المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

استجواب الخصوم
21-6-2016
الوصية بعين معينة بالذات أو جزء شائع منها
2023-05-30
Vowels KIT
2024-03-21
اختبار البروتين الكلي
25-11-2020
كيفية وجود التكليف و دوامه
7-10-2014
احمد دقلسة بك
10-8-2016


العلامات الخمس المحتومة: قتل النفس الزكية  
  
1370   05:19 مساءً   التاريخ: 2023-08-08
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الإمام المهدي ( ع ) واليوم الموعود
الجزء والصفحة : ص 351-353
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / علامات الظهور /

وقد ورد ذكره في مصادر الشيعة إلى درجة بلغت حدّ التواتر ، وتعدّ هذه العلامة من المحتومات الخمس .

فعن الإمام الباقر عليه السّلام قال :

« . . . وقتل غلام من آل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بين الركن والمقام ، اسمه محمد بن الحسن : النفس الزكية . . . فعند ذلك خروج قائمنا »[1].

وعن أبي محبوب عن الشمالي قال :

« قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام إن أبا جعفر عليه السّلام كان يقول : إن خروج السفياني من الأمر المحتوم ، قال لي : نعم واختلاف ولد العباس من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم وخروج القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من المحتوم »[2].

والأحاديث فيه من مصادر السنة قليلة ولكنها عديدة ، وقد ورد في بعضها أنه حسني وفي أكثرها أنه حسيني وأن اسمه محمد بن الحسن وأن ابني عمه أخ وأخت اسماهما محمد وفاطمة ، يفرون من جيش السفياني من العراق ويدخلون المدينة ، فيقبض الظالمون على ابن عمه وأخته ويقتلونهما ويطلبونهما في المدينة المنوّرة . ويفرّ هو إلى مكة فيقتلونه ظلما وعدوانا بغير ذنب في الخامس والعشرين من ذي الحجة الحرام في المسجد الحرام بين الركن والمقام ، وليس بين قتله وظهور المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إلا خمسة عشرة ليلة .

هذا باختصار مجريات أحداث قضية قتل النفس الزكية ، ولكن من هو صاحب النفس الزكية ، وما حكايته مع الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ؟

ورد في الأحاديث التعبير عنه ب « غلام » فيمكن أن يكون في أوائل شبابه .

ويراد بالنفس الزكية : النفس الكاملة الطيبة ، من زكا إذا نما وطاب . ويراد بالنمو في منطق الإسلام التكامل بالعلم والإخلاص والتضحية . ويمكن أن يراد من الكمال أحد معنيين .

الأول : ما هو مطلوب إسلاميا من الفرد المسلم من قوة الإيمان والإرادة والاندفاع والتضحية . ومعه يكون المراد من النفس الزكية شخصا من المخلصين الممحّصين في الغيبة الكبرى ، وأنه يقتل نتيجة للفتن والانحراف .

الثاني : أن يكون المراد من الكمال : البراءة من القتل . فيكون مساويا لقوله عزّ وجل : أَ قَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً[3] ، ولعل التعبير بالنفس الزكية في القرآن يوحي تماما بأن المراد من الأخبار نفس ذاك المعنى ، وهو البراءة من القتل .

غير أن الذي يقرّب المعنى الأول ، ويكون قرينة عليه ، هو أن المنساق والمتبادر في كل واحدة من الروايات - التي سنذكرها . : إن المراد بالنفس الزكية رجل معين يكتسب مقتله أهمية خاصة ، ولا شك أن هذا منسجم مع المعنى الأول . لأن مقتل الرجل المخلص الممحّص ، لا يكون - عادة - إلّا على صعيد عال من مستويات العمل الإسلامي ، فيكون ملفتا للنظر ، على حين ينبغي أن تكون العلامة مما يعرف - عادة - بين الناس ، وإلا سقطت فائدة دلالتها على الظهور[4].

