المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Syntactic stress
2024-05-04
علاقة لجش و اور
1-11-2016
بينة الزيادة ارجح في المهر
8-5-2017
الحريّة من صفات الحاكم الاسلامي
15-02-2015
المسـاواة بيـن العـرض والطلـب في نظريـة التـوازن العـام
2023-05-24
The Cell and Cell Cycle
11-11-2015


الحكيم القرطبي  
  
2229   10:55 صباحاً   التاريخ: 11-3-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص222-224
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015 4783
التاريخ: 13-08-2015 1868
التاريخ: 21-06-2015 3032
التاريخ: 13-08-2015 2159

هو أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل المعروف بالحكيم القرطبيّ كان مولده في قرطبة نحو سنة 251(865 م) . 
أخذ الحكيم القرطبيّ عن المحدّث محمّد بن وضّاح (ت 286) و عن اللّغويّ و المحدّث محمّد بن عبد السلام الخشنيّ (ت 286 أيضا) و أخذ المنطق عن المتفلسف محمّد بن عبد اللّه بن مسرّة (269-٣١٩ ه‍) ، و لكن يبدو أنّه لم يتأثّر بشيء من تطرّف ابن مسرّة و زندقته. و كذلك أخذ عن محمّد بن الغازي (ت 269 ه‍) ما كان محمّد بن الغازي قد جلبه معه من المشرق من الشّعر و اللّغة و النحو و من الأشعار المشروحة رواية عنه و سماعا عليه. 
و الحكيم القرطبيّ كان مؤدّبا للحكم المستنصر بن عبد الرحمن الناصر. كما كان صديقا للشاعر القلفاط (ت 325) . 
و كانت وفاة الحكيم القرطبيّ في عاشر ذي الحجّة من سنة ٣٣١(26/٨/ 943 م) . 
كان الحكيم القرطبيّ بارعا في اللغة و النحو و الحساب و المنطق ينعم النظر في كلّ شيء، فإذا بحث في أمر أثار معانيه الدقيقة. و لكنّه كان عييّا في المخاطبات. و مع أنّه لم يعن بنظم الشعر فقد وصل إلينا منه بضعة أبيات فيها نفس و لفتات ثم سهولة في التعبير. 
مختارات من شعره: 
- سهر الشاعر القلفاط عند الحكيم القرطبي ليلة ثمّ بات عنده و طال نومه حتّى كادت الشمس تشرق. فانتبه القلفاط فقال يخاطبه متندّرا به يسمّيه ديكا ثمّ يعاتبه لأنّه لم يصح في الوقت المناسب حتى ينهض القلفاط لصلاة الصّبح: 
يا ديك، ما لك لم تصرخ فتنبهنا... لقد أسأت بنا، ديك الدّجاجات 
يا آكلا للقذى، يا سالحا عبثاً... على الحصير بهيميّ البهيمات 
فأجابه الحكيم القرطبي: 
لقد صرخت مرارا جمّةً عددا... قبل الصباح، و بعد الصبح، تارات
لكن علمتك نوّاما و ذا كسلٍ... قليلُ ذكرٍ لجبّار السماوات 
- و للحكيم القرطبيّ أيضا يخاطب من اسمه ابن تقيّ (في النسيب) : 
سل تقيّا، باللّه، يا ابن تقيّ... هل ترى قتل مستهام شجيّ 
كلّما جنّ ليله بات يرعى... أنجماً هائماً بطرفٍ خفيّ
يا سميَّ النبي حسبك ما بي ... لا تزدني جوًى بحق النبيّ





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.