أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-24
![]()
التاريخ: 10-3-2022
![]()
التاريخ: 2025-04-07
![]()
التاريخ: 2024-11-14
![]() |
قوله : { يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ } ([2]) .
قال الصَّادق (عليه السلام) : ( يَومُ النَّحرِ ، فَقِيلَ لَهُ : إنَّ ابن عبَّاس يقول : إنَّه يومُ عَرَفَة ، فقال : لَو كَانَ يَومُ عَرفَة ، كَانَ يَكُونَ أَربَعَةَ أَشهُرِ إلَّا يَومَاً) ([3]) .
قوله : { وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ} ([4]) .
قال زين العابدين (عليه السلام) : ( الأَذَانُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ (عليه السلام) قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ (عليه السلام) : أَنَا الأَذَانُ فِي النَّاسِ ) ([5]).
وسئل عن الحجِّ الأَكبر ؟ فقال : (الحَجُّ الأَكبَر ؛ إنَّها سَنَةٌ حَجَّ فِيهَا المُسلِمُونَ وَالمُشرِكُونَ ، وَلَم يَحجَّ المُشرِكُونَ بَعدَ تِلكَ السَّنَةِ ) ([6]) .
قوله : {إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } ([7]) الآية .
يعني : صفوان بن أُميَّة ، وسُهيل بن عمرو .
قوله : { وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم } ([8]) الآية .
قال أميرُ المؤمنين (عليه السلام) : ( مَا قَاتَلتُ الفِئةَ المَارِقَة ، وَالبَاغِيَة ، وَالنَّاكِثَة إلَّا بِهذِه الآيَة ) ([9]) .
سأل رجلٌ أبا عبد الله (عليه السلام) عن حروب أميرِ المؤمنين (عليه السلام) فقال : [ 69 ] ( قَالَ أبي : إنَّ اللهَ بَعَثَ مُحَمَّدَاً بِخَمسَةِ أَسيَافٍ ؛ ثَلَاثَة مِنهَا شَاهِدَة لَا تُغمَد حتَّى تَضَعَ الحَربَ أَوزَارَهَا ، وَلَن تَضَع الحَرَب أَوزَارَهَا حتَّى تَطلُع الشَّمسُ مِن مَغرِبِهَا ، وَسَيفٌ مِنهَا مُغمَدٌ سَلَّه الى غَيرِنا وحُكمُه إلَينَا .
فأمَّا السِّيوفُ الثَّلَاثَةِ المَشهُورَة : فَسَيفٌ عَلَى مُشرِكي العَرَب ، وَالسَّيفُ الثَّانِي عَلَى أَهلِ الذِّمَةِ، وَالسَّيفُ الثَّالِث سَيفُ عَلى مُشرِكِي العَجَم ، يَعنِي التُّرك ، وَالدَّيلَم ، وَالخَزَر .
وَأمَّا السَّيفُ المَلفُوف ؛ فَسَيفٌ عَلَى أَهلِ البَغي وَالتَّأوِيل ) ([10]) .
قال اللهُ تعالى : { وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } الآيَة ([11]) فلمَّا نزَلت هذه الآية ، قال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم): ( إنَّ مِنكُم مَن يُقاتِلُ عَلَى التَّأوِيلِ بَعدِي، كَمَا قَاتَلتُ عَلَى التَّنزِيلِ .
فسُئلَ : مَن هو ؟ قال : خَاصِفُ النَّعلِ ) ([12]) .
وَكانَت السِّيرةُ فيهم مِن أميرِ المؤمنين (عليه السلام) ما كان مِن رسول اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)في أهلِ مكَّة يَومَ الفتحِ ؛ فإنَّه لم يَسبِ لهُم ذُريَّةً ، وقال : ( مَن أغلَقَ بَابَهُ فَهوَ آمِنٌ ، مَن أَلقَى سِلَاحَهُ فَهوَ آمِنٌ ) .
ولذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( لَا تَسبُوا لهُم ذُريَّةً ، وَلَا تُتِمُّوا عَلَى جَريحٍ ، وَلَا تَتبعُوا مُدبِرَاً ، وَمَن أَغلَقَ بَابَهُ ، أو ألقَى سِلَاحَهُ فَهو آمِن ).
وأمَّا السَّيف المُغمَد ؛ فالسَّيفُ الَّذي يُقامُ به القِصاص ، فَسَلَّمَه الى أولياء القِصاص ، وَحُكمُه إلينَا .
فهَذِه [ 70 ] السِّيوف بَعَث اللهُ بها نَبيَّه (صلى الله عليه واله وسلم)فَمَن جَحَدهَا أو جَحَدَ وَاحِداً مِنهَا فَقَد كَفرَ بِما أنزَلَ اللهُ عَلَى رَسولَه ) .
قوله : { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ } ([13]) الآية .
نزلت في عليٍّ (عليه السلام) وحمزة ، وجعفر ، والعاص ، وشيبة : فإنَّهم فَخَرو بالسِّقاية والحِجابة ، فأنزَل اللهُ الآية .
واختصَموا ، فقال شيبة لعليٍّ (عليه السلام) : أنا أفضلُ مِنك ؛ لأنَّ حِجابةَ البيتِ بيدي وعمارته ، وقال العبَّاس : أنا أفضلُ مِنك ؛ لأنَّ سِقايةَ الحاجِّ بيدي .
فقال عليٌّ (عليه السلام) : ( أنَا أفضَلُ مِنكُمَا ؛ لأنِّي آمَنتُ بِاللهِ قَبلَكُمَا ، وَهَاجَرتُ وَجَاهَدتُّ).
فقالوا : نرضى برسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم).
فصاروا إليه ، وأخبروه ذلك ، فنزَلت الآية ([14]) .
ثُمَّ وصَفه ، فقال : { الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ } ([15])الآية.
نزَلت في عليٍ (عليه السلام) ولفظُها عام ، ومعناها خاص .
ومثله ، قوله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ } ([16]) نزلَت في حاطِب بن أبي بلتعة ([17]) .
ومثله : { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ } ([18]).
ومِثله في قصَّة أبي لُبابة : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ } ([19]) الآية ([20]) .
قوله : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ } ([21]) الآية .
ورُوي عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)قال : ( اشتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى اليَهودِ ؛ حَيثُ قَالوا : عُزَيرٌ ابنُ اللهِ ، وَاشتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى النَّصَارَى ؛ حَيثُ قَالوا : المَسيِحُ ابنُ اللهِ ، وَاشتَدَّ غَضَبُ اللهِ [ 71 ] عَلَى مَن هَرَاقَ دَمِي أَو آذَانِي فِي عِترَتِي ) ([22]) .
قوله : { اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ } ([23]) .
قال : ( وَاللهِ ، مَا صَامُوا لَهُم ، وَلَا صَلُّوا ، وَلَكِن حَلُّوا ([24]) لَهُم حَرَامَاً ، وَحَرَّمُوا لَهُم حَلَالَاً ، فَدَانُوا بِهِ ، فَعَبَدُوهُم مِن حَيثُ لَا يَشعرُون ) ([25]) .
قوله : { وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ } ([26]) .
عنى بذلك : ( مَا جَاوَزَ أَلفَي دِرهَم ) ([27]) .
قوله : { مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ } ([28]) .
حرَّم اللهُ فيها القتال ، وكان النَّاس يُعظِّمونها ، ولا يقتلون فيها أحداً ، إلَّا قوماً مِن طي وخثعم ، فإنَّهم كانوا يُحلِّونها ، ويُغيِّرون فيها .
وكان الُمتلمِّس الكناني ، واسمه أُميَّة بن عوف ، يقف في الموسم ، فيقول : قد أحللتُ دِماء المُحلِّين طي وخثعم في شهر اللهِ الحرام وأنسأته، وحرَّمتُ بدله صَفرَاً ، فإذا آنَ العَامُ المُقبل تقول : قد أطلتُ صفر وأنسَأتَه وحرَّمتُ الحرام ، فأنزل الله سبحانه : { إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} ([29]) الى قوله : { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ} ([30]) الآية .
