يتطابق توزيعها الجغرافي مع توزيع الغابات بنوعيها المخروطية (الصنوبرية) والنفضية في القارة تقريبا، لذلك تشغل نطاقا عرضيا واسعا يمتد بين غربي ووسط وشمال شرقي اوربا، وبذلك تعد اوسع انواع التربات انتشارا في القارة مما اوجد اختلافات حادة في خصائصها الطبيعية بالنطاقات المختلفة نتيجة لتباين الملامح البيئية، وعموما يمكن حصر اهم ملامحها في السطور التالية والبودزل من التربات الفقيرة التي تتألف من طبقتين السطحية منهما رقيقة السمك يميل لونها الى الاخضرار نظرا لتكونها من الاوراق وبقايا النباتات المتراكمة على السطح، لذا تتصف ببنائها الهش المفكك لذلك يطلق عليها اسم (البودزل)PODZOL وهي كلمة روسية معناها (هش) اما الطبقة التحتية للتربة فجفاف لعدم وصول مياه الامطار اليها، ويميل لونها الى الرمادي.

ويمكن التمييز بين نطاقين لتربة البودزل هما على النحو التالي:

1- النطاق الشمالي : تسوده تربة بودزل الغابات المخروطية التي تشغل النطاقات الشمالية من هذا الاقليم في الاجزاء الوسطى والشمالية من السويد وفنلندا وشمالي روسيا الاتحادية عدا اقصى اطرافها الشمالية المطلة على المحيط المتجمد الشمالي.

والتربة هنا غير متحللة لانخفاض درجات الحرارة السائدة طول العام، وتختزن الطبقة السطحية من التربة كميات كبيرة من مياه الامطار التي تصبح بعد فترة من الوقت عبارة عن محلولا شديد الحموضة.

2- النطاق الجنوبي : تسوده تربة بودزل الغابات النفضية الممتدة الى الجنوب من نطاق الغابات المخروطية، وتتميز تربة هذا النطاق بخصوبتها المميزة بالقياس الى مثيلتها الممتدة الى الشمال منها. وتوجد اوسع مساحاتها في جنوبي السويد وشرقي بريطانيا وغربي فرنسا ونطاقات من وسط اوربا والنطاق الاوسط من شبه جزيرة البلقان.

وترجع خصوبة تربة هذا النطاق الجنوبي الى ما يأتي:

أ- الارتفاع النسبي لدرجات الحرارة السائدة مع تناقص طول فصل الشتاء بشكل نسبي وهو ما ساعد على تحلل الاوراق وبقايا النباتات المتراكمة على سطح التربة.

ب- احتواء الغطاء النباتي في نطاق الغابات النفضية على نسب مرتفعة نسبيا من كربونات الكالسيوم مما عمل على خفض نسبة الحموضة في التربة.

ويتخلل هذا الاقليم وخاصة في وسط القارة وغربها نطاقات متناثرة تسودها تربة اللويس شديدة الخصوبة لارتفاع نسبة العناصر العضوية فيها، ومرد ذلك غني هذه النطاقات بالغطاءات النباتية الغنية.

ويتراوح لون هذه التربة - اللويس - بين الاصفر الداكن والبني، وعموما تمثل التربات السائدة في هذا النطاق الجنوبي حلقة وسط من حيث درجة الخصوبة ومستوى الانتاج بين تربة التشرنوزم في الجنوب الشرقي والشرق، وتربة البودزل في الشمال والغرب.