المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الادارة و الاقتصاد
عدد المواضيع في هذا القسم 7590 موضوعاً
المحاسبة
ادارة الاعمال
علوم مالية و مصرفية
الاقتصاد
الأحصاء

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مهام ووظائف الإخراج الإذاعي من حيث استغلال وتوظيف الإمكانيات
2025-02-26
مهام ووظائف الإخراج الإذاعي من الناحية الفنية
2025-02-26
مفهوم الإخراج الإذاعي
2025-02-26
خطوات الإنتاج الإذاعي
2025-02-26
{خذ العفو وامر بالعرف}
2025-02-26
{ فتعالى الله عما يشركون}
2025-02-26

رواة تفسير القمي
21-4-2016
امساك الاوز
2024-04-26
order (n./v.)
2023-10-20
توجهات الدولة والمؤسسات المختلفة لتسويق منتجاتها المختلفة 3
21-4-2020
نمو الأورام الخفية Colonic Crypts
23-11-2017
الركود الاقتصادي في نظريـة كينز
6-9-2020


أمـثلـة علـى السيـاحـة البيئـيـة فـي العـالـم 2  
  
165   05:03 مساءً   التاريخ: 2025-02-05
المؤلف : مالك حسين الحامد
الكتاب أو المصدر : (الأبعاد الاقتصاديـة للمشاكل البيئية وأثر التنمية المستدامة)
الجزء والصفحة : ص119 - 126
القسم : الادارة و الاقتصاد / الاقتصاد / التكتلات والنمو والتنمية الأقتصادية /

ومن جهة اخرى فإن أهداف السياحة البيئية لا تقتصر على حماية المناخ فحسب، وإنما أيضاً يتم إدراج هذا المفهوم في المناقشات بخصوص السياسات التنموية وكما يوضح اياكو ايزاكي من التجمع العالمي للسياحة البيئية TIES فإن السياحة البيئية من شأنها تمكين المجموعات المحلية من تفعيل جهودها لمكافحة الفقر وتحقيق التنمية المستدامة، وهي تتيح علاوة على ذلك للسياح التعرف على ثقافة البلد الذي يزورونه والاختلاط مع السكان المحليين والتحدث إليهم، وكما يقول إيزاكي فإن "السياحة البيئية هي طريق بمسارين، وعلى الرغم من أنها متبعة حالياً في كثير من بلدان الجنوب لتكون بمثابة نموذج تنموي، إلا أن هذا لا يعني أنه لا وجود لها في البلدان الغنية اقتصادياً"، وعلى سبيل المثال يعمل مركز ناشونال جيوغرافيك للتنقل المستدام بالتعاون مع مبادرة في "وادي دورو" في البرتغال لتعزيز السياحة المستدامة في المنطقة، كما أن هناك بادرة أمل في جزيرة مايوركا، إذ أن العديد من المشاريع نفذت بهدف إظهار جمال الطبيعة والحفاظ عليه بعيداً عن السياحة الجماعية، وفي هذا الإطار فرضت الحكومة الاسبانية إجراءات ترمي لوقف بناء الفنادق بعض المناطق.
ولنسلط الضوء أيضاً على غابات فيرونغاس في رواندا التي مازالت الغابات في حوض نهر الكونغو على حالتها الطبيعية ولم تتعرض بعد لأي تدمير، إلا أن عدم الاستقرار السياسي في هذا البلد يهدد النظام البيئي الفريد من نوعه هناك، وقد حققت المشروعات التي تراعي احتياجات السكان أولى النجاحات وتم افتتاح الطريق البري بين مدينة غيزينيا الرواندية الحدودية وجمهورية الكونغو الديمقراطية والتي تقع في منطقة تتمتع بطبيعة خلابة، وعلى ارتفاع 3400 متر يقع جبل تيرياغونو البركاني الذي يطل على مدينة غوما في الكونغو، ويعتبر هذا البركان من أنشط البراكين في العالم، وقد غمر مدينة غوما بالحمم البركانية في آخر مرة ثار فيها قبل ثماني سنوات، إلا أن سكان المدينة عادوا للاستقرار في مناطقهم من جديد، بعد أن بردت الحمم البركانية التي تعتبر نعمة ونقمة في الوقت نفسه، إذ إنها تخلف أرضا خصبة، تصبح سببا ًفي نشوب النزاع حول الأراضي الزراعية في تلك المنطقة التي تشهد كثافة سكانية عالية، وتحيط بالجبل البركاني غابات حديقة فيروغنا الوطنية، وتمثل هذه الغابات التي تهطل فيها الأمطار على مدار العام ، موطناً لآخر سلالة من الغوريلا الجبلية والتي أصبح تعدادها الآن لا يتعدى 700 غوريلا فقط الى ذلك وعقب عمليات الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، نزح مئات الآلاف إلى مدينة غوما، وغمرت أفواجهم المدينة، وبجانب النازحين اتخذ القتلة المتهمين بالمشاركة في الإبادة الجماعية، هذه المدينة كمخبأ للإفلات من متابعة القضاء الرواندي، وكما يعبر يوهانس كير شغاتر من صندوق حماية الطبيعة العالمي WWF، فإن القاسم المشترك الذي يجمع هؤلاء هو أنهم أضحوا غرباء اقتلعوا من جذورهم وسط نظام بيئي غريب عليهم بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وقد تبدو المشكلة الملحة للوهلة الأولى بسيطة، فمن أين يمكن توفير الطاقة اللازمة للطهي والتدفئة ؟ منذ تدفق أمواج النازحين إلى المدينة ارتفعت الكثافة السكانية بشدة، وبلغ عدد السكان الآن ضعفي عدد سكان المانيا تقريبا، وتبعاً لذلك الضغط الكبير، تهاوت البنية التحتية الهشة أصلا في المدينة، إن الفحم الذي يتم الحصول عليه من حرق الأخشاب هو الشكل الوحيد من الطاقة المتوفر في المنطقة بسكانها الذي يقارب عددهم مليون نسمة، وتعتمد المليشيات المسلحة على الطلب المرتفع على الأخشاب لتمويل نفسها. وتقدر الأرباح التي تجنيها هذه المليشيات من خلال القطع غير المشروع للأخشاب في غابات حديقة فيروغنا الوطنية، بحوالي 30 مليون دولار سنوي، ومن هنا فإن وضع حد لهذه التجارة غير المشروعة يأتي ضمن الأولويات، ومن هنا أيضاً بذلت المحاولات لمنافسة مافيا الأخشاب بشكل مباشر، عبر تقديم منتج بديل أفضل للناس، ويقوم الصندوق العالمي لحماية الطبيعة WWF بزراعة الأشجار سريعة النمو خارج المناطق المحمية، وتقدم الدعم لصناعة الأفران ذات الكفاءة العالية والتي تستهلك كمية من الطاقة تقل بـ 30 في المائة عن الأفران العادية، وقد بدأ المشروع بتحقيق أولى النجاحات، وذلك على مستويات عديدة من ضمنها المستوى الأمني، إذ تم بذلك إضعاف المليشيات المسلحة وتجفيف مصادر تمويلها، كما أتاح استقرار الوضع الأمني الفرص أمام انتعاش قطاع السياحة وأصبح بمقدور السياح الحضور للاستمتاع بمشاهدة الغوريلا الجبلية.

ونأمل في أن يتم استثمار المبالغ التي توفرها مبادرة حماية البيئة العالمية، ليس لصالح تلك المنطقة وحدها، وإنما أيضاً لمصلحة منطقة حوض نهر الكونغو بأسره إن غابات حوض نهر الكونغو هي لؤلؤة في قلب إفريقيا، إلا أن المهم حقاً بالنسبة لمسألة حماية البيئة هو المناطق المتبقية التي تمتد حتى ساحل المحيط الأطلسي 1.5 مليون متراً مربعاً من الغابات المطرية لا تزال في حالتها الطبيعية، وهذه المساحة تعادل مساحة ألمانيا وفرنسا ،مجتمعتين، وعبر نظام LIDAR وبالتعاون مع وكالة ناسا الفضائية يسعى الصندوق العالمي لحماية الطبيعة WWF إلى تحديد موقع ومساحة الغابات البكر بشكل دقيق، وذلك بالاستعانة بأنظمة الليزر والرادار المحمولة على طائرة، وبهذه الطريقة يتسنى توفير المعلومات بدقة حول كثافة تلك الغابات، وحتى حول محتوى مادة الكلورفيل في كل من الأنواع التي تنمو فيها و ويسعى الصندوق العالمي لحماية الطبيعة أيضاً في ضوء توفر المعلومات اللازمة، إلى تقسيم حوض نهر الكونغو الى مناطق غابات بكر وهي التي تتطلب حماية خاصة، وإلى مناطق أخرى يمكن للسكان المحليين استغلالها لسد حاجتهم الأساسية، بحسب وكالة الانباء الألمانية.

إن الهدف الأساسي يتمثل في تحويل 15 في المائة من مساحة حوض نهر الكونغو الى مناطق محمية، وذلك للحفاظ على البيئة الطبيعية التي تعيش فيها الأفيال والقرود، وفي إطار البرنامج المعروف بـ REDD-Programm يتم بذل الجهود الضرورية للحفاظ على مساحات واسعة من الغابات للاستفادة من قدرتها على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، إذ يصبح عبر حماية تلك الغابات بإمكان الدول الصناعية شراء حقوق الانبعاثات الضارة، كما يستفيد السكان المحليون من الدخل المالي الذي يتوفر نتيجة لهذه الإجراءات، إلا أن تحقيق هذه الأهداف على أرض الواقع في بلد مثل الكونغو ليس بالمهمة اليسيرة، فهذا البلد يعد من أكثر بلدان العالم فساد، وبالرغم من استشراء الفساد في الكونغو، هناك بعض الأمثلة الإيجابية، ومنها يستمد يوهانس كير شغاتر تفاؤله، ففي غرب حوض نهر الكونغو وبالتحديد على بعد 1500 كيلومترا من غابات فيرونغاس تقع منطقة لاك تومبا وهي منطقة غنية بالتنوع الطبيعي من بحيرات وأنهار وغابات، فهي تشكل الركيزة الرئيسية التي يعتمد عليه حوالي مليون شخص في حياتهم، هناك يعمل الصندوق العالمي لحماية الطبيعة على تعريف السكان بأساليب جديدة لتربية الأسماك، وعلى تحديد مناطق محمية بهدف وضع حد للصيد الجائر، وقد تم القيام بخطوات مماثلة في المجال الزراعي، ويأمل حماة البيئة في الحفاظ على 14 ألف متراً مربعاً من الغابات البكر من خلال تحويلها إلى مناطق محمية، والاستفادة من 65 ألف متراً مربعاً بأسلوب مستدام، إن إحداث هذه التغييرات أمر ضروري للغاية، نظراً إلى أن تعداد السكان في المنطقة سيتضاعف خلال العقدين المقبلين، وسيصبح الحفاظ على الغابات في تلك المنطقة أمراً ممكناً فقط عندما يتم التوفيق بنجاح بين احتياجات السكان وبين الأهداف البيئية المنشودة.

ومن جانب آخر فان التوسع في زراعة الأناناس يهدد التنوع الطبيعي في كوستاريكا بعد أن تحولت أكثر من 27 في المائة من مساحتها إلى محميات طبيعية باتت كوستاريكا رائدة في هذا المجال، وقد لعب مركزا العلوم الاستوائية دورا كبيرا في هذا التحول إلى جانب حماية الببغاوات الخضراء الكبيرة المهددة بالانقراض كوستاريكا ذات الساحل الغني والمرتفعات الغنية بالذهب، هكذا تم وصف كريستوفر كولومبوس في عام 1502م، هذا البلد الواقع في أمريكا الوسطى، ولكن الغزاة لم يجدوا كنزا أو ذهبا أو أية مواد خام أخرى، فالثروة الحقيقية للبلاد تكمن في التنوع البيئي الذي تتمتع به من حيوانات ونباتات، بيد أن هذا الكنز باتت تتهدده الكثير من الأخطار، يتعرض الساحل الغني في كوستاريكا إلى التدمير منذ سبعينيات القرن الماضي، فالغابات المطيرة تتعرض للقطع الجائر بينما توسع المناطق المخصصة لتربية الحيوانات والزراعة، وهنا يمكن اعتبار التوسع الكبير في زراعة الأناناس إحدى المشاكل الرئيسية، إذ تعتبر كوستاريكا إحدى أكبر الدول المصدر لهذه الفاكهة، ويساهم ارتفاع ثمن هذه الفاكهة في الأسواق العالمية دوراً كبيراً في توسع مزارع الأناناس على حساب المساحات التي توجد فيها الغابات الطبيعية وهو ما يؤدي إلى تراجع مساحات الغابات المطيرة باستمرار، وبالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام المبيدات بشكل كثيف، أدى بدوره إلى تدمير النظم البيئية وتلوث الأنهار والتربة، ويشدد الناشطون في مجال حماية البيئة على ضرورة حماية التنوع البيولوجي في هذا البلد، ومن بينهم الباحثة الأمريكية ليزلي هولدريدغ، وهي خبيرة بعالم أنواع الطيور المعروفة بـ Skitch، وقد أسست في عام 1962 مركزاً للعلوم الاستوائية (TSC)، وهو يمثل أول منظمة غير حكومية في كوستاريكا ، ويهدف المركز إلى حماية التنوع البيولوجي في المناطق الاستوائية، وتعزيز استخدام الموارد الطبيعية مع الحفاظ على سلامة البيئة في ذلك الوقت، أي حين تم تأسيس المركز، لم تكن هناك منطقة واحدة محمية في كوستاريكا، أما اليوم فإن أكثر من 27 في المائة من مساحة البلاد، تحولت إلى محميات طبيعية، أضحت بعدها كوستاريكا من الدول الرائدة في هذا المجال، وقد لعب مركزا العلوم الاستوائية (TSC) دوراً كبيراً ومؤثراً في هذا التحول الايجابي. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

