أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
1417
التاريخ: 11-10-2014
2475
التاريخ: 11-10-2014
2120
التاريخ: 11-10-2014
1794
|
نقرأ في قوله تعالى بشأن الظالمين : إنّ الخطاب يأتي إلى ملائكة العذاب : {وَقِفُوهُم انَّهُمْ مَّسْؤولُونَ} (الصافات/ 24).
وهناك أخذ ورد بين المفسرين فيما سيسألون عنه، قال بعضهم : عن البدع التي ابتدعوها، وقال بعضهم الآخر : عن أعمالهم السيئة وعن خطاياهم، وأضاف بعضهم : عن التوحيد : «ولا إله إلّا اللَّه» (1).
ولا مانع من اجتماعهن جميعاً في مفهوم الآية.
إلّا أنّه ورد في العديد من الروايات أنّ المراد هو السؤال عن «ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام».
وقد وردت هذه الروايات في المصادر الإسلامية المعروفة.
ومنها في «شواهد التنزيل»، إذ ينقل بطريقين عن أبي سعيد الخدري، عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله أنّه قال في تفسير هذه الآية : «عن ولاية علي بن أبي طالب» (2).
وينقل في حديث آخر عن «سعيد بن جبير»، عن «ابن عباس» أنّ الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله قال : «إذا كان يوم القيامة أوقف أنا وعلي على الصراط فما يمر بنا أحد إلّا سألناه عن ولاية علي، فمن كانت معه، وإلّا ألقيناه في النار! وذلك قوله وقفوهم إنّهم مسؤولون» (3).
ونقل «الحاكم الحسكاني» هذا الحديث أيضاً في الكتاب المذكور، عن طرق اخرى ونقل «ابن حجر» أيضاً في كتاب «الصواعق» هذا الحديث عن «أبي سعيد الخدري» عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله (4).
وممن نقل هذا الحديث «أحمد بن حنبل» (أحد الأئمّة الأربعة للسنّة) في كتاب المسند عن أبي سعيد الخدري : «إنّه يسأل في يوم القيامة عن ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام».
ونقل هذا الحديث أيضاً كل من : «عز الدين الحنبلي» في «كشف الغمة» (5)، والآلوسي في تفسيره (6)، و «سبط ابن الجوزي» في «التذكرة» (7)، و«أبو نعيم الاصفهاني» في «كفاية الخصام» (8)، و «الشيخ سليمان القندوزي» في «ينابيع المودة» (9)، وجمع آخر لو أردنا ذكر اسمائهم وكتبهم لطال بنا المقام.
والطريف أنّه- في بعض هذه الروايات- وردت «ولاية أهل البيت» إضافة لولاية علي عليه السلام (10).
كما أنّ هذه الملاحظة جديرة بالاهتمام أيضاً وهي أنّ جميع الروايات الآنفة الذكر نقلت عن المصادر المعروفة والكتب المشهورة للسنة، والرواة المقبولين، ولكن مع ذلك فإنّ «الآلوسي» عندما ينقل هذه الرواية يقول : «روى بعض الإمامية عن ابن جبير عن ابن عباس يسألون عن ولاية علي»، و «كذلك نقل الإمامية هذه الرواية عن أبي سعيد الخدري» (11).
ويضيف من عنده ولاية سائر الخلفاء بكل تعجب!
إنّ هذا المفسر المتعصب يتصور أنّ كل حديث بشأن فضائل علي عليه السلام لابدّ وأن يكون رواته من الإمامية والشيعة حتماً، وكأنّ أحكامه الطائفية المسبقة لا تسمح له التصديق بأنّ هذه الأحاديث منقولة بهذا الشكل الواسع في المصادر المعروفة للسنّة، وكأنّه لا يصدق أيضاً بأنّ الاجيال اللاحقة سيقرأون كلماته، ويشكلون عليه، أنّ رواة هذا الحديث ليسوا من الإمامية فحسب، بل إنّهم غالباً من علماء السنّة.
