أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-27
677
التاريخ: 19-6-2016
2578
التاريخ: 23-09-2014
2458
التاريخ: 2023-05-25
925
|
عمى قلوب المنافقين في كلام أمير المؤمنين عليه السلام
- «ما أصف من دار أولها عناء، وآخرها فناء... ومن أبصر بها بصرته، ومن أبصر إليها أعمته»(1).
إشارة: يقول الشريف الرضي رحمه الله في جملة «ومن أبصر": «وإذا تأمل المتأمل قوله عليه السلام «ومن أبصر بها بصرته» وجد تحته من المعنى العجيب والغرض البعيد ما لا تبلغ غايته ولا يدرك غوره».
يبين أمير المؤمنين عليه السلام في هذه الجملة القصيرة منشأ إبصار القلب وعماه وهو أن نظر الإنسان إلى الدنيا بعنوان كونها «غاية» يعميه، أما إبصاره إياها على أنها «وسيلة»، فهو يبصره، وهو عين الاختلاف المطروح بين المعنيين: «فيه ينظر» و«به ينظر». فالدنيا وسيلة وليست غاية؛ وإن كل من عدها وسيلة واستخدمها على هذا النحو، أعانته على الإبصار، لكن من نظر إليها كهدف وغاية فقا أعمته.
-«وإنما الدنيا منتهى بصر الأعمى لا يبصر مما وراءها شيئاً، والبصير ينفذها بصره، ويعلم أن الدار وراءها؛ فالبصير منها شاخص، والأعمى إليها شاخص، والبصير منها متزود، والأعمى لها متزود»(2).
إشارة: «الأعمى» في هذا الحديث الشريف هو بمعنى «الأكمه»، أي الأعشى والذي لا يرى إلا القريب والظاهر، ومن لا يرى إلا الظاهر فهو أعمى القلب؛ ذلك أنه يرى الدنيا ولا يرى الآخرة. فالبصير هو من جاوز نظره تخوم الدنيا، ونفذ إلى الآخرة التي هي باطن هذه الدنيا. والأعمى هو من تسمر نظره على الدنيا، ولم يجاوزها، والقرآن الكريم يأمر بالإعراض عن هؤلاء: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} [النجم: 29، 30] ، {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } [الروم: 7].
- (يا أهل الكوفة! منيت منكم بثلاث واثنتين: صم ذوو أسماع، وبكم ذوو كلام، وعمي ذوو أبصار، لا أحرار صدق عند اللقاء، ولا إخوان ثقة عند البلاء)(3) .
إشارة: كان سر امتناع أهل الكوفة عن نصرة أمير المؤمنين عليه السلام هو أنه، بالرغم من امتلاكهم للأذن والعين واللسان الظاهري، غير أن أعين قلوبهم كانت عمياء، وآذانها صماء، وبواطنهم كانت بكماء. فهم ما كانوا أحراراً وذوي شهامة عند اللقاء، ولا إخواناً يعتمد عليهم عند الامتحان.
-«فإن عيني بالمغرب كتب إلي يعلمني أنه وجه إلى الموسم اناس من أهل الشام العمي القلوب، الصم الأسماع، الكمه الأبصار، الذين يلبسون الحق بالباطل، ويطيعون المخلوق في معصية الخالق، ويحتلبون الدنيا درها بالدين»(4).
- «ما لي أراكم أشباحاً بلا أرواح، وأرواحاً بلا أشباح... وناظرة عمياء، وسامعة صماء، وناطقة بكماء"(5).
إشارة: بما أن المجاري الإدراكية المذكورة هي من شؤون الروح الإنسانية، فما دامت الروح الإنسانية حية في المرء فإنه يمتلك تلك الأمور، وإن فقدان المرء لمثل هذه المجاري الإدراكية، ينبئ بأن أصل الروح الإنسانية قد رحلت عنه، ومن هذا المنطلق فإنهم «أشباح بدون أرواح". أما كونهم «أرواحاً بدون أشباح» فلعله عائد إلى أن هناك فجوة بين أرواحهم وأبدانهم، وأن أبدانهم لا تأتمر بأوامر أرواحهم إطلاقاً؛ أي، على فرض أن لهم روحاً إنسانية، فإنه لا وجود للارتباط بين أرواحهم وأبدانهم.
-«طبيب دوار بطبه قد أحكم مراهمه، وأحمى [أمضى] مواسمه، يضع ذلك حيث الحاجه إليه: من قلوب عمي، وآذان صم، وألسنة بكم، (6).
إشارة: إن علاج الذين يشكون من العمى الباطني، والصمم الداخلي، والبكم المعنوي أمر ممكن في بدايته، لكنه عندما يستفحل المرض في النهاية فلن يكون حتى لنزول الآية القرآنية الشافية أثر عليهم إلا المزيد من الخسران وعمى القلب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1.نهج البلاغة، الخطبة 82 .
2.نهج البلاغة، الخطبة 133.
3. نهج البلاغة، الخطبة 97.
4. نهج البلاغة، الرسالة 33.
5.نهج البلاغة، الخطبة 108.
6.نهج البلاغة، الخطبة 108.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|