المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

افعال الله تعالى لا تخلو عن غرض
24-10-2014
الأمراض التي تسببها الضوضاء
9-05-2015
عبد الحي بن عبد الوهاب بن علي الحسيني
11-8-2016
العدالة لا تتحقق بدون القيامة
17-12-2015
معلومات عن ورق البردي
4-2-2018
Regular and Irregular Verbs
7-4-2021


تراجم أولاد ابن جزي  
  
668   01:10 صباحاً   التاريخ: 2024-01-08
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج5، ص:517-519
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-07 894
التاريخ: 24/12/2022 1437
التاريخ: 2024-02-24 733
التاريخ: 2023-02-28 1544

تراجم أولاد ابن جزي

ولنذكرهم فنقول: أما أبو بكر أحمد (1) فهو الذي ألف أو أبوه الأنوار السنية وهو من أهل الفضل والنزاهة وحسن السمت والهمة واستقامة الطريقة، غرب في الوقار، ومال إلى الانقباض، وله مشاركة حسنة في فنون من فقه وعربية وأدب وخط ورواية وشعر تسمو ببعضه الإجادة إلى غاية بعيدة، وقرأ على والده ولازمه، واستظهر ببعض تآليفه، وتفقه وتأدب به، وقرأ على بعض معاصري أبيه، ثم ارتسم في الكتابة السلطانية لأول دولة السلطان أبي الحجاج ابن نصر، وولي القضاء ببرجة وبأندرش ثم بوادي آش، مشكور السيرة معروف النزاهة.

ومن شعره:

أرى الناس يولون الغني كرامة ... وإن لم يكن أهلاً لرفعة مقدار

ويلوون عن وجه الفقير وجوههم ... وإن كان أهلاً أن يلاقى بإكبار

بنو الدهر جاءتهم أحاديث جمة ... فما صححوا إلا حديث ابن دينار ومن بديع نظمه الصادر عنه تصديره أعجاز قصيدة امرئ القيس بن حجر الكندي بقوله (2) :

أقول لعزمي أو لصالح أعمالي ... (ألا عم صباحاً أيها الطلل البالي)

أما واعظي شيب سما فوق لمتي ... (سمو حباب الماء حالاً على حال)

أنار به ليل الشباب كأنه ... (مصابيح رهبان تشب لقفال)

نهاني عن غي وقال منبهاً ... (ألست ترى السمار والناس أحوالي)

يقولون غيره لتنعم برهة ... (وهل يعمن من كان في العصر الخالي)

أغالط دهري وهو يعلم أنني ... (كبرت وأن لا يحسن اللهو أمثالي)

ومؤنس نار الشيب يقبح لهوه ... (بآنسة كأنها خط تمثال)

أشيخاً وتأتي فعل من كان عمره ... (ثلاثين شهراً في ثلاثة أحوال)

وتشغفك الدنيا وما إن شغفتها ... (كما شغف المهنوءة الرجل الطالي)

ألا إنها الدنيا إذا ما اعتبرتها ... (ديار لسلمى عافيات بذي خال)

فأين الذين استأثروا قبلنا بها ... (لناموا فما إن من حديث ولا صال)

ذهلت بها غياً فكيف الخلاص من ... (لعوب تنسيني إذا قمت سربالي)

وقد علمت مني مواعد توبتي ... (بأن الفتى يهذي وليس بفعال)

ومذ وثقت نفسي بحب محمد ... (هصرت بغصن ذي شماريخ ميال)

وأصبح شيطان الغواية خاسئاً ... (عليه قتام شيء الظن والبال)

ألا ليت شعري هل تقول عزائمي ... (لخيلي كري كرة بعد إجفال)

فأنزل داراً للرسول نزيلها ... (قليل هموم ما يبيت بأوجال)

فطوبى لنفس جاورت خير مرسل ... (بيثرب أدنى دارها نظر عالي)

ومن ذكره عند القبول تعطرت ... (صباً وشمال في منازل قفال)

جوار رسول الله مجد مؤثل ... (وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي)

ومن ذا الذي يثني عنان الثرى وقد ... (كفاني، ولم أطلب، قليل من المال)

ألم تر أن الظبية استشفعت به ... (تميل عليه هولة غير مجفال)

وقال لها عودي فقالت له نعم ... (ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي)

فعادت إليه والهوى قائل لها ... (وكان عداء الوحش مني على بال)

رثى لبعير قال أزمع مالكي ... (لقتلني والمرء ليس بفعال)

وثور ذبيح بالرسالة شاهد ... (طويل القرا والروق أخنس ذيال)

وحن إليه الجذع حنة عاطش ... (لغيث من الوسمي رائده خال)

وأصلين من نخل قد التأما له ... (فما احتسبا من لين مس وتسهال)

وقبضة رتب منه ذلت لها الظبى ... (ومسنونة زرق كأنياب أغوال)

وأضحى ابن جحش بالعسيب مقاتلاً ... (وليس بذي رمج وليس بنبال)

وحسبك من سوط الطفيل إضاءة ... (مصباح زيت في قناديل ذبال)

وبذت به العجفاء كل مطهم ... (له حجبات مشرفات على الفال)

ويا خسف أرض تحت باغيه إذ علا ... (على هيكل نهد الجزارة جوال)

وقد أخمدت نار لفارس طالما ... (أصابت غضاً جزلاً وكفت بأجزال)

أبان سبيل الرشد إذ سبل الهدى ... (يقلن لأهل الحلم ضلاً بتضلال)

لأحمد خير العالمين التقيتها ... (ورضت فذلت صعبة أي إذلال)

وإن رجائي أن ألاقيه غداً ... (ولست بمقلي الخلال ولا قالي)

فأدرك آمالي وما كل آمل ... (بمدرك أطراف الخطوب ولا آلي)

ولا خفاء ببراعة هذا النظم، وإحكام هذا النسج، وشدة هذه العارضة.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ترجمة أبي بكر بن جزي في الإحاطة 1: 48 والكتيبة: 138 وأزهار الرياض 3: 187.

(2) القصيدة في المصادر السابقة جميعا.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.