المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

تفاعل ديوترون – بروتون (d,P) Reaction
12-4-2016
Crocodile,s Dilemma
14-2-2022
Lubimin
14-12-2018
تحضير كلايسين اثيل استر Synthesis of glycine ethyl ester
2024-03-09
تفسير الآية (58-60) من سورة النور
13-8-2020
اللين والمحبّة وحسن الخُلُق‏ من صفات الانبياء
7-12-2015


استيلائه (صلّى اللّه عليه و آله) على الجنّ و الشياطين  
  
3939   11:34 صباحاً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص59-62.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / معجزاته /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-11-2017 3258
التاريخ: 11-12-2014 3363
التاريخ: 11-12-2014 3613
التاريخ: 11-12-2014 3407

معجزاته (صلّى اللّه عليه و آله) في استيلائه على الجنّ و الشياطين و ايمان بعض الجنّ به، و نكتفي‏ بذكر بعضها:

الأولى: روى عليّ بن ابراهيم: «انّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)خرج من مكّة الى سوق عكاظ و معه زيد بن حارثة يدعو الناس الى الاسلام، فلم يجبه أحد و لم يجد من يقبله، ثم رجع الى مكّة، فلمّا بلغ موضعا يقال له: وادي مجنّة، تهجّد بالقرآن في جوف الليل فمرّ به نفر من الجن فلمّا سمعوا قراءة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)استمعوا له، فلمّا سمعوا قراءته قال بعضهم لبعض: انصتوا، فلمّا فرغ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) من القراءة ولّوا الى قومهم منذرين، قالوا: «يا قومنا انّا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدّقا لما بين يديه يهدي الحقّ و الى طريق مستقيم يا قومنا اجيبوا داعي اللّه و آمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم و يجركم من عذاب أليم».

فجاؤوا الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)فأسلموا و آمنوا و علّمهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)شرائع الاسلام، فأنزل اللّه تعالى على نبيّه: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا } [الجن: 1] وولي عليهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) منهم، و كانوا يعودون الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في كل وقت فأمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أمير المؤمنين (عليه السّلام)أن يعلّمهم و يفقّههم فمنهم مؤمنون و منهم كافرون و ناصبون و يهود و نصارى و مجوس و هم ولد الجانّ» .

الثانية: روى المفيد و الطبرسي انّه: «لمّا خرج النبي (صلّى اللّه عليه و آله) الى بني المصطلق ونزل بقرب واد وعر، فلمّا كان آخر الليل هبط عليه جبرئيل (عليه السّلام) يخبره عن طائفة من كفّار الجنّ قد استبطنوا الوادي يريدون كيده و ايقاع الشرّ بأصحابه، فدعا أمير المؤمنين (عليه السّلام) وقال: اذهب الى هذا الوادي فسيعرض لك من‏ أعداء اللّه الجنّ من يريدك فادفعه بالقوة التي أعطاك اللّه اياها و تحصّن منهم بأسماء اللّه التي خصّك بها و بعلمها، و أنفذ معه مائة رجل من أخلاط الناس و قال لهم : كونوا معه امتثلوا أمره.

فتوجّه أمير المؤمنين الى الوادي، فلمّا قارب شفيره أمر المائة الذين صحبوه أن يقفوا بقرب الشفير و لا يحدثوا شيئا حتى يأذن لهم، ثم تقدّم فوقف على شفير الوادي و تعوّذ باللّه من اعداء اللّه و سمّاه بأحسن أسمائه و أومأ الى القوم الذين اتبعوه أن يقربوا منه، فقربوا و كان بينه و بينهم فرجة مسافتها غلوة، ثم رام الهبوط الى الوادي فاعترضت ريح عاصف كاد القوم يقعون على وجوههم لشدّتها و لم تثبت أقدامهم على الارض من هول ما لحقهم، فصاح أمير المؤمنين (عليه السّلام): «أنا عليّ بن ابي طالب بن عبد المطّلب وصيّ رسول اللّه و ابن عمّه اثبتوا أن شئتم».

فظهر للقوم أشخاص كالزّط  تخيّل في أيديهم شعل النار، قد اطمأنّوا و أطافوا بجنبات الوادي، فتوغّل أمير المؤمنين بطن الوادي و هو يتلو القرآن و يومي بسيفه يمينا و شمالا فما لبثت الاشخاص حتى صارت كالدخان الاسود و كبّر أمير المؤمنين (عليه السّلام)ثم صعد من حيث هبط.

فقام مع القوم الذين تبعوه حتى أسفر الموضع عمّا اعتراه، فقال له اصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): ما لقيت يا ابا الحسن فقد كدنا نهلك خوفا و اشفاقا عليك؟.

فقال (عليه السّلام) : لمّا تراءى لي العدو جهرت فيهم بأسماء اللّه فتضاءلوا و علمت ما حلّ بهم من الجزع فتوغّلت الوادي غير خائف منهم و لو بقوا على هيئاتهم لأتيت على آخرهم و كفى اللّه كيدهم و كفى المسلمين شرّهم، و سيسبقني بقيتهم الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فيؤمنوا به.

وانصرف أمير المؤمنين (عليه السّلام) بمن معه الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فأخبره الخبر فسري عنه و دعى له بخير و قال له: قد سبقك يا علي إليّ من أخافه اللّه بك فأسلم و قبلت اسلامه» .

الثالثة: روى ابن شهر أشوب انّه: «قال تميم الداري: أدركني الليل في بعض طرقات الشام، فلمّا أخذت مضجعي قلت: أنا الليلة في جوار هذا الوادي، فاذا مناد يقول: عذ باللّه فان الجنّ لا تجير أحدا على اللّه، قد بعث نبي الأميين رسول اللّه، و قد صلّينا خلفه بالحجون و ذهب كيد الشياطين، و رميت بالشهب، فانطلق الى محمد رسول ربّ العالمين» .

الرابعة: روى الطبرسي و غيره عن الزهري انّه قال: «لمّا توفّي أبو طالب (عليه السّلام) اشتدّ البلاء على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فعمد لثقيف بالطائف رجاء أن يؤووه، فوجد ثلاثة نفر منهم هم سادة و هم اخوة عبد ياليل و مسعود و حبيب بنو عمرو، فعرض عليهم نفسه، فقال احدهم: أنا أسرق ثياب الكعبة ان كان اللّه بعثك بشي‏ء قط، و قال الآخر: أعجز اللّه أن يرسل غيرك؟ و قال الآخر: و اللّه لا أكلّمك بعد مجلسك هذا أبدا و لئن كنت رسولا كما تقول فلأنت أعظم خطرا من أن يردّ عليك الكلام، و ان كنت تكذب على اللّه فما ينبغي لي أن أكلّمك بعد، و تهزّءوا به، و أفشوا في قومهم ما راجعوه به، فقعدوا له صفّين على طريقه.

فلمّا مرّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بين صفّيهم جعلوا لا يرفع رجليه و لا يضعهما الّا رضخوهما بالحجارة حتّى أدموا رجليه، فخلص منهم و هما يسيلان دما فعمد فجاء الى حائط من حيطانهم فاستظلّ في ظلّ نخلة منه و هو مكروب موجع تسيل رجلاه دما، فاذا في الحائط عتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة، فلمّا رآهما كره مكانهما لما يعلم من عداوتهما للّه و رسوله، فلمّا رأياه أرسلا إليه غلاما لهما يدعى عداس معه عنب و هو نصرانيّ من أهل نينوى، فلمّا جاءه‏ قال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): من أيّ أرض أنت؟.

قال: من أهل نينوى، قال: من مدينة العبد الصالح يونس بن متّى؟

فقال له عداس: و ما يدريك من يونس بن متّى؟.

فقال صلّى اللّه عليه و آله: أنا رسول اللّه، و اللّه تعالى أخبرني خبر يونس بن متّى.

فلمّا أخبره بما أوحى اللّه إليه من شأن يونس خرّ عداس ساجدا للّه و معظما لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)و جعل يقبل قدميه و هما تسيلان الدماء، فلمّا بصر عتبة و شيبة ما يصنع غلامهما سكتا، فلمّا اتاهما قالا: ما شأنك سجدت لمحمّد و قبّلت قدميه و لم نرك فعلت ذلك بأحد منّا؟.

قال: هذا رجل صالح أخبرني بشي‏ء عرفته من شأن رسول بعثه اللّه إلينا يدعى يونس بن متّى، فضحكا و قالا: لا يفتننّك عن نصرانيّتك، فانّه رجل خدّاع، فرجع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) الى مكة حتى اذا كان بنخلة قام في جوف الليل يصلّي، فمرّ به نفر من أهل نصيبين من اليمن فوجدوه يصلّي صلاة الغداة، و يتلو القرآن، فاستمعوا له ... و انصرفوا الى قومهم محذّرين».

و في رواية أخرى انّه: أمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أن ينذر الجنّ و يدعوهم الى اللّه و يقرأ عليهم القرآن فصرف اللّه إليه نفرا من الجنّ من نينوى فقال (صلّى اللّه عليه و آله): انّي أمرت أن أقرأ على الجنّ الليلة، فأيّكم يتبعني؟, فاتبعه عبد اللّه بن مسعود.

قال عبد اللّه: و لم يحضر معه أحد غيري، فانطلقنا حتّى اذا كنّا بأعلى مكة، و دخل نبيّ اللّه شعبا يقال له شعب الحجون و خطّ لي خطا، ثم أمرني أن أجلس فيه و قال لا تخرج منه حتى أعود إليك، ثم انطلق حتى قام فافتتح القرآن فغشيته أسودة  كثيرة حتّى حالت بيني و بينه، حتى لم اسمع صوته، ثم انطلقوا و طفقوا يتقطّعون مثل قطع السحاب ذاهبين حتى بقي منهم رهط ، و فرغ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) مع الفجر فانطلق فبرز، ثم قال: هل رأيت شيئا؟.

فقلت: نعم‏

رأيت رجالا سودا مستثفري‏  ثياب بيض قال: اولئك جنّ نصيبين.

وروى ابن عباس انهم كانوا سبعة نفر من جنّ نصيبين فجعلهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) رسلا الى قومهم و قيل كانوا تسعة نفر منهم».

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.