رُوي : ( أنَّ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)لمَّا كان في الغار ، قال لأبي بكر : كَأنِّي أنظُرُ الَى سَفِينَةِ جَعفَر وَأصحَابِهِ كَيفَ تَعُومُ فِي البَحرِ ، وَأنظُرُ الى الأَنصَارِ مُجتَمِعِينَ فِي أَفنِيَتِهِم ) [ 72 ] ([31]) .
قال أبو بكر : فأرِنيهم ، فمَسحَ يده على عينه ، فنظرَ أبو بكر إليهم، فقال : الآن صدَّقتُ أنَّك تراهم ، وهو قوله : { وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا } ([32]) .
قوله : { انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً } ([33]) .
قال : شُبَّاناً وشُيوخَاً ([34]) .
قوله : { وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ } ([35]) .
يعني : حيثُ حَلفوا ألَّا يُكلِّمَ بعضهم بعضاً وتفَّرقوا .
( إِنَّمَا نَزَلَت : وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خَالَفُوا ، وَلَو خُلِّفُوا مَا كَانَ عَلَيهِم عَيبٌ ) ([36]) .
وكان مع رسُول اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)ثلاثون ألفاً ، والخيل عشرةُ ألآف فرس، وكان رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)دفعَ رايةَ بَنِي النَّجار الى عمارة بن حزم ([37]) ثُمَّ أخذها منه فدفعها الى زيد بن ثابت ، فقال عمارة : يا رسولَ اللهِ ، لعلَّك وجدتَّ عليَّ ، قال : ( لَا ، وَلَكِن قُدِّمُوا بِالقُرآنِ ، وَزَيدٌ أَكثَرُ أَخذَاً لِلقُرآنِ مِنكَ ، وَالقُرآنُ يُقَدِّمُ وَإنْ كَانَ عَبدَاً أسوَد مُجَدَّعَاً ) ([38]) .
وكان رهطٌ مِن المنافقين ، يسيرون مع رسول اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)منهم : وديع بن ثابت ، والحلَّاس بن سويد [ 82 ] وابن حمين ([39]) وثعلبة بن حاطب ([40]) .
فقال حاطب : يحسِّنون ماله بني الأصفر ، كمثال عزِّهم ، وكان عدى مقرس في الجبال ([41]) وقال وديعة : هُم أرعننا بُطوناً وأكذبنا ألسِنةً وأجبننا عِندَ اللِّقاء ، وقال الحلَّاس : واللهِ ، إن كان مُحمَّدٌ صادِقاً، لنحنُ شرٌّ مِن الحمير ، وقعدَ عن القوم بلا إذنٍ .
فنزلَ جبرئيل ، وأخبره بذلك ، فقال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)لعمَّار بن ياسر : ( أَدرِك القَومَ ، وسَلهُم عَمَّا قَالُوا ، فَإن أنكَرُوا ، فَأخبِرهُم بِمَا قَالُوا ) .
فذهبَ إليهم فأعلمهم ، فجاؤوا الى رسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)يعتذرون إليه، فقال وديعة : يا رسولَ اللهِ ، إنَّما كُنَّا نخوضُ ونلعب ، فلم يلتفت إليه ، وأنزلَ اللهُ فيما قال مخشي لأصحابه : { يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ} ([42]) الآيات ([43]) .
وجاء قومٌ مِن الأعراب يستأذنون رسولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)في الُمقام ، وقال مخشي ([44]) : واللهِ ، لو دريتُ أنِّي أُقاضى على أن يضرب كل واحدٍ منَّا مائة رطل ، وكنَّا نلعبُ ولا ينزِل فينا قرآن ، على حدِّ الاستهزاء .
