أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-01-13
42
التاريخ: 2025-01-14
37
التاريخ: 2025-01-12
89
التاريخ: 2025-01-12
109
|
وعن أبي عبد الله محمد بن شاذان بن عثمان بن أحمد البروازي قال حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الحارث بن سفيان السمرقندي، قال: حدثنا صالح بن سعيد الترمذي عن عبد المنعم ابن إدريس عن وهب بن منبّه أنّه وجد في التوراة صفة خلق آدم حين خلقه الله وابتدع، قال الله تعالى: انّي خلقت آدم وركّبت جسده من أربعة أشياء ثم جعلتها وارثة في ولده تنمي في أجسادهم وينمون عليها إلى يوم القيامة، وركّبت جسده حين خلقته من رطب ويابس وسخن وبارد وذلك أنّي جعلته من تراب وماء ثم جعلت فيه نفسًا وروحًا فيبوسة كلّ جسد من قبل التراب ورطوبته من قبل الماء وحرارته من قبل النفس وبرودته من قبل الروح، ثم جعلت في الجسد بعد هذه الخلق الأربعة أربعة أنواع وهنّ ملاك الجسد وقوامه بإذني لا يقوم الجسد الا بهنّ ولا تقوم منهنّ واحدة إلا بالأخرى: منها المرّة السوداء والمرّة الصفراء والدم والبلغم، ثم أسكنت بعض هذا الخلق مسكن بعض فجعلت مسكن اليبوسة في المرّة السوداء ومسكن الرطوبة في المرّة الصفراء ومسكن الحرارة في الدم، ومسكن البرودة في البلغم فأيّما جسد اعتدلت به هذه الأنواع الأربع التي جعلتها ملاكه وقوامه وكانت كلّ واحدة منهنّ ربعًا لا تزيد ولا تنقص كملت صحّته واعتدال بنيانه، فإن زاد منهنّ واحدة عليهنّ فقرتهنّ ومالت بهنّ دخل على البدن السقم من ناحيتها بقدر ما زادت، وإذا كانت ناقصة تقلّ عنهنّ حتّى تضعف عن طاقتهنّ وتعجز عن مقارنتهنّ، وجعلت عقله في دماغه وسرّه في كليتيه وغضبه في كبده، وصرامته في قلبه ورعبه في ريّته، وضحكه في طحاله، وفرحه وحزنه في وجهه، وجعلت فيه ثلاثمائة وستّين مفصلاً.
وفي كتاب عيون الأخبار قال حدثنا أبو الحسن محمد بن علي ابن الشاه بمرو الرود، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أبي عبد الله النيسابوري قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة قال حدثنا أبي عن الرضا عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إنّ موسى سأل ربّه فقال: يا رب اجعلني من أمّة محمد فأوحى الله إليه يا موسى إنّك لا تصل إلى ذلك.
وبهذا الاسناد قال: إنّ موسى سأل ربّه فقال: يا رب أبعيد أنت منّي فأناديك أم قريب فأناجيك فأوحى الله إليه: يا موسى، أنا جليس من ذكرني.
وبهذا الاسناد أنّ موسى سأل ربّه، فقال: يا ربّ، إنّ أخي هارون مات فاغفر له. فأوحى الله إليه: يا موسى لو سألتني في الأوّلين والآخرين لأجبتك ما خلا قاتل الحسين بن علي فإنّي أنتقم له من قاتله.
وفي كتاب معاني الأخبار بالسند السابق في باب إبراهيم (عليه السلام) عن أبي ذر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل، قال: قلت له يا رسول الله فما كانت صحف موسى (عليه السلام) قال: كانت عبرًا كلّها: عجبت لمن أيقن بالموت لِمَ يفرح، ولمن أيقن بالنار لِمَ يضحك، ولمن يرى الدنيا وتقلّبها لِمَ يطمئنّ إليها، ولمن أيقن بالموت لِمَ ينصب، ولمن أيقن بالحساب لِمَ لا يعمل - الحديث.
