المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

نصر بن عاصم الليثي
13-08-2015
تفسير الآية (63-67) من سورة الانعام
14-6-2021
المنفحة الميكروبية Microbial Rennet
17-2-2019
القانون الثاني للديناميكا الحرارية
2024-10-01
مواقع التمثيل وتأثيره
26-1-2022
compound bilingualism
2023-07-14


ولاية العهد من المأمون للرضا (عليه السلام)  
  
3620   04:39 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
الجزء والصفحة : ص191-195.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-8-2016 3467
التاريخ: 10-8-2016 3289
التاريخ: 7-8-2016 2825
التاريخ: 10-8-2016 2955

قال صاحب نور الابصار ذكر جماعة من اصحاب السير ورواة الاخبار بأيام الخلفاء ان المأمون لما اراد ولاية العهد للرضا (عليه السلام) وحدث نفسه بذلك وعزم عليه احضر الفضل بن سهل واخبره بما عزم عليه وأمره بمشاورة اخيه الحسن في ذلك فاجتمعا وحضرا عند المأمون فجعل الحسن يعظم ذلك عليه ويعرفه ما في خروج الامر عن اهل بيته فقال المأمون اني عاهدت اللّه تعالى اني ان ظفرت بالمخلوع سلمت الخلافة الى افضل بني طالب وهو افضلهم ولا بد من ذلك فلما رأيا تصميمه وعزيمته الى ذلك امسكا عن معارضته فقال تذهبان الآن اليه وتخبرانه بذلك عني وتلزمانه به فذهبا الى عليّ الرضا (عليه السلام) واخبراه بذلك وألزماه فامتنع فلم يزالا به حتى اجاب على انه لا يأمر ولا ينهى ولا يعزل ولا يولي ولا يتكلم بين اثنين في حكومة ولا يغير شيئاً مما هو قائم على اصله فأجابه المأمون الى ذلك، ثم ان المأمون جلس مجلساً خاصاً لخواص اهل دولته من الامراء والوزراء والحجاب والكتاب واهل الحل والعقد وكان ذلك في يوم الخميس لخمس خلون من شهر رمضان سنة احدى ومئتين واحضرهم فلما حضروا قال للفضل بن سهل : اخبر الجماعة الحاضرين، برأي امير المؤمنين، في الرضا عليّ بن موسى (عليه السلام)، وأنه ولاه عهده وأمرهم بلبس الخضرة والعود لبيعته في الخميس الثاني فحضروا وجلسوا على مقادير طبقاتهم، ومنازلهم، كل في موضعه، وجلس المأمون، ثم جيء بالرضا (عليه السلام) فجلس بين وسادتين عظيمتين، وضعتا له وهو لابس الخضرة وعلى رأسه عمامة، متقلداً بسيف، فامر المأمون ابنه العباس بالقيام اليه ومبايعته اول الناس فرفع الرضا (عليه السلام) يده وجعلها من فوق، فقال له المأمون ابسط يدك فقال له الرضا (عليه السلام) : هكذا كان يبايع رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يده فوق ايديهم، فقال افعل ما ترى ثم وضعت بدر الدراهم والدنانير وبقج الثياب والخلع، وقام الخطباء والشعراء وذكروا ما كان من أمر المأمون، من ولاية عهده للرضا (عليه السلام)، وذكروا فضل الرضا (عليه السلام)، وفرقت الصّلات والجوائز على الحاضرين على قدر مراتبهم، واول من بدئ به العلويون، ثم العباسيون، ثم باقي الناس على قدر منازلهم ومراتبهم، ثم ان المأمون قال للرضا (عليه السلام) : قم فاخطب الناس فقام، فحمد اللّه وأثنى عليه وثنى بذكر نبيه محمد (صلى الله عليه واله) فصلى عليه وقال : ايها الناس ان لنا عليكم حقاً برسول اللّه (صلى الله عليه واله) ولكم علينا حق به فاذا اديتم الينا ذلك وجب لكم علينا الحكم الحق والسلام ولم يسمع منه في هذا المجلس غير هذا، وخطب للرضا (عليه السلام) بولاية العهد في كل بلد وخطب عبد الجبار بن سعيد في تلك السنة على منبر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمدينة فقال في الدعاء للرضا (عليه السلام)، وهو على المنبر : ولي عهد المسلمين عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن علي (عليهم السلام) وانشد :

 

ستة آباء همُ ما همُ *** أفضل من يشرب صوب الغمام

ذكر المدائني قال : لما جلس الرضا (عليه السلام) ذلك المجلس وهو لابس تلك الخلع، والشعراء والخطباء يتكلمون، وتلك الالوية يخفف على رأسه، نظر الرضا (عليه السلام) الى بعض مواليه الحاضرين ممن كان يختص به وقد داخله من السرور ما لا مزيد عليه، وذلك لِما رأى، فأشار اليه الرضا (عليه السلام) فدنا منه فقال له في اذنه سراً : لا تشغل قلبك بشيء مما ترى من هذا الامر ولا تستبشر به فانه لا يتم.