وأما ما يجري معه من أحداث وكيفية قتله فقد لخّصها السيد الصدر :

بأن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف مع خاصّة أصحابه حين يهربون من وجه جيش السفياني المبعوث ضدهم من المدينة المنوّرة إلى مكة المكرّمة ، يصبح من الواجب على أهل مكة نصرته ، بحسب تكليفهم في نصرة المؤمنين المظلومين ضد الظالمين ممن كان على شاكلة السفياني .

ولكن لن يكون لأهل مكة استعداد للنصرة ، إما لأجل اختلاف مذهبهم عن مذهب الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في الإسلام ، وإما لأجل خوفهم من سطوة السفياني وسلطاته . وحسبنا أن نعرف أن السفياني يدخل الحجاز من دون مقاومة عسكرية ، لمدى الخوف الذي يزرعه في النفوس .

ومن هنا يحافظ أهل مكة على مصالحهم الخاصة وينكمشون ضد المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف . . . أعني : بعنوانه المعلن وإن جهلوا حقيقته .

ويعلم الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بعدم استعدادهم لنصرته . فيقول لخاصته : يا قوم ، إن أهل مكة لا يريدونني . ولكني مرسل إليهم لأحتجّ عليهم ، بما ينبغي لمثلي أن يحتجّ عليهم .

ويكون هذا الاحتجاج إتماما للحجة عليهم ، ومواجهة صريحة لهم بالموقف حتى لا يبقى منهم غافل أو مماطل .

ومن هنا يفكر الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بأن يرسل شخصا من قبله إلى أهل مكة يقوم بهذا الاحتجاج . فيدعو بعض أصحابه ، وهو من الهاشميين ومن المخلصين الممحصين . . . ويحمّله رسالة شفوية معينة ، ويأمره بأن يخطب بها في المسجد الحرام بين الركن والمقام .

وما أن يسمع أهل مكة هذه الخطبة ، حتى يجتمعون عليه ويقتلونه بين الركن والمقام قرب الكعبة المشرفة في بيت اللّه الحرام . ولعلهم يقطعون رأسه ويرسلونه إلى الشام ، إلى السفياني ، ليكون لهم الزلفى لديه . . . وسوف لن يكون بين مقتله وبين الظهور أكثر من خمسة عشر ليلة[5].

وأما الأخبار والروايات التي ذكرت مقتل النفس الزكية فهي كثيرة ، وقد رواها النعماني في الغيبة والمفيد في الإرشاد والشيخ في الغيبة والصدوق في إكمال الدين والمجلسي في البحار وغيرهم . . . ومنها :

عن الإمام الباقر عليه السّلام يقول القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لأصحابه :

« يا قوم إن أهل مكّة لا يريدونني ، ولكني مرسل إليهم لأحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم فيدعو رجلا من أصحابه فيقول له إمض إلى أهل مكة فقل : يا أهل مكة : أنا رسول فلان - يقصد الإمام نفسه - إليكم وهو يقول لكم : إنّا أهل بيت الرحمة ، ومعدن الرسالة والخلافة ، ونحن ذريّة محمد وسلالة النبيّين .

وإنّا قد ظلمنا واضطهدنا وقهرنا ، وابتزّ منّا حقّنا منذ قبض نبيّنا إلى يومنا هذا ، فنحن نستنصركم فانصرونا .

فإذا تكلم هذا الفتى بهذا الكلام أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام ، وهي النفس الزكية »[6].

وعن الإمام الصادق عليه السّلام في حديث عن المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يقول فيه :

« ويستأذن اللّه في ظهوره : فيطلع على ذلك بعض مواليه . فيأتي الحسين فيخبره الخبر ، فيبتدر الحسين إلى الخروج ، فيشب عليه أهل مكة ، فيقتلونه ، ويبعثون برأسه إلى الشام ، فيظهر عند ذلك صاحب الأمر . . . »[7].

 

[1] بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 192 .

[2] المصدر السابق ، ص 206 .

[3] سورة الكهف ، الآية 74 .

[4] تاريخ الغيبة الكبرى ، الصدر ، ص 504 - 505 .

[5] تاريخ ما بعد الظهور ، الصدر ، ص 250 - 251 .

[6] بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 307 .

[7] المصدر نفسه ، ص 178 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.