و وعاء حشي جدّا و سخفا: من شاء وجد منه ناسكا يعظه و يبكيه، و من شاء صادف منه فاتكا يضحكه و يلهيه. . . . .

و أعوذ باللّه أن أكون ممّن مدح نفسه و زكّاها فعابها بذلك و هجاها، و ممّن أزرى بعقله إعجابه بفعله؛ فقد قيل لا يزال المرء في فسحة من عقله ما لم يقل شعرا أو يصنّف كتابا. و أولى من يصرف همّته الى مراعاة مثل هذا الكتاب من تحلّى بطرف من الآداب فيصير به طليق اللسان ذليق البيان. . . . و من لا يتحلّى في مجلس اللّهو الاّ بمعرفة اللغة و النحو كان من الحصر صورة ممثّلة أو بهيمة مهملة. و من لا يتتبّع طرفا من الفضائل المخلّدة على ألسنة الأوائل كان ناقص العقل. فالعقل نوعان: مطبوع و مسموع؛ و لا يصلح أحدهما الاّ بالآخر.

و قد تحرّيت-ممّا أخرجته من كلّ باب-غاية الاختصار و الاقتصار، و أعفيته من الإكثار و الإهذار، لئلاّ تعاف ممارسته و مدارسته. و لكن عظم هذا الكتاب بعض العظم لكثرة فصوله و تحقيق تفاصيله. و قد جعلت ذلك حدودا و فصولا و أبوابا، و ذكرت جملة الحدود و الفصول في أوّل الكتاب ليسهل طلب كلّ معنى في مكانه. و وضعت كلّ نكتة في الباب الذي هو أليق بها، و ان كان كثير من ذلك يصلح استعماله في أمكنة (متعدّدة).

__________________

1) . . .

2) من كتب الراغب الاصفهاني.

3) الشعار: لباس يلبس على البدن مباشرة. الدثار: ما يتغطى به الانسان طلبا للدفء.

4) راجع وصف الكتاب للجاحظ (ديباجة كتاب الحيوان) . الظرف: الوعاء. الظرف: الكياسة في مخاطبة الناس و معاشرتهم. الحصر: صعوبة النطق بالكلام المنطوي على معنى.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.