المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

متطلبات المقابلة
9-5-2022
المنذر بن نعمان الأول والمنذر بن نعمان الثاني.
2023-12-18
وفاة المستنصر وخلافة المستعصم
25-1-2018
Jack Carl Kiefer
22-1-2018
بداية ولاية الرئيس
2023-07-17
نظريات التبلور: نظرية الاجواء الوهاجة (Fringed Micelle Theory)
18-12-2017


الإمام في عهد هارون  
  
3113   04:40 مساءً   التاريخ:
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص420-422.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /

منذ سنة 183هـ وهي السنة التي استشهد فيها الإمام الكاظم مسموماً في سجن بغداد بأمر من هارون، انطوت فترة عشرة أعوام من إمامة الإمام الثامن في عهده وتعدّ هذه الفترة في ذلك العصر المفعم بالاضطهاد والاستبداد على يد هارون فترة الحرية النسبية والنشاط الثقافي والعلمي للإمام، لأنّ هارون لم يتعرّض له فيها بشيء، وكان الإمام يقوم بنشاطاته بحرية، ولذلك كان كلّ ما حققه الإمام من تربية الطلاب ونشر العلوم والمعارف الإسلامية المستقاة من تعاليم القرآن إنّما كان في هذه الفترة ؛ ولربما كان السبب في قلة الضغط من قبل هارون هو قلقه من عواقب قتله للإمام موسى بن جعفر (عليمها السَّلام) ،لأنّه وعلى الرغم من محاولاته الكثيرة لإخفاء هذه الجريمة غير انّها انكشفت في النهاية، وتسببت في استنكار الناس وشجبهم لها وحاول أن يبرّئ نفسه منها ؛ وممّا يؤيد ذلك هو انّ هارون كتب إلى عمّه سليمان بن أبي جعفر الذي أخذ الجثمان الشريف من يد جلاوزته ودفنه كما هو شأنه: واللّه ما فعل السندي بن شاهك (لعنه اللّه) ما فعله عن أمرنا وممّا يؤيده أيضاً هو ما اعترف به هارون نفسه في جواب يحيى بن خالد البرمكي حول علي بن موسى (عليمها السَّلام) .

فقد قال يحيى و هو الذي كان قد سعى بالإمام الكاظم لدى هارون سابقاً لهارون: هذا علي ابنه الرضا يدّعي هذا الأمر الإمامة ويقال فيه ما يقال في أبيه و كأنّ رأي يحيى هو انّه من الأفضل أن يوضع علي بن موسى (عليمها السَّلام) تحت المراقبة فقال هارون الذي لم ينس بعد قتل موسى بن جعفر ويخاف عواقبه و ما ترى ما يكفينا ما صنعنا بأبيه ؟ تريد أن أقتلهم العلويين كلّهم ؟

فأسكت غضب هارون خاصته من رجال البلاط وأخرسهم ولم يجرأ بعدها أحد في أن يسعى بالإمام إليه .

وراح الإمام الرضا وباستغلال هذه الفرصة يعلن جهاراً عن إمامته، ولم يتوخّ التقية في ذلك على عكس آبائه الأطهار، ممّا دعا بعض أصحابه المخلصين إلى تحذيره، وكان الإمام يطمئنهم بأنّه لن يصيبه من هارون ما يضره .

ويقول صفوان بن يحيى: لما مضى أبو إبراهيم موسى بن جعفر، وتكلّم الرضا وأظهر إمامته، خفنا عليه من ذلك، فقلت له: إنّك أظهرت أمراً عظيماً وإنّا نخاف عليك من هذا الطاغي.

فقال:  ليجهد جهده فلا سبيل له علي .

وقد روي عن محمد بن سنان أيضاً أنّه قال للإمام: إنّك قد شهرت نفسك بهذا الأمر الإمامة وجلست مجلس أبيك وسيف هارون يقطر الدم .

فقال (عليه السَّلام) : جرّأني على هذا ما قال رسول اللّه (صلَّى الله عليه وآله) إن أخذ أبو جهل من رأسي شعرة فاشهدوا انّي لست بنبي، وأنا أقول لكم: إن أخذ هارون من رأسي شعرة فاشهدوا انّي لست بإمام .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.