كما ان إحدى الأنواع الحيوانية النادرة في كوستاريكا هي الضفادع ذات العيون الحمراء، ويعرض القطع الجائر للغابات المطيرة العديد من الأنواع ومنها للانقراض لأنه يدمر البيئة الطبيعية التي تعيش فيها أنواع نادرة من الطيور كالببغاوات الخضراء الكبيرة، هذا الطائر الذي يلفت الأنظار بريشه الملون هو من أكبر أنواع الببغاوات في العالم، إذ يصل طوله إلى حوالي 90 سم، لكنه أصبح نادراً للغاية في كوستاريكا، وقد أدرجه الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة، على قائمة الأنواع المهددة بالانقراض، أما مركز TSC فينصب اهتمامه بالأساس على حماية هذا النوع من الطيور، حيث إن الخطوة الأولى لحماية هذه الطيور، تتمثل في التعرف على البيئة التي تعيش فيها. وفي عام 1994 بدأ الباحثون العمل في هذا الاتجاه وكانت نتائج الدراسة مثيرة للانتباه ، فمنذ القرن التاسع عشر تقلص عدد الأعشاش التي تبنيها هذه الطيور بنسبة 90 في المائة، ونسبة إلى أن تلك الطيور تستطيع البقاء على قيد الحياة في بيئة محددة بعينها ، فقد سعى مركز TSC بخطى حثيثة إلى دفع الجهود قدماً باتجاه جعل المناطق الملائمة لعيش هذه الطيور مناطق محمية، كما ان خطر الإنقراض لا يهدد الغابات المطرية فحسب، وإنما يهدد أيضاً الببغاوات الكبيرة الحجم في كوستاريكا لكن هناك عامل آخر يمثل تهديداً لهذه الطيور النادرة بخلاف تدمير الغابات المطيرة، ألا وهو الصيد غير المشروع، فالاتجار بها يدر مالاً وفيراً، ويتراوح سعر الفرخ الصغير بين 150 إلى 300 دولار أمريكي، كما يوضح العلماء في مركز TSC، وحل هذه المشكلة ممكن من خلال تقديم بدائل اقتصادية لسكان المنطقة، وتوعيتهم بأهمية الغابات المطيرة وأهمية الأنواع التي تعيش في تلك الغابات، وكما تقول مونيكا مليش من منظمة Tropical Verde البيئية التي تعتبر شريكاً هاماً لمركز TSC، فإن "حماية الطبيعة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بوضع السكان في المنطقة المعينة، ولا يمكن أن تأتي بمعزل عن ذلك"، ومنذ عام 2001 تكافح مجموعة مكونة من عشرين منظمة ناشطة في مجال حماية البيئة من أجل بناء ممر بيولوجي يمتد عبر كوستاريكا وحتى نيكاراغو، وفي عام 2005 بدأت هذه الجهود تتكلل بالنجاح، إذ أعلنت الحكومة تحويل الغابات المطيرة في منطقة Malenque في شمالي البلاد إلى محمية طبيعية، هذا ولا تعتبر هذه المنطقة من أغنى مناطق البلاد من حيث التنوع البيئي فحسب وإنما تعتبر أيضاً من المناطق الرئيسية التي تتكاثر فيها الببغاوات الخضراء الكبيرة، وكما ترى مونيكا مليش، فإن هذا النوع من الببغاوات يمثل رمزاً بشكل أو بآخر لمؤشر الأنواع في المنطقة  الحيوانية والنباتية على حد سواء، لذا فإن حمايتها تعني حماية التنوع البيولوجي بالمعنى الشامل.

