أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015
2073
التاريخ: 13-08-2015
1867
التاريخ: 28-06-2015
3503
التاريخ: 30-12-2015
23475
|
هو أبو الحسن عليّ بن أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي البشر (أو البشائر) البلّنوبي الصقلّي نسبة إلى مدينة بيلاّ نووبا (باللفظ الإسباني) أو فيلاّنوفا (باللفظ الإيطالي الحديث: البلدة الجديدة) ، و هي بلدة في غربيّ جزيرة صقلّية. و قد كان أبو القاسم عبد الرحمن (والد أبي الحسن البلّنوبي) ، فيما يبدو، رجل علم و أدب و شعر (1).
أمّا مولد أبي الحسن البلّنوبيّ فكان في صقليّة، و لكنّنا لا نعرف شيئا من تفاصيل حياته فيها. ثمّ إنّه هاجر منها في أواخر عهد الفتنة أو في مطلع الاحتلال النورماني إلى مصر، لأنّنا نرى له اتصالا بأبي محمّد الحسن بن عليّ اليازوريّ الذي استوزره المستنصر الفاطميّ من المحرّم سنة 44٢هـ إلى المحرّم سنة 45٠هـ (1050-1058 م) . و يبدو أنّ أبا الحسن البلّنوبيّ كان أحيانا في الاسكندرية و أحيانا في القاهرة و أنّه تكسب بمدح العظماء و بشيء من التدريس. و لعله قد بقي في الحياة إلى الثلث الأخير من القرن الهجري الخامس (نحو 465 هـ -١٠٧٢ م) أو إلى ما بعد ذلك.
كان أبو الحسن البلّنوبيّ شاعرا كثير التقليد للمشارقة في أغراضهم و أساليبهم مع شيء من الفصاحة و من جمال الأسلوب، برغم ما في أسلوبه أحيانا من الضعف. و لم يرد في شعره ذكر لصقلية، بل كان فيه كثير من خصائص شعراء مصر في العهد الفاطمي ممّا يدلّ على أنّ أكثر شعره قد قيل في مصر، و لعلّ جانبا كبيرا من حياته كان أيضا في مصر. و فنون شعره المدح و الهجاء و الرثاء و الوصف و شيء من الغزل.
مختارات من شعره :
- قال أبو الحسن البلّنوبي يمدح الوزير رئيس الرؤساء:
لحظات من شبيهات الدّمى ... صرعتني بين ظلم و لمى (2)
بعد ما قلت تناهت صبوتي ... رجَّعتني مستهاما مغرما (3)
لائمي، أقصر فإنّي كلّما ... زدت لوما زاد سمعي صمما (4)
بأبي من جاءني معتذرا ... وجلا ممّا جناه ندما (5)
فرأيت البدر من طلعته ... ضاحكا من وجهه مبتسما
زائر أسأل عنه مقلتي ... هل رأته يقظة (6) أم حلما؟
كيف تخفى زورة الصبح و قد ... فتّح الروض و جلّى الظلما
عجبا من سقم في طرفه ... يورث الجسم و يشفي السقما (7)
قد أعار الكأس منه وجنة... و ثنايا و رضابا و فما (8)
كيف أعتدّ بلقيا هاجر ... قبل ما حاول وصلي صرما؟ (9)
لو تجاسرت على الفتك به ... لم أعد أقرع سنّي ندما
أيّ شيء ضرّني لو أنني ... كنت في الحلّ طرقت الحرما ؟ (10)
و لقد ذقت بكاسات الهوى ... عسلا طورا و طورا علقما
و جليس قد شنئنا شخصه ... مذ عرفناه ملحّا مبرما (11)
ثقّل الوطأة في زورته ... ثمّ ما ودّع حتّى سلّما
بعض ما لاقيت منه أنّه ... نفّر الرئم الذي قد رئما (12)
و أعزّ الخلق طرّا عائذ ... برئيس الرؤساء اعتصما
نحن منه في جنان ورع ... نلبس العزّ و نجني النعما (13)
قد بلوناه على علاّته ... فبلونا العارض المنسجما (14)
