أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-1-2017
![]()
التاريخ: 2023-06-25
![]()
التاريخ: 16-5-2016
![]()
التاريخ: 2023-04-02
![]() |
عدا عن المسائل الأخرى، كان اينشتاين مهتماً بالمسائل الابستمولوجية مثل (ما هي المعرفة التي يمكن ان يولدها التفكير الخالص بدون الاعتماد على الادراك الحسي ؟ هل توجد مثل هذه المعرفة؟ وفي حالة عدم وجودها، فما هي بالضبط العلاقة بين معارفنا وبين المادة الأولية التي زودتنا بها الانطباعات الحسية لقد اكتشف اينشتاين اجوبة متناقضة حول هذه الأسئلة ضمن دراسته للأدب الفلسفي الوفير. وقد تعاطف مع ( الريبية) ازاء المحاولات لايجاد معرفة عن العالم الخارجي من خلال التفكير الخالص فقط. ولكن اينشتاين لم يتبن آراء هؤلاء الفلاسفة الذين اتخذوا موقف الواقعية الساذجة، فكتب: (ان هذا الوهم الارستقراطي فيما يتعلق بالقوة الخارقة واللا محدودة للفكر يحمل في جانبه المعاكس وهماً مبتدلاً من الواقعية الساذجة، وعليه فإن الأشياء (موجودة) مثلما ندركها من خلال حواسنا) . وللتغلب على هذه الأوهام التجأ اينشتاين إلى بعض افتراضات بريكلي وهيوم وكانط، رافضاً اسس ارائهم الفلسفية التي تشكل جوهر انظمتهم المثالية، وتصوراتهم عن المكان والزمان، وكذلك مذهب هيوم ادري . مشيراً إلى استحالة ايجاد مبررات لمذهب بريكلي (الشيء في ذاته). ان ما جذب اينشتاين إلى اعمال بريكلي وهيوم وكانط هو ابتعادهم عن الابستمولوجيا المقبولة عموماً والميتافيزيقيا التي كانت مهيمنة على الفيزياء الكلاسيكية .
لقد وجد اينشتاين في تعاليم بريكلي : انه عند اتخاذ قرار معين فان الفرضية تكون ان حواسنا تدرك بشكل مباشر العمليات فقط، وليس مواضيع العالم الخارجي كما يصر التجريبيون. ولكن بريكلي ينظر إلى مواضيع العالم الخارجي باعتبارها مجموعة من الافكار (الاحاسيس)، في حين ان الحدس المادي لا ينشتاين حفزه للاعتقاد بأن العمليات التي ندركها من خلال اعضائنا الحسية مرتبطة سبياً بالأشياء الموجودة بشكل موضوعي، والمستقلة عن التصورات الذاتية . كما أن دراسة هيوم قد اظهرت لاينشتاين ان المفاهيم العامة والجوهرية، مثل السببية، لا يمكن استنباطها بصورة مباشرة وواضحة من نتائج الاحساس وقد وضع هيوم بذلك اساس اللا ادرية: ان كل ما في المعرفة، هو من مصدر تطبيقي وليس مؤكداً). وفي حين رفض اينشتاين لا ادرية هيوم، فقد استخدم فكرته في محاربة التجريبية المتطرفة: كل المعرفة حول الأشياء هي على وجه الحصر، العمل على المادة الأولية التي توفرها لنا الاحاسيس) ان الثغرة التي تركها هيوم في سلسلة المعرفة يجب ان تردم. وقد فهم اینشتاين ذلك حيث وجد طريقة بعيدة عن الصعوبة لدى كانط . فقد اعتقد الأخير انه اذا لم تتمكن النتائج التطبيقية من التوصل إلى معرفة معقولة (موقف هيوم) في حين ان النشاط الادراكي يكون مستحيلاً، بدون مثل هذه المفاهيم كالسببية، الزمان، المكان .. الخ، فهي حسب رأي كائط مقدمة منطقية لأي تفكير) فسيتبع ذلك ان المعرفة الحقيقية تستند على التفكير الخالص وتصبح بديهية في الطبيعة. وعلى أي حال لم يكن هذا الاستنتاج هو ما جذب اينشتاين. ان العناصر الايجابية التي استعارها