المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6428 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نـماذج الاختيـار فـي ظـل المخاطـرة
2025-02-21
الجهاز العضلي في الحشرات Muscular System In The Insect
2025-02-21
مـداخـل تـحليـل المـخاطـر (نموذج السوق ونموذج تسعير الأصول الرأسمالية)
2025-02-21
الجهاز العصبي في الحشرات The Nervous System in The Insects
2025-02-21
Additional Sounds
2025-02-21
Vowels and diphthongs
2025-02-21

مقومـــات القوة البشريـة - التركيب الديموغرافي - التركيب العمري
27-11-2021
عرق الطيب Iris germanica L.
27-1-2021
ضرورة العقاب في التربية
17-6-2016
الاسباب التي تؤدي الى نقص العناصر المعدنية في التربة
19-11-2017
آثار الحقد
14-2-2022
كيف تعرف العصمة
3-08-2015


الطرق (الخاتمة)  
  
89   05:59 مساءً   التاريخ: 2025-02-19
المؤلف : الشيخ الجليل محمد بن الحسن المعروف بـ(الحر العامليّ)
الكتاب أو المصدر : الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة
الجزء والصفحة : ص 286 ـ 295
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الحديث / الأحاديث القدسيّة /

أقول: وهنا أختم الكلام راجيا من الله حسن الختام سائلا من علّام الغيوب التطهير من المعائب والذنوب، فهذا ما أردت ايراده واخترت افراده من الأخبار الصحيحة المروية المشتملة على الأحاديث القدسية المحفوفة بالقرائن القطعية الدالة على ثبوتها وصحتها وصدق رواتها في روايتها، معرضا عما يعترض فيه الريب والشك أو يقوم فيه احتمال التخلق والإفك، راجيا من الله جزيل الثواب مؤملا للدعاء من نظر فيه من الأصحاب، مبتدئا في أول كل حديث باسم نقلته من كتابه، فإن أوردت غيره من ذلك الكتاب عطفته عليه في بابه، جامعا له من كتب متعددة وأصول ممهدة ومصنفات معتمدة، قد نص على صحتها العلماء الأخيار واشتهرت اشتهار الشمس في رابعة النهار.

وها أنا أذكر الطرق إلى مؤلّفيها والأسانيد المتصلة بمصنّفيها، تبرّكا باتصال هذه السلسلة الشريفة والنسبة العالية المنيفة، مرتّبا للأسماء على ترتيب الحروف، مبتدئا بالأول فالأول على النهج المألوف، مراعيا لذلك في حروف الأسماء ثم في أسماء الآباء:

فالطريق إلى أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي فكثيرة: منها ما اخبرني به جماعة منهم الشيخ الفقيه الجليل أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن ظهير الدين العاملي إجازة سنة احدى وخمسين وألف قال: أخبرنا الشيخ الفاضل نجيب الدين علي بن محمد بن مكي قال: أخبرنا الشيخ الكامل الأوحد بهاء الدين محمد بن الشيخ الجليل حسين بن عبد الصمد الحارثي عن والده عن الشهيد الثاني الشيخ الأكمل الأفضل زين الدين بن علي بن أحمد العاملي وعن شيخنا عن الشيخ نجيب الدين والسيد الجليل نور الدين علي بن أبي الحسن الحسيني جميعا عن الأستاذ المحقق المدقق الشيخ حسن بن الشهيد الثاني والسيد الجليل السيد محمد بن السيد علي بن السيد حسين بن أبي الحسن الحسيني العاملي جميعا عن أبيه والشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي والسيد علي بن السيد فخر الدين الهاشمي والشيخ أحمد بن سليمان العاملي كلهم عن الشهيد الثاني.

وبالإسناد عن الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي عن أبيه عن الشهيد الثاني قال: أخبرنا الشيخ السعيد نور الدين علي بن عبد العال العاملي الميسي إجازة عن شيخه شمس الدين محمد بن داود المؤذّن الجزيني عن الشيخ ضياء الدين علي ولد الشهيد أبي عبد الله محمد بن مكي عن والده عن السيد عميد الدين بن عبد المطلب والشيخ فخر الدين أبي طالب محمد ولد العلّامة الأوحد الأفضل جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهّر عن والده عن الشيخ المحقّق نجم الدين جعفر بن الحسن بن سعيد الحلي عن السيد السعيد النسّابة فخار بن معد الموسوي عن الفقيه سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمي عن الشيخ الفقيه عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري عن الشيخ أبي علي الحسن بن الشيخ الجليل رئيس الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي عن والده الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان والشيخ أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري وغيرهما عن الشيخ الصدوق رئيس المحدّثين أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي عن أبيه ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد جميعا عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي.

