المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02



أبو زيد القُرَشِي  
  
3878   09:03 صباحاً   التاريخ: 28-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص300-302
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-3-2016 2110
التاريخ: 25-12-2015 4186
التاريخ: 2-3-2018 2451
التاريخ: 8-2-2018 3083

وصل إلينا مجموع قيّم من الشعر القديم اسمه «جمهرة أشعار العرب» ، ذكر مؤلّفه في المقدّمة أن اسمه أبو زيد محمد بن أبي الخطّاب القرشيّ. ثم هو يقول مرّة بعد مرّة (1): «فمن ذلك ما حدّثنا به المفضّل بن محمّد الضبّيّ» (2)؛ أو يقول (ص 14) : «حدّثنا سنيد بن محمّد الازدي عن ابن الاعرابي عن مالك بن أنس عن هشام عن عروة عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه[وآله] و سلم. . .» مما يدلّ على أن أبا زيد القرشي هذا يجب أن يكون من أحياء النصف الثاني من القرن الهجري الثاني، و على أنه من أهل الكوفة في الغالب.

على أننا إذا نظرنا إلى المجموع من جانب آخر، بدا لنا أمر آخر: ان أبا زيد هذا قد قسم مجموعه سبعة أقسام جعل كلّ قسم منها سبع قصائد، و هذا ترتيب جاء إلى العرب من اليونان و لم يصبح مألوفا قبل أواسط القرن الرابع للهجرة.

على أنّ ثمّت ملاحظة جانبية مهمّة هي أنه جعل القسم الأول (المعلّقات) ثماني قصائد، ثم جعل القسم الثاني (المجمهرات) ستّ قصائد فيها معلّقة عبيد بن الأبرص فتكون المعلّقات عنده تسعا و يكون هو قد أغفل الحارث ابن حلّزة.

و يبدو لي أن أبا زيد هذا يجب أن يكون، و هو لا يزال في مطلع شبابه، قد أدرك المفضّل بن محمّد الضبّيّ، و الضبّيّ في أخريات أيامه، ثم عاش إلى أواسط القرن الهجري الثالث. و مع ذلك فان مشكلة زمانه تظلّ بلا حلّ صحيح.

خصائصه الفنّيّة:

جمهرة أشعار العرب قسمان: مقدّمة في استعراض شيء من تاريخ الشعر و من نقده، ثم تسع و أربعون قصيدة مختارة: المعلّقات، المجمهرات، المنتقيات، المذهبات، المراثي، المشوبات، الملحمات. و جميع هذه القصائد من الشعر القديم (الجاهلي و المخضرم و الأمويّ) .

و مقدّمة جمهرة أشعار العرب طويلة تبلغ ثماني و أربعين صفحة تتكلّم عن صلة لغة القرآن بلغة الشعر الجاهلي و على أنّ ما في القرآن من الكلام كلّه عربيّ. فإذا نحن وجدنا في القرآن لفظ الإستبرق و رأينا أنه في الفارسية استبره، فما ذلك إلاّ من المقاربة بين اللفظين، و ليس معناه أن الكلمة القرآنية استبرق دخيلة غير عربية خالصة. ثم يتكلّم الجامع في المقدّمة على أول من نطق بالشعر و يفيض في الكلام على أشعار الجنّ. ثم يذكر رأي النبي عليه السلام في الشعر. و أخيرا يعرض رأي النقاد في نفر من أصحاب المعلّقات.

المختار من مقدمة جمهرة أشعار العرب:

-هذا كتاب جمهرة أشعار العرب في الجاهلية و الإسلام الذين نزل القرآن بألسنتهم و اشتقّت العربية من ألفاظهم، و اتّخذت الشواهد في معاني القرآن و غريب الحديث من أشعارهم، و أسندت الحكمة و الآداب إليهم، تأليف أبي زيد محمد بن أبي الخطّاب القرشي، و ذلك أنه لمّا لم يوجد أحد من الشعراء بعدهم إلاّ مضطرّا إلى الاختلاس من محاسن ألفاظهم و هم مكتفون بمعرفتهم عن سواهم. . . .

و لم يزل النبيّ صلّى اللّه عليه[وآله] و سلّم يعجبه الشعر و يمدح به فيثيب عليه و يقول: هو ديوان العرب. و في مصداق ذلك حدثنا سنيد بن محمّد الأزدي عن ابن الاعرابي عن مالك بن أنس عن عروة عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه[وآله] و سلّم: ان من الشعر لحكمة و ان من البيان لسحرا. . . .

قال الذين قدموا زهيرا على امرئ القيس هو (زهير) أشعر العرب. . . . لأنه لا يعاظل بين الكلامين و لا يتتبّع وحشيّ الكلام و لا يمدح أحدا إلا بما فيه. . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1) جمهرة أشعار العرب، المطبعة الرحمانية بمصر 1345 ه‍-1926 م، ص 1،12،17، 18،26.

2) ان المفضل بن محمد الضبي الكوفي الراوية المشهور توفي سنة 178 ه‍.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.