المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6763 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24



أصل العثمانيون ونشأة دولتهم.  
  
1745   11:05 صباحاً   التاريخ: 2023-05-12
المؤلف : د. أيناس سعدي عبد الله.
الكتاب أو المصدر : تاريخ العراق الحديث 1258 ــ 1918.
الجزء والصفحة : ص 165 ــ 175.
القسم : التاريخ / التاريخ والحضارة / الحضارة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-13 759
التاريخ: 27-9-2019 4939
التاريخ: 2023-08-11 846
التاريخ: 2023-07-30 855

ينحدر الاتراك العثمانيون من حشود البدو الذين تحولوا في منطقة جبال ألتاي، شرق منطقة السهوب الأوراسية وجنوب نهر ينسي وبحيرة بايكال، وذلك في الاراضي التي تمثل حالياً جزءاً من منغوليا الخارجية. وهؤلاء البدو الألتائيون كانت لديهم حضارة بدائية قائمة على الحياة الجبلية ولم تكن لهذه القبائل حكومة، وقوانين كتلك التي تميز المجتمعات المتقدمة. وفي القرن الثاني قبل الميلاد، ادت التغييرات السياسية والحربية والاحوال المناخية في المناطق الألتائية، الى حدوث هجرات بدوية متتابعة ضد الحضارات المستقرة الواقعة على حدود السهوب، وقد عرفت القبائل التي تحركت الى الجنوب والغرب نحو شرق أوربا والشرق الاوسط وآسيا الوسطى، باسم الأوغوز، وسموا كذلك بالتركمان أو الترك عند الشعوب التي تعرضت لهجماتهم. وقد اجتاح الترك في طريقهم بحثاً عن مأوى لهم ولقطعان ماشيتهم الشعوب المستقرة محدثين دمارا كبيرا بالمناطق التي مروا بها، وعندما استقر الترك اخيرا سمحوا للشعوب المستقرة التي بقيت حية أن تستعيد اوطانها وأنشطتها السابقة، ولهذا فأن الغزوات التي قام بها الترك لم تترك اية تغييرات دائمة في الانماط العرقية والاقتصادية. يحيط الغموض بأصل العثمانيين، وهي مشكلة شغلت أذهان الباحثين، وذلك نظرا لغياب المصادر المعاصرة عن تاريخهم، فضلا عن الروايات المختلفة عن أحداثهم. اذ لم تكن للعثمانيين سجلات مكتوبة عن الفترة السابقة على فتح القسطنطينية سنة 1453، كما لا يشير البيزنطيون بما يستحق الذكر إلى أصل العثمانيين، لاسيما وأنهم لم تتوفر لديهم وسائل الحصول على معلومات لها قيمتها. أما الكتاب الاوربيون الاوائل فليس لمعلوماتهم أية قيمة من حيث اعتبارها انعكاساً لفكرة اوروبا عن العثمانيين حين أصبحوا خطراً يهددها، هذا الى ان المصادر العثمانية التقليدية لم تشر الا قليلا للعثمانيين قبل استقرارهم في الاناضول، كما تتجاهل تاريخ الاتراك بوجه عام قبل اعتناقهم الإسلام. ان الرواية التاريخية السائدة بين المؤرخين العثمانيين تقول ان العثمانيين ينتسبون الى احدى قبائل الغز التركية وأن زعيم احدى هذه القبائل وهي قبيلة قايي خان، نزحت من اواسط اسيا وحكمت منطقة ماهان بالقرب من مدينة بلخ الصغيرة في الجزء الشمالي الغربي من إيران في اواخر القرن الثاني عشر الميلادي. ويقال أن سليمان شاه زعيم تلك القبيلة هرب من الزحف المغولي بقيادة جنكيز خان ومعه الالاف من الاتراك الاخرين، حتى لا يواجه الموت او العبودية في ايدي الغزاة الجدد القادمين من اسيا الوسطى، واستقر في أخلاط الواقعة في شرق تركيا