ترجمة الشمس ابن جابر
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة:
ص: 303-304
2025-12-03
30
ترجمة الشمس ابن جابر من " الإحاطة ":
قال لسان الدين بعد ما مضى ما نصه، وجرى ذكره في الإكليل بما نصه: محسوب من طلبتها الجلة، ومعدود فيمن طلع بأفقها من الأهلة، رحل إلى المشرق وقد أصيب ببصره، واستهان في جنب الاستفادة بمشقة سفره، على بيان عذره، ووضوح ضره.
شعره - وشعره كثير، فمنه قوله:
سلوا حسن ذاك الخال في صفحة الخد ... متى رقموا بالمسك في ناعم الورد
وقولوا لذاك الثغر في ذلك اللمى ... متى كان شأن الدر يوجد في الشهد
ومن هز غصن القد منها لفتني ... وأودعه رمانتي ذلك النهد
ومن متع القضب اللدان بوصفها ... إلى أن أعن الحسن من ذلك القد
فتاة تفت القلب مني بمقلة ... لها رقة الغزلان في سطوة الأسد
تمنيت أن تهدي إلي نهودها ... فقالت رأيت البدر يهداه أو يهدي
فقلت أللرمان بد من الجنى ... فتاهت وقالت: باللواحظ لا الأيدي
فقلت أليس القلب عندك حاصلا ... فقالت قلوب الناس كلهم عندي
فقلت اجعليني من عبيدك في الهوى ... فقالت كفاني كم لحسني من عبد
إذا شئت أن أرضاك عبدا فمت جوى ... ولا تشتكي واصبر على ألم الصد
ألم تر أن النحل يحمل ضرها ... لأجل الذي تجنيه من خالص الشهد
كذلك بذل النفس سهل لذي النهى ... لما يكسب الإنسان من شرف الحمد
ألست ترى كف ابن جانة طالما ... أضاع كريم المال في طلب المجد
وكتب ابن المؤلف على هذه القصيدة ما صورته: عارضة قوية، ونزعة خفاجية، ويكف لا والشيخ أبو عبد الله صدر صدور الأندلس علما ونظما ونحوا، زاده الله تعالى من فضله؛ انتهى.
رجع إلى الترجمة - قال لسان الدين: وقال، يعني ابن جابر:
عرج على بان العذيب ونادي ... وانشد فديتك أين حل فؤادي
وإذا مررت على المنازل بالحمى ... فاشرح هنالك لوعتي وسهادي
إيه فديتك يا نسيمة خبري ... كيف الأحبة والحمى والوادي
يا سعد، قد بان العذيب وبانه ... فانزل فديتك قد بدا إسعادي
خذ في البشارة مهجتي يوما إذا ... بان العذيب ونور حسن سعاد
قد صح عيدي يوم أبصر حسنها ... وكذا الهلال علامة الأعياد ومما نقلته من جزء قيده لي صاحبنا الفقيه الأستاذ أبو علي الزواوي مما ادعاه لنفسه:
علي لكل ذي كرم ذمام ... ولي بمدارك المجد اهتمام
وأحسن ما لدي لقاء حر ... وصحبة معشر بالمجد هاموا
وإني حين أنسب من أناس ... على قمم النجوم لهم مقام
يميل بهم إلى المجد ارتياح ... كما مالت بشاربها المدام
هم لبسوا أديم الليل بردا ... ليسفر عن أديمهم الظلام
هم جعلوا متون العيس أرضا ... فمذ عزموا الرحيل فقد أقاموا
فمن كل البلاد لنا ارتحال ... وفي كل البلاد لنا مقام
وحول موارد العلياء منا ... لنا مع كل ذي شرف زحام
تصيب سهامنا غرض المعالي ... إذا ضلت عن الغرض السهام
وليس لنا من المجد اقتناع ... ولو أن النجوم لنا خيام
ثم سرد لسان الدين القصيدة بتمامها، وذكر بعد ما سبق اثنين وستين بيتا، ولم نثبتها لطولها، ثم قال بعدها: نجزت وما كادت، ثم قال بعدها أيضا: وقد وطأ لإمطاء قروحها، وأعيا لإكثار سروحها، ثم قال بعده: والله ولي النجاة بفضله؛ انتهى.
وكتب ابنه على أول القصيدة وهو: علي لكل ذي كرم ذمام ما نصه: نزعة معرية، قاله ابن المؤلف رحمه الله تعالى.
وكتب الشيخ ابن مرزوق على قوله نجزت إلى آخره ما صورته: ما أنصف المصنف هذا الفاضل في ترجمته، وقدره شهير، ومكانه من الفضيلة كبير، وعلمه غزير، ولعله لم يطلع إلا على ما أودعه.
وكتب إثره ابن لسان الدين ما صورته: نعم يا سيدي أبا عبد الله ابن مرزوق لم ينصف المترجم به المؤلف، ولولا أنهما بالحياة ما صدر منكم التنبيه، ولو حصلا تحت الصفيح لم تعملوا فيهما قلما، هكذا شأن الدنيا بقلة الوفاء شنشنة معروفة، والحقد على الأموات شأن المغاربة، قاله علي ابن المصنف رحمه الله تعالى.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة