أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-08
2468
التاريخ: 2023-08-07
1358
التاريخ: 3-08-2015
3732
التاريخ: 3-08-2015
3202
|
وقد ورد ذكره في مصادر الشيعة إلى درجة بلغت حدّ التواتر ، وتعدّ هذه العلامة من المحتومات الخمس .
فعن الإمام الباقر عليه السّلام قال :
« . . . وقتل غلام من آل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بين الركن والمقام ، اسمه محمد بن الحسن : النفس الزكية . . . فعند ذلك خروج قائمنا »[1].
وعن أبي محبوب عن الشمالي قال :
« قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام إن أبا جعفر عليه السّلام كان يقول : إن خروج السفياني من الأمر المحتوم ، قال لي : نعم واختلاف ولد العباس من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم وخروج القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من المحتوم »[2].
والأحاديث فيه من مصادر السنة قليلة ولكنها عديدة ، وقد ورد في بعضها أنه حسني وفي أكثرها أنه حسيني وأن اسمه محمد بن الحسن وأن ابني عمه أخ وأخت اسماهما محمد وفاطمة ، يفرون من جيش السفياني من العراق ويدخلون المدينة ، فيقبض الظالمون على ابن عمه وأخته ويقتلونهما ويطلبونهما في المدينة المنوّرة . ويفرّ هو إلى مكة فيقتلونه ظلما وعدوانا بغير ذنب في الخامس والعشرين من ذي الحجة الحرام في المسجد الحرام بين الركن والمقام ، وليس بين قتله وظهور المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إلا خمسة عشرة ليلة .
هذا باختصار مجريات أحداث قضية قتل النفس الزكية ، ولكن من هو صاحب النفس الزكية ، وما حكايته مع الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ؟
ورد في الأحاديث التعبير عنه ب « غلام » فيمكن أن يكون في أوائل شبابه .
ويراد بالنفس الزكية : النفس الكاملة الطيبة ، من زكا إذا نما وطاب . ويراد بالنمو في منطق الإسلام التكامل بالعلم والإخلاص والتضحية . ويمكن أن يراد من الكمال أحد معنيين .
الأول : ما هو مطلوب إسلاميا من الفرد المسلم من قوة الإيمان والإرادة والاندفاع والتضحية . ومعه يكون المراد من النفس الزكية شخصا من المخلصين الممحّصين في الغيبة الكبرى ، وأنه يقتل نتيجة للفتن والانحراف .
الثاني : أن يكون المراد من الكمال : البراءة من القتل . فيكون مساويا لقوله عزّ وجل : أَ قَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً[3] ، ولعل التعبير بالنفس الزكية في القرآن يوحي تماما بأن المراد من الأخبار نفس ذاك المعنى ، وهو البراءة من القتل .
غير أن الذي يقرّب المعنى الأول ، ويكون قرينة عليه ، هو أن المنساق والمتبادر في كل واحدة من الروايات - التي سنذكرها . : إن المراد بالنفس الزكية رجل معين يكتسب مقتله أهمية خاصة ، ولا شك أن هذا منسجم مع المعنى الأول . لأن مقتل الرجل المخلص الممحّص ، لا يكون - عادة - إلّا على صعيد عال من مستويات العمل الإسلامي ، فيكون ملفتا للنظر ، على حين ينبغي أن تكون العلامة مما يعرف - عادة - بين الناس ، وإلا سقطت فائدة دلالتها على الظهور[4].
وأما ما يجري معه من أحداث وكيفية قتله فقد لخّصها السيد الصدر :
بأن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف مع خاصّة أصحابه حين يهربون من وجه جيش السفياني المبعوث ضدهم من المدينة المنوّرة إلى مكة المكرّمة ، يصبح من الواجب على أهل مكة نصرته ، بحسب تكليفهم في نصرة المؤمنين المظلومين ضد الظالمين ممن كان على شاكلة السفياني .
ولكن لن يكون لأهل مكة استعداد للنصرة ، إما لأجل اختلاف مذهبهم عن مذهب الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في الإسلام ، وإما لأجل خوفهم من سطوة السفياني وسلطاته . وحسبنا أن نعرف أن السفياني يدخل الحجاز من دون مقاومة عسكرية ، لمدى الخوف الذي يزرعه في النفوس .
ومن هنا يحافظ أهل مكة على مصالحهم الخاصة وينكمشون ضد المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف . . . أعني : بعنوانه المعلن وإن جهلوا حقيقته .
ويعلم الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بعدم استعدادهم لنصرته . فيقول لخاصته : يا قوم ، إن أهل مكة لا يريدونني . ولكني مرسل إليهم لأحتجّ عليهم ، بما ينبغي لمثلي أن يحتجّ عليهم .
ويكون هذا الاحتجاج إتماما للحجة عليهم ، ومواجهة صريحة لهم بالموقف حتى لا يبقى منهم غافل أو مماطل .
ومن هنا يفكر الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بأن يرسل شخصا من قبله إلى أهل مكة يقوم بهذا الاحتجاج . فيدعو بعض أصحابه ، وهو من الهاشميين ومن المخلصين الممحصين . . . ويحمّله رسالة شفوية معينة ، ويأمره بأن يخطب بها في المسجد الحرام بين الركن والمقام .
وما أن يسمع أهل مكة هذه الخطبة ، حتى يجتمعون عليه ويقتلونه بين الركن والمقام قرب الكعبة المشرفة في بيت اللّه الحرام . ولعلهم يقطعون رأسه ويرسلونه إلى الشام ، إلى السفياني ، ليكون لهم الزلفى لديه . . . وسوف لن يكون بين مقتله وبين الظهور أكثر من خمسة عشر ليلة[5].
وأما الأخبار والروايات التي ذكرت مقتل النفس الزكية فهي كثيرة ، وقد رواها النعماني في الغيبة والمفيد في الإرشاد والشيخ في الغيبة والصدوق في إكمال الدين والمجلسي في البحار وغيرهم . . . ومنها :
عن الإمام الباقر عليه السّلام يقول القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لأصحابه :
« يا قوم إن أهل مكّة لا يريدونني ، ولكني مرسل إليهم لأحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم فيدعو رجلا من أصحابه فيقول له إمض إلى أهل مكة فقل : يا أهل مكة : أنا رسول فلان - يقصد الإمام نفسه - إليكم وهو يقول لكم : إنّا أهل بيت الرحمة ، ومعدن الرسالة والخلافة ، ونحن ذريّة محمد وسلالة النبيّين .
وإنّا قد ظلمنا واضطهدنا وقهرنا ، وابتزّ منّا حقّنا منذ قبض نبيّنا إلى يومنا هذا ، فنحن نستنصركم فانصرونا .
فإذا تكلم هذا الفتى بهذا الكلام أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام ، وهي النفس الزكية »[6].
وعن الإمام الصادق عليه السّلام في حديث عن المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يقول فيه :
« ويستأذن اللّه في ظهوره : فيطلع على ذلك بعض مواليه . فيأتي الحسين فيخبره الخبر ، فيبتدر الحسين إلى الخروج ، فيشب عليه أهل مكة ، فيقتلونه ، ويبعثون برأسه إلى الشام ، فيظهر عند ذلك صاحب الأمر . . . »[7].
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|