المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



أبو عمر الزاهد  
  
3669   09:41 صباحاً   التاريخ: 28-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص448-450
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-3-2016 2596
التاريخ: 30-12-2015 4944
التاريخ: 11-3-2016 3631
التاريخ: 22-06-2015 3533

هو أبو عمر محمّد بن عبد الواحد بن أبي هاشم المطرّز المعروف بالزاهد الباورديّ غلام ثعلب. أصله من باورد (أبيورد) و منشأه في بغداد.

كان مولد أبي عمر الزاهد في سنة 261 ه‍(874 م) . و كانت صنعته التطريز. و لقد صحب أبا العبّاس ثعلبا و أكثر الأخذ عنه حتّى عرف بغلام ثعلب، كما أخذ عن المبرّد و سمع الحديث من موسى بن سهل الوشّاء. و لقد كان كثير الإقبال على العلم قليل الاحتفال بأمر الدنيا حتّى عرف بالزاهد. كذلك كان يؤدّب ولد القاضي أبي عمر بن محمّد بن يوسف بن يعقوب الازديّ (1).

و توفّي أبو عمر الزاهد في بغداد، في 12 من ذي القعدة سنة 345 ه‍ (16-2-957 م) .

خصائصه الفنّيّة:

كان أبو عمر الزاهد من كبار علماء اللغة على مذهب أهل الكوفة واسع الحفظ ثقة يملي من غير كتاب؛ غير أن أعداءه كانوا كثيرين لأنه كان مغاليا في الميل إلى معاوية بن أبي سفيان متّهما بالتحامل على عليّ بن أبي طالب[عليه السلام]. ثمّ كانت له تخريجات غريبة فنسبه بعضهم من أجلها إلى الكذب.

و لأبي عمر الزاهد كتب كثيرة (2) منها ما لا يزال موجودا: كتاب المداخلات، كتاب اليواقيت أو الياقوت في اللغة، كتاب غريب الحديث (صنّفه على مسند أحمد بن حنبل و كان يستحسنه جدّا) ، كتاب شرح الفصيح لثعلب، كتاب الموشّح (الموضّح) ، ما أنكره الأعراب على أبي عبيدة في ما رواه و صنّفه، كتاب فائت العين، كتاب الجمهرة و الردّ على ابن دريد، كتاب فرق ما بين الضاد و الظاء، كتاب فضائل معاوية، كتاب تفسير أسماء القرّاء (الشعراء) ، كتاب النوادر، كتاب العشرات، الخ.

المختار من آثاره:

- من كتاب المداخل (3):

قال (أبو عمر الزاهد) : أخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابيّ، قال:

الكريز: القثّاء الكبار جمع كبر، و الكبر: الطبل، و الطبل: السدّ، و السدّ: السلّة (4)، و السلّة: الناقة التي لم يبق لها سنّ من الكبر، أي الهرم، و السنّ: الثور، و الثور: السيّد، و السيّد: الزوج، و الزوج: النمط من الديباج، و الديباج: الناقة الليّنة المسّ، و المسّ: الجنون، و الجنون: ستر الليل و سواد الليل، و الليل: فرخ الكروان (5)....

__________________

1) تولى القضاء في بغداد (284-296 ه‍، ثم في فترة أخرى بعد ذلك) و كانت وفاته 320 ه‍.

2) راجع ثبتا مفصلا منسقا في (م م ع ع 9:612-616) .

3) المداخل: تداخل الألفاظ بمعانيها (يكون للفظ معنى هو بدوره لفظ لمعنى آخر ثم يتسلسل ذلك) .

4) السلة: سقوط الأسنان.

5) الكروان (بفتح ففتح) : الحجل (بفتح ففتح) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.