محمد بن الحسن الطوسي في التهذيب قال: أخبرني أحمد ابن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير عن علي بن الحسن بن رباط عن الحكم بن مسكين عن أبي المستهل عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنّ موسى قال: يا ربّ تمر بي حالات أستحي أن أذكرك فيها، فقال: يا موسى ذكري حسن على كلّ حال.
الحسن بن محمد الطوسي في مجالسه عن أبيه عن المفيد، قال أخبرنا أبو الحسن المظفر بن محمد الخراساني، قال حدثنا محمد بن جعفر العلوي الحسيني قال حدثنا الحسن بن محمد ابن جمهور القمي قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله تعالى إلى موسى:
يا موسى أتدري لم انتجبتك من خلقي وأصفيتك لكلامي؟ قال لا يا ربّ، فقال: إنّي اطّلعت إلى الأرض فلم أجد عليها أحدًا أشدّ تواضعًا لي منك فخرَّ موسى ساجدًا وعفّر خدّيه في التراب تذلّلاً لله (عزّ وجلّ)، فأوحى الله إليه: يا موسى ارفع رأسك وأَمِرَّ يدك على موضع سجودك وامسح بها وجهك، وما نالته من بدنك فإنّه شفاء من كلّ سقم وداء وآفة وعاهة.
وعن أبيه عن المفيد عن جعفر بن محمد بن قولويه عن محمد ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن محمد بن زياد وهو ابن أبي عمير عن رفاعة بن موسى عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أربع في التوراة وإلى جنبهنّ أربع: من أصبح على الدنيا حزينًا فقد أصبح على ربّه ساخطًا، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنّما يشكو ربّه، ومن أتى غنيًّا فتضعضع له ليصيب من دنياه ذهب ثلثا دينه، ومن دخل النار ممّن قرأ القرآن، فإنّما كان ممّن يتّخذ آيات الله هزوًا. والأربع إلى جنبهنّ: كما تدين تدان، ومن ملك استأثر، ومن لم يستشر يندم، والفقر هو الموت الأكبر.
وعن أبيه قال أخبرنا جماعة من أبي المفضل قال حدثنا محمد ابن جعفر الرزاز القرشي أبو العباس بالكوفة، قال حدثنا أيوب ابن نوح بن دارج، قال حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين - عليهم السلام – قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوحى الله إلى نجيّه موسى (عليه السلام): يا موسى أحبّني وحبّبني إلى خلقي، قال: هذا أحبّك فكيف أحبّبك إلى خلقك؟ قال: اذكر لهم آلائي ونعماني عليهم وبلائي عندهم فإنّهم لا ينكرون إذا لا يعرفون منّي إلا كلّ خير.
علي بن إبراهيم بن هاشم في تفسيره عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: لمّا كلم الله موسى وأنزل عليه الألواح رجع إلى بني إسرائيل فصعد المنبر، فأخبرهم أنّ الله كلّمه وأنزل عليه التوراة ثم قال في نفسه: ما خلق الله خلقًا أعلم منّي فأوحى الله إلى جبرائيل أدرك موسى فقد هلك وأعلمه أنّ عند ملتقى البحرين عند الصخرة الكبيرة رجلا أعلم منك فصِر إليه وتعلّم من علمه فنزل جبرائيل على موسى فأخبره بذلك وذكر الحديث.
وفى تفسير العسكري (عليه السلام) قال: أما علمت ما قال الله لموسى (عليه السلام)؟ وما قال الله له؟ قال: قال الله تعالى لموسى: يا موسى أتدري ما بلغت من رحمتي إيّاك فقال موسى: أنت أرحم بي من أمّي. قال الله: يا موسى إنّما رحمتك أمّك لفضل رحمتي أنا الذي رقّقتها عليك وطيّبت قلبها لتترك طيب وسنها لتربيتك، ولو لم أفعل ذلك بها إذًا لكانت وسائر النساء سواء. يا موسى، أتدري أنّ عبدًا من عبادي تكون له ذنوب وخطايا حتّى تبلغ أعنان السماء فأغفرها له، ولا أبالي، قال يا ربّ كيف لا تبالي؟! قال: لخصلة شريفة تكون في عبدي أحبّها لحب الفقراء المؤمنين يتعاهدهم ويساوي نفسه بهم ولا يتكبّر عليهم فإذا فعل ذلك غفرت له ذنوبه ولا أبالي.
