أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-11
![]()
التاريخ: 10-1-2016
![]()
التاريخ: 25-1-2016
![]()
التاريخ: 21-1-2022
![]() |
مقا- نسك : أصل صحيح يدلّ على عبادة وتقرّب الى اللّه تعالى ، ورجل ناسك. والذبيحة الّتي تتقرّب به الى اللّه نسيكة. والموضع يذبح فيه النسائك : المنسك ، ولا يكون ذلك إلّا في القربان.
مصبا- نسك للّه ينسك من باب قتل : تطوّع بقربة ، والنسك بضمّتين اسم منه. والمنسك بفتح السين وكسرها : يكون زمانا ومصدرا ويكون اسم المكان الّذي تذبح فيه. ومناسك الحجّ : عباداته ، وقيل مواضع العبادات. ومن فعل كذا فعليه نسك ، أي دم يريقه. ونسك : تزهّد وتعبّد ، فهو ناسك والجمع نسّاك.
قع- (ناسك) صبّ ، سكب ، سكب لأغراض دينيّة.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو عمل مقرّر في برنامج العبادة للّه عزّ وجلّ وبهذا المنظور. ومن مصاديقه : الذبيحة الّتي يتقرّب بها الى اللّه تعالى.
وتطوّع في اللّه بعمل. والعبادات التي تقرّر في برنامج الحجّ. وغيرها.
وهذا الأصل مرتبط بالمفهوم العبري : فانّ الكسب في غرض ديني عبارة اخرى عن التقرير والتقدير في عمل عبادي.
وأمّا الفرق بين النسك والعبادة والطاعة والزهد والقرب : فالعبادة : غاية التذلّل في مقابل المولى مع الاطاعة.
والإطاعة : عمل بما يقتضيه الأمر مع رغبة وخضوع.
والزهد : رغبة وميل شديد الى الترك.
والقرب : في قبال البعد ، تقرّب مطلق في أي جهة.
والنسك : عمل مقرّر في جهة الطاعة والعبوديّة للّه تعالى.
فتفسير المنسك بالعبادة ، والتطوّع ، والتقرّب ، والتزهّد : تقريبي.
وبهذه الخصوصيّات يظهر لطف التعبير بها في مواردها.
{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ} [الحج : 67]. {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ} [الحج : 34]. {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ} [البقرة : 200] المنسك : مصدر ميمي بفتح السين ، بمعنى العمل المقرّر في برنامج ديني إلهي ، والجمع المناسك. وليس باسم مكان ، فانّ مكان النسك والعبادة انّما يتعيّن ويقرّر من جانب الأمم ، كالمساجد والصوامع والبيع وغيرها. وأمّا الأعمال المخصوصة في مقام العبوديّة والوظائف اللازمة : فلا بدّ أن تكون مقررّة من جانب اللّه تعالى ، وليس للعبد التقرير وتعيين خصوصيّات العبادة والطاعة على ما ينبغي.
ولا يخفى أنّ نتيجة التنسّك حصول حالة التذكّر والتوجّه الباطني الى اللّه المتعال ، وتحقّق العبوديّة والتذلّل ، وترك التعلّقات الدنيويّة. كما قال اللّه عزّ وجلّ :
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات : 56]. {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا} [البقرة : 128] هذا دعاء من إبراهيم وإسماعيل بعد رفع قواعد البيت ، وكما سألا إسلام ذرّيّتهما والتوبة عليهم : سألا إراءة المناسك والأعمال المقرّرة في برنامج الحجّ وغيره.
فهذا يدلّ على لزوم إراءة المناسك من جانب اللّه عزّ وجلّ ، وإن كان الناسك نبيّا مرسلا ومن المقرّبين ، فانّ برنامج السلوك والعبوديّة لازم أن يتعيّن من جانب اللّه تعالى ، وأن يكون على ما يحبّ ويرضى. وأن يقرّر على خصوصيّة يناسب مقامه وشأنه.
{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام : 162]. {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} [البقرة : 196] النسك اسم من المنسك ، وهو أعمّ من الصلوة والصوم والصدقة ، ويشمل كلّ عمل يقرّر في طريق القرب من اللّه تعالى وعبوديّته وإطاعته ، وعلى هذا يذكر بعدها.
ويذكر بعد النسك : المحيا والممات وهما مصدران كالحياة والموت ، وأعمّان من النسك ، ويشملان كلّ ما يقع في طول الحياة وفي جريان الموت ، من أي عمل وحركة وسكون ، من عمل مقرّر أو مباح.
فالعبد كلّ العبد لازم أن يكون جميع حركاته وأعماله في اللّه وللّه ، وأن لا يصدر منه عمل ولو من المباحات ، غفلة وبدون توجّه. فانّ العبد في كلّ آن وحال في محضر من اللّه الحيّ القيّوم.
والتعبير بالمصدر الميميّ : لدلالته على استمرار وامتداد.
_______________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- قع = قاموس عبريّ - عربيّ ، لحزقيل قوجمان ، 1970 م .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|