المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



قابوس بن وشكمير  
  
2675   08:33 مساءاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص54-55
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو الامير شمس المعالي قابوس بن أبي طاهر وشكمير بن زيار بن وردان شاه الجيليّ الديلميّ.

في المحرّم من سنة 356 كان ظهير الدولة أبو منصور وشكمير بن زيار (أمير جرجان و طبرستان و ما حولهما) في الصيد فوقع عن فرسه فلاقى حتفه، فخلفه ابنه بيستون. و في شعبان من سنة 366(977 م) توفّي بيستون، فأراد أنصاره أن يملّكوا بعده ابنه، و كان طفلا صغيرا، فاستطاع قابوس (ابن وشكمير و أخو بيستون) أن يستولي على الإمارة بالقوة.

و كان بين البويهيّين و بين أمراء جرجان نزاع قديم استمرّ الى أيام قابوس ثم استطاع فخر الدولة أبو الحسن علي بن بويه (أمير الريّ و همذان و أصبهان) أن يتغلّب على قابوس (371 ه‍ -981-982 م) و أن يقصيه عن ملكه. ثم مات فخر الدولة (387 ه‍-997 م) فاسترد قابوس ملكه في شهر شعبان من سنة 388(صيف 998 م) .

و يذكر المؤرخون أن قابوس كان كثير الاستبداد ظاهر القسوة فثار عليه جنده ثم خلعوه و نصبوا مكانه ابنه منوجهر، سنة 403 ه‍ (1012 م) ، و لكنّهم خافوا أن يعود فيستولي على الملك و ينتقم منهم فقتلوه في شهر ربيع الآخر من سنة 403 نفسها.

كان قابوس بن وشكمير عالما أديبا له مشاركة في شيء من علم الفلك، كما كان شاعرا ظريفا مقلاّ و كاتبا مترسّلا؛ و الصناعة في شعره أقلّ من الصناعة في نثره. و هو يغرب في الاستعارات خاصّة فيأتي بالبارع منها كثيرا و بغير البارع قليلا. و له في نثره فصول (أقوال حكيمة موجزة) .

مختارات من آثاره:

- من الأبيات المشهورة التي تنسب الى قابوس بن وشكمير قول يصف تصرّف أحوال الدهر بالناس:

قل للّذي بصروف الدهر عيّرنا... هل حارب الدهر إلاّ من له خطر

أ ما ترى البحر تعلو فوقه جيف... و يستقرّ بأقصى قعره الدرر

فإن تكن نشبت أيدي الزمان بنا... و نالنا من تمادي بؤسه الضرر

ففي السماء نجوم ما لها عدد... و ليس يكسف إلاّ الشمس و القمر

- و من الفصول البارعة لقابوس بن وشكمير:

الكريم اذا وعد لم يخلف، و اذا نهض لفضيلة لم يقف. اذا سمح الدهر بالحباء فأبشر بوشك الانقضاء، و اذا أعار فاحسبه قد أغار. كلّ غمّ إلى انحسار، و كلّ عال الى انحدار. غاية كلّ متحرّك سكون، و نهاية كلّ متكوّن ألاّ يكون؛ و آخر الأحياء فناء، و الجزع على الأموات عناء؛ و اذا كان ذلك كذلك، فلم التهالك على هالك؟

- من رسالة لقابوس بن وشكمير إلى بعض إخوانه:

كتبت-أطال اللّه بقاء مولاي-و ما في جسمي جارحة الاّ و هي تودّ لو كانت يدا تكاتبه و لسانا يخاطبه و عينا تراقبه و قريحة تعاقبه (1)، بنفس ولهى و بصيرة ورهى و عين عبرى و كبد جرّى (2)، منازعة إلى ما يقرّب منه. . . . . فليرقّ لكبد قذفها البعاد و عين أرّقها السهاد و أحشاء محرقة بنار الفراق و أجفان مقروحة بدمعها المهراق. . . . .

___________________

1) تسير على اعقابه (تتبع اعماله و أفكاره) .

2) ولهى: حزينة. ورهى: حمقاء. عبرى: دامعة. حرّى: يابسة من عطش أو حزن.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.