أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2014
![]()
التاريخ: 12-02-2015
![]()
التاريخ: 27-08-2015
![]()
التاريخ: 5-10-2014
![]() |
قال تعالى : {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِى قُلُوبِهِمُ الحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ...}. (الفتح/ 26)
إنَّ كلمة «حمية» مشتقة من مادة «حَمْي» على وزن «حَمْد»، وكما يذكر الراغب في «مفرداته» أنّ معناها الأولي هو الحرارة الناشئة من أشياء مثل النار والشمس والقوة الباطنية في جسم الإنسان (الحرارة الذاتية والباطنية للأشياء)، ولهذا يقال لارتفاع درجة حرارة المريض (حُمّى) على وزن (كُبْرى)، وبما أنَّ التعصب والغضب يولدان حرارة وحرقة في باطن الإنسان قيل «حمية»، وقد جاء في كتاب «التحقيق في كلمات القرآن الكريم» أنّ «الحمية» هي شدة الحرارة والعلاقة والتعصب في الدفاع عن النفس «1».
إنَّ هذه الآية نزلت في حوادث صلح الحديبية وتوضيح قصة سبب النزول: أنَّ الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله قصد مكة للحج في السنة السادسة من الهجرة، إلّا أنّ المُشركين منعوا المسلمين من دخول مكّة تعصباً لجاهليتهم، مع أنَّ السماح بزيارة مكة كان مباحاً للجميع حسب قوانينهم وسننهم المتعارفة، فهم بهذا انتهكوا حرمة الحرم الإلهي، ونقضوا سنتهم، إضافة إلى أنّهم وضعوا حائلًا ضخماً بينهم وبين الحقائق.
إنّ إضافة «الحمية» إلى «الجاهلية» من قبيل إضافة «السبب» إلى «مسببه»، التعصب والعناد والغضب ينشأُ عن الجهل دائماً، لأنّ الجهل لا يسمحُ للإنسان أن يفكر بعواقب أعماله، ولا يسمحُ له قبول أن فكرته قد تكون خاطئة، وأنَّ هناك علماً أوسع وأكبر من علمه، ولهذا نرى أنّ شدّة عناد وتعصّب الأقوام الجاهلة أكثر منها في الأقوام الاخرى، ولهذا السبب نجد أن الأنبياء والرسل عندما يبعثون إلى قوم بالرسالات والأَنوار الإلهيّة الساطعة، يواجهون مقاومة عنيفة، ويتهمون بمختلف التهم، وقد أورد القرآن الكريم نموذجاً من ذلك:
{وَعَجِبُواْ أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنهُمْ وَقالَ الكَافِرونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ* أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلهاً وَاحِداً إِنَّ هَذا لَشَيءٌ عُجَابٌ* وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُواْ وَاصْبِرُواْ عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيءٌ يُرَادُ* مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِى الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ}. (ص/ 4- 7)
حيث ترى أنّ حديثهم مملوء بالعناد، الناشيءُ عن الجهل والغرور «2».
___________________
(1). «هي شدة الحرارة، والعلاقة والتعصب في الدفاع عن نفسه والتعفّف والترفع». (مادة حمى).
(2). يقول أمير المؤمنين عليه السلام: «العلم أصل كل خير والجهل أصل كُل شر». (غرر الحكم، ص 20 و 21).
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|