______________________
نزل المشيب بعارضيّ و لمّتي... يا نفس، فازدجري عن اللذّات
و دعي الحياة لأهلها و تجهّزي ... يا نفس - ويكِ - تجهّز الأموات
فلقد نصحتك ان قبلت نصيحتي ... و لقد وعظتك ان قبلت عظاتي
و كان أبو القاسم عبد الرحمن هذا مؤدّبا لأبي طاهر اسماعيل بن أحمد بن زيادة اللّه صاحب «المختار من شعر بشّار» . و كان التجيبي (ت نحو 445 ه) من أهل اللغة (بغية الوعاة ١٩٣) ، و هو من القيروان و سكن المهدية و يعرف بالبرقي (تكملة الصلة) فلعلّ أصله كان من برقة (شرقي ليبيا اليوم) . و قد كان عالما بالآداب شاعرا مجوّدا و من المصنفين للكتب دخل الأندلس، بعد سنة 4٠٠ ه فكان في مالقة سنة 4٠6 ه ثمّ سار إلى مصر فرأيناه فيها سنة 4١5 ه. و قد اجتمع به أبو مروان الطبني في الاسكندرية سنة 4٣٨. و رأى ابن الابّار شيئا بخط أبي طاهر مؤرخا في جمادى الآخرة من سنة 44١هـ (تشرين الثاني- نوفمبر 1049 م) .
2) الدمية: الصورة الجميلة (أو التمثال الصغير الجميل، أو اللعبة على هيئة فتاة جميلة) . شبيهات الدمى: نساء جميلات جدّا. صرع: ألقى (خصمه) أرضا، (قتله) . الظلم (بفتح الظاء) : ماء الأسنان و بريقها (لونها الأبيض) . اللمى: سمرة في الشفتين (من مظاهر الجمال البدوي)
3) الصبوة: ميل الانسان إلى الحبّ. تناهت: بلغت منتهاها، انتهت، بطلت (بالتقدّم في السنّ) . رجع (بلا تشديد) فعل لازم و متعدّ. رجعتني (بلا تشديد للجيم) : ردّتني، أعادتني. مغرم (شديد الحبّ و التعلّق بالمحبوب) مستهام (كاد الحبّ يذهب بعقله) .
4) لائمي-يا لائمي. أقصر: أقلل من لومك إيّاي.
5) وجلا: خائفا. جناه: أذنب فيه. ندما-نادما.
6) اليقظة (يجب أن تكون بفتح القاف) .
7) سقم في طرفه: من فتور في عينيه (من الدلال و النعمة و الجمال) في الأصل يورث الجسم. و البلاغة و الشاعرية تقتضيان أن يقول الشاعر: يورث السقم (بضمّ السين: إذا هجر) و يشفي السقم (إذا وصل، أنعم على المحبّ) .
8) قد أعار الكأس (الخمر) منه وجنة (لونا أحمر جميلا كلون وجنته: حدّه) و ثنايا (حببا أبيض يعلو صفحة الخمر في الكأس كبياض ثناياه: أسنانه) . و رضابا (طعما حلوا كريقه) و فما (رائحة طيّبة كرائحة فمه) .
9) كيف أعتدّ (أحسب، أجد ربحا في) لقيا. هاجر (لقاء حبيبي الذي كان قد هجرني طويلا) . صرم: قطع.
10) الحلّ: كلّ مكان خارج مكان الحجّ أو زمن الحج في مكّة. الحرم (تورية) مساحة حول مكّة يحرم فيها الصيد في أيام الحجّ. و الحرم: المكان الذي يحرم من جسم المحبوب.
11) شنئنا: أبغضنا، كرهنا. شخصه (حضوره في مجلسنا) . المبرم: الذي يملّ الناس منه.
12) نفّر الرئم (الغزال الأبيض، المحبوب) . رئم: عطف. كان المحبوب قد عزم على أن ينيلني مرادي منه، فلما رآه هرب.
13) جنان ورع (؟) . جنان (بالفتح: القلب، و بالكسر جمع جنّة) . نجني: نقطف، ننال.
14) بلوناه: اختبرناه. على علاّته: في جميع أحواله و على ما كان منه من نقص أحيانا. العارض: السحاب (الكثيف) . المنسجم: الهاطل (الساقط) بكثرة .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|