المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الزرعة العضوية في قارات العالم
2024-06-12
e Continued Fraction
2-2-2020
حساسية لسمك الماكريل Mackerel Allergy
23-12-2018
Somatorelin
23-2-2020
أسماء فاطمة (عليها السلام ) وعلة التسمية
12-12-2014
مفهومان خاطئان عن الخجل في مرحلة الطفولة
28-6-2017


أعشى هَمدان  
  
12823   10:53 صباحاً   التاريخ: 28-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص482-486
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2016 6711
التاريخ: 26-1-2016 3123
التاريخ: 8-2-2018 3082
التاريخ: 27-1-2016 2584

هو أبو المصبّح عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحارث من بني همدان ابن مالك بن زيد بن نزار من بني مالك بن زيد بن كهلان.

كان أعشى همدان في أول أمره أحد الفقهاء القرّاء (1) ثم ترك ذلك و أصبح من الخطباء و الشعراء العلماء و ممن يتنافر اليهم الاشراف (2). و قد كان من أهل الكوفة جارا و صديقا لخالد بن عتّاب بن ورقاء الرياحي. و يبدو أن خالد بن عتّاب كان طموحا إلى المناصب فكان يقول لأعشى همدان: إن صارت لي ولاية رفعتك فوق الناس و أعطيتك خاتمي تقضي به حاجاتهم.

و في خلافة مروان بن الحكم (64-65 ه‍) خرج أعشى همدان إلى الشام و مدح النعمان بن بشير الانصاري عامل حمص، فأشار النعمان بن بشير إلى اليمانية في حمص بأن يعطيه كل واحد منهم دينارا ففعلوا، فكان ما وصل إلى الأعشى عشرين ألف دينار.

ثم ان خالد بن عتّاب تولّى الحرب في المشرق من قبل الحجّاج بن يوسف، فذهب أعشى همدان معه؛ و لكنّ خالدا جفاه و فضّل غيره عليه في العطاء و الجائزة فهجاه الأعشى و رجع إلى الكوفة.

و لمّا أرسل الحجّاج بن يوسف جيشا إلى قتال الديلم (شمال بحر قزوين) أرسل فيه أعشى همدان فأسر هنالك، و لكنّ ابنة العلج الذي أسره هويته ثم أطلقت سراحه و هربت معه. و كان أعشى همدان في الجيوش التي غزت في المشرق و وصلت إلى مكران (جنوب الأفغان) . و طال مكثه في مكران فكرهها و شكا من حرّها، و كانت سنّه في ذلك الحين قد زادت على خمسين (3). و كذلك كان قد كره الاقامة في أصفهان.

و كان عبد الرحمن بن الاشعث من قوّاد الحجّاج ثم ثار عليه سنة 81 ه‍ (700 م) فانضم أعشى همدان إلى ابن الاشعث و مدحه و هجا الحجّاج. فلمّا انهزم ابن الاشعث في معركة دير الجماجم (82 ه‍-701 م) و هرب أسر جماعة من أصحابه فجيء بهم إلى الحجّاج و فيهم أعشى همدان فقتله الحجّاج سنة 83 ه‍ (702 م) في الاغلب. أما ابن الاشعث فقتل بعد ذلك بقليل.

أعشى همدان شاعر فحل مكثر طويل النّفس متصرّف في فنون الشعر، له مديح جيّد، و له أشعار في الحماسة و العتاب و الهجاء و الغزل و الحكمة و الزهد؛ و في شعره شيء من المرح، و ربّما تملّح فأدخل الكلمة الأعجمية في شعره (4). و قد كان شاعر أهل اليمن في الكوفة. ثم هو أيضا من الخطباء و من العلماء و الفقها (5).

المختار من شعره:

- قال أعشى همدان يمدح عبد الرحمن بن الأشعث و يعرّض بالحجّاج، و كان ابن الأشعث قد بعث جيشا لقتال الحجّاج بقيادة عطية بن عمرو العنبري فهزم الحملات التي بعث بها الحجّاج اليه:

يا ابن الأشجّ قريع كن‍ـ...ـدة، لا أبالي فيك عتبا (6)

أنت الرئيس ابن الرئي‍ـ...ـس، و أنت أعلى الناس كعبا

نبّئت حجّاج بن يوس‍ـ...ـف خرّ من زلق فتبّا (7)

فانهض فديت لعلّه... يجلو بك الرحمن كربا

و ابعث عطيّة بالخيو... ل يكبّهن عليه كبّا

- وقال لما كان في مكران (و هي ترد في شعره بالكاف المشدّدة) قصيدة وجدانية فيها غزل و حماسة و وصف. فمما قاله في هذه القصيدة:

طلبت الصبا إذ علا المكبر... و شاب القذال و ما تقصر (8)

و بان الشباب و لذّاته... و مثلك في الجهل لا يعذر

و في أربعين توفّيتها... و عشر مضت لي مستبصر

و موعظة لامرئ حازم... إذا كان يسمع أو يبصر

فلا تأسفنّ على ما مضى... و لا يحزننّك ما يدبر

فإنّ الحوادث تبلي الفتى... و إن الزمان به يعثر

فيوما يساء بما نابه... و يوما يسرّ فيستبشر

و ما كنت في الحرب، إذ شمّرت... كمن لا يذيب و لا يخثر (9)