يا موسى، إنّ الفخر ردائي والكبرياء إزاري من نازعني في شيء منهما عذّبته بناري.
يا موسى، إنّ من إعظام جلالي إكرام العبد الذي أنلته حظًّا من الدنيا عبدًا من عبادي مؤمنًا قصرت يده في الدنيا، فإن تكبّر عليه فقد استخفَّ بجلالي.
وروى الثقة الجليل أبو جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي في كتاب المحاسن عن جعفر بن محمد عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عن جدّه علي بن الحسين (عليهم السلام)، قال: قال موسى (عليه السلام): يا ربّ من أهلك الذين تظلّهم في ظلّ عرشك يوم لا ظلّ إلا ظلّك؟ قال: يا موسى الطاهرة قلوبهم والبريئة أيديهم الذين يذكرون جلالي ذكر آبائهم الذين يكتفون بطاعتي كما يكتفي الولد الصغير باللبن الذين يأوون إلى مساجدي كما تأوي النسور إلى أوكارها الذين يغضبون لمحارمي إذا استحلّت مثل النمر إذا أحرد.
وعن بعض أصحابنا عن عبد الله بن عبد الرحمن البصري عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عن أبيه عن علي بن الحسين (عليهم السلام) قال: مرَّ موسى (عليه السلام) برجل وهو رافع يده يدعو فغاب في حاجته سبعة أيام ثم رجع إليه وهو رافع يده إلى السماء يدعو، فقال يا ربّ: أهذا عبدك رافع يديه إليك يسألك حاجة ويسألك المغفرة منذ سبعة أيام لا تستجيب له، قال فأوحى الله إليه: يا موسى لو دعاني حتّى تسقط يداه أو تنقطع يداه أو ينقطع لسانه لم أستجب له حتّى يأتيني من الباب الذي أمرته.
قال: وفي رواية أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: أوحى الله إلى موسى (عليه السلام): لا تزن فاحجب عنك نور وجهي وتغلق أبواب السماوات دون دعائك.
وعن محمد بن سنان عن عبد الله بن مسكان وإسحاق بن عمار جميعًا عن عبد الله بن الوليد الوصّافي عن أبي جعفر (عليه السلام)، فقال: إنّ فيما ناجى الله به موسى (عليه السلام) أن قال: يا ربّ هذا السامري صنع العجل الخوار من صنعه، فأوحى الله إليه: تلك من فتنتي فلا تفحص عنها.
وعن بعض أصحابنا عن عباد بن صهيب عن يعقوب بن يحيى ابن المشاور عن أبيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال موسى (عليه السلام): يا ربّ أيّ الأعمال أفضل عندك؟ قال: حبّ الأطفال، فإنّي فطرتهم على توحيدي، فإن أمتهم أدخلتهم برحمتي جنّتي.
وعن بعضهم يرفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّ قومًا من بني إسرائيل أصابهم البياض، فشكوا ذلك إلى موسى (عليه السلام) فأوحى الله إليه: مرهم فليأكلوا لحم البقر بالسلق.
وعن الحسن بن علي بن فضال عن سليمان بن عباد بن عيسى ابن أبي الورد عن محم بن قيس الأسدي عن أبي جعفر (ع) قال: إنّ بني إسرائيل شكوا إلى موسى (عليه السلام) ما يلقون من البياض، فشكى ذلك إلى الله تعالى فأوحى الله إليه: مرهم بأكل لحم البقر بالسلق.
وعن بعض مَن رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أوحى الله تعالى إلى موسى (عليه السلام): ابدأ بالملح واختم بالملح فإنّ في الملح دواء من سبعين داء أهونها الجنون والجذام والبرص ووجع الحلق والأضراس ووجع البطن.