اينشتاين من كانط قد صيغت على هذا النحو: انني لا أزيد من حجم العرف الكانطي، ولكني توصلت إلى فهم الحقيقة الثمينة الموجودة في مذهبه، إلى جانب الاخطاء التي تظهر واضحة اليوم بشكل متأخر. وهي مضمنة في هذه الجملة ان الحقيقة لا تعطى لنا، ولكن تفرض علينا بشكل لغز). وهذا يعني بوضوح ان هنالك شيء مثل البنية المفاهيمية للسيطرة على العلاقات بين الأشخاص وتكمن سلطته في شرعيته . لقد رأی اینشتاین ان كانط قد خطا خطوة إلى الأمام في حل معضلة هيوم، ولكن بالنقيض من كانط توصل إلى الاستنتاج بأن معرفتنا بالعالم الخارجي تنبع من الواقع من خلال العمل الذهني على نتائج الاحساس ان اينشتاين لم يؤيد اصرار كانط على وجود مفاهيم بديهية، ورأى ان خطاء يكمن في اعتباره مثلاً هندسة اقليدس ضرورية للتفكير وانها معرفة أكيدة (لا تعتمد على التجربة الحسية تتعلق بمواضيع الادراك الحسي (الخارجية). من هذا الخطأ الذي يسهل فهمه، استنتج اينشتاين وجود احكام تركيبية (البديهة)، التي تنتج من العقل فقط، وأنه يمكن بالتالي الادعاء بانها ذات شرعية مطلقة وهكذا نرى أن الفة اينشتاين مع اعمال بريكلي وهيوم وكانط لم توصله إلى التأثر بالاتجاه المثالي في الفلسفة الذي ارتبطت به هذه الاسماء. لقد خاض اينشتاين في اعمال هؤلاء الفلاسفة المثالين كمادي عفوي وديالكتيكي . فقد استخدم عدة آراء من هؤلاء الفلاسفة للنضال ضد المثالية واللا ادرية والميتافيزيقيا، وخصوصاً ضد الأوهام التي ترجع إلى المعالجات الميتافيزيقية والمثالية المصدر معرفتنا. كما أن اينشتاين كان قد اشاد باعمال ماخ، ويجب علينا بالطبع ان نفرق بين اعمال ماخ في علم الطبيعة وبين اعماله الفلسفية. ان ما جذب اينشتاين الفلسفة ماخ ليس محتواها، بل انحراف ماخ عن المسائل الابستمولوجية. وعلى الرغم من ان اينشتاين لم يدرس في البداية ابستمولوجيا ماخ بصورة عميقة، الا انه وجد الاثارة في ان هذا الفيزيائي النمساوي كان مهتماً بأمور كان هو نفسه قد اولاها جل اهتمامه. ولهذا السبب تراه يبدأ نعيه لماخ عام 1916 بأسئلة تتعلق بأولوية ماخ في الابستمولوجيا : ما الذي يجعل مثل هذا العالم الطبيعي الموهوب مهتماً بالابستمولوجيا، اليست ثمة ثروة من الاعمال يجب انجازها في حقله العلمي؟) وقد اجاب: اني لا استطيع ان اقتنع بذلك .. فاذا ما اتجهت إلى العلم ليس بدافع بعض الاسباب الخارجية، مثل جمع الأموال او الشهرة، ليس (أو على الأقل ليس فقط من اجل السعادة التي يمنحها باعتباره رياضة ذهنية، اذن فان علي كخادم لهذا العلم ان اهتم بالمسائل التالية : ما هو الموضوع الذي يستطيع أو سيصل له هذا العلم والذي علي ان اهبه نفسي ؟ إلى أي مدى تكون نتائجه العـامــة (حقيقة)؟ ما هو الجوهري وما هو الشيء الذي يعتمد على المصادفة في التطور؟) لقد فشل محتوى آراء ماخ الفلسفية في ان يكون الاساس الذي يعتمد عليه اينشتاين في نظرته للعالم. ولم يشكل ايضاً جزءاً من بنية آرائه الفيزيائية. لقد اثرت مثالية ماخ على اسلوب التعبير في اعمال اينشتاين الابداعية حول العديد من قضايا الابستمولوجيا، ولهذا السبب كتب اينشتاين في مذكراته حول ابستمولوجية ماخ بانها تبدو بالنسبة له (غير مبررة