فنزل : { وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ} ([45]) الآية في سورة الأنفال ([46]) ونصفها في التَّوبة . وقال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم): ( يَا أبَا لُبَابَة ، قَد تَابَ اللهُ عَلَيكَ تَوبَةً ، لَو وُلِدْتَّ مِن بَطنِ أُمِّكَ يَومَكَ [ 83 ] هَذَا لَكَفَاكَ ) قال : يا رسولَ اللهِ ، أنا أتصدَّقُ بمالي كُلِّه ، قال : ( لَا ) قال : بثُلثيه ، قال : ( لَا ) قال : بنصِفه ، قال : ( لَا ) قال : فبثلثه ، قال : ( نَعَم ) فأنزَلَ اللهُ : { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ } ([47]) الآية ([48]) .
قوله : { وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ } ([49]) الآية .
جاء الأغنياءُ ، وظنُّوا أنَّ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)يُقسِّمُ الصَّدقات فيهم ، فلمَّا قسَّمها على الثَّمانية أقسام ، فتَغامَزوا على رسولِ الله (صلى الله عليه واله وسلم)ولمزوه ([50]) .
قوله : { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء } ([51]) الآية .
أخرَج جميعَ النَّاسِ منها غيرَ هؤلاء الثَّمانية أصناف .
قال العالِم (عليه السلام) : ( الفُقرَاءُ الَّذِينَ لَا يَسأَلُونَ ، وَعَلَيهِم مَؤونَة عَن عِيَالَاتِهِم ) وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ ، قَولُه فِي سُورَةِ البَقَرَةِ : { لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ } ([52]) الى قوله : { لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً } ([53]) .
وَالمَسَاكِين ؛ هُم أَهلُ الزَّمَانَاتِ مِن العُميَانِ ، والعُرجَانِ ، وَالَمجذُمِينَ ، وَالعَامِلِينَ ، وَهُم : السُّعَاة ، وَالُمؤلَّفَةِ قُلوبَهُم .
قال الباقر (عليه السلام) : ( هُم قَومٌ وَحَّدُوا اللهَ ، وَخَلَطُوا عِبَادَة مَن دُونِ اللهِ، وَلَم تَدخُل المَعرِفَة قُلُوبَهُم ، وَأَنَّ مُحمَّدَاً رَسولَ اللهِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ يَتَألَّفهُم وَيُعلّمهُم كَيمَا يُعرَفَوا ، وَجَعَلَ لَهُم نَصِيبَاً فِي الصَّدَقَاتِ لِلَّذِينَ رَغِبُوا ) ([54]) .
وَفِي الرِّقَابِ : قَومٌ لَزِمَهُم كَفَّارَاتٌ فِي قَتلِ الخَطَأ ، وَفِي الظِّهَارِ ، وَفِي الأَيمَانِ ، وَفِي قَتلِ الصَّيدِ فِي الحَرَمِ ، وَلَيسَ عِندَهُم مَا يُكَفِّرُونَ ، وَهُم مُؤمِنِوَن [84] فَجَعَلَ اللهُ لَهُم سَهمَاً فِي الصَّدَقَاتِ لِيُكَفِّرَ عَنهُم ([55]).
أقولُ : إنَّ قوله : { وَفِي الرِّقَابِ} ([56]) إنَّهم العبيد الَّذين يُعطونَ مِن مالِ الزَّكاة لا يقبلون ، والغارمون ؛ قومٌ وقعَت عليهم دِيونٌ أنفقوها في طاعةِ اللهِ مِن غيرِ إسرافٍ ، فيجبُ على الإمام أن يقضي عنهم مِن مالِ الصَّدقات .
وفي سبيل اللهِ : قومٌ يَخرجُون في الجهاد ، وليسَ عِندَهُم ما يُنفقون بِرَّاً ، وقومٌ مِن المؤمنين لَيسَ عِندَهُم ما يَحجُّونَ به ، أو في جميع سُبلِ الخيرِ ، فعلى الإمام أن يُعطيهم مِن مالِ الصَّدقات .
