أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-11-2015
2332
التاريخ: 24-7-2022
1650
التاريخ: 11-1-2016
9945
التاريخ: 4-06-2015
3591
|
مقا- تلو : أصل واحد وهو الإتّباع. تلوته إذا تبعته ، ومنه تلاوة القرآن لأنّه يتبع آية بعد آية. فأمّا قوله تلوت الرجل أتلوه تلوّا : إذا خذلته وتركته ، فان كان صحيحا فهو القياس ، لأنّه مصاحبه ومعه ، فإذا انقطع عنه وتركه فقد صار خلفه بمنزلة التالي . ومن الباب التَّلِيَّة والتلاوة وهي البقيّة لأنّها تتلو ما تقدّم منها. والتلاء الذمّة لأنّها تتّبع وتطلب.
مصبا- تلوت الرجل أتلوه تلوّا على فعول : تبعته ، فأنا له تال وتلو أيضا وزان حمل. وتلوت القرآن تلاوة.
صحا- تلو الشيء : الّذى يتلوه ، وتلو الناقة : ولدها الّذى يتلوها ، وتلوت القرآن تلاوة ، وتلوت الرجل : إذا تبعته.
الفروق للعسكري ص 255- الفرق بين التابع والتالي : أنّ التالي ثان وإن لم يكن يتدبّر بتدبّر الأوّل. والتابع إنّما هو التدبّر بتدبّر الاوّل ، وقد يكون التابع قبل الأوّل المتبوع في المكان ، كتقدّم المدلول وتأخّر الدليل.
مفر- تلى : تبعه متابعة ليس بينهم ما ليس منها ، وذلك يكون تارة بالجسم ، وتارة بالاقتداء في الحكم ومصدره تلوّ وتلو ، وتارة بالقراءة أو تدبّر المعنى ومصدره تلاوة. {يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ } [آل عمران : 113] - والتلاوة تختص باتّباع كتب اللّه المنزلة تارة بالقرائة وتارة بالارتسام لما فيها من أمر ونهى وترغيب وترهيب أو ما يتوهّم فيه ذلك ، وهو أخصّ من القراءة ، فكلّ تلاوة قراءة وليس كلّ قراءة تلاوة ، فلا يقال تلوت رقعتك ، وإنّما يقال في القرآن في شيء إذا قرأته وجب عليك اتّباعه ، هنالك تتلوا كلّ نفس ما أسلفت.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو الوقوع بعد الشيء بأن يجعله أمامه ويكون هو خلفه. وهذا المعنى ناظر الى جهة الظاهر ، وهو غير مفهوم الاتّباع المعتبر فيه جهة المعنى والحكم.
وبهذا يظهر حقيقة معنى التلاوة : فان التالي يجعل القرآن أو الآيات أو كلمات اللّه المتعال أو ما اوحى منه ، أمامه في مقام الإظهار والإعلان أو في مقام الإبلاغ ، أو في مقام التكريم والتشريف والتعظيم ، أو في مقام الاتّباع والإطاعة ، أو غيرها.
فالنظر في هذه المادّة الى هذه الجهة ، سواء كانت بطريق القراءة أو بطريق الاتّباع أو بطرق أخر.
وعلى هذا لا يطلق التلوّ في قراءة الكتب المتداولة وأمثالها ، إلّا إذا أريد تشريفا خاصّا وتعظيما له.
وأمّا التلاوة نظرا الى اتّباع آية بعد آية : فليس بوجيه ، فانّه بمعنى الإتلاء متعدّيا لا التلاوة ، والتلاوة من صفة التالي القاري.
وأمّا معنى الترك والإعراض : فمن لوازم ذلك المفهوم ، فانّ التبعيّة لشيء يلازم الإعراض عن الآخر.
{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} [الشمس : 1 ، 2].
{وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} [هود : 17].
أي يقع القمر خلف الشمس ، ويقع الشاهد خلف من كان على بيّنة.
{ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ} [يونس : 16]... ، {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ } [النمل : 92] ... ، {وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ} [البقرة : 44]... ، {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ} [فاطر : 29] ... ، {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ} [البقرة : 121].
في هذه الآيات الكريمة إشارة الى جعل الكتاب إماما ومقتدى وفيما بين أيديهم ، وهم واقعون خلفه مستضيئون بنوره مستفيدون من أحكامه ، يراقبونه ويجعلونه نصب أعينهم ، ويرفعونه بالقراءة والاعلان والإفشاء.
وهذه المعاني إنّما تفهم من انتخاب هذه الكلمة. وأمّا القراءة الصرفة فليست تدلّ على أزيد من النطق والتلفّظ والتوجّه الى المعنى- كما في آيات :
{اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ } [الحاقة : 19]... ، {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [المزمل : 20]... ، {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ} [الأعراف : 204] ... ، {اقْرَأْ كِتَابَكَ } [الإسراء : 14]... ، {فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ} [الإسراء : 71].
فظهر الخصوصيّات المنظورة في التعبير بالقراءة أو بالتلاوة في مواردهما.
{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ} [الأنعام : 151].
{رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا} [البقرة : 151]... ، {حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا } [القصص : 59]... ، {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ } [الزمر : 71].
يظهر من هذه الآيات الكريمة أنّ برنامج وظائف الأنبياء هو اراءة الآيات وإعلامها وجعلها أمام امور حياتهم ، والآيات ما يدلّ عليه وعلى صفاته وما يعرّف عظمته وجلاله وجماله ، من التكوين والتشريع.
{فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا} [الصافات : 3] - أي وجهة أمورهم وبرنامج حياتهم التذكّر للّه المتعال في السرّ والعلن.
________________
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|