جوهرياً) وقد اتضح موقفه تجاه الآراء التي تشكل المحتوى الاصلي لفلسفة ماخ في حواره مع (ربيندرانت طاغور). حيث اكد طاغور (ان) عالمنا هو عالم انساني، والنظرة العلمية له هي ايضاً نظرة انسان علمي . لهذا فان العالم بدوننا ليس موجوداً انه عالم نسبي تعتمد حقيقته على وعينا) وكان رد اینشتاین صريحاً تماماً: (حتى ضمن حياتنا اليومية نشعر بضرورة ان نعزو الواقع المستقل عن الانسان إلى المواضيع التي نستخدمها . وعلى سبيل المثال اذا لم يكن ثمة شخص في هذا البيت فان المنضدة ستبقى كما هي في موضعها). ان وضوح هذا الرد على الفلسفة المثالية الذاتية وبنفس القدرة على الماخية لا يترك مجالاً للتعليق. ولهذا يمكن الافتراض ان اينشتاين الشاب كان قد تعامل فلسفة ماخ بشكل سطحي وفاته ادراك جوهرها. ثم اخذ اينشتاين يدرك ان هنالك عالماً موضوعياً يقف وراء الادراكات الحسية التي تعتبر بالسبة له صوراً ذهنية لهذا العالم. وفي الوقت نفسه كان اينشتاين بعيداً عن السطحية في موقفه من اعمال ماخ في علم الطبيعة، التي كان فيها ماخ وكما وضح لينين يجادل باسلوب مستقیم، دون تطرف مثالي. فقد قام ماخ كعالم طبيعي، مثلما هو معروف، بدراسة تاريخ تطور الفيزياء الكلاسيكية، وكان واحداً من أوائل الفيزيائيين الذين نبذوا المطلقات في الميكانيك الكلاسيكي، فاضفى سمة النسبية عموماً ونسبية بعض مفاهيمه وسننه التي كانت تعتبر سرمدية، مشدداً على الترابط الكوني مع الظواهر الطبيعة. ولكن فكرة ماخ عن الطبيعة النسبية للمعرفة العلمية قادته إلى انكار سمتها الموضوعية، في حين ان دراسة اينشتاين لمؤلف ماخ (تاريخ الميكانيك) قد اعطته لقد ادرك اينشتاين ان اصرار الوضعيين على التقليل من مهمات الفلسفة والعمل على نتائج الاحساس وانكارهم لدراسة جوهر ظواهر العالم الخارجي يحمل اخطاء عميقة ذات نتائج مهلكة. وقد كان اكثر حدة في انتقاده لمواقف الوضعيين في رسالته إلى صديقه (موريس سوليفين): (في هذه الأيام، تهيمن وجهات النظر الذائية والوضعية بشكل مفرط. ويبدو ان الحاجة إلى فهم الطبيعة كحقيقة موضوعية قد باتت ضرراً معيناً . ان الرجال هم ايضاً عرضة للايجاء مثل الخيول، ولكل عهد نمط مهيمن، والأغلبية لا ترى حتى الطاغية المستبد والمسيطر عليهم) . لقد حدد اينشتاين ان جذور المذهب الوضعي كانت في فلسفة بريكلي ان ما اكره في هذا النوع من المحاججة هو اساس الموقف الوضعي، الذي اعتبره غير مبرر من وجهة نظري، ويبدولي انه يشبه المبدأ البريكلي (الشي في ذاته) [. لقد غزا اينشتاين عدم اهتمام بعض العلماء بنظرية الذرة إلى المذهب الوضعي. هذا مثال واضح (كتب اينشتاين) عن حقيقة انه حتى الطلبة ذوي الروح الجريئة والموهبة الفذة يمنعون من تفسير الحقائق بسبب التحيز الفلسفي. ان التحيز يكمن في ان الحقائق بذاتها يمكن ويجب ان تولد معرفة علمية بدون بنية مفاهيمية حرة). التي هي استناداً لا ينشتاين نتاجاً لبنيتنا المفاهيمية التأملية، على الرغم من ان المعرفة ليست نتاج التفكير الخالص. فهي تستخلص من النتائج الحسية التي لا تعطي لوحدها اية فكرة عن الحقائق بدون المعالجة المفاهيمية .
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|