وعلى أيّة حال فإنّ مفهوم هذه الأحاديث وكذلك الآية الآنفة لا يعني أنّه في يوم القيامة يسأل عن ولاية «علي بن أبي طالب» فقط، ذلك أنّ يوم القيامة هو يوم السؤال عن جميع الأعمال، والنعم، وجميع أنواع المسؤوليات، بل المراد أنّ احدى أهم الامور التي يسأل عنها هي ولاية هذا الإمام المعصوم، وبلا أدنى شك فإنّ الولاية هنا ليست بمعنى نوع من المحبة العادية والدارجة التي لابدّ وأن يتحلى بها كل مؤمن تجاه الآخرين، ذلك أنّ هذا الأمر يعد أحد الفروع العادية للدين، بل إنّ المراد شيء أبعد من هذه المسألة ويعد من أهم أركان الإسلام واسس الدين.
فهل يمكن أن يكون هذا الموضوع شيئاً آخر غير مقام القيادة والخلافة الإلهيّة بعد رسول الإسلام صلى الله عليه و آله؟!
نعم، علي بن أبي طالب عليه السلام هو ذلك الشخص الذي تعد ولايته من أهم أركان الإسلام وشروط الإيمان، وعلى رأس تسلسل الامور التي يُسال عنها في يوم القيامة.
وكيف لا يكون كذلك، وقد ملأت فضائله ومفاخره جميع كتب الحديث، وتتلألأت شخصيته الرفيعة في آيات القرآن المجيد، بالرغم من كل المواقف العدائية التي اتخذها أعداؤه معه، وكتموا فضائله (ولايزالون يكتمونها لحد الآن أيضاً)، وبالرغم من أنّ أصحابه واتباعه اضطروا إلى اخفاء فضائله أيضاً خوفاً من بطش الأعداء!.
ونختم هذا الكلام بنقل حديث معروف عن ابن عباس ورد في الكثير من المصادر الإسلامية إذ يقول : ما نزل في القرآن {يَا ايَّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} إلّا علي سيدها وشريفها وأميرها، وما أحد من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلّا قد عاتبه اللَّه في القرآن، ما خلا علي بن أبي طالب فإنّه لم يعاتبه بشيء، وما نزل في أحد من كتاب اللَّه ما نزل في علي ... نزلت في علي ثلاثمائة آية!» (12).
ونقل هذا الحديث- أو قسمه الأول- عن طائفة اخرى كثيرة أيضاً، مثل الحافظ «أبو نعيم الاصفهاني» في «حلية الأولياء»، و«محب الدين الطبري» في «ذخائر العقبى»، و «العلّامة الكنجي الشافعي» في «كفاية الطالب»، و«سبط ابن الجوزي» في «التذكرة»، و«الشبلنجي» في «نور الأبصار»، و«الهيثمي» في «الصواعق»، و«السيوطي» في «تاريخ الخلفاء»، و «القندوزي» في «ينابيع المودة» (13).
كانت هذه طائفة من الآيات التي نزلت بشأن علي عليه السلام في القرآن، إذ عمدنا إلى اختيار هذا العدد منها.
______________________________
(1) تفسير مجمع البيان، ج 7، ص 441 (نهاية الآية التي نحن بصددها).
(2) شواهد التنزيل، ج 2، ص 106- 107، ح 786 و 787.
(3) المصدر السابق، ح 788.
(4) الصواعق، ص 89.
(5) كشف الغمة، ص 92.
(6) تفسير روح المعاني، نهاية الآية التي نحن بصددها.
(7) التذكرة، ص 21.
(8) كفاية الخصام،، ص 361.
(9) ينابيع المودة، ص 257.
(10) علي في الكتاب والسنة، ج 1 ص 229.
(11) تفسير روح المعاني، ج 23، ص 74.
(12) مختصر تاريخ دمشق، ج 18، ص 11.
(13) للمزيد من الاطلاع على هذه المصادر يرجى مراجعة احقاق الحق، ج 3، ص 476.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|