المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



إسحاق بن إبراهيم الفارابي  
  
2956   05:35 مساءاً   التاريخ: 21-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج2، ص158-160
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2015 5510
التاريخ: 21-06-2015 3392
التاريخ: 27-09-2015 8830
التاريخ: 28-12-2015 5823

خال إسماعيل بن حماد الجوهري، صاحب كتاب الصحاح في اللغة، وأبو إبراهيم هذا هو صاحب كتاب ديوان الأدب، المشهور اسمه الذائع ذكره. كتب إلينا القاضي الأشرف يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشيباني القفطي من بلاد اليمن وكان قد سافر إلى هناك وأقام قال مما أخبركم به أن أبا إبراهيم إسحاق الفارابي مصنف كتاب ديوان الأدب ممن ترامى به الاغتراب وطوح به الزمان المنتاب إلى أرض اليمن وسكن زبيد وبها صنف كتابه ديوان الأدب ومات قبل أن يروى عنه وكان أهل زبيد قد عزموا على قراءته عليه فحالت المنية دون ذلك. قال: وكانت وفاته فيما يقارب سنة خمسين وأربعمائة والله أعلم.

ووضع كتابه على ستة كتب الأول السالم الثاني المضاعف الثالث المثال وهو ما كان في أوله واو أو ياء والرابع كتاب ذوات الثلاثة وهو ما كان في وسطه حرف من حروف العلة والخامس كتاب ذوات الأربعة وهو ما كان اخره حرف علة والسادس كتاب الهمزة وكل كتاب من هذه الستة أسماء وأفعال يورد الأسماء أولا ثم الأفعال بعدها وله كتاب بيان الإعراب كتاب شرح أدب الكاتب كتاب ديوان الأدب قرأت بخط الشيخ أبي نصر إسماعيل بن حماد الجواهري الفارابي النسوي النيسابوري قال قرأته على إبراهيم رحمه الله بفاراب ثم على أبي السري محمد بن إبراهيم الأصبهاني بأصبهان ثم عرضته على القاضي أبي سعيد السيرافي ببغداد قال الحاكم وكنت قرأت بعضه إلى موضع البلاغ وهو اخر الأسماء على أبي يعقوب يوسف بن محمد بن إبراهيم الفرغاني الزبرقاني قال قرأته على أبي علي الحسن بن علي بن سعد الزاميني وقرأه أبو علي على أبي إبراهيم قال الحاكم قول الجوهري عرضته على القاضي أبي سعيد السيرافي يريد أنه قبله ولم ينكره فصار عنده من صحاح اللغة فأما الرد من قبل أبي محمد الحسن بن السيرافي فأنكره من كلمات علم عليها بخط الجوهري وفي اخر الثلث الأخير من نسخة الحاكم قرأ علي أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عزيز هذا الكتاب من أوله إلى اخره وصححته له وكتبه إسماعيل بن حماد الجوهري وعلى النسخة أيضا في موضع اخر سمعه مني ولدي علي والحسن من أوله إلى اخره بقراءتي إياه إلا أوراقا قرأها الحسن بنفسه علي وصح سماعهما والله تعالى يبارك لهما فيه ويوفقهما لصالح الأعمال.

 وكتب أبوهما يعقوب بن أحمد غرة المحرم سنة خمس وخمسين وأربعمائة ثم قرأه علي ولدي الحسن قراءة بحث واستقصاء من أوله إلى اخره بما على حواشيه من الفوائد وشرح الأبيات في شهور سنة ثلاث وستين وأربعمائة وعلى النسخة أيضا قبل ذلك ما صورته سمعه مني بلفظي وصححه عرضا بنسختي صاحبه أبو يوسف يعقوب بن أحمد وفرغ منه في ذي القعدة سنة تسع وعشرين وأربعمائة.

 وكتب عبد الرحمن بن محمد بن دوست بخطه قال مؤلف الكتاب فهذا مع وضوحه وكون هؤلاء المذكورين مشهورين معروفين ومعرفتي بالخطوط الموجودة على النسخة كمعرفتي بما لا أشك فيه يبطل ما كتب إلينا القاضي القفطي من كون هذا الكتاب صنف بزبيد وأنه لم يسمع على مصنفه.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.