المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

بناء نظام معلومات جغرافي
9-7-2022
نطاق الحاجات النفسية
16-2-2017
بيكتات ، راوول
2-11-2015
الأدلة المقبولة قانونا في إثبات الجنسية
15-12-2021
القوة السكانية للدولة - حجم السكان
12/11/2022
Allophones of alveolar plosives
2024-02-19


البيعة للرضا (عليه السلام) بولاية العهد  
  
3102   02:28 مساءاً   التاريخ: 15-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص553-555
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-8-2016 2917
التاريخ: 10-8-2016 3537
التاريخ: 10-8-2016 2754
التاريخ: 19-05-2015 3105

قال أبو الفرج والمفيد: فقدم بهم أي بالجماعة من آل أبي طالب الجلودي على المأمون فانزلهم دارا وأنزل الرضا علي بن موسى (عليه السلام) دارا قال المفيد وأكرمه وعظم أمره .

روى الصدوق في العيون بسنده في حديث أن الرضا (عليه السلام) لما ورد مرو عرض عليه المأمون أن يتقلد الإمرة والخلافة فابى الرضا (عليه السلام) ذلك وجرت في هذا مخاطبات كثيرة وبقوا في ذلك نحوا من شهرين كل ذلك يأبى عليه أبو الحسن علي بن موسى أن يقبل ما يعرض عليه .

قال المفيد في تتمة كلامه السابق : ثم إن المأمون انفذ إلى الرضا (عليه السلام) اني أريد أن اخلع نفسي من الخلافة وأقلدك إياها فما رأيك في ذلك فأنكر الرضا (عليه السلام) هذا الامر وقال له أعيذك بالله يا أمير المؤمنين من هذا الكلام وان يسمع به أحد فرد عليه الرسالة وقال فإذا أبيت ما عرضت عليك فلا بد من ولاية العهد من بعدي فابى عليه الرضا (عليه السلام) إباء شديدا فاستدعاه إليه وخلا به ومعه الفضل بن سهل ذو الرياستين ليس في المجلس غيرهم وقال إني قد رأيت أن أقلدك أمر المسلمين وأفسخ ما في رقبتي واضعه في رقبتك فقال له الرضا (عليه السلام) الله الله يا أمير المؤمنين انه لا طاقة لي بذلك ولا قوة لي عليه قال له فاني موليك العهد من بعدي فقال له اعفني من ذلك يا أمير المؤمنين فقال له المأمون كلاما فيه كالتهديد له على الامتناع عليه وقال في كلامه ان عمر بن الخطاب جعل الشورى في ستة أحدهم جدك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وشرط فيمن خالف منهم أن يضرب عنقه ولا بد من قبولك ما أريده منك فإنني لا أجد محيصا عنه فقال له الرضا (عليه السلام) فاني أجيبك إلى ما تريد من ولاية العهد على أنني لا آمر ولا انهى ولا أفتي ولا أقضي ولا أولي ولا اعزل ولا أغير شيئا مما هو قائم فاجابه المأمون إلى ذلك كله .

ثم قال المفيد : اخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد قال حدثنا جدي قال حدثني موسى بن سلمة قال كنت بخراسان مع محمد بن جعفر فسمعت أن ذا الرياستين خرج ذات يوم وهو يقول وا عجباه وقد رأيت عجبا سلوني ما رأيت فقالوا وما رأيت أصلحك الله قال رأيت المأمون أمير المؤمنين يقول لعلي بن موسى قد رأيت أن أقلدك أمور المسلمين وأفسخ ما في رقبتي وأجعله في رقبتك ورأيت علي بن موسى يقول يا أمير المؤمنين لا طاقة لي بذلك ولا قوة فما رأيت خلافة قط كانت أضيع منها ان أمير المؤمنين يتقصى منها ويعرضها على علي بن موسى وعلي بن موسى يرفضها ويأباها .

قال : وذكر جماعة من أصحاب الاخبار ورواة السير والآثار وأيام الخلفاء ان المأمون لما أراد العقد للرضا علي بن موسى (عليه السلام) وحدث نفسه بذلك أحضر الفضل بن سهل فاعلمه بما قد عزم عليه من ذلك وأمره بالاجتماع مع أخيه الحسن بن سهل على ذلك ففعل واجتمعا  حضرته فجعل الحسن يعظم ذلك عليه ويعرفه ما في إخراج الامر من أهله عليه فقال له المأمون اني عاهدت الله على أنني إن ظفرت بالمخلوع أخرجت الخلافة إلى أفضل آل أبي طالب وما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل على وجه الأرض ، فلما رأى الحسن والفضل عزيمته على ذلك أمسكا عن معارضته فيه فارسلهما إلى الرضا (عليه السلام) فعرضا ذلك عليه فامتنع منه فلم يزالا به حتى أجاب ورجعا إلى المأمون فعرفاه اجابته فسر بذلك .

وذكر نحوه أبو الفرج إلا أنه قال فارسلهما إلى علي بن موسى فعرضا ذلك عليه فابى فلم يزالا به وهو يأبى ذلك ويمتنع منه إلى أن قال له أحدهما ان فعلت وإلا فعلنا بك وصنعنا تهدداه ثم قال له أحدهما والله امرني بضرب عنقك إذا خالفت ما يريد .

أقول : إن الحسن بن سهل قبل بيعة الرضا وبعدها كان في العراق في بغداد والمدائن فالظاهر أن المأمون استدعاه إلى خراسان حين أراد البيعة للرضا (عليه السلام) فلما تم أمر البيعة عاد إلى العراق .

