أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-05-2015
5543
التاريخ: 3-10-2014
5731
التاريخ: 25-09-2014
5571
التاريخ: 8-11-2014
5053
|
هل صدق اليهود بتمنيهم الموت؟
هل يمكن ذكر القصة التي وردت في تفسير العياشي عن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السّلام عن هذه الآية الكريمة ؟
الجواب / نعم ، قال الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السّلام : « لمّا كاعت « 1 » اليهود عن هذا التمنّي ، وقطع اللّه معاذيرهم ، قالت طائفة منهم ، وهم بحضرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وقد كاعوا وعجزوا : يا محمّد ، فأنت والمؤمنون المخلصون لك مجاب دعاؤكم ، وعليّ أخوك ووصيّك أفضلهم وسيّدهم ؟ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : بلى .
قالوا : يا محمّد ، فإن كان هذا كما زعمت ، فقل لعليّ يدعو لابن رئيسنا هذا ، فقد كان من الشباب جميلا نبيلا وسيما قسيما « 2 » ، لحقه برص وجذام ، وقد صار حمى « 3 » لا يقرب ، ومهجورا لا يعاشر ، يتناول الخبز على أسنّة الرّماح .
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ائتوني به . فأتي به ، فنظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأصحابه منه إلى منظر فظيع ، سمج « 4 » ، قبيح ، كريه .
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : يا أبا حسن ، ادع اللّه له بالعافية ، فإنّ اللّه تعالى يجيبك فيه . فدعا له . فلمّا كان عند فراغه من دعائه إذا الفتى قد زال عنه كلّ مكروه ، وعاد إلى أفضل ما كان عليه من النبل والجمال والوسامة والحسن في المنظر .
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم للفتى : يا فتى آمن بالذي أغاثك من بلائك . قال الفتى : قد آمنت ، وحسن إيمانه .
فقال أبوه : يا محمّد ، ظلمتني وذهبت منّي بابني ، ليته كان أجذم وأبرص كما كان ولم يدخل في دينك ، فإن ذلك كان أحبّ إليّ .
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : لكنّ اللّه عزّ وجلّ قد خلّصه من هذه الآفة ، وأوجب له نعيم الجنّة .
قال أبوه : يا محمّد ، ما كان هذا لك ولا لصاحبك ، إنّما جاء وقت عافيته فعوفي ، وإن كان صاحبك هذا - يعني عليّا عليه السّلام - مجابا في الخير ، فهو أيضا مجاب في الشرّ ، فقل له يدعو عليّ بالجذام والبرص ، فإنّي أعلم أنّه لا يصيبني ، ليتبيّن لهؤلاء الضعفاء الذي قد اغتّروا بك أنّ زواله عن ابني لم يكن بدعائه .
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : يا يهوديّ ، اتّق اللّه ، وتهنّأ بعافية اللّه إيّاك ، ولا تتعرّض للبلاء ولما لا تطيقه ، وقابل النعمة بالشّكر ، فإنّ من كفرها سلبها ، ومن شكرها امترى « 5 » مزيدها .
فقال اليهوديّ : من شكر نعم اللّه تكذيب عدوّ اللّه المفتري عليه ، وإنّما أريد بهذا أن أعرّف ولدي أنّه ليس ممّا قلت له وادّعيته قليل ولا كثير ، وأنّ الذي أصابه من خير لم يكن بدعاء عليّ صاحبك . فتبسّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وقال : يا يهوديّ ، هبك قلت أنّ عافية ابنك لم تكن بدعاء عليّ ، وإنّما صادف دعاؤه وقت مجيء عافيته ، أرأيت لو دعا عليك عليّ بهذا البلاء الذي اقترحته فأصابك ، أتقول : إنّ ما أصابني لم يكن بدعائه ، ولكن لأنّه صادف دعاؤه وقت بلائي ؟
فقال : لا أقول هذا ، لأنّ هذا احتجاج منّي على عدوّ اللّه في دين اللّه ، واحتجاج منه عليّ ، واللّه أحكم من أن يجيب إلى مثل هذا ، فيكون قد فتن عباده ، ودعاهم إلى تصديق الكاذبين .
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فهذا في دعاء عليّ لابنك كهو في دعائه عليك ، لا يفعل اللّه تعالى ما يلبّس به على عباده دينه ، ويصدّق به الكاذب عليه .