وعن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) قال في التوراة أربعة أسطر: من لا يستشير يندم، والفقر الموت الأكبر، كما تدين تدان، من ملك استأثر.
وروى الشيخ الورع جمال الدين أحمد بن فهد في كتاب عدّة الداعي أنّ الله تعالى أوحى إلى موسى (عليه السلام) يا موسى، الفقير من ليس له مثلي كفيل، والمريض من ليس له مثلي طبيب، والغريب من ليس له مثلي مؤنس ويروى حبيب، يا موسى ارضَ بكسرة من شعير تسدّ بها جوعتك، وخرقة تواري بها عورتك واصبر على المصائب، وإذا رأيت الدنيا مقبلة عليك، فقل: إنّا لله وانا إليه راجعون، ذنب عجّلت عقوبته في الدنيا، وإذا رأيت الدنيا مدبرة عنك فقل: مرحبًا بشعار الصالحين.
يا موسى لا تعجبنّ بما أوتي فرعون، وما متّع به فإنّما هو زينة الحياة الدنيا.
قال وأوحى الله إليه: يا موسى، ادعني على لسان لم تعصني به. قال: ربّ وأنّى لي بذلك؟ قال ادعني لسان غيرك.
قال: وفي الحديث القدسي: يا موسى سلني كلّما تحتاج إليه حتّى علف شاتك وملح عجينك.
قال: وروي أنّ الله سبحانه حين أرسل موسى إلى فرعون، قال له: توعّده وأخبره أنّي إلى العفو والمغفرة أسرع منّي إلى الغضب والعقوبة.
قال وروي أنّ فرعون استغاث بموسى ولم يستغث بالله فأوحى الله إليه: يا موسى لم تغث فرعون؛ لأنّك لم تخلقه ولو استغاث بي لأغثته.
وعن كعب الأحبار قال مكتوب في التوراة:
يا موسى من أحبّني لم ينسني، ومن رجى معروفي ألحّ في مسألتي.
يا موسى إنّي لست بغافل عن خلقي، ولكنّي أحبّ أن تسمع ملائكتي ضجيج الدعاء من عبادي وترى حفظتي تقرّب بني آدم بما أنا مقوّيهم عليه ومسبّبه لهم.
يا موسى قل لبني إسرائيل: لا تبطرنّكم النعمة فيعاملكم السلب ولا تغفلوا عن الشكر فيقارعكم الذلّ وألحّوا في الدعاء تشملكم الرحمة بالإجابة وتهنّيكم العافية.
قال: وروي أنّه لمّا بعث الله موسى وهارون إلى فرعون، قال لهما: لا يروّعكما لباسه فإنّ ناصيته بيدي، ولا يعجبكما ما متّع به من زهرة الدنيا وزينة المترفين، فلو شئت زيّنتكما بزينة يعرف فرعون حين يراها أنّ مقداره يعجز عنها، ولكنّي أرغب بكما عن ذلك، فأزوي الدنيا عنكما وكذلك أفعل بأوليائي لأزودهم عن نعيمها كما يزود الراعي عن موارد الهلكة، وإنّي لأجنّبهم سلوكها كما يجنّب الراعي الشفيق غنمه عن موارد الغرّة، وما ذلك لهوانهم عليّ، ولكن ليستكملوا نصيبهم سالمًا موفرًا، وإنّما يتزيّن لي أوليائي بالذلّ والخشوع والخوف الذي يبيت في قلوبهم فيظهر على أجسادهم فهو شعارهم ودثارهم الذي يستشعرون، ونجاتهم التي بها يفوزون، ودرجاتهم التي لها يأملون، ومجدهم الذي به يفخرون، وسيماهم التي بها يعرفون.
يا موسى فاخفض لهم جناحك وألن لهم جانبك وذلّل لهم قلبك ولسانك واعلم أنّه من أخاف لي وليًّا فقد أرصد لي بالمحاربة، ثم أنا الثائر لهم يوم القيامة.