وابنُ السَّبيل : أُمناءُ الطَّريق ؛ الَّذين يكونون في الأسفار في طاعة اللهِ ، فقُطِعَ عليهم ، وذهَبَ مالهُم ، فعَلى الإمام أن يردَّهم الى أوطانهم مِن مال الصَّدقات ، ونزلت هذه الآية قبل هذا الوقت .
قوله : { وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ } ([57]) الآية .
نزلت في عبد الله بن نُفيل ([58]) كان ينقل حديثه (صلى الله عليه واله وسلم)الى المنافقين وينمُّ عليه ، فأخبره جبرئيل به ، فدعاه ، فاعتذر ، قال : ( قَبِلتُ عُذرَكَ ، فَلَا تَعُد ) فرَجِعَ الى أصحابه ، وقال إنَّما محمّد أُذن أسمعه قبله ([59]) .
قوله : { يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ } ([60]) .
نزَلت بعدَ [ 85 ] ما رَجعَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)مِن حجَّة الوداع في أصحاب العقبة ، الَّذين تحالفوا في الكعبة ، ألَّا يردُّوا الخِلافة في أهلِ بيته ، ثُمَّ قعدوا له في العقبة لِيقتلوه ، فعرَّفهُم رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)ذلك فجاؤوا إليه ،وحلفوا أنَّهم لم يقولوا مِن ذلك شيئاً ،ولم يُريدوا قتله([61]).
قوله : { وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً } ([62]) الآية .
قومٌ مِن المنافقين ، قالوا : يا رسولَ اللهِ ، ائذَن لنا أن نبني مسجداً في بني سالم ، وكان سببه أنَّهم يجتمعون بأبي عامر الرَّاهب وكان كافراً، وكان ابنه حنظلة بن أبي عامر ([63]) قد أسلم ، وقُتلَ يوم أُحد ، وكان يُدعى غسيل الملائكة ([64]) .
قوله : { وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ } ([65]) .
يعني : أبا عامر الرَّاهب ، فبعث رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)مالك بن الدَّخشم وعامر بن عدي ، وعرضا حلّ ؛ أن يهدموه ويحرقوه ، ففعلوا ذلك ([66]) .
ولمَّا رَجعَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)الى المدينة ، مرِضَ عبد الله بن أُبيّ ، وكان ابنه عبد الله مؤمناً ، فجاء الى رسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)وقال : إن لم يأت أبي كان ذلك عاراً ([67]) علينا ، فدخل عليه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)والمنافقون حوله ، فقال له :
( قَد نَهَيتُكَ عَن صُحبَةِ هَؤلَاءِ ) فرفَع طرفه ، وقال : ليس هذا وقتُ عتابٍ ، صلِّ عليَّ ، واستغفر لي يا رسولَ اللهِ ، وتُوفِّي ، فصلَّى عليه، فقال له عمر : ألم ينهك [ 86 ] الله أن تُصلِّي على أحدهم ، أو تقُم على قبره ؟ فأعرض عنه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)فأعادها عليه ، فقال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم): ( وَيلَكَ ، أَتَدرِي مَا قُلتُ ، إنَّمَا قُلتُ : اللَّهُمَّ احشُ قَبرَهُ نَارَاً ، وَاصلِهِ نَارَاً ) فبدا مِن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)ما لم يكن يُحبَّه فدفنوه .
قال ابنه : يا رسولَ اللهِ ، استغفر له ، فاستغفرَ له ، فقال عمر : ألم ينهَك اللهُ أن تستغفِر للمنافقين ؟ فقال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم): ( إنِّي خُيِّرتُ فَاختَرتُ ) قَالَ اللهُ سُبحَانَهُ ، قَالَ : { اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ} ([68]) .
