معنى قوله تعالى : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-03
![]()
التاريخ: 25-7-2022
![]()
التاريخ: 2024-12-26
![]()
التاريخ: 25-09-2014
![]() |
معنى قوله تعالى : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ
قال تعالى : {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الروم: 26، 27].
قال الطبرسي : ثم قال سبحانه بعد أن ذكر الدلالات الدالة على توحيده : وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ من العقلاء يملكهم ، ويملك التصرف فيهم ، وإنما خص العقلاء لأن ما عداهم في حكم التبع لهم .
ثم أخبر سبحانه عن جميعهم فقال : كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ أي : كل له مطيعون في الحياة والبقاء ، والموت والبعث ، وإن عصوا في العبادة . وهذا مفسر في سورة البقرة
وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ أي : يخلقهم إنشاء ، ويخترعهم ابتداء ، ثم يعيدهم بعد الإفناء . فجعل سبحانه له ظهر من ابتداء خلقه ، دليلا على ما خفي من إعادته ، استدلالا بالشاهد على الغائب . ثم أكد ذلك بقوله : وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ هو يعود إلى مصدر يعيده فالمعنى : والإعادة أهون . وقيل فيه أقوال أحدها : إن معناه وهو هين عليه كقوله : اللَّهِ أَكْبَرُ * أي : كبير لا يدانيه أحد في كبريائه ، وكقول الشاعر :
لعمرك ما أدري ، وإني لأوجل * على أينا تغدو المنية أول
فمعنى لأوجل أي : وجل . وقال الفرزدق .
إن الذي سمك السماء بنى * لنا بيتا دعائمه أعز ، وأطول
أي : عزيزة طويلة ، وقد قيل فيه : إنه أراد أعز وأطول من دعائم بيوت العرب . وقال آخر : تمنى رجال أن أموت ، وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد أي : بواحد هذا قول أهل اللغة
والثاني : إنه إنما قال أَهْوَنُ لما تقرر في العقول أن إعادة الشيء أهون من ابتدائه . ومعنى أَهْوَنُ أيسر وأسهل ، وهم كانوا مقرين بالابتداء .
فكأنه قال لهم : كيف تقرون بما هو أصعب عندكم ، وتنكرون ما هو أهون عندكم ؟
الثالث : إن الهاء في عَلَيْهِ يعود إلى الخلق ، وهو المخلوق أي :
والإعادة على المخلوق أهون من النشأة الأولى ، لأنه إنما يقال له في الإعادة كن فيكون ، وفي النشأة الأولى كان نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، ثم عظاما ، ثم كسيت العظام لحما ، ثم نفخ فيه الروح . فهذا على المخلوق أصعب ، والإنشاء يكون أهون عليه ، وهذا قول النحويين ، ومثله يروى عن ابن عباس قال : وهو أهون على المخلوق ، لأنه يقول له يوم القيامة : كن فيكون . وأما ما يروى عن مجاهد أنه قال : الإنشاء أهون عليه من الابتداء ، فقوله مرغوب عنه ، لأنه تعالى لا يكون عليه شيء أهون من شيء . وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى أي : وله الصفات العليا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وهي أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له ، لأنها دائمة يصفه بها الثاني كما يصفه بها الأول . وقيل :
هي أنه ليس كمثله شيء . وقيل : هي جميع ما يختص به ، عز اسمه ، من الصفات العلى التي لا يشاركه فيها سواه ، والأسماء الحسنى التي تفيد التعظيم كالقاهر ، والإله . وَهُوَ الْعَزِيزُ في ملكه الْحَكِيمُ في خلقه « 1 » .
وَأَلْوانِكُمْ أي : واختلاف ألوانكم من البياض والحمرة والصفرة والسمرة وغيرها ، فلا يشبه أحد أحدا مع التشاكل في الخلقة ، وما ذلك إلا للتراكيب البديعة ، واللطائف العجيبة ، الدالة على كمال قدرته وحكمته ، حتى لا يشتبه اثنان من الناس ، ولا يلتبسان مع كثرتهم . إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أي : أدلة واضحات لِلْعالِمِينَ أي : للمكلفين .
وَمِنْ آياتِهِ الدالة على توحيده . وإخلاص العبادة له مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ بالنهار . وهذا تقديره أي : يصرفكم في طلب المعيشة . والمنام ، والنوم بمعنى واحد . وقيل : إن الليل والنهار معا وقت للنوم ، ووقت لابتغاء الفضل ، لأن من الناس من يتصرف في كسبه ليلا ، وينام نهارا ، فيكون معناه : ومن دلائله النوم الذي جعله اللّه راحة لأبدانكم بالليل ، وقد تنامون بالنهار ، فإذا انتبهتم انتشرتم لابتغاء فضل اللّه . إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ذلك ، فيقبلونه ويتفكرون فيه ، لأن من لا يتفكر فيه ، لا ينتفع به ، فكأنه لم يسمعه
وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً معناه : ومن دلالاته أن يريكم النار تنقدح من السحاب ، يخافه المسافر ، ويطمع فيه المقيم . وقيل : خوفا من الصواعق ، وطمعا في الغيث . وقيل : خوفا من أن يخلف ولا يمطر ، وطمعا في المطر .
وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً أي : غيثا ومطرا فَيُحْيِي بِهِ أي : بذلك الماء الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها أي : بعد انقطاع الماء عنها وجدوبها . إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ أي : للعقلاء المكلفين .
وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ بلا دعامة تدعمها ، ولا علاقة تتعلق بها ، بأمره لهما بالقيام كقوله تعالى : إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . وقيل : بأمره أي : بفعله وإمساكه ، إلا أن أفعال اللّه ، عز اسمه ، تضاف إليه بلفظ الأمر ، لأنه أبلغ في الاقتدار . فإن قول القائل أراد فكان ، أو أمر فكان ، أبلغ في الدلالة على الاقتدار من أن يقول فعل فكان . ومعنى القيام الثبات والدوام . ويقال : السوق قائمة . ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ أي : من القبر ، يأمر اللّه عز اسمه إسرافيل عليه السّلام فينفخ في الصور بعدما يصور الصور في القبور ، فيخرج الخلائق كلها من قبورهم . إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ من الأرض أحياء . وقيل : إنه سبحانه جعل النفخة دعاء ، لأن إسرافيل يقول أجيبوا داعي اللّه ، فيدعو بأمر اللّه سبحانه . وقيل : إن معناه أخرجكم من
قبوركم بعد أن كنتم أمواتا فيها . فعبر عن ذلك بالدعاء إذ هو بمنزلة الدعاء ، وبمنزلة كن فيكون في سرعة تأتي ذلك ، وامتناع التعذر . وإنما ذكر سبحانه هذه المقدورات على اختلافها ، ليدل عباده على أنه القادر الذي لا يعجزه شيء ، العالم الذي لا يعزب عنه شيء . وتدل هذه الآيات على فساد قول من قال : إن المعارف ضرورية ، لأن ما يعرف ضرورة ، لا يمكن الاستدلال عليه « 2 » .
________________
( 1 ) مجمع البيان : ج 8 ، ص 56 .
( 2 ) مجمع البيان : ج 8 ، الشيخ الطبرسي : ص 54 - 55 .
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
أصواتٌ قرآنية واعدة .. أكثر من 80 برعماً يشارك في المحفل القرآني الرمضاني بالصحن الحيدري الشريف
|
|
|