أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-8-2016
2917
التاريخ: 10-8-2016
3537
التاريخ: 10-8-2016
2754
التاريخ: 19-05-2015
3105
|
قال أبو الفرج والمفيد: فقدم بهم أي بالجماعة من آل أبي طالب الجلودي على المأمون فانزلهم دارا وأنزل الرضا علي بن موسى (عليه السلام) دارا قال المفيد وأكرمه وعظم أمره .
روى الصدوق في العيون بسنده في حديث أن الرضا (عليه السلام) لما ورد مرو عرض عليه المأمون أن يتقلد الإمرة والخلافة فابى الرضا (عليه السلام) ذلك وجرت في هذا مخاطبات كثيرة وبقوا في ذلك نحوا من شهرين كل ذلك يأبى عليه أبو الحسن علي بن موسى أن يقبل ما يعرض عليه .
قال المفيد في تتمة كلامه السابق : ثم إن المأمون انفذ إلى الرضا (عليه السلام) اني أريد أن اخلع نفسي من الخلافة وأقلدك إياها فما رأيك في ذلك فأنكر الرضا (عليه السلام) هذا الامر وقال له أعيذك بالله يا أمير المؤمنين من هذا الكلام وان يسمع به أحد فرد عليه الرسالة وقال فإذا أبيت ما عرضت عليك فلا بد من ولاية العهد من بعدي فابى عليه الرضا (عليه السلام) إباء شديدا فاستدعاه إليه وخلا به ومعه الفضل بن سهل ذو الرياستين ليس في المجلس غيرهم وقال إني قد رأيت أن أقلدك أمر المسلمين وأفسخ ما في رقبتي واضعه في رقبتك فقال له الرضا (عليه السلام) الله الله يا أمير المؤمنين انه لا طاقة لي بذلك ولا قوة لي عليه قال له فاني موليك العهد من بعدي فقال له اعفني من ذلك يا أمير المؤمنين فقال له المأمون كلاما فيه كالتهديد له على الامتناع عليه وقال في كلامه ان عمر بن الخطاب جعل الشورى في ستة أحدهم جدك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وشرط فيمن خالف منهم أن يضرب عنقه ولا بد من قبولك ما أريده منك فإنني لا أجد محيصا عنه فقال له الرضا (عليه السلام) فاني أجيبك إلى ما تريد من ولاية العهد على أنني لا آمر ولا انهى ولا أفتي ولا أقضي ولا أولي ولا اعزل ولا أغير شيئا مما هو قائم فاجابه المأمون إلى ذلك كله .
ثم قال المفيد : اخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد قال حدثنا جدي قال حدثني موسى بن سلمة قال كنت بخراسان مع محمد بن جعفر فسمعت أن ذا الرياستين خرج ذات يوم وهو يقول وا عجباه وقد رأيت عجبا سلوني ما رأيت فقالوا وما رأيت أصلحك الله قال رأيت المأمون أمير المؤمنين يقول لعلي بن موسى قد رأيت أن أقلدك أمور المسلمين وأفسخ ما في رقبتي وأجعله في رقبتك ورأيت علي بن موسى يقول يا أمير المؤمنين لا طاقة لي بذلك ولا قوة فما رأيت خلافة قط كانت أضيع منها ان أمير المؤمنين يتقصى منها ويعرضها على علي بن موسى وعلي بن موسى يرفضها ويأباها .
قال : وذكر جماعة من أصحاب الاخبار ورواة السير والآثار وأيام الخلفاء ان المأمون لما أراد العقد للرضا علي بن موسى (عليه السلام) وحدث نفسه بذلك أحضر الفضل بن سهل فاعلمه بما قد عزم عليه من ذلك وأمره بالاجتماع مع أخيه الحسن بن سهل على ذلك ففعل واجتمعا حضرته فجعل الحسن يعظم ذلك عليه ويعرفه ما في إخراج الامر من أهله عليه فقال له المأمون اني عاهدت الله على أنني إن ظفرت بالمخلوع أخرجت الخلافة إلى أفضل آل أبي طالب وما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل على وجه الأرض ، فلما رأى الحسن والفضل عزيمته على ذلك أمسكا عن معارضته فيه فارسلهما إلى الرضا (عليه السلام) فعرضا ذلك عليه فامتنع منه فلم يزالا به حتى أجاب ورجعا إلى المأمون فعرفاه اجابته فسر بذلك .
وذكر نحوه أبو الفرج إلا أنه قال فارسلهما إلى علي بن موسى فعرضا ذلك عليه فابى فلم يزالا به وهو يأبى ذلك ويمتنع منه إلى أن قال له أحدهما ان فعلت وإلا فعلنا بك وصنعنا تهدداه ثم قال له أحدهما والله امرني بضرب عنقك إذا خالفت ما يريد .
أقول : إن الحسن بن سهل قبل بيعة الرضا وبعدها كان في العراق في بغداد والمدائن فالظاهر أن المأمون استدعاه إلى خراسان حين أراد البيعة للرضا (عليه السلام) فلما تم أمر البيعة عاد إلى العراق .