 




علم قديم كقدم المجتمع البشري حيث ارتبط منذ نشأته بعمليات العد التي كانت تجريها الدولة في العصور الوسطى لحساب أعداد جيوشها والضرائب التي تجبى من المزارعين وجمع المعلومات عن الأراضي التي تسيطر عليها الدولة وغيرها. ثم تطور علم الإحصاء منذ القرن السابع عشر حيث شهد ولادة الإحصاء الحيوي vital statistic وكذلك تكونت أساسيات نظرية الاحتمالات probability theory والتي تعتبر العمود الفقري لعلم الإحصاء ثم نظرية المباريات game theory. فأصبح يهتم بالمعلومات والبيانات – ويهدف إلى تجميعها وتبويبها وتنظيمها وتحليلها واستخلاص النتائج منها بل وتعميم نتائجها – واستخدامها في اتخاذ القرارات ، وأدى التقدم المذهل في تكنولوجيا المعلومات واستخدام الحاسبات الآلية إلى مساعدة الدارسين والباحثين ومتخذي القرارات في الوصول إلى درجات عالية ومستويات متقدمة من التحليل ووصف الواقع ومتابعته ثم إلى التنبؤ بالمستقبل .





علم قديم كقدم المجتمع البشري حيث ارتبط منذ نشأته بعمليات العد التي كانت تجريها الدولة في العصور الوسطى لحساب أعداد جيوشها والضرائب التي تجبى من المزارعين وجمع المعلومات عن الأراضي التي تسيطر عليها الدولة وغيرها. ثم تطور علم الإحصاء منذ القرن السابع عشر حيث شهد ولادة الإحصاء الحيوي vital statistic وكذلك تكونت أساسيات نظرية الاحتمالات probability theory والتي تعتبر العمود الفقري لعلم الإحصاء ثم نظرية المباريات game theory. فأصبح يهتم بالمعلومات والبيانات – ويهدف إلى تجميعها وتبويبها وتنظيمها وتحليلها واستخلاص النتائج منها بل وتعميم نتائجها – واستخدامها في اتخاذ القرارات ، وأدى التقدم المذهل في تكنولوجيا المعلومات واستخدام الحاسبات الآلية إلى مساعدة الدارسين والباحثين ومتخذي القرارات في الوصول إلى درجات عالية ومستويات متقدمة من التحليل ووصف الواقع ومتابعته ثم إلى التنبؤ بالمستقبل .





لقد مرت الإدارة المالية بعدة تطورات حيث انتقلت من الدراسات الوصفية إلى الدراسات العملية التي تخضع لمعايير علمية دقيقة، ومن حقل كان يهتم بالبحث عن مصادر التمويل فقط إلى حقل يهتم بإدارة الأصول وتوجيه المصادر المالية المتاحة إلى مجالات الاستخدام الأفضل، ومن التحليل الخارجي للمؤسسة إلى التركيز على عملية اتخاذ القرار داخل المؤسسة ، فأصبح علم يدرس النفقات العامة والإيرادات العامة وتوجيهها من خلال برنامج معين يوضع لفترة محددة، بهدف تحقيق أغراض الدولة الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية و تكمن أهمية المالية العامة في أنها تعد المرآة العاكسة لحالة الاقتصاد وظروفه في دولة ما .و اقامة المشاريع حيث يعتمد نجاح المشاريع الاقتصادية على إتباع الطرق العلمية في إدارتها. و تعد الإدارة المالية بمثابة وظيفة مالية مهمتها إدارة رأس المال المستثمر لتحقيق أقصى ربحية ممكنة، أي الاستخدام الأمثل للموارد المالية و إدارتها بغية تحقيق أهداف المشروع.