قال المفيد : وجلس المأمون للخاصة في يوم خميس وخرج الفضل بن سهل فاعلم الناس برأي المأمون في علي بن موسى الرضا (عليه السلام) وانه قد ولاه عهده وسماه الرضا وأمرهم بلبس الخضرة والعود لبيعته في الخميس الآخر على أن يأخذوا رزق سنة فلما كان ذلك اليوم ركب الناس على طبقاتهم من القواد والحجاب والقضاة وغيرهم في الخضرة وجلس المأمون ووضع للرضا وسادتين عظيمتين حتى لحق بمجلسه وفراشه وأجلس الرضا عليهما في الخضرة وعليه عمامة وسيف ثم أمر ابنه العباس بن المأمون أن يبايع له أول الناس فرفع الرضا (عليه السلام) يده فتلقى بظهرها وجه نفسه وببطنها وجوههم ، فقال له المأمون : أبسط يدك للبيعة ، فقال الرضا (عليه السلام) ان رسول الله  (صلى الله عليه وآله ) هكذا كان يبايع ، فبايعه الناس ووضعت البدر وقامت الخطباء والشعراء فجعلوا يذكرون فضل الرضا (عليه السلام) وما كان المأمون في امره ، ثم دعا أبو عباد وهو أحد وزراء المأمون وكاتب سره بالعباس بن المأمون فوثب فدنا من أبيه فقبل يده وأمره بالجلوس ، ثم نودي محمد بن جعفر بن محمد ، فقال له الفضل بن سهل قم فقام فمشى حتى قرب من المأمون فوقف ولم يقبل يده فقيل له امض فخذ جائزتك وناداه المأمون ارجع يا أبا جعفر إلى مجلسك فرجع ، ثم جعل أبو عباد يدعو بعلوي وعباسي يقبضان جوائزهما حتى نفدت الأموال ؛ ثم قال المأمون للرضا (عليه السلام) أخطب الناس وتكلم فيهم فحمد الله وأثنى عليه وقال : إن لنا عليكم حقا برسول الله  (صلى الله عليه وآله)  ولكم علينا حقا به فإذا أنتم أديتم إلينا ذلك وجب علينا الحق لكم .

ولم يذكر عنه غير هذا في ذلك المجلس .

وروى الصدوق في العيون والأمالي عن الحسين ابن احمد البيهقي عن محمد بن يحيى الصولي عن الحسين بن الجهم عن أبيه قال : صعد المأمون المنبر ليبايع علي بن موسى الرضا (عليه السلام) فقال : أيها الناس جاءتكم بيعة علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب والله لو قرئت هذه الأسماء على الصم والبكم لبرئوا بإذن الله عز وجل . وقال الطبري : جعل المأمون علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ولي عهد المسلمين والخليفة من بعده وسماه الرضا من آل محمد  (صلى الله عليه وآله )  وأمر جنده بطرح السواد ولبس ثياب الخضرة وكتب بذلك إلى الآفاق وذلك يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة 201 .

وروى الصدوق في العيون عن البيهقي عن أبي بكر الصولي عن أبي ذكوان عن إبراهيم بن العباس الصولي قال : كانت البيعة للرضا (عليه السلام) لخمس خلون من شهر رمضان سنة 201 .

وقال المفيد وأبو الفرج : وامر المأمون فضربت له الدراهم وطبع عليها اسم الرضا (عليه السلام) وزوج إسحاق بن موسى بن جعفر بنت عمه إسحاق بن جعفر بن محمد وأمره فحج بالناس وخطب للرضا (عليه السلام) في كل بلد بولاية العهد . قال أبو الفرج : فحدثني أحمد بن محمد بن سعيد وقال المفيد : روى أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثني يحيى بن الحسن العلوي قال حدثني من سمع عبد الحميد بن سعيد يخطب في تلك السنة على منبر رسول الله  (صلى الله عليه وآله )  بالمدينة فقال في الدعاء له : اللهم وأصلح ولي عهد المسلمين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) : ستة آباء هم ما هم أفضل من يشرب صوب الغمام وكان فيمن ورد عليه من الشعراء دعبل بن علي الخزاعي رحمه الله

فلما دخل عليه قال : إني قد قلت قصيدة وجعلت على نفسي أن لا انشدها أحدا قبلك فامره بالجلوس حتى خف مجلسه ثم قال فانشده قصيدته التي أولها :

مدارس آيات خلت من تلاوة *  ومنزل وحي مقفر العرصات

حتى اتى على آخرها فلما فرع من انشادها قام الرضا (عليه السلام) فدخل إلى حجرته وبعث إليه خادما بخرقة خز فيها ستمائة دينار وقال لخادمه قل له استعن بهذه على سفرك واعذرنا فقال له دعبل لا والله ما هذا أردت ولا له خرجت ولكن قل له ألبسني ثوبا من أثوابك وردها عليه فردها الرضا (عليه السلام)  إليه وقال له خذها وبعث إليه بجبة من ثيابه فخرج دعبل حتى ورد قم فلما رأوا الجبة معه اعطوه فيها ألف دينار فابى عليهم وقال لا والله ولا خرقة منها بألف دينار ثم خرج من قم فاتبعوه وقطعوا عليه الطريق واخذوا الجبة فرجع إلى قم وكلمهم فيها فقالوا ليس إليها سبيل ولكن إن شئت فهذه ألف دينار خذها قال لهم وخرقة منها فاعطوه ألف دينار وخرقة من الجبة (اه) الإرشاد .

وقال عبد الله بن المعتز كما في مناقب ابن شهرآشوب :

وأعطاكم المأمون حق خلافة      *   لنا حقها لكنه جاد بالدنيا

فمات الرضا من بعد ما قد علمتم  *   ولاذت بنا من بعده مرة أخرى

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.