المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تفرق الضوء dispersion of light
29-8-2018
هرم سنوسرت الأول.
2024-02-10
سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي
9-10-2017
مناظرة أبي عبد الله عليه السلام مع زنديق من مصر
6-8-2019
العمل وشروط النجاح
2023-11-05
الدساتير التي لم تنص على الشروط الواجب توافرها في نائب الرئيس
9-12-2017


الذكاء بين الوراثة والبيئة  
  
21788   10:47 صباحاً   التاريخ: 26-7-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص238-239
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

يؤكد الغلاة من البيئيين أثر البيئة بوجه عام فيما بين الناس من فوارق في الذكاء, ويؤكد الغلاة من الوراثيين أثر العوامل الوراثية بما لا يكاد يقيم وزنا للعوامل البيئية والاجتماعية. ولا يزال

الصراع قائم ما بين وجهتي النظر البيئية والفطرية وفي هذا المجال نؤكد على أن الذكاء نتيجة

تفاعل مستمر بين البيئة والوراثة, ونرى أهمية دور الخبرة والتعلم في حسن استخدام الذكاء

وتنميته.

ودلت الأبحاث على أن العباقرة هم من وهبوا قسطاً عالياً من الذكاء الفطري بحيث تصل نسبة ذكائهم إلى أكثر من (140) , وهؤلاء قلة نادرة . أما الضعف العقلي فهو : حالة عدم اكتمال النمو العقلي بدرجة تجعل الشخص غير قادر على مواءمة نفسه للبيئة العادية, وبحيث لا يستطيع الاحتفاظ ببقائه وحياته دون اشراف أو حالة ضعف عقلي طبيعي بحيث لا يمكن شفاؤهم, وقد تطورت النظرة إلى ضعاف العقول بتقديم الزمن, فبينما كان الإغريق والرومان يعتبرونهم أفراداً لا يستحقون الحياة ولا بد من تركهم ليموتوا, وكان ينظر اليهم في القرون الوسطى على أنهم من أولاد الشياطين, نجد حالياً اهتماماً كبيراً بهم في مختلف دول العالم, وقد وضعت التشريعات والقوانين التي ترمي لضمان حمايتهم والعمل على رعايتهم. وأول مدرسة أنشئت لتعليم ضعاف العقول كانت في باريس أنشأها سجوان Seguin عام 1837م .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.