فتحيّر اليهوديّ لمّا أبطلت عليه شبهته ، وقال : يا محمّد ، ليفعل عليّ هذا بي إن كنت صادقا .
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لعليّ عليه السّلام : يا أبا الحسن ، قد أبى الكافر إلّا عتوّا وطغيانا وتمرّدا ، فادع عليه بما اقترح ، وقل : اللّهمّ ابتله ببلاء ابنه من قبل .
فقالها ، فأصاب اليهوديّ داء ذلك الغلام ، مثل ما كان فيه الغلام من الجذام والبرص ، واستولى عليه الألم والبلاء ، وجعل يصرخ ويستغيث ، ويقول : يا محمّد ، قد عرفت صدقك فأقلني « 6 » .
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : لو علم اللّه تعالى صدقك لنجّاك ، ولكنّه عالم بأنّك لا تخرج عن هذا الحال إلّا ازددت كفرا ، ولو علم أنّه إن نجّاك آمنت به لجاد عليك بالنجاة ، فإنّه الجواد الكريم » .
ثمّ قال : « فبقي اليهوديّ في ذلك الداء والبرص أربعين سنة آية للناظرين ، وعبرة للمعتبرين ، وعلامة وحجّة بيّنة لمحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم باقية في الغابرين ، وبقي ابنه كذلك معافى صحيح الأعضاء والجوارح ثمانين سنة عبرة للمعتبرين ، وترغيبا للكافرين في الإيمان ، وتزهيدا لهم في الكفر والعصيان .
وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حين حلّ ذلك البلاء باليهوديّ بعد زوال البلاء عن ابنه : عباد اللّه ، إيّاكم والكفر بنعم اللّه ، فإنّه مشؤوم على صاحبه ، ألا وتقرّبوا إلى اللّه بالطاعات يجزل لكم المثوبات ، وقصّروا أعماركم في الدنيا بالتعرّض لأعداء اللّه في الجهاد ، لتنالوا طول الأعمار في الآخرة ، في النعيم الدائم الخالد ، وابذلوا أموالكم في الحقوق اللازمة ليطول غناكم في الجنّة .
فقام أناس ، فقالوا : يا رسول اللّه ، نحن ضعفاء الأبدان ، قليلو المال ، لا نفي بمجاهدة الأعداء ، ولا تفضل أموالنا عن نفقات العيالات ، فماذا نصنع ؟
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ألا فلتكن صدقاتكم من قلوبكم وألسنتكم .
قالوا : كيف يكون ذلك ، يا رسول اللّه ؟
قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : أمّا القلوب فتقطعونها على حبّ اللّه ، وحبّ محمّد رسول اللّه ، وحبّ عليّ وليّ اللّه ، ووصيّ رسول اللّه ، وحبّ المنتجبين للقيام بدين اللّه ، وحبّ شيعتهم ومحبّيهم ، وحبّ إخوانكم المؤمنين ، والكف عن اعتقادات العداوة والشحناء والبغضاء ، وأمّا الألسنة فتطلقونها بذكر اللّه تعالى بما هو أهله ، والصّلاة على نبيّه محمّد وعلى آله الطيّبين ، فإنّ اللّه تعالى بذلك يبلّغكم أفضل الدرجات ، وينيلكم به المراتب العاليات » « 7 » .
_______________
( 1 ) كعت عن الشّيء : لغة في كععت عنه ، إذا هبته وجبنت عنه . « لسان العرب - كوع - 8 : 317 » .
( 2 ) القسّام : الحسن ، وفلان قسيم الوجه ، ومقسّم الوجه . « الصحاح - قسم - 5 : 2011 » .
( 3 ) يقال : هذا الشيء حمى : أي محظور لا يقرب . « الصحاح - حمى - 6 : 2319 » .
( 4 ) سمج : قبح . « الصحاح - سمج - 1 : 322 » .
( 5 ) الريح تمري السّحاب : أي تستدرّه . « الصحاح - مرا - 6 : 2491 » .
( 6 ) أقال اللّه فلانا عثرته : بمعنى الصفح عنه . « لسان العرب - قيل - 11 : 580 » ، وفي « ط » نسخة بدل : فاقبلني .
( 7 ) تفسير الإمام العسكري عليه السّلام : 444 / 295 .
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يحتفي بإصدار العدد الألف من نشرة الكفيل
|
|
|