وبالإسناد عن المفيد عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن سعد عن البرقي. واعلم أنّ البرقي إذا أطلق فالأغلب ان يراد به محمد بن خالد، وقد يراد به ابنه احمد، وهو الذي أريد منه في هذا الكتاب.

والطريق إلى أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي الإسناد السابق عن الشهيد الأول عن السيد شمس الدين محمد بن أبي المعالي عن الشيخ كمال الدين علي بن حماد الواسطي عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد عن السيد السعيد الفقيه محي الدين محمد بن أبي القاسم عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي عن الشيخ السعيد رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني عن الشيخ الجليل أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي.

والطريق إلى أحمد بن فهد الإسناد الأول عن الشيخ علي بن عبد العال عن الشيخ الورع الجليل علي بن هلال الجزائري عن أحمد بن فهد والإسناد السابق عن الشيخ شمس الدين محمد ابن المؤذّن عن الشيخ عز الدين الحسن المعروف بابن العشرة عن الشيخ جمال الدين أحمد بن فهد.

والطريق إلى أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه الإسناد السابق عن الشيخ المفيد عنه.

والطريق إلى الإمام أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) فيما ذكره من تفسير القرآن الإسناد عن الشيخ الصدوق ابن بابويه عن أبي الحسن محمد بن القاسم المفسّر عن أبي يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبي الحسن علي بن محمد بن سيار قال الطبرسي وابن بابويه وكانا من الشيعة الإمامية عن أبويهما عن الإمام (عليه السلام).

والطريق إلى أبي علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي الإسناد السابق عنه وإلى العلّامة الحسن بن يوسف بن المطهّر قد علم ممّا سبق، والى الشهيد الثاني الشيخ زين الدين قد تقدّم في الإسناد الأول، وإلى عبد الله بن جعفر الحميري الإسناد إلى ابن بابويه عن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد ومحمد بن موسى بن المتوكل جميعا عنه، والاسناد عن محمد بن الحسن الطوسي عن أبي الحسين علي بن أحمد بن محمد بن أبي حميد عن محمد بن الحسن بن الوليد عنه والى علي بن إبراهيم بن هاشم عن ابن بابويه عن أبيه عنه، والاسناد الأول عن محمد بن الحسن الطوسي عن جماعة من أصحابنا منهم محمد بن محمد بن النعمان المفيد وأحمد بن عبدون والحسين بن عبيد الله كلهم عن الحسن بن حمز ابن علي بن عبيد الله العلوي عن علي بن إبراهيم، والاسناد عن المفيد عن ابن بابويه عن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد وحمزة ابن محمد العلوي ومحمد بن علي ماجيلويه جميعا عن علي بن إبراهيم، والاسناد الآتي عن محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم.

والطريق إلى علي بن الحسين المسعودي الاسناد السابق عن العلامة الحسن بن يوسف بن المطهر عن أبيه عن السيد احمد ابن يوسف بن أحمد العريضي العلوي الحسيني عن البرهان محمد ابن محمد بن علي الحمداني القزويني عن السيد فضل الله بن علي الحسني الراوندي عن العماد أبي الصمصام بن معبد الحسني عن الشيخ الجليل أبي العباس أحمد بن علي بن العباس النجاشي عن أبي المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني عن علي بن الحسين المسعودي.

والطريق إلى علي بن الحسين الموسوي هو السيد الأجل المرتضى علم الهدى هو الطريق إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي عنه عن المرتضى.

والطريق إلى السيد رضي الدين علي بن محمد بن علي بن طاووس الحسيني الاسناد الأول عن العلّامة والى علي بن محمد بن علي الخزاز الاسناد الأول عن السيد رضي الدين علي بن محمد ابن طاووس الحسيني عن الشيخ تاج الدين المحسن بن المندي عن ابن شهريار عن عمّه الموفّق الخازن بن شهريار عن أبي الطيب طاهر بن علي الجواري عن الزكي علي بن محمد النوني النيسابوري عن الشيخ الزاهد علي بن محمد بن أبي الحسن عبد الصمد القمي عن والده عن علي بن محمد بن علي الخزاز.

