أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-8-2016
3467
التاريخ: 10-8-2016
3289
التاريخ: 7-8-2016
2825
التاريخ: 10-8-2016
2955
|
قال صاحب نور الابصار ذكر جماعة من اصحاب السير ورواة الاخبار بأيام الخلفاء ان المأمون لما اراد ولاية العهد للرضا (عليه السلام) وحدث نفسه بذلك وعزم عليه احضر الفضل بن سهل واخبره بما عزم عليه وأمره بمشاورة اخيه الحسن في ذلك فاجتمعا وحضرا عند المأمون فجعل الحسن يعظم ذلك عليه ويعرفه ما في خروج الامر عن اهل بيته فقال المأمون اني عاهدت اللّه تعالى اني ان ظفرت بالمخلوع سلمت الخلافة الى افضل بني طالب وهو افضلهم ولا بد من ذلك فلما رأيا تصميمه وعزيمته الى ذلك امسكا عن معارضته فقال تذهبان الآن اليه وتخبرانه بذلك عني وتلزمانه به فذهبا الى عليّ الرضا (عليه السلام) واخبراه بذلك وألزماه فامتنع فلم يزالا به حتى اجاب على انه لا يأمر ولا ينهى ولا يعزل ولا يولي ولا يتكلم بين اثنين في حكومة ولا يغير شيئاً مما هو قائم على اصله فأجابه المأمون الى ذلك، ثم ان المأمون جلس مجلساً خاصاً لخواص اهل دولته من الامراء والوزراء والحجاب والكتاب واهل الحل والعقد وكان ذلك في يوم الخميس لخمس خلون من شهر رمضان سنة احدى ومئتين واحضرهم فلما حضروا قال للفضل بن سهل : اخبر الجماعة الحاضرين، برأي امير المؤمنين، في الرضا عليّ بن موسى (عليه السلام)، وأنه ولاه عهده وأمرهم بلبس الخضرة والعود لبيعته في الخميس الثاني فحضروا وجلسوا على مقادير طبقاتهم، ومنازلهم، كل في موضعه، وجلس المأمون، ثم جيء بالرضا (عليه السلام) فجلس بين وسادتين عظيمتين، وضعتا له وهو لابس الخضرة وعلى رأسه عمامة، متقلداً بسيف، فامر المأمون ابنه العباس بالقيام اليه ومبايعته اول الناس فرفع الرضا (عليه السلام) يده وجعلها من فوق، فقال له المأمون ابسط يدك فقال له الرضا (عليه السلام) : هكذا كان يبايع رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يده فوق ايديهم، فقال افعل ما ترى ثم وضعت بدر الدراهم والدنانير وبقج الثياب والخلع، وقام الخطباء والشعراء وذكروا ما كان من أمر المأمون، من ولاية عهده للرضا (عليه السلام)، وذكروا فضل الرضا (عليه السلام)، وفرقت الصّلات والجوائز على الحاضرين على قدر مراتبهم، واول من بدئ به العلويون، ثم العباسيون، ثم باقي الناس على قدر منازلهم ومراتبهم، ثم ان المأمون قال للرضا (عليه السلام) : قم فاخطب الناس فقام، فحمد اللّه وأثنى عليه وثنى بذكر نبيه محمد (صلى الله عليه واله) فصلى عليه وقال : ايها الناس ان لنا عليكم حقاً برسول اللّه (صلى الله عليه واله) ولكم علينا حق به فاذا اديتم الينا ذلك وجب لكم علينا الحكم الحق والسلام ولم يسمع منه في هذا المجلس غير هذا، وخطب للرضا (عليه السلام) بولاية العهد في كل بلد وخطب عبد الجبار بن سعيد في تلك السنة على منبر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمدينة فقال في الدعاء للرضا (عليه السلام)، وهو على المنبر : ولي عهد المسلمين عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن علي (عليهم السلام) وانشد :
ستة آباء همُ ما همُ *** أفضل من يشرب صوب الغمام
ذكر المدائني قال : لما جلس الرضا (عليه السلام) ذلك المجلس وهو لابس تلك الخلع، والشعراء والخطباء يتكلمون، وتلك الالوية يخفف على رأسه، نظر الرضا (عليه السلام) الى بعض مواليه الحاضرين ممن كان يختص به وقد داخله من السرور ما لا مزيد عليه، وذلك لِما رأى، فأشار اليه الرضا (عليه السلام) فدنا منه فقال له في اذنه سراً : لا تشغل قلبك بشيء مما ترى من هذا الامر ولا تستبشر به فانه لا يتم.