قال : لَقَى الزُّهرِي عَليَّ بِن الحُسَينِ (عليهما السلام) فِي طَرِيقِ الحَجِّ ، فَقَالَ : يَا عَليِّ ، تَرَكتَ الِجهَادَ وَصُعوبَتَهُ ، وَأقبَلتَ عَلَى الحَجِّ وَلِينِهِ ، فَقَالَ : إنَّ اللهَ يَقُولُ : { إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ }([69]) الى قوله : { التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ} ([70]) الى آخر الآية .
فَقَالَ عَليُّ بِن الحُسَينِ (عليهما السلام) : ( إذَا رَأَينَا هَؤلَاءِ الَّذِينَ هَذِهِ صِفَتَهُم ، جَاهَدنَا مَعَهُم ، وَكَانَ الجِهَادُ أَفضَلُ مِن الَحجِّ ) ([71]) .
قوله : { السَّائِحُونَ } ([72]) .
هم : الصَّائمون ([73]) .
قوله : { وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ } ([74]) الآية .
سُئلَ العالِم (عليه السلام) عنها ؟ فقال : ( مَا يَقُولُ النَاسُ فِيهَا ، وَالمَوعِدَةُ كَانَت مِمَن ؟ قَالُوا : يَقُولُونَ : إنَّ المَوعِدَة كَانَت مِن إِبرَاهِيمَ أن يَستَغفِرَ لِأَبِيهِ .
فقال : بَل كَانَت مِن أبي إبرَاهِيمَ ألَّا [ 87 ] يَعبُدَ الأصنَامَ ، فَقَالَ لَهُ إِبرَاهِيم : إن لَم تَعبُدِ الأَصنَام استَغفَرتُ لَكَ ، فَلَمَّا عَلِمَ أنَّه لَا يَدَعُ عِبَادَةَ الأصنَامِ تَبَرَأ مِنهُ ) ([75]) .
وقوله : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ } ([76]) .
أي : دَعَّاءٌ حَليم ([77]) .
قوله : { أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ } ([78]) .
بمعنى : يَمرُضون ([79]) .
قوله : { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} ([80]) .
يعني : مُحمَّداً (صلى الله عليه واله وسلم)([81]) .
قوله : { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} ([82]) .
أي : أنكرتُم ([83]) .
[1] ما بين المعقوفتين من المحقق اقتضاها السياق .
[2] التوبة : 3 .
[3] تفسير القمي : 2/282 .
[4] التوبة : 3 .
[5] تفسير القمي : 1/231 .
[6]علل الشرائع ، الصدوق : 2/442 ح 1 ، عن الإمام الصَّادق (عليه السلام) .
[7] التوبة : 7 .
[8]التوبة : 12 .
[9] بحار الأنوار ، المجلسي : 32 /238 بتفاوت .
[10] الكافي ، الكليني : 5 /10 ح 2 ، تفسير القمي : 2/320 بتفاوت .
[11] الحجرات : 9 .
[12] تهذيب الأحكام ، الشيخ الطوسي : 4/115 ح 336 ، كنز العمال ، المتقي الهندي : 11/613 ح 32967 .
[13] التوبة : 19 .
[14] تفسير العياشي : 2/83 ح 35 بتفاوت .
[15] التوبة : 19 .
[16] تفسير القمي : 2/361 .
[17]الممتحنة : 1 .
[18] آل عمران : 173 .
[19]الأنفال : 27 .
[20]تفسير القمي : 1/11 .
[21] التوبة : 30 .
[22]تفسير العياشي : 2/86 ح 43 .
[23] التوبة : 31 .
[24] هكذا في الأصل ، والصحيح : ( أحلّوا ) .
[25] الكافي ، الكليني : 1/53 ح 3 ، دعائم الاسلام ، النعماني : 1/2 ، عن الإمام الصادق j .
[26] التوبة : 31 .
[27] تفسير العياشي : 2/87 ح 53 ، عن الإمام الباقر j .
[28] التوبة : 36 .
[29] التوبة : 37 .
[30] التوبة : 40.
[31] بصائر الدرجات ، الصفار : 442 ح 14 ، تفسير القمي : 1/290 ، عن الإمام الصادق j .
[32] التوبة : 40.
[33] التوبة : 41.
[34] مجمع البيان في تفسير القرآن ، الطبرسي : 5/59 .
[35] التوبة : 118 .
[36] تفسير القمي : 1/297 ، عن الإمام الكاظم j .
[37] ينظر ترجمته في : الطبقات الكبرى ، ابن سعد : 3/486 ، التاريخ الكبير ، البخاري : 6/494 ( 3091) .
[38] المستدرك على الصحيحين ، الحاكم النيسابوري : 3/421 ، تاريخ دمشق ، ابن عساكر : 2/36 .
والأجدع : مقطوع الأنف أو الأذن أو الشفة ، القاموس المحيط ، الفيروزآبادي ، مادة ( جدع ) 3/11 .
[39] وهو سماك بن مخرمة ، أنساب الأشراف ، البلاذري : 11/198 .
[40] ينظر ترجمته في : الرجال ، الطوسي : 31 ( 120 ) ، جامع الرواة ، الأردبيلي : 1/140 ، طرائف المقال ، البروجردي : 2/130 ( 7947 ) .
[41] هكذا في المخطوط ، وهي عبارة غير مفهومة ، وفي المغازي للواقدي : 2/1066 ، العبارة هكذا : ( فقال ثعلبة : أتحسبون قتال بني الأصفر كقتال غيرهم ؟ والله لكأنهم غداً مقرنين في الجبال ) .
[42] التوبة : 64 .
[43] تفسير القمي : 1/301 بتفاوت .
[44] وهو مخشي بن الحمير الأشجعي ، التبيان في تفسير القرآن ، الشيخ الطوسي : 5/250 .
[45] التوبة : 90 .
[46] ليس في سورة الأنفال من آية تشير لهذا المعنى .
[47]التوبة : 103 .
[48] تفسير القمي : 1/304 .
[49]التوبة : 103 .
[50] تفسير القمي : 1/298 بتفاوت .
[51] التوبة : 60 .
[52] البقرة : 273 .
[53] البقرة : 273 .
[54] تفسير القمي : 1/300 .
[55] تفسير القمي : 1/301 .
[56]البقرة : 177 .
[57] التوبة : 61 .
[58]الكناني ، لا يعرف له صحبة ، وقيل : بل هو صحابي ، ينظر ترجمته في : الإصابة ، ابن حجر : 4/215 ( 5014 ) .
[59]تفسير القمي : 1/300 بتفاوت وتفصيل أكثر .
[60] التوبة : 74 .
[61] تفسير القمي : 1/175 بتفاوت واختلاف .
[62] التوبة : 107 .
[63] بن صيفي بن زيد ، يعرف بالراهب ، أنصاري ، أوسي ، ينظر ترجمته في : تقريب التهذيب ، ابن حجر : 1/488 ( 3296 ) .
[64] تفسير القمي : 1/305 بتفاوت وزيادة .
[65] التوبة : 107 .
[66] تفسير القمي : 1/305 بتفاوت .
[67] هكذا في الأصل ، والصحيح : ( عار ) .
[68] التوبة : 107 ، تفسير القمي : 1/302 .
[69] التوبة : 111 .
[70] التوبة : 112 .
[71]الكافي ، الكليني : 5/22 ح 1 ، الاحتجاج ، الطبرسي : 2/44 .
[72] التوبة : 112 .
[73] تهذيب الأحكام ، الشيخ الطوسي : 6/130 ح 224 ، مجمع البيان ، الطبرسي : 5/130 .
[74] التوبة : 114 .
[75] تفسير العياشي : 2/114 ح 146 بتفاوت ، عن الإمام الصادق j .
[76]التوبة : 114 .
[77] الكافي ، الكليني : 2/466 ح 1 ، عن الإمام الصادق j .
[78] التوبة : 126 .
[79] تفسير القمي : 1/308 .
[80] التوبة : 128 .
[81]تفسير القمي : 1/308 .
[82] التوبة : 128 .
[83] تفسير القمي : 1/308 .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|