x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الآلة وارتفاع الإنتاج
المؤلف: محمد تقي فلسفي
المصدر: الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة: ص 252 ــ 253
2024-10-07
187
لقد انتقلت الحياة من المرحلة الزراعية إلى المرحلة الصناعية، وحدثت تغييرات على كافة المجالات في المجتمعات البشرية، وتغيرت تدريجياً جميع الظروف والأحوال الإجتماعية، واتخذت النشاطات الإجتماعية شكلاً جديداً، ودخلت المكننة في الزراعة وحلت محل الطاقة الإنسانية والحيوانية فارتفع حجم وكيفية الإنتاج، وتوجه القرويون إلى المدن للحصول على العمل، ودخلوا أجواء المصانع المغلقة والمحدودة.
لقد غير الاقتصاد الصناعي أخلاق وعادات الجميع، وزال قبح بعض الرذائل والخطايا، ولم يعد المجتمع يهتم بها، وفقدت بعض الفضائل قيمتها وأهميتها، ولم يعد الناس يهتمون بها، وكل هذا يعني أن الأعمال والأخلاق قد تغيرت لدى الناس نتيجة الثورة الصناعية وأصبح الكثير من السيئات في نظرهم حسنات، والحسنات سيئات.
(لا تتغير في الحياة الصناعية الأنظمة الاقتصادية القديمة فقط لتحل محلها مؤسسات اقتصادية جديدة كالمصانع والشركات والبنوك، بل تتغير جميع المؤسسات الإجتماعية أيضاً وتظهر مكانها مؤسسات جديدة لم تكن موجودة فمن جهة وبدلاً من طبقتي صاحب الأرض والمزارع، اللذين كانا يمثلان في العصر الزراعي، عامل الإنتاج في المجتمع، ظهرت طبقتا الرأسمالي والعامل الصناعي، وظهرت بينهما صراعات لم تكن موجدة في العصور السابقة، ومن جهة أخرى فإن الصناعة أدت إلى نمو المصانع وتمركز الناس في المدن، فاتسع استيطان المدن، وهكذا انتقل مركز الاقتصاد الصناعي للدول من القرى إلى المدن، وظهرت المدن الصناعية والتجارية العظيمة.
الوحدة الاجتماعية في الزراعة والصناعة:
في العصر الزراعي لم يكن الفرد، شخصاً اجتماعياً، إنما كان جزءاً من العائلة، والعائلة هي التي كانت تعتبر الوحدة التي تشكل المجتمع. أما في العصر الرأسمالي، فإن الفرد يشكل وحدة المجتمع، ولا يكون لصلة الدم والعائلة من أثر في حياة الفرد كالعصر السابق.
في عصر الإنتاج اليدوي أو المنزلي، فإن الوحدة الإنتاجية تتألف من عدد من أفراد العائلة أو الأصدقاء يجتمعون في محيط البيت أو المشغل الصغير بتآلف. أما في عصر الإنتاج الآلي، أو المصانع، فإن وحدة الإنتاج هي ذلك المصنع، والمصنع ميدان واسع غريب مملوء بالضجيج الذي يتعالى من الآلات المعقدة، وحركة الأشخاص الغرباء حيث إن علاقات العمال مع بعضهم ومع أصحاب العمل ليست متينة) (1).
(ظهرت المصانع فجأة وترك الرجال والنساء والأبناء البيت والعائلة، ليعملوا كأفراد في أبنية كئيبة لم تقم لحماية الإنسان وإنما لدعم الآلات ويأخذوا اجورهم كأفراد وليس كعائلة واتسعت المدن وأخذ الرجال بدلاً من بذر البذور والحصاد في المزارع يصارعون الآلات والماكينات في ورش وسخة مظلمة وقذرة) (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ مبادى علم الاجتماع، ص 286.
2ـ مباهج الفلسفة، ص 88.