أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-12-2015
3663
التاريخ: 26-12-2015
5818
التاريخ: 19-06-2015
6601
التاريخ: 2-3-2018
2323
|
ثابت (1) قطنة
هو ثابت بن كعب من بني العتيك الأزديين، وقيل بل هو مولي لهم، ولقب قطنة لأن سهما أصابه في إحدي عينيه في بعض حروب الترك، فذهب بها، فكان يجعل عليها قطنة. وهو من فرسان المهلب المبرزين وقد علا نجمه في ولاية يزيد بن المهلب الأزدي على خراسان إذ كان يوليه أعمالا في الثغور، فيحسنها وتظهر كفايته وبسالته. وكان قوم من المرجئة هناك يجتمعون ويتجادلون فمال الى قولهم واعتنقه أشد اعتناق، وقد مرت بنا أبياته في الإرجاء في تضاعيف حديثنا عن الثقافة.
240
ويلتئم في ثابت هجاء العصبيات وهجاء الأسباب الشخصية، إذ كان يتعصب لقومه من الأزد تعصبا شديدا. وكان أقل حادث يثيره. ونراه مع المهلب في حروب الأزارقة، ويتعرض بعض بني الكواء اليشكريين للمهلب والأزد بالهجاء، فينبري هاجيا له ولعشيرته بمثل قوله:
كل القبائل من بكر نعدهم … واليشكريون منهم ألأم العرب
ويمضي مع المهلب الى خراسان، فيظل بها بقية حياته غازيا مجاهدا في سبيل الله. ولما وليها يزيد بن المهلب أخلص له وده، فكان يمدحه، وكلما شغبت عليه قبيلة صب عليها هجاءه. وكانت قبائل ربيعة لما حالفت الأزد في البصرة كما قدمنا تعينها وتشد من أزرها لا في البصرة فقط، بل أيضا في في خراسان حين وليها المهلب ثم ابنه يزيد، ولكن حدث أن استبطأت يزيد في بعض الأمر، وهي تنزل مع الأزد حواليه، فشغبت عليه حتي أرضاها، وأغضب ذلك ثابت، فهجاها بأشعار كثيرة يقول فيها:
عصافير تنزو في الفساد وفي الوغي … إذا راعها روع جماميح بروق (2)
وأنتم على الأدني أسود خفية … وأنتم على الأعداء خزان سملق (3)
وحين ولي قتيبة بن مسلم الباهلي خراسان بعد عزل الحجاج ليزيد بن المهلب أخذ يزور عنه امتعاضا لابن المهلب. ولم يلبث أن هجاه هو وقبيلته باهلة حين هزمت في بعض حروب الترك وثبتت تميم، فقال:
توافت تميم في الطعان وعردت … بهيلة لما عاينت معشرا غلبا (4)
تسامون كعبا في العلا وكلابها … وهيهات أن تلقوا كلابا ولا كعبا
وأهم شاعر اصطدم به حاجب بن ذبيان المازني التميمي، وكان قد أعطاه يزيد بن المهلب جائزة كبيرة لبعض مديحه فيه، فغبطه عليها، وأساء له
241
ببعض القول، فهجاه حاجب، وبادله الهجاء، ولقبه في هجائه بالفيل، فأصبح ذلك علما عليه فسماه الناس حاجبا الفيل، وله يقول في بعض أهاجيه:
أحاجب! لولا أن أصلك زيف … وأنك مطبوع على اللؤم والكفر
وأني لو أكثرت فيك مقصر … رميتك رميا لا يبيد يد الدهر
وله أشعار كثيرة في مدح المهالبة ورثائهم، وقد بكي يزيد حين قتل في معاركه مع بني أمية طويلا، وهو في مديحه ورثائه لهم يستشعر عصبية القبيلة استشعارا قويا. وأكبر الظن أنه توفي قبل نهاية العقد الأول من القرن الثاني.
_________
(1) راجع في ترجمة ثابت الشعر والشعراء 2/ 612 وأغاني (دار الكتب) 14/ 263 والخزانة 4/ 184 والاشتقاق ص 483.
(2) تنزو: تثب. الروع: الفزع. الجماميح: ما نبت على رءوس القصب مما إذا دق تطاير. بروق: نبت ضعيف.
(3) خفية: أجمة في سواد الكوفة. خزان: جمع خزز وهو ذكر الأرانب وهي معروفة بالجبن. والسملق: الأرض الجرداء لا شجر بها.
(4) عردت: فرت. بهيلة: تصغير باهلة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|