مباهلة نصارى نجران					
				 
				
					
						
						 المؤلف:  
						المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف					
					
						
						 المصدر:  
						أعلام الهداية					
					
						
						 الجزء والصفحة:  
						ج 1، ص194-195					
					
					
						
						6-4-2022
					
					
						
						3008					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				اجتمع زعماء نصارى نجران وحكماؤهم يتدارسون أمر كتاب النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) الذي يدعوهم فيه إلى الاسلام . ولم يتوصلوا إلى رأي قاطع إذ كانت في أيديهم تعاليم تؤكد وجود نبي بعد عيسى ( عليه السّلام ) ، وما ظهر من محمد فهو يشير إلى نبوّته .
من هنا قرّروا أن يرسلوا وفدا يقابل شخص النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ويحاوره .
واستقبل النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) الوفد الكبير وقد بدى عليه عدم الرضا لمظهرهم الذي كان يحمل طابع الوثنية ، فقد كانوا يرتدون الديباج والحرير ويلبسون الذهب ويحملون الصلبان في أعناقهم . ثم غدوا عليه ثانية وقد بدّلوا مظهرهم فرحّب بهم واحترمهم وفسح لهم المجال ليمارسوا طقوسهم[1] .
ثم عرض عليهم الإسلام وتلا عليهم آيات من القرآن فامتنعوا وكثر الحجاج معهم ، فخلصوا إلى أن يباهلهم النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) وكان ذلك بأمر من اللّه عزّ وجلّ واتفقوا على اليوم اللاحق موعدا .
وخرج إليهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وهو يحمل الحسين وبيده الحسن وخلفه ابنته فاطمة وابن عمّه علي بن أبي طالب امتثالا لأمر اللّه تعالى الذي نصّ عليه الذكر الحكيم قائلا : {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61] ولم يصحب سواهم أحدا من المسلمين ليثبت للجميع صدق نبوته ورسالته وهنا قال أسقف نجران : يا معشر النصارى اني لأرى وجوها لو سألوا اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني .
وحين أبوا أن يباهلوا النبي وأهل بيته صلوات اللّه عليهم أجمعين قال لهم الرسول : أمّا إذا أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما على المسلمين ، فأبوا ، فقال : إني أناجزكم القتال . فقالوا : ما لنا بحرب العرب طاقة ، ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تردّنا عن ديننا على أن نؤدي إليك في كل عام ألفي حلّة ، ألفا في صفر ، وألفا في رجب ، وثلاثين درعا عادية من حديد ، فصالحهم على ذلك ، وقال : والذي نفسي بيده إنّ الهلاك قد تدلّى على أهل نجران ، ولولا عنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي نارا ، ولا ستأصل نجران وأهله حتى الطّير على رؤوس الشّجر ، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا . فرجعوا إلى بلادهم دون أن يسلموا [2] .
وروي أن السيد والعاقب من زعمائهم لم يلبثا إلّا يسيرا حتى عادا إلى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ليعلنا إسلامهما [3].
 
[1] السيرة الحلبية : 3 / 211 ، السيرة النبوية : 1 / 574 .
 
[2]  التفسير الكبير ( للرازي ) : 8 / 85 .
 
[3] الطبقات الكبرى : 1 / 357 .
 
 
				
				
					
					
					 الاكثر قراءة في   معجزاته					
					
				 
				
				
					
					
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة