أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-2-2016
![]()
التاريخ: 14-12-2015
![]()
التاريخ: 1-2-2016
![]()
التاريخ: 25-11-2014
![]() |
مقا- فنى : هذا باب لا ينقاس كلمه ولم يبن على قياس معلوم ، وقد ذكرنا ما جاء فيه ، قالوا فنى يفنى فناء ، واللّٰه تعالى أفناه ، وذلك إذا انقطع ، واللّٰه قطعه ، أي ذهب به. والفنا مقصور : عنب الثعلب. والفناء : ما امتدّ مع الدار من جوانبها ، والجمع أفنية. ويقولون : هو من أفناء العرب ، إذا لم يدر ممّن هو. والمفاناة : المدارة. والأفاني : نبت. والفناة : البقرة. وشجرة فنواء : إذا ذهبت أفنائها في كلّ شيء ، والقياس فناء ، لأنّه من الفنن.
مصبا- فنى المال يفنى من باب تعب فناء وكلّ مخلوق : صائر الى الفناء ، ويعدّى بالهمزة فيقال أفنيته. وقيل للشيخ الهرم. والفناء : الوصيد ، وهو سعة أمام البيت ، وقيل ما امتدّ من وانبه.
لسا- الفناء : نقيض البقاء. وتفانى القوم قتلا : أفنى بعضهم بعضها. وفنى يفنى : هرم وأشرف على الموت.
الفروق 84- الفرق بين الفناء والنفاد ، أنّ النفاد هو فناء آخر الشيء بعد فناء أوّله ، ولا يستعمل النفاد فيما يفنى جملة ، ألا ترى انّك تقول فناء العالم ، ولا يقاد نفاد العالم.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو زوال ما به قوام الشيء من خصوصيّاته وامتيازاته. وهو قبل الانعدام فانّه زوال ذات الشيء بالكليّة. ويلاحظ في النفاد :
الفناء بالتدريج حتّى ينتفي الشيء بالكليّة ظاهرا.
فيقال : فنى الملح في الماء الكثير. وانعدم الماء في الظرف إذا صار هواء. ونفد الغذاء إذا أكلت بالتدريج ولم يبق منها شيء ، وهذه المعاني إنّما تلاحظ بنظر العرف لا بالدقّة العقليّة.
{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } [الرحمن : 26، 27] أي كلّ موجود على الأرض فهو يفنى وتزول خصوصيّاته وامتيازاته وجميع مشخّصاته الأرضيّة المادّيّة ، إلّا ما يكون وجها للربّ ، ويبقى وجه الربّ ووجهته الباقية بالربّ بعد فناء سائر الجهات.
والنظر في الآية الكريمة الى من هو على الأرض : ولا نظر الى من هو في السماء ، والى ما هو في الأرض : فانّ الفناء وتحقّق الوجهيّة في الأوّل تكويني في الجملة. وفي الثاني يحتاج الى سير تكويني طبيعي في مراحل.
والتعبير بالاسميّة في- فان ، وبصيغة المضارع في- يبقى : اشارة الى تحقّق الفناء في من على الأرض وكونها متّصفة به بذاتها والى استمرار البقاء في الوجه للّٰه تعالى.
والتعبير بالربّ : إشارة الى أنّ البلوغ الى مرتبة الفناء عن غيره تعالى إنّما يتحصّل بتربية اللّٰه عزّ وجلّ وبتأييده ، فانّ هذا المقام منتهى درجة العارفين باللّٰه وأوليائه المقرّبين ، وهو مقام اللاهوت.
وعلى هذا يوصف بقوله تعالى - ذو الجلال والإكرام : فانّ الوجه أعلى مرتبة من التجلّي والظهور ، ووجه كلّ شيء ما يواجه به وما يتوجّه اليه والمنظر المرأى من الشيء ، والتوجه للّٰه ما يكون مظهرا تامّا ومرأى صافيا خالصا من كلّ شوب وانكدار ، لا يرى فيه إلّا اللّٰه تعالى.
وفي ذلك المقام يكون صاحب عظمة وجلال وارتفاع شأن ، ويجب إكرامه وتعظيمه وتجليله والتوجّه اليه ، فانّه وجه اللّٰه تعالى ، وهو باق ببقاء اللّٰه وفان في نوره عزّ وجلّ.
وقريب من الآية الكريمة :
{وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [القصص : 88] والهلاك في قبال الحياة ، وهو أعمّ من الممات والفناء ، أي سقوط بانقضاء الحيات ، فانّ كلّ شيء له حيات في الجملة ينقضي حياته ويسقط ويهلك ، إلّا وجهه عزّ وجلّ ، فانّ الحكم للّٰه وهو المرجع ، فما كان وجها للّٰه عزّ وجلّ : فهو باق لا فناء فيه ولا هلاك عليه.
ثمّ إنّ للفناء ثلاث مراحل ، وعلى ثلثة أنواع :
الأوّل - في العوالم العالية كالعقول والأرواح المجرّدة : فانّ الفناء فيها تكوينيّ ، إذ هي مجرّدة خالصة ذاتا.
الثاني - في العوالم المادّيّة كالجماد والنبات والحيوان والإنسان : فانّ الفناء فيها على الجريان الطبيعىّ والسير في الحياة مرتبة بعد مرتبة الى أن تصل الى مقام التجرّد والخلوص.
الثالث - في الإنسان إذا سلك في طريق السير الى اللّٰه وجاهد في اللّٰه وللّٰه إلى أن يصل الى مقام الفناء والبقاء :
{فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [الكهف : 110] فلا يمكن البلوغ الى مرتبة اللقاء إلّا بعد تحقّق الفناء إمّا تكوينا أو بسير طبيعي في الحياة ومراتبها أو بالسلوك الاختياري.
نسأل اللّٰه تعالى أن يوفّقنا في طريق السلوك الى لقائه ، إنّه جواد كريم وذو المنّ والإفضال ، وهذا معنى الرواية الواردة - موتوا قبل أن تموتوا- راجع رسالة اللقاء.
وحقيقة مقام الفناء كسائر المعارف الإلهيّة : لا يعرفها إلّا من وفّقه اللّٰه في السلوك والسير والمجاهدة وتزكية النفس والإخلاص. وما يقال فيها من غير أهلها إثباتا أو نفيا : فهو ضلال وإضلال.
وأمّا مفاهيم أمام البيت وغيره : فهي من مادّة الفنو واويّا. وقد تداخلت المفاهيم في موادّ - الفني والفنّ والفنو.
______________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تقدم دعوة إلى كلية مزايا الجامعة للمشاركة في حفل التخرج المركزي الخامس
|
|
|