x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
نظرة الإسلام إلى العمل
المؤلف: جماعة من العُلماء
المصدر: نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة: ص 189 ــ 191
2024-03-29
870
أن الإسلام دين النشاط والعمل لا دين الخمود والكسل والضعف. ولإثبات هذه الحقيقة - التي بدت خفية على بعض الناظرين - يجب أن نقوم بتقييم سريع للعمل والعامل من وجهة نظر الإسلام.
وقبل كل شيء نود أن نذكر بان (العمل) جاء بمعنى الفن (1) والحرفة والصنعة؛ وعليه فان أي فن أو صنعة أو حرفة يتطلب وقتاً من فردٍ ما وله نتيجة ومردود يعتبر عملاً سواء كان ذلك عملا جسمياً أو فكرياً.
فالعالم الذي يقود المجتمع ويهديه بعلمه وتحقيقاته، والطبيب الذي يداوي المرضى، والمهندس الذي يضع خارطة البناء، والمتحدث الخطيب الذي يتحدث ليرشد الناس، والكاتب الذي يخدم الأمة والحضارة بكتاباته، والطالب الذي يتحمل المتاعب في سبيل العلم ... كل هؤلاء يعملون وان كانت اعمالهم تختلف من حيث التقييم.
وهذه بعض آيات القرآن الكريم وروايات القادة الحقيقيين، النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) حول العمل يقول تعالى في القرآن الكريم: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [الأعراف: 10].
وعلى لسان صالح النبي (عليه السلام) يخاطب قومه ثمود يقول القرآن الكريم: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} [هود: 61]، ويقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذيل هذه الآية: (فأعلمنا سبحانه أنه قد امرهم بالعمارة ليكون ذلك سبباً لمعايشهم بما يخرج من الارض من الحب والثمرات وما شاكل ذلك مما جعله الله تعالى للخلق) (2).
ويقول القرآن الكريم أيضاً: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة: 10].
وقد قال علي أمير المؤمنين (عليه السلام): (إن الله يحب المحترف الامين) (3).
وقال شخص للإمام الصادق (عليه السلام): رجل قال: لأقعدن في بيتي، ولأصلين ولأصومن ولأعبدن ربي، فأما رزقي فسيأتيني فقال أبو عبد الله (عليه السلام): هذا أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم (4).
وقال أيضاً: (ارأيت لو أن رجلاً دخل بيته وأغلق بابه أكان يسقط عليه شيء من السماء) (5).
ويقول الإمام السابع الكاظم (عليه السلام): (من طلب هذا الرزق من حلّه ليعود به على نفسه وعياله كان كالمجاهد في سبيل الله) (6).
ولم يهتم قادتنا وأئمتنا بالعمل والعامل في القول فقط وإنما كانوا يدعون اليه عملاً فقد كانوا هم يعملون ويشوقون الآخرين للعمل.
يقول محمد بن المنكدر (7).
(خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة فلقاني أبو جعفر محمد بن علي ـ عليه السلام ـ وكان رجلا بديناً ثقيلاً وهو متكئ على غلامين أسودين، فقلت في نفسي: سبحان الله شيخ من مشايخ قريش في هذه الساعة على مثل هذه الحالة في طلب الدنيا أما اني لأعظنه فدنوت منه فسلمت عليه فرد علي بنهر وهو يتصبب عرقاً فقلت: أصلحك الله شيخ من مشايخ قريش في هذه الساعة على هذه الحالة في طلب الدنيا ارأيت لو جاء أجلك وانت على هذا الحال، فقال، لو جاءني الموت وأنا على هذا الحال جاءني وأنا في طاعة من طاعة الله ـ عز وجل ـ أكف بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس وانما كنت أخاف لو أن جاءني الموت وأنا على معصية من معاصي الله فقلت: صدقت رحمك الله أردت أن اعظك فوعظتني) (8).
ويقول عبد الأعلى (استقبلت ابا عبد الله ـ عليه السلام ـ في بعض طرق المدينة في يوم صائف شديد الحر فقلت: جعلت فداك حالك عند الله عزوجل وقرابتك من رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وانت تجهد نفسك في مثل هذا اليوم؟ فقال يا عبد الأعلى! خرجت في طلب الرزق لأستغني به عن مثلك) (9).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ طبيعي ان بعض الفنون مشروع في الإسلام والبعض الآخر مرفوض وممنوع لأنه يعود بالضرر على الافراد والجماعات واخلاقهم.
2ـ مستدرك الوسائل، ص 426.
3ـ الوسائل، ج 12، ص 13.
4ـ المصدر السابق، ص 14.
5ـ المصدر السابق.
6ـ المصدر السابق، ص 11.
7ـ أحد علماء السنة ورؤساء الصوفية.
8ـ فروع الكافي، ج 5، ص 73 و74، الوسائل، ج 12، ص 10.
9ـ المصدر السابق.