الحالية قريبة من بحيرة وان في هضبة ارمينية، ولكن اقامته لم تدم طويلاً فقد اراد سليمان شاه العودة الى بلاده، فسار الى قلعة جعبر واثناء عبوره مع عشيرته نهر الفرات سقط في النهر وغرق في عام 1231 قبل أن يبلغ غايته، وعندئذ انقسم قومه بين ابناءه الاربعة، وعند موضع يدعى ياسين اوه سي قاد اثنان منهم وهما سنقور زنكي وكون طوغدي معظم قومه عائدين الى خراسان للدخول في خدمة المغول، بينما تابع الاخوان الباقيان المسيرة غرباً الى الاناضول وتولى أرطغرل زعامة هذا الجزء من القبيلة. ويعني اسم أرطغرل" الرجل ذو القلب الأبيض". وتقول الرواية التاريخية ان لارطغرل هذا ثلاثة ابناء هم كوندز، وصارو بني، وعثمان، وانه مكث في الموضع الذي افترق فيه مع اخوته وهو ياسين اوه سي يجاهد الكفار بلا شك المقصود بهم البيزنطيين. ثم أرسل ابنه صارو بني الى حاكم قونية وسيواس السلجوقي علاء الدين كيقباذ يستأذنه في الدخول الى بلاده، ويطلب منه موضعا ليستقر فيه مع عشيرته، فأذن له السلطان السلجوقي ومنحه قره جه طاغ الذي استوطنها مع 400 من عشيرته. ولكن رواية ثانية تقول أن أرطغرل أبو عثمان الذي نسبت اليه الدولة العثمانية قاد جماعة مؤلفة من حوالي اربعمائة فارس وعائلاتهم وفي اثناء سير أرطغرل (1231 1288) وعلى غير المتوقع شاهد معركة دائرة بين فريقين لا يعرفهما، وكان احد من الفريقين قد ضغط على الآخر وبضراوة، فحث عثمان اتباعه على مساعدة الفريق الخاسر، وتم النصر لهذا الفريق. وتبين فيما بعد ان الجيش الذي جرى انقاذه من الهزيمة المؤكدة كان بقيادة سلطان دولة الروم السلاجقة الاول علاء الدين كيقباذ (1219 - 1237م) في حين كان الجيش الآخر مغوليا وقيل في روايات اخرى بيزنطيا، فما كان من السلطان الا ان كافاً أرطغرل بمنحه وقبيلته أرضاً كإقطاع على الحدود البيزنطية، هي سكود شمال غرب الاناضول وهي مقاطعة تابعة لدولة سلاجقة الروم، على بعد أقل من خمسين ميلاً. من بحر مرمرة، واقل من مائة ميل من القسطنطينية نفسها كما منح السلطان السلجوقي أرطغرل لقب (محافظ الحدود). ولكن أرطغرل لم يقنع بمهمة المحافظة على الحدود، بل شرع يهاجم باسم السلطان علاء الدين ممتلكات الدولة البيزنطية في الاناضول، وتستمر الروايات التاريخية لتقول ان السلطان السلجوقي هاجم قلعة كوتاهية وكانت تابعة للبيزنطيين عام 1286، وعين أرطغرل قائدا للحملة التي تكللت بالنجاح. وبعد وفاته عام 1288 عين السلطان السلجوقي ولده عثمان (1268-1326) محل في رئاسة عشيرته. وتتحدث الروايات التاريخية العثمانية عن اعتناق عثمان للإسلام وتشير الى زواج عثمان أكبر اولاد أرطغرل ببنت رجل صالح يدعى الشيخ العارف اده بالي القرماني كان قد رآها مصادفة وعلق بها ولكن ابى والدها ان يزوجها له فحزن عثمان لذلك وأظهر الصبر والجلد ولم يرغب الاقتران بغيرها، حتى قبل أبوها بعد أن قص عليه عثمان مناماً رآه ذات ليلة في بيت هذا الصالح، وهو أنه رأى القمر صعد من صدر هذا الشيخ وبعد أن صار بدراً نزل في صدره أي صدر عثمان، ثم خرجت من صلبه شجرة نمت في الحال حتى غطت الاكوان بظلها، ورأى اكبر الجبال تحتها، وخرج النيل ودجلة والدانوب من جذعها، ورأى ورق هذه الشجرة