والطريق إلى فخار بن معد الموسوي قد علم من الاسناد السابق إلى البرقي والى الفضل بن الحسن الطبرسي الإسناد الأول عنه والعلّامة الحسن بن يوسف بن المطهّر عن أبيه عن الشيخ مهذّب الدين بن الحسين بن بردة عن الحسن بن أبي علي الفضل ابن الحسن الطبرسي عن أبيه ويأتي له طريق آخر والى فضل الله بن علي الراوندي الحسني الاسناد الأول إلى الشهيد عن السيد الأجل شمس الدين محمد بن أبي المعالي عن الشيخ كمال الدين علي بن حماد الواسطي عن الشيخ نجم الدين جعفر بن نما عن والده الشيخ نجيب الدين محمد بن جعفر بن نما عن الشيخ أبي الفرج علي بن الشيخ الامام قطب الدين أبي الحسين الراوندي عن السيد الإمام ضياء الدين أبي الرضا فضل الله بن علي الراوندي الحسني والشيخ الامام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي جميع روايتهما.

وقد تقدّم طريق آخر في طريق علي بن الحسين المسعودي والى محمد بن أبي القاسم الطبري قد تقدّم في الإسناد الأول.

والى محمد بن الحسن الصفّار الإسناد عن محمد بن الحسن الطوسي عن أبي الحسين علي بن أحمد بن محمد بن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفّار وعن محمد بن الحسن الطوسي عن الحسين بن عبيد الله عن محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى العطّار عن أبيه عن محمد بن الحسن الصفّار.

والإسناد السابق في طريق علي بن الحسين المسعودي عن أبي العباس أحمد بن علي بن العباس النجاشي عن أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد بن طاهر القمي الأشعري عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفّار وعن النجاشي عن أبي عبد الله بن شاذان عن أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه عن الصفّار.

وقد ذكر الشيخ والنجاشي أنّ محمد بن الحسن بن الوليد روي جميع مصنّفات محمد بن الحسن الصفّار إلا بصائر الدرجات، وكلّما أوردته عنه في هذا الكتاب فهو من بصائر الدرجات - فافهم.

والطريق إلى محمد بن الحسن بن علي الطوسي قد تقدم في الاسناد الأول والى الصدوق ابن بابويه قد علم من الاسناد الأول والى محمد بن عثمان بن علي أبي الفتح الكراجكي الاسناد الأول عن شاذان بن جبرئيل القمي عن الفقيه عبد الله بن عمر العمري الطرابلسي عن القاضي عبد العزيز بن كامل عنه.

والى محمد بن عمر بن عبد العزيز أبي عمر والكشي الاسناد عن محمد بن الحسن الطوسي عن جماعة من أصحابنا عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري عنه والاسناد عن أحمد بن علي بن العباس النجاشي. وقد تقدم في طريق علي بن الحسين المسعودي عن أحمد بن علي بن نوح وغيره عن جعفر بن محمد بن قولويه عنه.

والى الشهيد الأول أبي عبد الله محمد بن مكي قد ذكر في الإسناد الأول.

والى الشيخ الجليل ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني الإسناد الأول عن محمد بن الحسن الطوسي عن المفيد عن جعفر بن محمد بن قولويه القمي عن محمد بن يعقوب وعن محمد بن الحسن قال: أخبرنا الحسين بن عبيد الله قراءة عليه أكثر الكتاب الكافي عن جماعة منهم أبو غالب أحمد بن محمد بن الزراري وأبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه وأبو عبد الله أحمد بن إبراهيم الصيمري المعروف بابن أبي رافع وأبو محمد هارون بن موسى التلعكبري وأبو الفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني كلّهم عن محمد بن يعقوب.

قال الشيخ: وأخبرنا الأجل المرتضى علي بن الحسين الموسوي عن أبي الحسين أحمد بن علي بن سعيد الكوفي عن محمد بن يعقوب قال: وأخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبدون عن أحمد بن إبراهيم الصيمري وأبي الحسين عبد الكريم بن عبد الله ابن نصر البزاز عن محمد بن يعقوب والاسناد عن أبي العباس أحمد بن علي بن العباس النجاشي.

وقد ذكر في طريق علي بن الحسين المسعودي عن جماعة منهم الشيخ المفيد وأبو العباس أحمد بن علي بن نوح والحسين ابن عبيد الله الغضائري عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن محمد بن يعقوب الكليني والاسناد عن محمد بن علي بن بابويه عن محمد بن محمد بن عصام الكليني عن محمد بن يعقوب.