اقول : لما جعل المأمون أبا الحسن الرضا (عليه السلام) وليَّ عهده وان الشعراء قصدوه ومدحوه وصوبوا رأي المأمون في الاشعار كان فيمن ورد عليه من الشعراء دعبل بن علي الخزاعي، فلما دخل عليه، قال : اني قد قلت قصيدة فجعلت على نفسي ان لا انشدها على احد قبلك، فأمره بالجلوس حتى خف مجلسه، ثم قال له هاتها، فانشده قصيدته التي أولها:

مدارس آياتٍ خلت من تلاوة *** ومنزل وحي مقفر العرصات

وكان مع دعبل ابراهيم بن العباس فانشده :

ازالت عزاء القلب بعد التجلد *** مصارع اولاد النبي محمد

فوهب الرضا (عليه السلام) لهما عشرين الف درهم من الدراهم التي عليها اسمه، كان المأمون امر بضربها في ذلك الوقت، فأما دعبل فصار بالعشرة آلاف التي حصته الى قم فباع كل درهم بعشرة دراهم فتخلصت له مئة الف درهم، واما ابراهيم فلم تزل عنده بعد ان اهدى بعضها وفرق بعضها على اهله الى ان توفي (رحمه اللّه) فكان كفنه وجهازه منه.

قلت : ولإبراهيم مدائح كثيرة في الرضا (عليه السلام)، وكان شعره في مدحه (عليه السلام) معروفاً، ينتسخ الى زمان المتوكل، فجمعه ابراهيم فاحرقه من خوف المتوكل ؛ وكان له ابنان اسمهما الحسن والحسين فلما ولي المتوكل سمّاهما اسحاقاً وعباساً فزعاً منه .

وروي عن علي بن ابراهيم عن ياسر الخادم والريان بن الصلت جميعاً قالوا : لما حضر العيد وكان قد عقد للرضا (عليه السلام) الامر بولاية العهد بعث المأمون اليه في الركوب الى العيد والصلاة بالناس والخطبة لهم فبعث اليه الرضا (عليه السلام) قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخول الامر فاعفني من الصلاة بالناس، فقال له المأمون انما اريد بذلك ان تطمئن قلوب الناس، ويعرفوا فضلك، ولم تزل الرسل تتردد بينهما في ذلك فلما الحّ عليه المأمون ارسل اليه ان اعفيتني، فهو احب الي وان لم تعفني خرجت كما خرج رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وامير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، فقال له المأمون : اخرج كيف شئت، وأمر القواد والحجاب والناس ان يبكروا الى باب الرضا (عليه السلام) .

قال فقعد الناس لأبي الحسن (عليه السلام) في الطرقات والسطوح واجتمع النساء والصبيان ينتظرون خروجه وصار جميع القواد والجند إلى بابه، فوقفوا على دوابهم حتى طلعت الشمس فاغتسل ابو الحسن (عليه السلام) ولبس ثيابه وتعمم بعمامة بيضاء من قطن القى طرفاً منها على صدره وطرفاً بين كتفيه ومس شيئاً من الطيب واخذ بيده عكازاً وقال لمواليه افعلوا مثل ما فعلت فخرجوا بين يديه وهو حاف قد شمر سراويله إلى نصف الساق وعليه ثياب مشمرة، فمشى قليلاً ورفع رأسه إلى السماء وكبّر، وكبّر مواليه معه، ثم مشى حتى وقف على الباب فلما رآه القواد والجند على تلك الصورة، سقطوا كلهم عن الدواب الى الأرض، وكان احسنهم حالاً من كان معه سكين قطع بها شرابة حاجليته ونزعها، وتحفَّى، وكبَّر الرضا (عليه السلام) على الباب وكبر الناس معه فخيل الينا أن السماء والحيطان تجاوبه، وتزعزعت مرو بالبكاء والضجيج، لما رأوا ابا الحسن (عليه السلام) وسمعوا تكبيره، قلت ويحق ان انشد في هذا المقام:

ذكروا بطلعتك النبي فهللوا *** لما خرجت الى الصلاة وكبروا

ومشيت مشية خاضع متواضع *** للّه لا يزهى ولا يتكبر

فافتن فيك الناظرون فاصبع *** يومئ اليك بها وعين تنظر

يجدون رؤيتك التي فازوا بها *** من أنعم اللّه التي لا تكفر

لكن المأمون كفر بهذه النعمة الجزيلة لما بلغه ذلك وخاف إن بلغ (عليه السلام) المصلّى على هذا السبيل افتتن به الناس، فبعث اليه : قد كلفناك شططاً واتعبناك، ولسنا نحب ان تلحقك مشقة، فارجع وليصلِّ بالناس من كان يصلي بهم على رسمه، فدعا ابو الحسن (عليه السلام) بخفه فلبسه وركب ورجع واختلف امر الناس في ذلك اليوم، ولم ينتظم في صلاتهم .

روى الصدوق عن عليّ بن ابراهيم عن ياسر الخادم قال : كان الرضا (عليه السلام) اذا رجع يوم الجمعة من الجامع وقد اصابه العرق والغبار رفع يديه قال : اللهم ان كان فرجي مما أنا فيه بالموت فعجّل لي الساعة، ولم يزل مغموماً مكروباً الى أن قبض (صلوات اللّه علّيه).

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.