فتطبيق المعرفة بشكل متكرر يقود إلى الخبرة والتمحيص والتحليل الإضافي في المعرفة والخبرة قد يؤديان إلى توليد الحكمة . باختصار المعرفة هنا هي معرفة العمل أي كيف نعمل، معرفة الكيف (How to work or now) وليس المعرفة الأبستومولوجية النظرية فقط، وإنما هي تحويل المعرفة النظرية إلى عمل تطبيقي بعد استيعابها، ومثال ذلك قيام معلم الرياضة بإعطاء درس للطلبة عن السباحة وشرح أهمية السباحة للجسم وما هي الحركات اللازم القيام بها للعوم وما هي خصائص الماء والعوم إلى آخر ذلك من الأمور النظرية، ولكن عندما طلب من الطلبة النزول إلى الماء فشل الجميع في السباحة والعوم لأنهم لم يحولوا معلومات السباحة لديهم إلى معرفة عملية، وهي الكيفية التي تمكنهم من العوم، وينسحب ذلك على كل شيء نتعلمه.
وقد جمع حجازي التعريفات التالية للمعرفة⁽¹⁾ :
يعرف كل من بلاكويل وجامبل (2003,9) المعرفة بأنها: "مجموعة من الخبرات والقيم والبيانات المرتبطة والإدراك المتمعن والمسلمات البديهية القائمة على أساس  
معين، والتي تجتمع سوياً كي توفر البيئة المواتية والإطار المناسب الذي من شأنه ان يساعد على التقييم والجمع بين الخبرات والمعلومات".
والمعرفة عند (2002 ,Barnes) هي مجموعة الحقائق والوقائع والمعتقدات والمفاهيم والمنظورات والأحكام والتوقعات والمنهجيات ومعرفة الكيف (البراعات)
.Know-How
ويعرف (Stettner,2000) المعرفة بأنها عملية تراكمية تكاملية تتكون وتحدث على امتداد فترات زمنية طويلة نسبياً كي تصبح متاحة للتطبيق والاستخدام من أجل معالجة مشكلات وظروف معينة وبالتالي فإن المعرفة إنما يتم استخدامها لتفسير المعلومات المتوافرة عن حالة معينة، واتخاذ قرار حول كيفية إدارة هذه الحالة
ومعالجتها.
ويرى كل من Harris و enderson (أبو فارة ، 2004) أن المعرفة أحد العناصر الأساسية ضمن سلسلة متكاملة تبدأ بالإشارات Signals وتتدرج إلى البيانات Data ثم إلى المعلومات Information ثم إلى المعرفة Knowledge ثم إلى الحكمة Wisdom وهذه الأخيرة هي أساس الابتكار.
ويعرف (2004 Warner و Norgan) المعرفة بأنها تتألف من الحقائق والمعتقدات ووجهات النظر والمفاهيم والأحكام والتوقعات والمناهج ومعرفة الكيف Know-How
. ويوضح أن المعرفة تراكمية تكاملية يتم الاحتفاظ بها لأطول فترة ممكنة كي تكون متاحة للاستخدام والتطبيق بهدف معالجة مواقف ومشكلات معينة. كما يرى (1993) Wiig أن المعرفة جسم من المفاهيم والتعميمات والأفكار المجردة التي نحملها معنا على أسس دائمة أو شبه دائمة، ونستخدمها لتفسير العالم المحيط بنا، وإدارته.
ويعرف( 2000 وDavenpor Prusak  ,) المعرفة بأنها مزيد من الخبرة والقيم، والمعلومات القرينية، وبصيرة الخبرة المؤطرة التي تقدم أطراً لتقييم ودمج خبرات ومعلومات جديدة. كما أنها (المعرفة) تنشأ وتطبق في عقول العارفين. وفي المنظمات تصبح المعرفة جزءاً لا يتجزأ ليس من الوثائق أو المخزونات فقط، وإنما أيضاً من الروتين، والعمليات والممارسات والمعايير المنظمية. ويوضحان أن المعرفة تنبع من المعلومات التي تنبع من البيانات وإن المعلومات تتحول إلى معرفة من خلال :
1- المقارنة   Comparison: كيفية مقارنة المعلومات المتعلقة بموقف ما مع المعلومات المتعلقة بمواقف أخرى حدثت. 
ب- العواقب Consequences: ما الأمور التي تتضمنها المعلومات مــن أجـل اتخاذ القرارات وتنفيذها.
ج- الترابطات Connections: كيفية ترابط أجزاء المعلومات مع بعضها البعض. د ـ المحادثات Conversations ما يفكر فيه الناس الآخرون بشأن هذه المعلومات.
ويقول البيلاوي⁽²⁾: لقد تعددت التعريفات الخاصة بموضوع المعرفة، ويكون عرض أبرزها فيما يلي:
* تعد المعرفة مجموعة الخبرات والتجارب والمعلومات والسياسات والاستراتيجيات التي تشكل الأصول الفكرية للأفراد العاملين، والفرق بين المعرفة والبيانات حيث تشير الثانية إلى الحقائق المجردة عن الأحداث والظواهر والمعلومات التي ثم تحليلها واستخراج معاً أكثر وضوحاً مما تبينه البيانات، أما المعرفة فهي الفهم والوعي المكتسب من خلال الملاحظة والتفسير والدراسة حيث يتم تحويل المعلومات إلى خبرة عملية توجه سلوك من يستقبلها.
* المعرفة: هي " اعتقاد صحیح مفسر" ويمثل هذا التعريف وجهات نظر الفلاسفة الذين يرون أن المعرفة يمكن تفسيرها عن طريق الحقائق ومنهم نوناكا Nonaka  وتاكوتشي Takauchi.
* المعرفة هي المعلومات الموجودة في سياق ما ويخص هذا التعريف وجهات النظر الخاصة بأصحاب المذهب العقلاني للمعرفة والمنطق (إبيستمولوجيا) الذي يستند على أن المعرفة مفيدة إذا لم يوجد تناقض داخلها بحيث تضيف جديداً لبنية المعرفة الحالية.
* المعرفة هي الفهم الذي يستند على الخبرة وتمثل فكرة رئيسية مفادها أن أهمية المبادئ تكمن في نتائجها العملية، كما أنها ترتبط بمذهب الإبستمولوجيا. 
* المعرفة هي الخبرة أو المعلومات التي يتم توصيلها للآخرين بحيث يتاح لهم الفرصة للمشاركة فيها . 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(1) حجازي، هيثم إدارة المعرفة، ص 54-56 . 

(2) البيلاوي  ، حسن ، إدارة المعرفة في التعليم ، ص34  .