وامّا نصوص العلماء على صحّة كتبهم وثبوت مضامينها عمّن نسبت إليه، بمعنى انّ أخبارها محفوفة بالقرائن القطعيّة الدالة على صحّتها وثبوتها، فقد قال الشيخ الجليل رئيس المحدّثين ابن بابويه في أول كتاب من لا يحضره الفقيه: وسألني - أي الشريف أبو عبد الله المعروف بنعمة - أن أصنّف له كتابا في الفقه موفيا على جميع ما صنّفت في معناه وأترجمه بكتاب من لا يحضره الفقيه ليكون إليه مرجعه وعليه معتمده وبه أخذه ويشترك في أجره من ينسخه وينظر فيه ويعمل بمودعه.

ثم قال: فأجبته إلى ذلك وصّنفته له هذا الكتاب ولم أقصد فيه قصد المصنّفين في ايراد جميع ما رووه بل قصدت إلى ايراد ما أفتي به وأحكم بصحّته وأعتقد أنّه حجّة بيني وبين ربّي، وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعوّل واليها المرجع، مثل كتاب حريز بن عبد الله السجستاني وكتاب عبيد الله بن علي الحلبي وكتب علي بن مهزيار الأهوازي وكتب الحسين بن سعيد ونوادر أحمد بن محمد بن عيسى وكتاب نوادر الحكمة تأليف محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري وكتاب الرحمة لسعد بن عبد الله وجامع شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد ونوادر محمد بن أبي عمير وكتاب المحاسن لأحمد بن أبي عبد الله البرقي ورسالة أبي إليّ وغيرها من الأصول والمصنّفات التي طرقي إليها معروفة، وبالغت في ذلك جهدي مستعينا بالله ومتوكّلا عليه ومستغفرًا من التقصير - انتهى المقصود من كلامه.

وهو صريح في صحّة جميع أحاديث كتابه بالمعنى المشار إليه سابقا، وهو معنى الصحيح عند القدماء، وفيه شهادة بأنّ الكتب التي نقل منها في كتابه معتمدة.

وقال أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني في أول كتاب الكافي: أمّا بعد.. فقد فهمت يا أخي ما شكوت من إصلاح أهل دهرنا على الجهالة... إلى أن قال: وذكرت انّ أمورا قد أشكلت عليك لا تعرف حقائقها لاختلاف الرواية فيها، وانّك لا تجد بحضرتك من تذاكره وتفاوضه ممّن تثق بعلمه فيها، وقلت انّك تحب أن يكون عندك كتاب كافٍ يجمع من جميع فنون علم الدين ما يكتفي به المتعلّم ويرجع إليه المسترشد ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين (عليهما السلام) والسنن القائمة التي عليها العمل، وبها تؤدّى فرائض الله وسنّة نبيّه (صلى الله عليه وآله)، وقلت: لو كان ذلك رجوت أن يكون سببًا يتدارك الله بمعونته وتوفيقه إخواننا وأهل ملّتنا ويقبل بهم إلى مراشدهم... إلى أن قال: وقد يسر الله وله الحمد تأليف ما سألت وأرجو أن يكون بحيث توخيت، فمهما كان فيه من تقصير فلم تقصر نيّتنا في إهداء النصيحة، إذ كانت واجبة لإخواننا وأهل ملّتنا مع ما قد رجونا أن نكون مشاركين لكلّ من اقتبس منه وعمل بما فيه في دهرنا هذا وفي غابره إلى انقضاء الدنيا إذ الربّ جلّ وعزّ واحد والرسول محمد خاتم النبيّين واحد والشريعة واحدة وحلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة - انتهى.

وهو صريح في الشهادة بصحّة أحاديث كتابه بمعنى ثبوتها عنهم (عليهم السلام)، حيث بيّن أنّه قصد بذلك التأليف إزالة حيرة السائل، فلو كان ملفّقا ممّا ثبت وروده عنهم وممّا لم يثبت لزاد السائل حيرة، فعلم أنّ جميع أحاديثه صحيحة عنده مأخوذة من الأصول التي صنّفها أصحاب الأئمّة بأمرهم، ثم قوله: (ويأخذ منه من يريد علم الدين بالنصوص الصحيحة عن الصادقين) أوضح دلالة من ذلك؛ لأنّه لم يبيّن قاعدة يعرف بها الصحيح من غيره لو كان فيه غير صحيح، والاصطلاح على تقسيم الحديث إلى أربعة أقسام لم يكن في زمانه قطعًا.

وأيضا لو لم يكن جميع ما فيه صحيحا لما قال: يكتفي به المتعلّم ويرجع إليه المسترشد.

وأيضا من لم يقصر في إهداء النصيحة لم يرضَ بتلفيق كتابه الذي ألّفه لإرشاد المسترشدين ولتعمل به الشيعة إلى يوم القيامة من الأحاديث الصحيحة وغيرها.