قال: وروي أنّ موسى مَرَّ برجل وهو يبكي ثم رجع وهو يبكي فقال: إلهي عبدك يبكي من مخافتك، فقال: يا موسى لو نزل دماغه من دموع عينيه لم أغفر له وهو يحبّ الدنيا.
قال: ويروى أنّه قال يومًا يا رب إنّي جائع، فقال تعالى: أنا أعلم بجوعك، قال: يا رب أطعمني، قال إلى أن أريد.
قال وفيما أوحي إلى موسى: يا موسى ما دعوتني ورجوتني فأنا سامع لك.
قال: وفيما أُوحي إلى موسى: يا موسى عجّل التوبة وأخّر الذنب وتأنّ في المكث بين يدي في الصلاة، ولا ترجُ غيري واتّخذني جُنّة للشدائد وحصنًا لملمّات الأمور.
قال: وفيما أوحى الله إليه يا موسى كن إذا دعوتني خائفا مشفقا وجلا وعفّر وجهك في التراب واسجد لي بمكارم بدنك واقنت بين يدي في القيام وناجني حيث تناجيني بخشية من قلب وجل.
قال: وفيما أوحى إلى موسى (عليه السلام): وابكِ على نفسك ما دمت في الدنيا، وتخوّف لعطب المهالك ولا تغرّنّك زينة الدنيا وزهرتها.
قال: وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) لمّا كلّم الله تعالى موسى (عليه السلام)، قال: إلهي فما جزاء من دمعت عيناه من خشيتك؟ قال: يا موسى أقي وجهه من حرّ النّار وأمنه يوم الفزع الأكبر.
قال: وفيما أوحى إلى موسى: ادعني بالقلب النقيّ واللسان الصادق.
وعن الباقر (عليه السلام) قال: أوحى الله إلى موسى (عليه السلام) أتدري لم اصطفيتك بكلامي دون خلقي؟ قال: لا يا رب قال: يا موسى انّي قلّبت عبادي ظهرًا لبطن فلم أرَ أذلّ لي نفسًا منك، إنّك إذا صلّيت وضعت خدّك على التراب.
قال: وفي رواية أخرى: إنّي قلّبت عبادي ظهرًا لبطن فلم أرَ أذلّ لي نفسًا منك، فأحببت أن أرفعك من بين خلقي.
قال: وروي أنّ الله أوحى إلى موسى أن اصعد الجبل لمناجاتي، وكان هناك جبال فتطاولت وطمع كلّ واحد أن يكون هو المقصود إلا جبلا صغيرا احتقر بنفسه، وقال: أنا أقلّ من أن يصعدني نبي الله لمناجاة ربّ العالمين، فأوحى الله اليه أن اصعد ذلك الجبل فإنّه لا يرى لنفسه مكانًا.
قال: وفيما أوحى الله إلى موسى: ألقِ كفّيك ذلاً بين يديّ كفعل العبد المستصرخ إلى سيّده، فإذا فعلت ذلك رحمت وأنا أكرم القادرين، يا موسى سلني من فضل رحمتي فإنّها بيدي ولا يملكها أحد غيري وانظر حين تسألني كيف رغبتك فيما عندي، لكلّ عامل جزاء، وقد يجزى الكفور بما سعى.
قال: وأوحى الله إلى موسى (عليه السلام): أكثر ذكري بالليل والنهار، وكن عند ذكري خاشعًا.
وروى ابن فهد أيضًا في كتاب التحصين وصفات العارفين أنّ الله أوحى إلى موسى (عليه السلام): إنّما أقبل الصلاة لمن تواضع لعظمتي، ولم يتعظّم على خلقي، وقطع نهاره بذكري، وألزم قلبه خوفي، وكفَّ نفسه عن الشهوات من أجلي.
قال: وأوحى الله إلى موسى (عليه السلام) لا تركننّ إلى حبّ الدنيا، فلن تأتيني بكبيرة هي أشدّ منها.