اقول : لما جعل المأمون أبا الحسن الرضا (عليه السلام) وليَّ عهده وان الشعراء قصدوه ومدحوه وصوبوا رأي المأمون في الاشعار كان فيمن ورد عليه من الشعراء دعبل بن علي الخزاعي، فلما دخل عليه، قال : اني قد قلت قصيدة فجعلت على نفسي ان لا انشدها على احد قبلك، فأمره بالجلوس حتى خف مجلسه، ثم قال له هاتها، فانشده قصيدته التي أولها:
مدارس آياتٍ خلت من تلاوة *** ومنزل وحي مقفر العرصات
وكان مع دعبل ابراهيم بن العباس فانشده :
ازالت عزاء القلب بعد التجلد *** مصارع اولاد النبي محمد
فوهب الرضا (عليه السلام) لهما عشرين الف درهم من الدراهم التي عليها اسمه، كان المأمون امر بضربها في ذلك الوقت، فأما دعبل فصار بالعشرة آلاف التي حصته الى قم فباع كل درهم بعشرة دراهم فتخلصت له مئة الف درهم، واما ابراهيم فلم تزل عنده بعد ان اهدى بعضها وفرق بعضها على اهله الى ان توفي (رحمه اللّه) فكان كفنه وجهازه منه.
قلت : ولإبراهيم مدائح كثيرة في الرضا (عليه السلام)، وكان شعره في مدحه (عليه السلام) معروفاً، ينتسخ الى زمان المتوكل، فجمعه ابراهيم فاحرقه من خوف المتوكل ؛ وكان له ابنان اسمهما الحسن والحسين فلما ولي المتوكل سمّاهما اسحاقاً وعباساً فزعاً منه .
وروي عن علي بن ابراهيم عن ياسر الخادم والريان بن الصلت جميعاً قالوا : لما حضر العيد وكان قد عقد للرضا (عليه السلام) الامر بولاية العهد بعث المأمون اليه في الركوب الى العيد والصلاة بالناس والخطبة لهم فبعث اليه الرضا (عليه السلام) قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخول الامر فاعفني من الصلاة بالناس، فقال له المأمون انما اريد بذلك ان تطمئن قلوب الناس، ويعرفوا فضلك، ولم تزل الرسل تتردد بينهما في ذلك فلما الحّ عليه المأمون ارسل اليه ان اعفيتني، فهو احب الي وان لم تعفني خرجت كما خرج رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وامير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، فقال له المأمون : اخرج كيف شئت، وأمر القواد والحجاب والناس ان يبكروا الى باب الرضا (عليه السلام) .
قال فقعد الناس لأبي الحسن (عليه السلام) في الطرقات والسطوح واجتمع النساء والصبيان ينتظرون خروجه وصار جميع القواد والجند إلى بابه، فوقفوا على دوابهم حتى طلعت الشمس فاغتسل ابو الحسن (عليه السلام) ولبس ثيابه وتعمم بعمامة بيضاء من قطن القى طرفاً منها على صدره وطرفاً بين كتفيه ومس شيئاً من الطيب واخذ بيده عكازاً وقال لمواليه افعلوا مثل ما فعلت فخرجوا بين يديه وهو حاف قد شمر سراويله إلى نصف الساق وعليه ثياب مشمرة، فمشى قليلاً ورفع رأسه إلى السماء وكبّر، وكبّر مواليه معه، ثم مشى حتى وقف على الباب فلما رآه القواد والجند على تلك الصورة، سقطوا كلهم عن الدواب الى الأرض، وكان احسنهم حالاً من كان معه سكين قطع بها شرابة حاجليته ونزعها، وتحفَّى، وكبَّر الرضا (عليه السلام) على الباب وكبر الناس معه فخيل الينا أن السماء والحيطان تجاوبه، وتزعزعت مرو بالبكاء والضجيج، لما رأوا ابا الحسن (عليه السلام) وسمعوا تكبيره، قلت ويحق ان انشد في هذا المقام:
ذكروا بطلعتك النبي فهللوا *** لما خرجت الى الصلاة وكبروا
ومشيت مشية خاضع متواضع *** للّه لا يزهى ولا يتكبر
فافتن فيك الناظرون فاصبع *** يومئ اليك بها وعين تنظر
يجدون رؤيتك التي فازوا بها *** من أنعم اللّه التي لا تكفر
لكن المأمون كفر بهذه النعمة الجزيلة لما بلغه ذلك وخاف إن بلغ (عليه السلام) المصلّى على هذا السبيل افتتن به الناس، فبعث اليه : قد كلفناك شططاً واتعبناك، ولسنا نحب ان تلحقك مشقة، فارجع وليصلِّ بالناس من كان يصلي بهم على رسمه، فدعا ابو الحسن (عليه السلام) بخفه فلبسه وركب ورجع واختلف امر الناس في ذلك اليوم، ولم ينتظم في صلاتهم .
روى الصدوق عن عليّ بن ابراهيم عن ياسر الخادم قال : كان الرضا (عليه السلام) اذا رجع يوم الجمعة من الجامع وقد اصابه العرق والغبار رفع يديه قال : اللهم ان كان فرجي مما أنا فيه بالموت فعجّل لي الساعة، ولم يزل مغموماً مكروباً الى أن قبض (صلوات اللّه علّيه).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|