كالسيوف يحولها الريح نحو مدينة القسطنطينية، فتفاءل الشيخ من هذا المنام وبشره بأن اسرة عثمان ستحكم العالم، وزوجه ابنته وقد اخذت قوة الامارة الناشئة تدريجيا بالتزايد وان كنا ما نزال نجهل الظروف التي ادت الى ذلك، فالروايات التقليدية تقول ان عثمان هذا استغل كبر من السلطان السلجوقي فاعلن استقلاله في الاراضي التي يسيطر عليها عام 1299، واتخذ لقب بادشاه أي سلطان كدلالة على قيام دولته. ثم وسع رقعة امارته على حساب البيزنطيين مستغلاً الفوضى والاهمال المسيطرين على الاراضي البيزنطية بالأناضول، فسيطر على قلعة بيلجيك، واينه كل ويني شهر (يكي شهر). كما هدد منطقة نيقيا في المعركة التي خاضها البيزنطيون في قوين حصار سنة 1301. يبدو ان أبرز النتائج التي تمخض عنها تزايد قوة عثمان هو نشاطه العسكري الذي توج باحتلال مرمرة عام 1307 ثم اتخذ يني شهر عاصمة له، كما مد نفوذه الى حصون كته، ولفكه، واق حصار، وقوج حصار، وخلال الاعوام التالية كان عثمان قد تمكن من احكام قبضته في الاناضول بعد ان احتل عدة حصون هناك عام 1312 يظهر ان قوته بلغت حد كما تشير الروايات التاريخية حد ان هاجم بروسا بعد عشر سنوات الا انه توفي قبل ان يحتلها تاركا الامر لابنه اورخان. يرفض المؤرخون المحدثون الكثير من الروايات التقليدية المرتبطة بمؤسس الاسرة عثمان، وان كان المؤرخ محمد فؤاد كوبرلي قد ايد ان العثمانيين كانوا قسم صغير من الغز المعروفين بعشيرة قايي قد وفدوا على الاناضول ايام الحروب السلجوقية وسكنوا اماكن مختلفة منه، وظلوا يعيشون في أواخر القرن الثالث عشر في شمال غرب الاناضول على الحدود التركية - البيزنطية ويمكن الظن بأن هذا القسم كان يحارب جيرانه من البيزنطيين تحت قيادة أحد الأمراء الاقوياء. ولكن المؤرخ بول ويتك رفض تماما الاسطورة القائلة بانتماء العثمانيون الى قبيلة قايي الغزية ويعتقد ان سليمان شاه الذي تقول الرواية الرسمية انه جد عثمان ليس الا شخصية اسطورية، وأن اسمه وذهابه الى بلاد الروم استعيرا من رواية حقيقية عرفت آنذاك عن احتلال التركمان الغزاة (المجاهدين) للأناضول في القرن الحادي عشر وارتباط ذلك باسم الأمير السلجوقي سليمان بن قتلمش الذي ارسله السلاجقة الحاكمون في بغداد في الربع الاخير من القرن الحادي عشر لينظم عمليات أولئك الغزاة، فتمركز في نيقيا ولكنه عاد بعد احتلال نيقيا من قبل الصليبيين في سنة 1097م باتجاه بغداد بقصد الاستيلاء عليها وطرد اقربائه السلاجقة منها، فقتل في طريق عودته وغرق ابنه قليج ارسلان في نهر الخابور. اما المؤرخ الانكليزي غيبونز فيؤيد الكثير مما جاء في الرواية التقليدية، ولكنه يرفض القصة الواردة بخصوص اسلام عثمان، اذ يعتقد ان عثمان وعشيرته اتراكاً كفاراً يزاولون الرعي، فلما عاشوا في بيئة اسلامية دخلوا الاسلام شأنهم في ذلك شأن ابناء جلدتهم من السلاجقة وقد اثار فيهم الدين الجديد رغبة ادخال الناس فيه فأرغموا جيرانهم الاغريق الذين كانوا يعيشون معهم في وفاق على الدخول في حوزة الاسلام كذلك، في وقت لم يكن تحت قيادة عثمان قبل دخول الاسلام غير اربعمائة محارب يقيمون في دورهم ويزاولون حياة بسيطة. لكن عددهم سرعان ما