أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2014
5628
التاريخ: 9-05-2015
5477
التاريخ: 9-05-2015
6176
التاريخ: 23-10-2014
5643
|
إنَ «الذكر» يمثل الاصطلاح المقابل للنسيان ، وكما يقول الراغب : إنّه حالة في الإنسان تمكنه من حفظ ما أدرك واستحضاره في الذهن عند الحاجة ، وهذا المعنى قد يتم بالقلب وقد يحصل باللسان.
وإنّ «الفكر» يعني فعالية العقل ، وعلى ما يقوله الراغب : إنّه قوة تسوق العلم إلى المعلومات ، ويعتقد بعض الفلاسفة : أنّ حقيقة الفكر تتركب من حركتين : حركة نحو المقدمات ، ثم حركة من المقدمات إلى النتيجة ، ومجموع هاتين الحركتين اللتين تؤدّيان إلى العلم والمعرفة يقال لهما «الفكر».
و«الفقه» يعني «الفهم» بصورة عامة- كما جاء ذلك في لسان العرب- إلّا أنّ الراغب في مفرداته يقول : إنّه بمعنى الاطلاع على أمرٍ خفي بالاستعانة بأمرٍ ظاهر وجلي ، وعليه فالفقه علم يحصل بالأدلة (بالطبع إنّ الفقه المصطلح فعلياً هو علم الأحكام الإسلامية).
أمّا «الشعور» فيعني العلم والمعرفة- كما يقوله بعض من أئمّة اللغة كصاحب القاموس ولسان العرب ومقاييس اللغة وغيرهم- إلّا أنّ الراغب قال في مفرداته : يعني «الاحساس» ، وإذا كان المقصود هو الاحساس الباطني فلا اختلاف مهم بين ما قاله الراغب وما قاله الآخرون في شرح معنى الشعور ، وقد جاء الشعور في كثير من آيات القرآن وأُريد به (العلم) ، إلّا أنّه استعمل في موضع آخر وقصد به الاحساس الخارجي.
إنَّ كلمة «البصيرة» اشتقت من البصر ، وقد جاءت- كما يقول الراغب- بثلاثة معانٍ :
بمعنى العين ، وبمعنى قوة العين ، وبمعنى قوة الإدراك والعلم.
وقد قال البعض : إنّ معناها في الأصل هو العلم سواء حصل بالمشاهدة الحسية أو بالعقل «1».
وتستعمل مفردة «البصيرة» بالخصوص في «الإدراك القلبي والعلم» ، ولهذا جاء في لسان العرب أنّها تعني الاعتقاد القلبي ، وقد فسرها البعض بالذكاء الذهني .
وقد استعملت بالمعنى الأخير في القرآن الكريم حيث يقول : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف : 108] «2».
وكلمة «الدراية» تعني العلم والخبرة بصورة عامة ، أو العلم والخبرة في الامور الخفية والمستترة ، كما قد جاءت بمعنى «الكياسة» ، كما يستفاد من قواميس اللغة أنّها في الأصل تعني الالتفات إلى شيءٍ ثمّ استعملت وأُريد منها الخبرة بشيءٍ ، وقد استعملت في القرآن الكريم مراراً وقصد بها مفهوم «العلم» ، ويستخلص من هذا القسم من بحثنا أنّ الألفاظ التي استعملت للتعبير عن العقل وأريد منها مفهوم العلم والإدراك ألفاظ متنوعة ، وكلٌّ منها تُعبّر عن بُعد وجانب من أبعاد وجوانب العقل ، وقد استعملت كلٌّ في موردها !
فعند البحث عن الخبرة مع الدقة استعملت «الدراية» ، وعند البحث عن التحليل والعقل استعمل «الفكر» ، وعند البحث عن أمرٍ خفي ومعرفته بالاستعانة بأمرٍ محسوس استعمل «الفقه» ، وعند البحث عن الخبرة المقترنة بالحفظ والحضور بالبال استعمل «الذكر» ، وعلى هذا السياق تستعمل كل مفردة في محلها وكل لفظ في مقامه.
وينبغي الالتفات هنا إلى هذه النقطة وهي أنّ التعبيرات التي استعملت في القرآن لبيان مهام العقل لها مراحل ورتب ، تبدأ بـ «الشعور» ويراد منه الإدراك البسيط ، ثم مرحلة «الفقه» والذي يعني إدراك المسائل الخفية من المسائل الجليّة ، وبعدها تأتي مرحلة «الفكر» ويُراد منه التحليل العقلي ، ثم تأتي مرحلة «الذكر» أي الحفظ في الذهن والحضور في البال ، ثم مرحلة «النُهى» التي تعني الإدراك العميق لحقائق الامور ، وتنتهي هذه المراحل بمرحلة «البصيرة» التي تعني النظر الذهني العميق.
وهذا هو معنى البلاغة والفصاحة !
_______________________
(1) التحقيق في كلمات القرآن الكريم مادة (بصر).
(2) وقد جاءت في آيات اخرى واريد منها نفس المعنى كما في الآيات : القيامة 14 ؛ و الأنعام 104 ؛ الأعراف 203 ؛ الاسراء 102.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
الزائرون يحيون ليلة الجمعة الأخيرة من شهر ربيع الآخر عند مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)
|
|
|