أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-5-2020
![]()
التاريخ: 26-8-2020
![]()
التاريخ: 10-9-2016
![]()
التاريخ: 22-4-2021
![]() |
كان جنكيز خان يغالي في تصوره عن قوة السلطان محمد خوارزمشاه. لذا فبعد أن أعد العدة، خرج مع أبنائه وجيوشه إلى ما وراء النهر. وفي هذه الحملة التي بدأت في خريف 616هـ، خرج معه أمراء القرلق والماليغ والأويغور الذين كانوا قد خضعوا الجنكيز. ويقال إن عدد جنود جنكيز عند خروجه إلى ما وراء النهر كان يتراوح بين ستمائة ألف وسبعمئة ألف؛ إلا أن هذا الرقم مبالغ فيه دون شك، ويذهب الباحثون المحدثون إلى أن عدد جنود جيشه لم يزد عن مئتي ألف. وكان عدد جنود جيش خوارزمشاه أكبر من عدد جنود جنكيز بكثير، ولكن للأسباب التي سبق ذكرها لم يكن الود متصلاً بينه وبين الأمراء الخوارز مشاهيين؛ لذا فإنهم لم يفعلوا شيئاً إزاء تقدم المغول. وكان ضعف إرادة خوارزمشاه وتردده وافتقاده لعنصر التخطيط واتخاذ القرار الحاسم، كلها سمات أفسدت أمره. وقبل أن يقدم هذا الملك الذي أنزل ببلاده بلاء بهذا الحجم على قتل رسل جنكيز، كان قد شكل مجلساً من أمرائه لتدبر أمر المغول، وتشاور مع الإمام شهاب الدين خيوقي (1) الذي كان مقربا عند السلطان في هذا الصدد. فأشار علية العالم المذكور بأن الصلاح في أن يكتب ألى عماله على أطراف مملكته وأن يحشد الجند للدفاع عن ديار الإسلام وأن يمنع المغول من المرور بضفاف نهر سيحون إلا أن فريقاً من أمراء الخوارزمشاهية لم يوافقوا على هذا الرأي وقالوا إن الأصلح هو السماح بتقدم المغول إلى ما وراء النهر وبلوغ الجبال والمعابر الوعرة؛ ولما كانوا لا يعرفون الطرق والمسالك جيداً ننقض ونجهز عليهم. وأشار فريق آخر منهم بإمكانيـة صـدهـم عند نهر جيحون، في حين أشار فريق ثالث بوجوب ملاقاتهم في غزنين وفي الهند إذا لزم الأمر. ولم يول السلطان محمد خوارزمشاه عناية لفكرة شهاب الدين خيوقي؛ بل وافق على رأي ذلك الفريق من الأمراء الذين أشاروا بقتال المغول في مسالك ما وراء النهر الوعرة، وقام بتوزيع جيشه وأمرائه على مدن ما وراء النهر الكبرى وجلس ينتظر زحف المغول. هذا السلطان الأناني الضعيف الإرادة الذي فقد الثقة في أمه وقواده وقبل أن يحشد الجنود الذين استدعاهم من أطراف مملكته عبر نهر جيحون دون قتال وترك أمراءه وجيشه المشتت بين المدن. كانت أول المدن التابعة الخوارزمشاه التي تتعرض لحملة المغول هي مدينة أترار؛ فقد كانت هذه المدينة مجاورة لبلاد الترك وتقع على الحدود الشمالية الشرقية للمملكة الخوارزمشاهية، إضافة إلى أن واليها غايرخان كان قد أثار غضب جنكيز ودفعه إلى طلب الثأر وحشد الجيوش. وفي رجب 616هـ، ظهرت جيوش جنكيز على أبواب قلعة أترار. وهنا قام جنكيز بتقسيم جنوده إلى أربع فرق على النحو التالي: فرقة قوامها تومان (ومعناها بالمغولية عشرة آلاف) ومكلفة بفتح أترار، وكان اثنان من أبنائه وهما جغتاي وأوجداي (أقطاي) ضمن قواد هذه الفرقة. وفرقة ثانية بقيادة ابنه الثالث جوجي (توشي) كلفت بفتح مدن نهر سيحون، خاصة مدينة جند. وفرقة صغيرة قوامها خمسة آلاف جندي كلفت بفتح مدينتي خَجند وبناكت، واتجه جنكيز بصحبة ابنه الرابع تولوي (تولي) على رأس الجزء الأعظم من جيشه نحو بخارى. وكان غرضه قطع خطوط الاتصال بين السلطان محمد خوارزمشاه وبين بقية جيشه في المدن المذكورة آنفاً. (... وحين وصل جنكيز إلى مشارف مدينة أترار، فر أحد رجال ديوان خوارزمشاه وهو بدر الدين عـمـيـد (2) وانضم إلى جنكيز خان (3) وأخذ يكتب الرسائل المزورة على لسان أمراء الخوارزمشاهية إلى جنكيز خان يبدي فيها الود والإخلاص وطلب العون لصد السلطان، ودون رد چنگیز خان على ظهر كل منها بقبول المودة والمدد وأرسلها بصحبة أحد الجواسيس. وقبض خواص السلطان على الجاسوس وانتزعوا منه الرسائل وعرضوها على السلطان. ولما كان خواص السلطان والأمراء قد تلبستهم الحيرة، فاتجه بعض منهم إلى مخدع السلطان وكان قد علم بأمرهم فغير مرقده. ورمى الأمراء مرقده بوابل من السهام وطعنات السيوف. وحين علموا أن السلطان ليس في مرقده لاذوا بالفرار وذهبوا إلى بلاط جنكيز خان. ولم يبق لدى السلطان شك في غدر الأمراء). (نقلاً عن تاريخ گزیده، ص497-498) حصل جنكيز خان من هؤلاء الأمراء وغيرهم من المسلمين ممن انضموا إلى معسكره؛ فراراً من السلطان؛ على الكثير من المعلومات عن الأوضاع في بلاط السلطان محمد وعن المسالك والدروب وتداعى أمر ذلك الملك التعس. وكان جيش جنكيز يضم فئة من التجار المسلمين على دراية كبيرة بأحوال الطرق ووسائل استغلالها. وإلى جانب حجم الحملة وتقسيم الجيش كان واضحاً أن جنكيز لديه معلومات صحيحة عن الأوضاع الجغرافية لبلاد ما وراء النهر وأنه كان يتقدم لفتح شتى البقاع بناء على خريطة دقيقة.
...................................
1- كان الامام شهاب الدين أبو اسعد بن عمر خيوقي من فقهاء خوارزم المعروفين . وكان قد فر من خوارزم أبان فتنة المغول ولجأ الى مدينة نسا في خراسان، الان انه قتل على أيديهم بها في سنة 618 هـ.
2- يقول محمد بن أحمد النسوي مؤلف سيرة جلال الدين منكبرني إن هذا الشخص كان النائب الشخصي في أترار ويسمى صفي الاقرع الذي تولى وزارة الخوارزمشاهية في بلاد الترك، وأن خوارزمشاه أمر بقتل أبيه سعد وعمه منصور اللذين كانا قاضيين في أترار وجماعة من إخوته وأبناء عمومته.
3- ورد هذا الاسم بثلاثة صور مختلفة عند مؤرخي العصر المغولي: چینگگز، چنگز، چنگیز. وقد اخترنا هنا الصورة الشائعة من الاسم.
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|