المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18713 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



معنى قوله تعالى : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ  
  
284   02:55 صباحاً   التاريخ: 2025-02-09
المؤلف : الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
الكتاب أو المصدر : التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة : ج 5 ص408-411.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-03 1594
التاريخ: 25-7-2022 1910
التاريخ: 2024-12-26 501
التاريخ: 25-09-2014 5607

معنى قوله تعالى : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ 

قال تعالى : {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الروم: 26، 27].

قال الطبرسي : ثم قال سبحانه بعد أن ذكر الدلالات الدالة على توحيده : وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ من العقلاء يملكهم ، ويملك التصرف فيهم ، وإنما خص العقلاء لأن ما عداهم في حكم التبع لهم .

ثم أخبر سبحانه عن جميعهم فقال : كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ أي : كل له مطيعون في الحياة والبقاء ، والموت والبعث ، وإن عصوا في العبادة . وهذا مفسر في سورة البقرة

وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ أي : يخلقهم إنشاء ، ويخترعهم ابتداء ، ثم يعيدهم بعد الإفناء . فجعل سبحانه له ظهر من ابتداء خلقه ، دليلا على ما خفي من إعادته ، استدلالا بالشاهد على الغائب . ثم أكد ذلك بقوله : وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ هو يعود إلى مصدر يعيده فالمعنى : والإعادة أهون . وقيل فيه أقوال أحدها : إن معناه وهو هين عليه كقوله : اللَّهِ أَكْبَرُ * أي : كبير لا يدانيه أحد في كبريائه ، وكقول الشاعر :

لعمرك ما أدري ، وإني لأوجل * على أينا تغدو المنية أول

فمعنى لأوجل أي : وجل . وقال الفرزدق .

إن الذي سمك السماء بنى * لنا بيتا دعائمه أعز ، وأطول

أي : عزيزة طويلة ، وقد قيل فيه : إنه أراد أعز وأطول من دعائم بيوت العرب . وقال آخر : تمنى رجال أن أموت ، وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد أي : بواحد هذا قول أهل اللغة

والثاني : إنه إنما قال أَهْوَنُ لما تقرر في العقول أن إعادة الشيء أهون من ابتدائه . ومعنى أَهْوَنُ أيسر وأسهل ، وهم كانوا مقرين بالابتداء .

فكأنه قال لهم : كيف تقرون بما هو أصعب عندكم ، وتنكرون ما هو أهون عندكم ؟

الثالث : إن الهاء في عَلَيْهِ يعود إلى الخلق ، وهو المخلوق أي :

والإعادة على المخلوق أهون من النشأة الأولى ، لأنه إنما يقال له في الإعادة كن فيكون ، وفي النشأة الأولى كان نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، ثم عظاما ، ثم كسيت العظام لحما ، ثم نفخ فيه الروح . فهذا على المخلوق أصعب ، والإنشاء يكون أهون عليه ، وهذا قول النحويين ، ومثله يروى عن ابن عباس قال : وهو أهون على المخلوق ، لأنه يقول له يوم القيامة : كن فيكون . وأما ما يروى عن مجاهد أنه قال : الإنشاء أهون عليه من الابتداء ، فقوله مرغوب عنه ، لأنه تعالى لا يكون عليه شيء أهون من شيء . وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى أي : وله الصفات العليا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وهي أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له ، لأنها دائمة يصفه بها الثاني كما يصفه بها الأول . وقيل :

هي أنه ليس كمثله شيء . وقيل : هي جميع ما يختص به ، عز اسمه ، من الصفات العلى التي لا يشاركه فيها سواه ، والأسماء الحسنى التي تفيد التعظيم كالقاهر ، والإله . وَهُوَ الْعَزِيزُ في ملكه الْحَكِيمُ في خلقه « 1 » .

وَأَلْوانِكُمْ أي : واختلاف ألوانكم من البياض والحمرة والصفرة والسمرة وغيرها ، فلا يشبه أحد أحدا مع التشاكل في الخلقة ، وما ذلك إلا للتراكيب البديعة ، واللطائف العجيبة ، الدالة على كمال قدرته وحكمته ، حتى لا يشتبه اثنان من الناس ، ولا يلتبسان مع كثرتهم . إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أي : أدلة واضحات لِلْعالِمِينَ أي : للمكلفين .

وَمِنْ آياتِهِ الدالة على توحيده . وإخلاص العبادة له مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ بالنهار . وهذا تقديره أي : يصرفكم في طلب المعيشة . والمنام ، والنوم بمعنى واحد . وقيل : إن الليل والنهار معا وقت للنوم ، ووقت لابتغاء الفضل ، لأن من الناس من يتصرف في كسبه ليلا ، وينام نهارا ، فيكون معناه : ومن دلائله النوم الذي جعله اللّه راحة لأبدانكم بالليل ، وقد تنامون بالنهار ، فإذا انتبهتم انتشرتم لابتغاء فضل اللّه . إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ذلك ، فيقبلونه ويتفكرون فيه ، لأن من لا يتفكر فيه ، لا ينتفع به ، فكأنه لم يسمعه 

وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً معناه : ومن دلالاته أن يريكم النار تنقدح من السحاب ، يخافه المسافر ، ويطمع فيه المقيم . وقيل : خوفا من الصواعق ، وطمعا في الغيث . وقيل : خوفا من أن يخلف ولا يمطر ، وطمعا في المطر .

وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً أي : غيثا ومطرا فَيُحْيِي بِهِ أي : بذلك الماء الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها أي : بعد انقطاع الماء عنها وجدوبها . إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ أي : للعقلاء المكلفين .

وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ بلا دعامة تدعمها ، ولا علاقة تتعلق بها ، بأمره لهما بالقيام كقوله تعالى : إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . وقيل : بأمره أي : بفعله وإمساكه ، إلا أن أفعال اللّه ، عز اسمه ، تضاف إليه بلفظ الأمر ، لأنه أبلغ في الاقتدار . فإن قول القائل أراد فكان ، أو أمر فكان ، أبلغ في الدلالة على الاقتدار من أن يقول فعل فكان . ومعنى القيام الثبات والدوام . ويقال : السوق قائمة . ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ أي : من القبر ، يأمر اللّه عز اسمه إسرافيل عليه السّلام فينفخ في الصور بعدما يصور الصور في القبور ، فيخرج الخلائق كلها من قبورهم . إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ من الأرض أحياء . وقيل : إنه سبحانه جعل النفخة دعاء ، لأن إسرافيل يقول أجيبوا داعي اللّه ، فيدعو بأمر اللّه سبحانه . وقيل : إن معناه أخرجكم من

قبوركم بعد أن كنتم أمواتا فيها . فعبر عن ذلك بالدعاء إذ هو بمنزلة الدعاء ، وبمنزلة كن فيكون في سرعة تأتي ذلك ، وامتناع التعذر . وإنما ذكر سبحانه هذه المقدورات على اختلافها ، ليدل عباده على أنه القادر الذي لا يعجزه شيء ، العالم الذي لا يعزب عنه شيء . وتدل هذه الآيات على فساد قول من قال : إن المعارف ضرورية ، لأن ما يعرف ضرورة ، لا يمكن الاستدلال عليه « 2 » .

________________

( 1 ) مجمع البيان : ج 8 ، ص 56 .

( 2 ) مجمع البيان : ج 8 ، الشيخ الطبرسي : ص 54 - 55 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .