المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

كشافات
29-11-2019
الاكسجين
16-5-2018
ري الكمثري
2023-09-22
الردة بعد رسول الله
2024-10-28
تفسير الاية (15-19) من سورة محمد
11-10-2017
ظهور فكرة المهدوية تاريخيا
19-3-2022


الثروة في الإقتصاد الصناعي  
  
1216   07:20 صباحاً   التاريخ: 2023-10-13
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص379ــ382
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-17 1185
التاريخ: 23-12-2016 5332
التاريخ: 25-7-2016 1542
التاريخ: 21-1-2016 2484

لقد عزز توسيع الاقتصاد الصناعي من القدرة المالية للدول المتطورة ودعم من البنية المالية لشعوب هذه الدول ، وساهم في إفساح المجال لهذه الشعوب لإرضاء غرائزها وميولها النفسية فقد اتجهت الصناعات في البلدان المذكورة نحو الاعتماد على الآلات والماكنات المتطورة وذلك لزيادة الإنتاج وتيسير حياة الشعوب ، مما ساهم في استقرار تلك الشعوب ورفاهيتها. وفي المقابل راحت الشعوب تهدر طاقاتها المختزنة في تيار الملذات والشهوات والبذخ والفساد بدل السعي والعمل ، وبخلاصة ، فإن الثروة الهائلة والحياة المترفة والسعي القليل والفراغ الكبير والطاقة والنشاط، كلها تعتبر ظروفاً مناسبة لفلتان الغرائز وطغيان الإنسان المغرور والمستبد.

قال تعالى : {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6، 7].

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : فوالله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكني أخشى عليكم أن تبسط لكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم(1) .

انهيار مبادئ الأخلاق:

«يقول «ويل ديورانت»: إن ثروة بلادنا في عصرنا الحاضر قد بدلت المبادئ الأخلاقية الثابتة والقاسية للذين هاجروا إلى أمريكا سابقاً أكثر من أية ثورة أو نهضة أدبية ، وجعلتها متحررة من القيود. فعطلة الاسبوع التي كانت مخصصة للراحة والعبادة قد تحولت إلى فرصة يبحث فيها الإنسان عن لذائذ الدنيا غير المحددة ، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على تغير اخلاقنا وتحررنا من كل القيود» .

«عندما يكون لإنسان فقيراً يكون من السهل عليه أن يصبح تقياً فاضلاً ، ويكون قادراً على ترك الملذات إن كانت ستكلفه غالياً. أما الإنسان الذي يكون جيبه مليئاً بالمال ويستطيع أن يخفي نفسه عن عيون جيرانه ، فإنه يصعب عليه ان يكون تقياً فاضلا. وعبثاً يحاول علماء الأخلاق أن يشتكرا ويتذمروا مما بلغه الإنسان من حب الراحة والرفاهية، فهذا الحب قائم في اعماقنا منذ نشأتنا وقد وجدنا اليوم الفرصة لإظهاره ، وسيبقى الوضع على هذا المنوال ما لم يتغير الوضع الاقتصادي. فما دام تطور الآلة والصناعة يزيد من أوقات فراغ الإنسان ويستبدل العمل اليدوي بالعمل الآلي والعقلي، فإن الطاقة التي ينبغي أن تستغل في الأعمال التي تتطلب جهداً جسمياً معيناً ستظل مختزنة في أجسامنا وستزيد يوماً بعد آخر من تحسسنا إزاء الشهوات))(2). 

ضرورة تعديل الرغبة في الترفيه عن النفس :

تعتبر الرغبة في الترفيه عن النفس من الرغبات الفطرية التي أوجدها الله سبحانه وتعالى في أعماق الإنسان ، وينبغي أن يقدم الإنسان على تعديل هذه الرغبة كسائر الغرائز والرغبات الطبيعية الأخرى، ويسعى إلى إرضائها في الوقت المناسب وبالمقدار الصحيح بعيداً عن الإفراط والتفريط .

وقد استأثر هذا الموضوع باهتمام الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) الذين أكدوا في الكثير من أحاديثهم ورواياتهم على أهمية هذا الموضوع .

أما في العالم الصناعي المتطور اليوم حيث ازدادت ساعات فراغ الإنسان وتضاعف اهتمامه بمسألة الترفيه والاستمتاع ، فإن العلماء والمفكرين وللأسف لم يفكروا بهذا الموضوع ولم يأتوا بمنهج شامل وكامل يتوافق وسعادة الإنسان ومصلحته ، وهذا ما شجع الكثير من الشباب في الدول الصناعية على الإنفراد بآرائهم دون أدنى اهتمام بالتوجيهات والارشادات الصحيحة، واستغلال أوقات فراغهم في ارتكاب الرذائل والمحرمات ، جالبين لأنفسهم وتحت شعار الترفيه التعاسة والشقاء.

عدم الإهتمام بأوقات الفراغ:

«إن نشاط أوقات الفراغ الذي كان في الماضي ينحصر ضمن نطاق البيت قد شهد تغييرات مذهلة نتيجة تهافت القرويين على المدن والاختراعات العظيمة التي توصل إليها الإنسان ، كاختراع السيارة والسينما والراديو والتلفاز. وللأسف فإن ما نجم عن ازدياد وقت الفراغ لدى الإنسان - كما يقول «لوند برغ» في كتابه لم يحظ بأهمية كبيرة من جانب علماء الاجتماع الذين لا زالوا يعيشون تحت وقع النظرية القديمة القائلة بأن الإنتاج أهم من الاستهلاك والتي تهتم بالعمل أكثر من البطالة.  ويبدو أن البطالة باتت تكتسب مزيداً من الأهمية يوماً بعد آخر» .

«حتى ان بعض علماء الاجتماع يرون في موضوع البطالة بأنه موضوع عاطفي ويضعونه خارج أطر أبحاثهم العلمية ، بينما القضية هي عكس ذلك تماماً وينبغي أن تحظى بكامل اهتمامهم ، لأن من شأن الأبحاث العلمية وحدها أن تحدد ما يتوجب على الإنسان أن يقوم به أثناء وقت فراغه بما يؤمن له الحد الأقصى من الفائدة ، حتى اننا يمكننا القول بأن طريقة إملاء أوقات الفراغ من شأنها أن تجسد حضارة الشعوب ومدنيتها»(3) .

_____________________

(1) مجموعة ورام 1 ، ص 132.

(2) مباهج الفلسفة، ص96.

(3) علم الإجتماع، ص301. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.