قال المفيد : وجلس المأمون للخاصة في يوم خميس وخرج الفضل بن سهل فاعلم الناس برأي المأمون في علي بن موسى الرضا (عليه السلام) وانه قد ولاه عهده وسماه الرضا وأمرهم بلبس الخضرة والعود لبيعته في الخميس الآخر على أن يأخذوا رزق سنة فلما كان ذلك اليوم ركب الناس على طبقاتهم من القواد والحجاب والقضاة وغيرهم في الخضرة وجلس المأمون ووضع للرضا وسادتين عظيمتين حتى لحق بمجلسه وفراشه وأجلس الرضا عليهما في الخضرة وعليه عمامة وسيف ثم أمر ابنه العباس بن المأمون أن يبايع له أول الناس فرفع الرضا (عليه السلام) يده فتلقى بظهرها وجه نفسه وببطنها وجوههم ، فقال له المأمون : أبسط يدك للبيعة ، فقال الرضا (عليه السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله ) هكذا كان يبايع ، فبايعه الناس ووضعت البدر وقامت الخطباء والشعراء فجعلوا يذكرون فضل الرضا (عليه السلام) وما كان المأمون في امره ، ثم دعا أبو عباد وهو أحد وزراء المأمون وكاتب سره بالعباس بن المأمون فوثب فدنا من أبيه فقبل يده وأمره بالجلوس ، ثم نودي محمد بن جعفر بن محمد ، فقال له الفضل بن سهل قم فقام فمشى حتى قرب من المأمون فوقف ولم يقبل يده فقيل له امض فخذ جائزتك وناداه المأمون ارجع يا أبا جعفر إلى مجلسك فرجع ، ثم جعل أبو عباد يدعو بعلوي وعباسي يقبضان جوائزهما حتى نفدت الأموال ؛ ثم قال المأمون للرضا (عليه السلام) أخطب الناس وتكلم فيهم فحمد الله وأثنى عليه وقال : إن لنا عليكم حقا برسول الله (صلى الله عليه وآله) ولكم علينا حقا به فإذا أنتم أديتم إلينا ذلك وجب علينا الحق لكم .
ولم يذكر عنه غير هذا في ذلك المجلس .
وروى الصدوق في العيون والأمالي عن الحسين ابن احمد البيهقي عن محمد بن يحيى الصولي عن الحسين بن الجهم عن أبيه قال : صعد المأمون المنبر ليبايع علي بن موسى الرضا (عليه السلام) فقال : أيها الناس جاءتكم بيعة علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب والله لو قرئت هذه الأسماء على الصم والبكم لبرئوا بإذن الله عز وجل . وقال الطبري : جعل المأمون علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ولي عهد المسلمين والخليفة من بعده وسماه الرضا من آل محمد (صلى الله عليه وآله ) وأمر جنده بطرح السواد ولبس ثياب الخضرة وكتب بذلك إلى الآفاق وذلك يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة 201 .
وروى الصدوق في العيون عن البيهقي عن أبي بكر الصولي عن أبي ذكوان عن إبراهيم بن العباس الصولي قال : كانت البيعة للرضا (عليه السلام) لخمس خلون من شهر رمضان سنة 201 .
وقال المفيد وأبو الفرج : وامر المأمون فضربت له الدراهم وطبع عليها اسم الرضا (عليه السلام) وزوج إسحاق بن موسى بن جعفر بنت عمه إسحاق بن جعفر بن محمد وأمره فحج بالناس وخطب للرضا (عليه السلام) في كل بلد بولاية العهد . قال أبو الفرج : فحدثني أحمد بن محمد بن سعيد وقال المفيد : روى أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثني يحيى بن الحسن العلوي قال حدثني من سمع عبد الحميد بن سعيد يخطب في تلك السنة على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله ) بالمدينة فقال في الدعاء له : اللهم وأصلح ولي عهد المسلمين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) : ستة آباء هم ما هم أفضل من يشرب صوب الغمام وكان فيمن ورد عليه من الشعراء دعبل بن علي الخزاعي رحمه الله
فلما دخل عليه قال : إني قد قلت قصيدة وجعلت على نفسي أن لا انشدها أحدا قبلك فامره بالجلوس حتى خف مجلسه ثم قال فانشده قصيدته التي أولها :
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات
حتى اتى على آخرها فلما فرع من انشادها قام الرضا (عليه السلام) فدخل إلى حجرته وبعث إليه خادما بخرقة خز فيها ستمائة دينار وقال لخادمه قل له استعن بهذه على سفرك واعذرنا فقال له دعبل لا والله ما هذا أردت ولا له خرجت ولكن قل له ألبسني ثوبا من أثوابك وردها عليه فردها الرضا (عليه السلام) إليه وقال له خذها وبعث إليه بجبة من ثيابه فخرج دعبل حتى ورد قم فلما رأوا الجبة معه اعطوه فيها ألف دينار فابى عليهم وقال لا والله ولا خرقة منها بألف دينار ثم خرج من قم فاتبعوه وقطعوا عليه الطريق واخذوا الجبة فرجع إلى قم وكلمهم فيها فقالوا ليس إليها سبيل ولكن إن شئت فهذه ألف دينار خذها قال لهم وخرقة منها فاعطوه ألف دينار وخرقة من الجبة (اه) الإرشاد .
وقال عبد الله بن المعتز كما في مناقب ابن شهرآشوب :
وأعطاكم المأمون حق خلافة * لنا حقها لكنه جاد بالدنيا
فمات الرضا من بعد ما قد علمتم * ولاذت بنا من بعده مرة أخرى
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|