و لكنّني كنت ذا مرّة... عطوفا إذا هتف المحجر (10)

أجيب الصريخ إذا ما دعا... و عند الهياج أنا المسعر (11)

فان أمس قد لاح فيّ المشي‍ـ...ـب، أمّ البنين، فقد أذكر

رخاء من العيش كنّا به... إذ الدهر خال لنا مصحر (12)

و إذ أنا في عنفوان الشبا... ب يعجبني اللهو و السّمر (13)

أصيد الحسان و يصطدنني... و تعجبني الكاعب المعصر

و بيضاء مثل مهاة الكثي‍ـ...ـب لا عيب فيها لمن ينظر (14)

كأن جنى النحل و الزنجبي‍ـ...ـل و الفارسيّة (15) إذ تعصر

يصبّ، على برد أنيابها... مخالطه المسك و العنبر

فتور القيام، رخيم الكلا...م يفزّعها الصوت إذ تزجر

فتلك التي شفّني حبّها... و حمّلني فوق ما أقدر

فلا تعذلاني في حبّها... فإنّي بمعذرة أجدر

و لم تكن من حاجتي مكّران (16) ... و لا الغزو فيها و لا المتجر

و خبّرت عنها، و لم آتها... فما زلت من ذكرها أذعر

بأن الكثير بها جائع... و أن القليل بها مقتر (17)

و أن لحى الناس من حرّها... تطول فتجلم أو تضفر (18)

و حدّثت أن ما لنا رجعة... سنين و من بعدها أشهر

و ما كان بي من نشاط لها... و اني لذو عدّة موسر (19)

و لكن بعثت لها كارها... و قيل انطلق، كالذي يؤمر

- كان خالد بن عتّاب بن ورقاء الرياحي عاملا للحجّاج على الريّ (خراسان) . و قد كان له أثر عظيم في حرب الخوارج، و هو الذي قتل غزالة امرأة شبيب بن يزيد الخارجي الشّيباني، و كانت غزالة هذه قد هزمت الحجّاج. و هذه الأبيات لأعشى همدان في مديح خالد بن عتّاب بن ورقاء (البيان و التبيين 3:236-237) :

رأيت ثناء الناس بالغيب طيّبا... عليك، وقالوا ماجد و ابن ماجد

بني الحارث السامين للمجد، إنّكم... بنيتم بناء ذكره غير بائد

هنيئا لما أعطاكم اللّه، واعلموا... بأنّي سأطري خالدا في القصائد

فإن يك عتّاب مضى لسبيله (20)... فما مات من يبقى له مثل خالد

_______________________

1) راجع غ 6:33. -القراء هم الذين يحفظون القرآن الكريم.

2) البيان و التبيين 1:48. -يتنافرون اليه: يأتون اليه ليحكم بينهم في خلافاتهم.

3) راجع غ 6:38، السطر العاشر (البيت الرابع من القصيدة) .

4) راجع البيان و التبيين 4:50.

5) البيان و التبيين 1:48.

6) الاشج: الاشعث بن قيس الكندي جد عبد الرحمن (بن محمد) بن الاشعث. القريع: السيد.

7) الزلق: المزلق عموما؛ و عجز الدابة، و السقوط من على مؤخرة الدابة فيه خطر و فيه صورة من التهكم. تب: هلك.

8) كبر كبرا و مكبرا: طعن في السن، شاخ. القذال: مؤخر الرأس، و هو آخر ما يشيب من شعر الرأس. أقصر: رجع عن الجهل و أفعال الصبا.

9) شمرت: اشتدت. لا يذيب و لا يخثر (يجمد) كناية عن الحيرة و التردد.

10) المرة: الشدة و القوة. عطوفا (بحصاني إلى نجدة) المحجر (لعلها بضم الميم و فتح الجيم: الذي حصر في المعركة و اشتد ضيقه) إذا هتف (نادى، استنجد) .

11) الصريخ: المناداة بالحرب. الهياج: الحرب. المسعر: موقد النار و مضرمها (أنا الذي أحفظ على المحاربين حميتهم في أثناء المعارك) .

12) مصحر: متسع و بعيد عن الناس (الرقباء) .

13) السمر (بتشديد الميم) جمع سامر: الساهر بالليل للحديث.

14) المهاة: الظبية. الكثيب: تلة الرمل.

15) الخمر.

16) كذا في الاغاني (6:40) بضم الميم.

17) مقتر: فقير.

18) تجلم: تقص بالحلم (بفتح الجيم و اللام: المقص) .

19) نشاط: رغبة. العدة: العدة للدهر (المال المجموع استعدادا للطوارئ) . موسر: غني.

20) مضى لسبيله: مات. كان عتاب بن ورقاء قد قتل في حرب الخوارج، قتله شبيب بن يزيد الشيباني.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.