أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-6-2022
![]()
التاريخ: 2024-02-05
![]()
التاريخ: 2024-05-24
![]()
التاريخ: 22-7-2016
![]() |
لتحصيل الخوف الممدوح و جلبه طرق : (الأول) أن يجتهد في تحصيل اليقين.
أي قوة الإيمان باللّه ، و اليوم الآخر، و الجنة ، و النار، و الحساب ، و العقاب , و لا ريب في كونه مهيجا للخوف من النار و الرجاء للجنة.
ثم الخوف و الرجاء يؤديان إلى الصبر على المكاره و المشاق ، و هو إلى المجاهدة و التجرد لذكر اللّه تعالى و الفكر فيه على الدوام ، و يقوى دوام الذكر على الأنس ، و دوام الفكر على كمال المعرفة ، و يؤدى الأنس و كمال المعرفة إلى المحبة ، و يتبعها الرضا و التوكل و سائر المقامات.
وهذا هو الترتيب في سلوك منازل الدين ، فليس بعد أصل اليقين مقام سوى الخوف و الرجاء و لا بعدهما مقام سوى الصبر، و لا بعده سوى المجاهدة و التجرد للّه ظاهرا و باطنا ، و لا بعده سوى الهداية و المعرفة ، و لا بعدهما سوى الأنس و المحبة.
ومن ضرورة المحبة الرضا بفعل المحبوب و الثقة بعناية ، و هو التوكل.
فاليقين هو سبب الخوف ، فيجب تحصيل السبب ليؤدي إلى المسبب.
(الثاني) ملازمة التفكر في أحوال القيامة ، و أصناف العذاب في الآخرة و استماع المواعظ المنذرة ، و النظر إلى الخائفين و مجالستهم ، و مشاهدة أحوالهم و استماع حكاياتهم.
وهذا مما يستجلب الخوف من عذابه تعالى ، و هو خوف عموم الخلق ، و هو يحصل بمجرد أصل الإيمان بالجنة و النار، و كونهما جزاءين على الطاعة و المعصية ، و إنما يضعف للغفلة أو ضعف الإيمان ، و تزول الغفلة و الضعف بما ذكر.
وأما الخوف من اللّه بأن يخاف البعد و الحجاب و يرجو القرب و الوصال ، و هو خوف أرباب القلوب ، العارفين من صفاته ما يقتضي الخوف و الهيبة ، المطلعين على سر قوله : {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران : 28] , و قوله : {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران : 102] .
فالعلاج في تحصيله الارتقاء إلى ذروة المعرفة ، إذ هذا الخوف ثمرة المعرفة باللّه و بصفات جلاله و جماله ، و من لم يمكنه ذلك فلا يترك سماع الأخبار و الآثار و ملاحظة أحوال الخائفين من هيبته و جلاله، كالأنبياء و الأولياء و زمرة العرفاء ، فإنه لا يخلو عن تأثير.
(الثالث) أن يتأمل في أن الوقف على كنه صفات اللّه في حيز المحال ، و أن الإحاطة بكنه الأمور ليس في مقدرة البشر، إذ هي مرتبطة بالمشية ارتباطا يخرج عن حد المعقول و المألوف.
ومن عرف ذلك على التحقيق يعلم أن الحكم على أمر من الأمور الآتية غير ممكن بالحدس و القياس ، فضلا عن القطع و التحقيق ، وحينئذ يعظم خوفه و يشتد ألمه ، و إن كانت الخيرات كلها له ميسرة و نفسها عن الدنيا بالمرة منقطعة.
و إلى اللّه بشراشرها ملتفة ، إذ خطر الخاتمة و عسر الثبات على الحق مما لا يمكن دفعه ، و كيف يحصل الاطمئنان من تغير الحال ، و قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن ، و أنه أشد تقلبا من القدر في غليانها ، و قد قال مقلب القلوب : {إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ} [المعارج : 28] , فإني للناس أن يطمئنوا و هو يناديهم بالتحذر ، و لذا قال بعض العرفاء : «لو حالت بيني و بين من عرفته بالتوحيد خمسين سنة أسطوانة فمات لم أقطع له بالتوحيد ، لأني لا أدري ما ظهر له من التقلب» .
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
أصواتٌ قرآنية واعدة .. أكثر من 80 برعماً يشارك في المحفل القرآني الرمضاني بالصحن الحيدري الشريف
|
|
|