أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-13
1006
التاريخ: 2024-10-03
395
التاريخ: 2024-02-11
1194
التاريخ: 2025-01-02
193
|
كانت علاقة «جبيل» مع مصر منذ أقدم العهود علاقة متصلة، وكانت هذه البلدة تكاد أحيانًا تكون مستعمرة مصرية وبخاصة في عهد الإمبراطورية. وتدل الأحوال على أن علاقة «جبيل» بمصر في عهد «أوسركون الثاني» كانت علاقة ود ومصافاة؛ إذ لما تولى مقاليد الأمور بمصر أرسل إلى حاكم «جبيل»؛ ليضع تمثاله في معبد الإلهة «بعلات» إلهة تلك الجهة، وهذا التمثال يمثل الفرعون جالسًا على مقعد مكعب ذي ظهر (راجع Dunand, Fouilles de Byblos t. I No. 1741)، وقد فُقِدَ رأس التمثال وجذعه، وهُشِّم القدمان والساقان، وطغراء الفرعون منقوشة على جانبي المقعد، هذا فضلًا عن وجود سطر من النقوش على حافة القاعدة يتضمن أن هذا الفرعون هو محبوب الإلهة «إزيس» العظيمة والأم الإلهية. ولا ننسى الدور الذي لعبته الإلهة «إزيس» في أسطورة زوجها «أوزير»؛ فقد ذهبت إلى «بيبلوس» لتبحث عن جسمه وتعود به إلى مصر، وقد رجعت به متحولًا إلى شجرة، ومن المحتمل أن تمثال «أوسركون» هذا كان منقوشًا على صدره كتمثال «أوسركون الأول» الذي أرسل إلى الملك «إيليبعل»، وقد أحاط خَلَفُ «إيليبعل» هذا طغراءَه بنقش فينيقي.
ويقول «مونتيه»: إن من النظريات المقبولة النظرية القائلة بأن «شيشنق» عندما أرسل تمثاله إلى ملك «جبيل» لم يَقْصُرْ رسول الفرعون كلامه مع هذا الملك على شراء الخشب والسفن، ولكن تحدث معه عن القيام بحملة على «أورشليم»، ومن المحتمل أن «أوسركون الثاني» عندما أرسل إلى ملك «جبيل» تمثاله كان في ذهنه فكرة مماثلة؛ إذ لم يتخلَّ عن أطماعه التي كانت محببة إلى كل الفراعنة العظام الذين حكموا مصر.
ونحن في الواقع نقرأ في التوراة أن «ذراح» الإثيوبي قد هاجم مملكة «يهودا» بجيش قوامه مليون من الرجال وثلاثمائة عربة، وقد صدم جيش «آسا» في وادي «صفاته» على مقربة من «مريشه»، فهزم الإثيوبيين واقتفى أثرهم حتى «جرار»، وغنم «آسا» وقومه غنائم عظيمة، وعادوا إلى «أورشليم» ومعهم عدد عظيم من الغنم والجمال التي استولوا عليها بالقرب من «جرار» (راجع كتاب الأخبار الثاني إصحاح 14 من سطر 8 إلى 14). ولا شك أنه بحساب سريع يمكن أن نبرهن على أن «آسا» و«ذراح» كانا معاصرين للملك «أورسكون»، وذلك أن حملة الإثيوبيين التي وقعت حوالي 60 سنة بعد حملة «شيشنق الأول» تقع بطبيعة الحال في حكم «أوسركون الثاني» حوالي عام 835ق.م. وقد ظن بعض المؤرخين أن «أوسركون» و«ذراح» هما شخص واحد (راجع Naville The festival Hall of Osorkon II p. 4. 25)، ولكنَّ الاسمين ليس بينهما وجْهُ شبهٍ قط، ومع ذلك فمن الممكن أن المؤرخ الذي كتب هذا الحادث قد خلط اسم الفرعون باسم الإثيوبي، ولكن يجوز أن «أوسركون» الثاني كان له بين حلفائه أو كبار رجاله الحربيين قائد إثيوبيٌّ؛ وذلك لأن جيش «شيشنق الأول» على حسب قول العبرانيين كان يحتوي على عدد عظيم من الأجانب من اللوبيين والسيكيين والإثيوبيين (راجع كتاب الأخبار الثاني الإصحاح 12 سطر 3)، ولم يكن جيش «ذراح» مؤلفًا فقط من إثيوبيين؛ بل كان يحتوي كذلك على لوبيين (راجع سفر الأخبار الثاني الإصحاح 16 سطر 8) مثل جيش «شيشنق»، وعلى أية حال فإنه من الممكن أن يكون للُّوبيين والإثيوبيين علاقات مباشرة مع سلطان «كنعان»، وكانوا يتآمرون معهم على مصر أو يعلنون الحرب دون أن يمروا بمصر، على أنه لم يُذكر في أي جهة حارب المصريون في جيش «ذراح».
ومع ذلك يجب علينا ألا ننسى أن «أوسركون الثاني» قد ترك آثارًا كثيرة في «بيثوم» الواقعة على الطريق الذاهبة من مصر إلى فلسطين. والواقع أن الملوك الذين تركوا لهم أعمالًا في «بيثوم» أمثال «رعمسيس الثاني» و«بطليموس فيلادلف» كانت لهم أغراض في الشرق، وقد عثر «ريزنر» في أثناء الحفائر التي قام بها في «السامرة» على آنية من المرمر عليها اسم الفرعون «أوسركون الثاني» (راجع L. R. III, p. 340 No. 3)، ومن ثم نعلم أنه في الوقت الذي كانت فيه مملكة يهودا يهاجمها الإثيوبيون كان رسل «أوسركون الثاني» يذهبون إلى شمال وجنوب هذه المملكة؛ أي في «جبيل» و«السامرة»؛ فقد كانوا وقتئذ يتفاوضون مع ملك دمشق، وعندما غزا «سلامندر الثالث» ملك «آشرون» بلاد سوريا في عام 853ق.م كانت فصيلة صغيرة من الجنود المصريين ضمن الجيش العظيم الذي حاول بالقرب من «حماة»، وقف زحف الآشوريين (راجع Monolithe II. p. 72).
|
|
أهمية مكملات فيتامين د خلال فصل الشتاء.. 4 فوائد رئيسية
|
|
|
|
|
علماء: قرص الشمس سيبدو أكبر في عام 2025
|
|
|
|
|
مؤسسة بيت الحكمة: ندوة دار الرسول الأعظم ناقشت أفكار المستشرقين عن السيرة النبوية
|
|
|