المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

استعمال محركات البحث
26-10-2019
مفهوم سعر الضريبة
4-4-2022
الفيروسات الناقصة Defective Viruses
12-1-2018
التكتل الاوربي ضد فرنسا، عصبة او جز برج
2024-11-16
المناجاة الاولى لأمير المؤمنين
14-4-2016
Löwner,s Differential Equation
22-6-2018


الاجتهاد في إصلاح النفس  
  
1644   01:42 صباحاً   التاريخ: 2023-06-06
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص133ــ136
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

ينبغي على الشاب الذي قد تكون تربيته الأسروية أو الإجتماعية سيئة وفاسدة ، ولا يمكنه التكيف مع مجتمعه ، ينبغي عليه أن لا ييأس ، ولا يتصور أنه كتب عليه أن يعيش طوال حياته محبطاً وتعيساً ، لأنه قادر على إصلاح نفسه وتغيير شخصيته إلى الأحسن وذلك بالاجتهاد والتصميم والإرادة.

ومن الناحيتين الدينية والعلمية تقع على شاب كهذا مسؤولية مكافحة عاداته الفاسدة والضارة وتطهير نفسه من سوء الخلق والأخلاق الذي لا يعود عليه سوى بالحرمان والشقاء ، والسعي لتأمين مقومات سعادته من خلال اكتساب خير الصفات.

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : لا تترك الاجتهاد في إصلاح نفسك فإنه لا يعينك عليها إلا الجد(1).

وعنه (عليه السلام): ايها الناس تولوا من أنفسكم تأديبها واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها(2).

وعن أبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) : اقصد نفسك عما يضرها من قبل أن تفارقك واسع في فكاكها كما تسعى في طلب معيشتك فإن نفسك رهينة بعملك(3).

إستخدام العقل والمنطق:

«إن العادات التي تطبّعنا عليها طوال سنوات طويلة لا يمكن أن تزول بين ليلة وضحاها، لكننا ولحسن الحظ نستطيع أن نطرد كل عادة مهما كانت قديمة أسرع بكثير مما اكتسبناها لو أننا اعتمدنا على العقل والمنطق».

«علينا أولاً أن نعرف القواعد العامة التي تتحكم بكيان الإنسان، ومن ثم نعرف أنفسنا حق المعرفة، أي نفهم ماذا علينا أن نطرد من عادات وصفات من ذاتنا، وماذا علينا أن نسعى لتنميتها، وينبغي علينا أن نعرف أية قابلية تكمن فينا يمكنها أن تؤمن لنا السعادة في الحياة ، فإذا ما عرفنا كل هذه الأمور علينا أن نتزود أولاً بالصبر ثم نكون مراقبين على أنفسنا حريصين، ونسعى بكل جد وإرادة حتى نغير ما أردنا تغييره في نفوسنا»(4).

الغرور يحجب العقل:

إن الشاب الذي يعاني من سوء الأخلاق والعادات ولا يخطو خطوة واحدة على طريق إصلاحها ، يكون إما نتيجة الغرور الذي يحجب عقله ويعيقه عن إدراك انحرافاته المعنوية ، وإما بسبب الجهل الذي يجعله غير قادر على التمييز بين الفضيلة والرذيلة ، أو بسبب ضعف في الإرادة يمنعه من اتخاذ قرار يقضي بإصلاح ذاته ، وأياً يكون السبب فإن الإسلام قد انتقد هذا الصنف من الشباب .

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : جهل المرء بعيوبه من أكبر ذنوبه(5).

وقال (عليه السلام) أيضاً: الجهل بالفضائل من أقح الرذائل(6).

أعجز الناس:

وعنه (عليه السلام) : أعجر الناس من قدر على أن يزيل النقص عن نفسه ولم يفعل(7).

«إن الشباب ليس لهم مقر أو مستقر تحت سلطة العادات والتقاليد الثابتة التي تسود مجتمعاتهم. فعالم نشاط غرائزهم عالم حي ومرن ومليء بالتجارب. إن بمقدور الشباب أن يغيروا بسعيهم وهممهم المحيط الذي يعيشون فيه. ولكن لا يخفى على أحد أنهم أي الشباب قد لا يستطيعون تشخيص وتحديد التغييرات والإصلاحات التي ينبغي عليهم أن يقدموا عليها، ولاهم بمستعدين للتضحية في سبيل هذه الإصلاحات»(8).

____________________________

(1) غرر الحكم، ص 818 .

(2) نهج البلاغة، الكلمة 351.

(3) وسائل الشيعة4، ص40.

(4) نمو الشخصية، ص36.

(5) إرشاد المفيد، ص 142.

(6) غرر الحكم ، ص91.

(7) مستدرك الوسائل2، ص 310.

(8) الأخلاق والشخصية، 124.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.