وقد قال الشيخ في الفهرست: انّ كثيرا من مصنّفي أصحابنا وأصحاب الأصول كانوا ينتحلون المذاهب الفاسدة وكانت كتبهم معتمدة.

وقال السيّد الأجل المرتضى علم الهدى في جواب المسائل التبانيات على ما نقله جماعة منهم الشيخ حسن بن الشهيد الثاني في المنتقى والمعالم: انّ كثيرًا من أخبارنا المنقولة في كتبنا معلومة مقطوع على صحّتها، إمّا بالتواتر من طريق الإشاعة والإذاعة أو بإمارة وعلامة دلّت على صحّتها وصدق رواتها، فهي موجبة للعلم مقتضية للقطع وإن وجدناها مودعة في الكتب بسند مخصوص معيّن من طريق الآحاد.

قال في المعالم: وذكر السيّد المرتضى في موضع آخر من تلك المسائل انّ أصحابنا لا يعملون بخبر الواحد وان ادّعى خلاف ذلك عليهم دفع للضرورة. قال: لأنّا نعلم علما ضروريّا لا يدخل في مثله ريب ولا شك انّ علماء الشيعة الإماميّة يذهبون إلى أنّ اخبار الآحاد لا يجوز العمل بها في الشريعة ولا التعويل عليها، وانّها ليست بحجة ولا دلالة، وقد ملأوا الطوامير وسطّروا الأساطير في الاحتجاج على ذلك والنقض على مخالفيهم فيه، ومنهم من يزيد على هذه الجملة ويذهب إلى أنّه مستحيل من طريق العقول انّ يتعبّد الله بالعمل بأخبار الآحاد ويجري ظهور مذهبهم في ذلك مجرى ظهوره في ابطال القياس في الشريعة وخطره.

ونقل صاحب المعالم عن المرتضى أيضا أنّه قال في الذريعة: انّ معظم الفقه تعلم بالضرورة مذاهب أئمتنا (عليهم السلام) فيه بالأخبار المتواترة - انتهى.

ومراده انّ الإمامية لا يعملون بأخبار الآحاد الخالية من القرائن، وانّ اخبار كتبهم محفوفة بالقرائن القطعيّة الدالة على صحّتها، يعلم ذلك من تأمّل كلامه في المقامين فيصير الخلاف بينه وبين الشيخ وغيره من أصحابنا لفظيا في مجرد التسمية، فإن المرتضى لا يسمّي هذه اخبار آحاد لإفادتها العلم والقطع وكونها محفوفة بالقرائن، وغيره يسمّيها آحادا لعدم بلوغها حدّ التواتر غالب، وكلا الفريقين يعملون بها.

وقد عرفت شهادة ابن بابويه لكتاب المحاسن بأنّه من الكتب التي عليها المعوّل واليها المرجع.

وقد قال الشيخ في مواضع من كتبه: انّ كلّ حديث عمل به مأخوذ من الأصول المجمع على صحّتها.

وقال الطبرسي في كتاب الاحتجاج ما هو قريب من ذلك، وكذلك كثير من الأصحاب.

وفي كتب الرجال وغيرها شهادات لكثير من الكتب والأصول بالصحّة، وانّها عرضت على الأئمّة (عليهم السلام) فصحّحوها واستحسنوها وأثنوا على مصنّفيها وأمروا بالعمل بها، وما نقلته من غير الكتب المشهود لها يعلم صحته بموافقته لما وجد فيها، أو للأدلة العقليّة، أو بكونه متضمّنا لحكم معلوم أو وعظ ونحوه، أو بكونه متعلّقا بالاستحباب بدلالة حديث (من بلغه شيء من الثواب) وتفصيل هذه الجملة يضيق عنه المقام وكفاك بشهادات هؤلاء الأعلام.

وعلى هذا القدر أقطع الكلام حامدا لله تعالى على الإنعام، شاكرًا له على التوفيق للإتمام، مبتهلاً إليه بنبّيه وحججه (عليهم السلام) أن يختم لنا بمغفرته فهي أحسن ختام، والحمد لله وحده وصلّى الله على محمّد وآله.

تمَّ كتاب الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة بعون الله وتوفيقه على يد جامعه الفقير إلى عفو الله ورحمته وشفاعة نبيّه وأئمّته محمد بن الحسن بن علي بن محمد الحر الشامي العاملي عفى الله عنه وعنهم، وكان الفراغ من تأليفه يوم الجمعة في العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم قدرًا سنة ست وخمسين بعد الألف من الهجرة.

 

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)