وقال وأوحى الله إلى موسى: ما لك ولدار الظالمين انّها ليست لك بدار، فأخرج منها جسمك وفارقها بقلبك فبئست الدار إلا لعامل فيها فنعمت الدار هي له، يا موسى إنّي أرصد الظالم حتّى آخذ المظلوم.
وروى الشهيد الثاني في كتاب آداب المفيد والمستفيد، قال: في التوراة آنّ الله تعالى قال لموسى (عليه السلام: عظّم الحكمة فإنّي لم أجعل الحكمة في قلب أحد الا وأردت أن أغفر له، فلْتعلّمها ثم اعمل بها، ثم أبذلها كي تنال كرامتي في الدنيا والآخرة.
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّ موسى (عليه السلام) كان له جليس من أصحابه قد وعى علما كثيرا فغاب عنه، فلم يخبره أحد بحاله حتى سأل عنه جبرائيل، فقال له: هوذا على الباب قد مسخ قردا، ففزع موسى إلى ربّه وقام إلى مصلاه، وقال: يا ربّي صاحبي وجليسي؟ فأوحى الله إليه يا موسى لو دعوتني حتّى تنقطع ترقوتاك ما استجبت لك فيه انّي كنت حمّلته علمًا فضيّعه، وركن إلى غيره.
وعن الباقر (عليه السلام) قال: مكتوب في التوراة فيما ناجى الله به موسى (عليه السلام): يا موسى، أمسك غضبك عمّن ملّكتك عليه أكفّ عنك غضبي.
قال موسى: يا ربّ، أيّ عبادك أعزّ عليك؟ قال: الذي إذا قدر عفا.
وممّا رواه من تفسير العسكري (عليه السلام) قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام) أوحى الله إلى موسى (عليه السلام): حبّبني إلى خلقي وحبّب خلقي إليّ، قال: يا ربّ كيف أفعل؟ قال: ذكّرهم آلائي ونعمائي ليحبّوني، فلئن ترد آبقًا عن بابي أو ضالاً عن فنائي، خير لك من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها، قال موسى: ومن هذا العبد الآبق منك؟ قال: العاصي المتمرّد، قال: فمن الضالّ عن فنائك؟ قال: الجاهل بإمام زمانه يعرّفه الغائب عنه بعد ما عرفه، والجاهل بشريعة دينه يعرّفه شريعته وما يعبد ربّه ويتوصّل به إلى مرضاته.
وروى في كتاب مسكن الفؤاد أنّ في أخبار موسى (عليه السلام) أنّهم قالوا: سل لنا ربك أمرًا إذا نحن فعلناه يرضى به عنّا، فأوحى الله إليه قل لهم: يرضون عنّي حتّى أرضى عنهم.
قال: وروي أنّ موسى (عليه السلام) قال: يا ربّ دلّني على أمرٍ فيه رضاك، قال الله: إنّ رضائي في كرهك، وأنت ما تصبر على ما تكره، قال: يا رب دلّني عليه، قال: فإنّ رضائي في رضاك بقضائي.
قال: وروي أنّ بني إسرائيل أصابهم قحط سبع سنين، فخرج موسى (عليه السلام) يستسقي لهم في سبعين ألفًا، فأوحى الله إليه: كيف أستجيب لهم وقد أظلّت عليهم ذنوبهم وسرائرهم خبيثة، يدعونني على غير يقين ويأمنون مكري؟ ارجع إلى عبد من عبادي يقال له: (برخ) يخرج أستجيب له. وذكر الحديث.
قال: وفي مناجاة موسى (عليه السلام): أيْ ربّ، أيّ خلقك أحبّ إليك؟ قال: مَن إذا أخذت حبيبه سالمني. قال: فأيّ خلقك أنت عليه ساخط؟ قال: من يستخيرني في الأمر فإذا قضيت له سخط قضائي.
قال: وروي ما هو أشدّ من ذلك، وهو أنّ الله تعالى قال: أنا الله لا إله إلا أنا، من لم يصبر على بلائي ولم يرضَ بقضائي فليتّخذ ربًّا سواي.
