المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17607 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



أفعال العقل  
  
6437   06:10 مساءاً   التاريخ: 26-11-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القرآن
الجزء والصفحة : ج1 ، ص112-114.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / تأملات قرآنية / هل تعلم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2014 5628
التاريخ: 9-05-2015 5477
التاريخ: 9-05-2015 6176
التاريخ: 23-10-2014 5643

إنَ‏ «الذكر» يمثل الاصطلاح المقابل للنسيان ، وكما يقول الراغب : إنّه حالة في الإنسان تمكنه من حفظ ما أدرك واستحضاره في الذهن عند الحاجة ، وهذا المعنى‏ قد يتم بالقلب وقد يحصل باللسان.

وإنّ‏ «الفكر» يعني فعالية العقل ، وعلى‏ ما يقوله الراغب : إنّه قوة تسوق العلم إلى‏ المعلومات ، ويعتقد بعض الفلاسفة : أنّ حقيقة الفكر تتركب من حركتين : حركة نحو المقدمات ، ثم حركة من المقدمات إلى‏ النتيجة ، ومجموع هاتين الحركتين اللتين تؤدّيان إلى‏ العلم والمعرفة يقال لهما «الفكر».

و«الفقه» يعني «الفهم» بصورة عامة- كما جاء ذلك في لسان العرب- إلّا أنّ الراغب في مفرداته يقول : إنّه بمعنى‏ الاطلاع على‏ أمرٍ خفي بالاستعانة بأمرٍ ظاهر وجلي ، وعليه فالفقه علم يحصل بالأدلة (بالطبع إنّ الفقه المصطلح فعلياً هو علم الأحكام الإسلامية).

أمّا «الشعور» فيعني العلم والمعرفة- كما يقوله بعض من أئمّة اللغة كصاحب القاموس ولسان العرب ومقاييس اللغة وغيرهم- إلّا أنّ الراغب قال في مفرداته : يعني «الاحساس» ، وإذا كان المقصود هو الاحساس الباطني فلا اختلاف مهم بين ما قاله الراغب وما قاله الآخرون في شرح معنى‏ الشعور ، وقد جاء الشعور في كثير من آيات القرآن وأُريد به (العلم) ، إلّا أنّه استعمل في موضع آخر وقصد به الاحساس الخارجي.

إنَّ كلمة «البصيرة» اشتقت من البصر ، وقد جاءت- كما يقول الراغب- بثلاثة معانٍ :

بمعنى‏ العين ، وبمعنى‏ قوة العين ، وبمعنى‏ قوة الإدراك والعلم.

وقد قال البعض : إنّ معناها في الأصل هو العلم سواء حصل بالمشاهدة الحسية أو بالعقل‏ «1».

وتستعمل مفردة «البصيرة» بالخصوص في «الإدراك القلبي والعلم» ، ولهذا جاء في لسان العرب أنّها تعني الاعتقاد القلبي ، وقد فسرها البعض بالذكاء الذهني .

وقد استعملت بالمعنى‏ الأخير في القرآن الكريم حيث يقول : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف : 108] «2».

وكلمة «الدراية» تعني العلم والخبرة بصورة عامة ، أو العلم والخبرة في الامور الخفية والمستترة ، كما قد جاءت بمعنى‏ «الكياسة» ، كما يستفاد من قواميس اللغة أنّها في الأصل تعني الالتفات إلى‏ شي‏ءٍ ثمّ استعملت وأُريد منها الخبرة بشي‏ءٍ ، وقد استعملت في القرآن الكريم مراراً وقصد بها مفهوم «العلم» ، ويستخلص من هذا القسم من بحثنا أنّ الألفاظ التي استعملت للتعبير عن العقل وأريد منها مفهوم العلم والإدراك ألفاظ متنوعة ، وكلٌّ منها تُعبّر عن بُعد وجانب من أبعاد وجوانب العقل ، وقد استعملت كلٌّ في موردها !

فعند البحث عن الخبرة مع الدقة استعملت «الدراية» ، وعند البحث عن التحليل والعقل‏ استعمل «الفكر» ، وعند البحث عن أمرٍ خفي ومعرفته بالاستعانة بأمرٍ محسوس استعمل «الفقه» ، وعند البحث عن الخبرة المقترنة بالحفظ والحضور بالبال استعمل «الذكر» ، وعلى‏ هذا السياق تستعمل كل مفردة في محلها وكل لفظ في مقامه.

وينبغي الالتفات هنا إلى‏ هذه النقطة وهي أنّ التعبيرات التي استعملت في القرآن لبيان مهام العقل لها مراحل ورتب ، تبدأ بـ «الشعور» ويراد منه الإدراك البسيط ، ثم مرحلة «الفقه» والذي يعني إدراك المسائل الخفية من المسائل الجليّة ، وبعدها تأتي مرحلة «الفكر» ويُراد منه التحليل العقلي ، ثم تأتي مرحلة «الذكر» أي الحفظ في الذهن والحضور في البال ، ثم مرحلة «النُهى‏» التي تعني الإدراك العميق لحقائق الامور ، وتنتهي هذه المراحل بمرحلة «البصيرة» التي تعني النظر الذهني العميق.

وهذا هو معنى‏ البلاغة والفصاحة !
_______________________
(1) التحقيق في كلمات القرآن الكريم مادة (بصر).
(2) وقد جاءت في آيات اخرى‏ واريد منها نفس المعنى كما في الآيات : القيامة 14 ؛ و الأنعام 104 ؛ الأعراف 203 ؛ الاسراء 102.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .