منهج البحث الإعلامي

المنهج في البحث الإعلامي هو: الطريقة التي يسلكها الباحث للإجابة عن الأسئلة التي تثيرها المشكلة أو الظاهرة الإعلامية موضوع البحث، أو هو: الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد التي تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة. وبعبارة أخرى يمكن تعريف المنهج بانه:

نظام من القواعد والاجراءات المنظمة الواضحة التي يؤسس عليها البحث اتجاه متطلبات تقويم المعرفة. والمنهج بهذا المعنى هو: خطوات متنظمة يتبعها الباحث في معالجة الموضوعات التي يقوم بدراستها إلى أن يصل إلى نتيجة معلومة وبهذا يكون في مأمن من أن يحسب صواباً ما هو خطاً أو العكس (1).

وإذا كان المنهج يمثل مجموعة القواعد والإجراءات التي يجب أن يتبعها الباحث للوصول إلى النتائج المستهدفة فإنه يمثل أيضاً أداة الباحث إلى السيطرة على البحث بصفة عامة وضبط إجراءاته طبقاً للإجراءات والقواعد المعيارية المميزة لكل منهج.

وكذلك يشير من الناحية التطبيقية إلى طريقة تعامل الباحث مع القاعدة المعرفية، أو قاعدة البيانات المتاحة لتحقيق أهداف الدراسة: بدءا من جمع البيانات وتصنيفها وتبويبها، ثم تحليلها في إطار فرضيات أو تساؤلات البحث،‏ إلى صياغة النتائج‏ -التي تعتبر هدف البحث - أو الحقائق التي يسعى الباحث إليها، لتقوم بدورها في التفسير أو التعميم أو الضبط والتنبؤ العلمي. ولا يعني اعتهاد كل المناهج على أساليب للتعامل مع قاعدة البيانات من اجل جمعها وتسجيلها وتحليلها أن كل المناهج متشابهة. ولكن هناك الخطوات المميزة لكل منهج وتميزه على الآخر وتعكس المسمى والتعريف.

ومنهج البحث يعني الأساليب والإجراءات أو المداخل التي تستخدم في جمع البيانات والوصول من خلالها إلى نتائج أو تفسيرات أو شروح أو تنبؤات تتعلق بموضوع البحث. وينبغي على الباحث عند اعداده لمراحل البحث أن يحدد المنهج الذي اختاره لبحثه، وأن يذكر نوع منهج البحث الذي سيستخدمه في دراسة موضوعه. (وقد يحتاج لاستخدام أكثر من منهج)؛ والمبررات التي أدت للاعتماد على هذا المنهج، وأي الطرق سيتبعها في الوصول إلى النتائج النهائية؛ وهل سيحتاج لإجراء تجارب عملية أم سيكون البحث نظرياً فقط، وفي حالة كون البحث نظرياً فقط فإن الباحث عليه أن يعتمد على مصادر ومراجع علمية موثوق من صحتها وعلميتها.

ويعدٌ المنهج الوصفي والمنهج المسحي من ابرز المناهج العلمية المستخدمة في مجال البحوث والدراسات الإعلامية، ولا يقتصر على استخدام أسلوب واحد في عملية جمع البيانات؛ ويلجأ الباحث إلى استخدام مختلف الأساليب كاستمارة الاستبيان، وتحليل المضمون. والمقابلة العلمية؛ والملاحظة المقننة، وغيرها من طرق جمع البيانات والمعلومات والتي تقوم على الرصد والمتابعة الدقيقة لظاهرة أو حدث معين بطريقة كمية أو نوعية في مدة معينة من أجل التعرف على الظاهرة أو الحدث من حيث المحتوى والمضمون: وصولاً إلى بناء نتائج وتعميمات تساعد على فهم الواقع وتطويره (2).

_______________

(1) د. محمد عبد الحميد: تحليل المحتوى في بحوث الإعلام؛ جدة: السعودية، دار الشروق للنشر والتوزيع والطباعة، 1983 ص52-51.

(2) د. ربحي مصطفى وعثان محمد: مناهج وأساليب البحث العلمي- النظرية والتطبيق، عمان، دار الصفاء للنشر والتوزيع» 2000 ص 43.