... وروي في رسالة الغيبة أنّ موسى (عليه السلام) استسقى لبني إسرائيل حين أصابهم قحط، فأوحى الله إليه، لا أستجيب لك ولا لمن معك، وفيكم نمّام قد أصرّ على النميمة، فقال: يا ربّ ومن هو حتّى نخرجه من بيننا؟ فقال: يا موسى أنهاكم عن النميمة وأكون نمّامًا؟! فتابوا بأجمعهم، فسقوا.
قال: وقيل: مكتوب في التوراة: تطلب الأمانة والرجل مع صاحبه بشفتين مختلفتين، يهلك الله يوم القيامة كلّ شفتين مختلفتين.
قال: وأوحى الله إلى موسى (عليه السلام): المغتاب إذا تاب فهو آخر من يدخل الجنّة، وإن لم يتب فهو أوّل من يدخل النّار.
وروى الشيخ الأوحد بهاء الدين محمد في المجلّد الثالث من الكشكول، قال: في التوراة:
من لم يؤمن بقضائي ولم يصبر على بلائي، ولم يشكر نعمائي فليتّخذ ربًّا سوائي.
من أصبح حزينًا على الدنيا فقد أصبح ساخطًا عليَّ.
من تواضع لغني لأجل غناه ذهب ثلثا دينه.
يا بن آدم، ما من يوم جديد الا ويأتي فيه رزقك من عندي، وما من ليلة الا وتأتي الملائكة من عندك بعمل قبيح، خيري إليك نازل وشرّك إليّ صاعد.
يا بني آدم، أطيعوني بقدر حاجتكم إليّ، واعصوني بقدر صبركم على النّار، واعملوا للدنيا بقدر لبثكم فيها، وتزوّدوا للآخرة بقدر مكثكم فيها.
يا بني آدم، زارعوني وعاملوني وأسلفوني أربحكم عندي ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
يا بن آدم، أخرج حب الدنيا من قلبك، فإنّه لا يجتمع حب الدنيا وحبي في قلب واحد أبدًا.
يا بن آدم، اعمل بما أمرتك وانته عمّا نهيتك، أجعلك حيًّا لا تموت أبدًا.
يا بن آدم، إذا وجدت قساوة في قلبك وسقمًا في جسمك ونقيصة في مالك وحريمة في رزقك، فاعلم أنّك قد تكلّمت فيما لا يعنيك.
يا بن آدم، أكثر من الزاد إلى طريق بعيد، وخفّف الحمل فالصراط دقيق، وأخلص العمل فإنّ الناقد بصير، وأخّر نومك إلى القبور، وفخرك إلى الميزان، ولذّاتك إلى الجنّة، وكن لي أكن لك، وتقرّب إليّ بالاستهانة بالدنيا تبعد عن النّار.
يا بن آدم، ليس من انكسر مركبه وبقي على لوحه في البحر بأعظم مصيبة منك؛ لأنّك من ذنوبك على يقين ومن عملك على خطر.
وروى ميثم البحراني في شرح نهج البلاغة، ورواه ابن أبي الحديد أيضًا، قالا: إنّ في السفر الأول من التوراة كلامًا في كيفيّة ابتداء الخلق، وهو: (أنّ الله تعالى خلق جوهرًا فنظر إليه نظر الهيبة، فذابت أجزاؤه، فصار ماءً، ثم ارتفع من ذلك الماء بخار كالدخان، فخلق منه السماوات، وظهر على وجه ذلك الماء زبد، فخلق منه الأرض، ثم أرساها بالجبال).
أقول: وسيأتي ما أوحي إلى موسى في فضل محمد وآل محمد صلى الله عليه وعليهم في بابه المفرد له إن شاء الله تعالى.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل: شراكتنا مع المؤسّسات الرائدة تفتح آفاقًا جديدة للارتقاء بجودة التعليم الطبّي في العراق
|
|
|