تضاعف بين سنتي (1290-1300) وامتدت حدودهم حتى تاخمت حدود البيزنطيين، وادى ذلك الى ظهور جنس جديد انتسب الى رئيسه (عثمان) ذلك هو الجنس العثماني. ولم يكن هذا الجنس تركياً خالصاً منذ بداية امره ولكنه كان جنساً جديداً مختلطاً ناشئاً من ذوبان العناصر الاصلية وقوامه الاتراك الوثنيون والاغريق المسيحيون وقد زاد عدد العثمانيين بنسبة كبيرة في وقت قصير ومن الخطأ تعليل ذلك بالإمدادات البدوية الجديدة الوافدة من الشرق، لأن اراضي العثمانيين كانت تقع غرب الاناضول، وكان لابد للكتل البشرية لكي تبلغ ذلك المكان من الالتحاق بخدمة حكام اخرين في شرق الأناضول اولاً وان تأخذ منهم اراضي ثانيا. ومن هنا لا يمكن تعليل الزيادة الا بذوبان العنصر المحلي المكون من الاغريق ولكن هناك الكثير من الاعتراض حول فرضية غيبونز. ففي الحقيقة ان الفترة الممتدة من القرن الثامن الى القرن الثالث عشر قد شهدت تدفق كثير من العناصر الجنسية الى الاناضول. ففي خلالها كان العنصر اليوناني، أو بشكل اكثر تحديدا التنظيم الهليني للنظم الامبراطورية البيزنطية، قد تراجع الى مدن السواحل التي جاء منها في البداية، وذلك باستثناء ما حدث على طول سلسلة جبال طوروس ووديان الانهار التي تصب في بحر ايجة. مرجع ذلك ان استمرار الفتوح الاسلامية قد ادى الى هجرة كثير من العناصر السورية العربية التي كانت تعتنق عقائد مختلفة الى الاناضول. اما طلائع الاتراك الذين وفدوا الى المنطقة عن طريق فارس فقد كانوا أحد روافد الحركة السلجوقية العظمى، وسرعان ما أصبحوا عنصرا محليا بعد ان استقروا في كل مكان فتحته الجيوش السلجوقية امام الهجرة التركية. كان اتراك الهجرات الاولى هذه بسطاء في التفكير يميلون الى التسامح مع الآخرين ولا يشعرون على الاطلاق بالمزايا والالتزامات الخاصة بمجتمع منظم، ومن ثم موقفهم سلبي من التغيرات السياسية التي كثيرا ما تعرض لها الاناضول منذ قدومهم. وخلال الربع الأول من القرن الثالث عشر تقدمت هجرة كبيرة اخرى صوب الاناضول، ولكن تفرق جزء كبير منها في جبال ارمينية، في حين اتجه جزء اخر منها صوب الجنوب الى سوريا وكيليكية ووصل بعضها الى مناطق قريبة من مصر. وفي وقت كان الغزو السلجوقي الأول كان غزو من اجل الاستقرار يتبع جيشا منتصرا، كانت هذه الغزوة الاخيرة غزوة لاجئين هربوا من عدوا مخيف هو جنكيز خان وقبائله المغولية. ولما كان هؤلاء المهاجرين يشتملون على عائلات تحمل كل ما تستطيع حمله من متاعها، ولما كان على المهاجرين ان يحثوا الخطى دون ان يكون لهم مستقر واضح، فان اغلبيتهم لم تتقدم كثيرا. وبعد ان استقر معظمهم في جبال ارمينيا وفي اعالي الفرات بعض الوقت اغرتهم وفاة جنكيز خان بالعودة الى بلادهم. ورغم ان الجبال الوعرة ووديان الاناضول الضيقة لم تغرهم بالتقدم صوب الغرب، فقد تغلغل اكثرهم في الاناضول بعد ان فقدوا معظم نسائهم واطفالهم. ولما كانوا يشكلون مجموعات صغيرة من المحاربين، فقد قرروا الانخراط في جيش علاء الدين كيقباذ اخر سلاطين السلاجقة البارزين واغلب الظن انه فزع لمجيء هذه العصابات المحاربة وتردد في قبول انخراط الكثير منهم في قواته، اذ لم يكن بإمكانه الركون الى اخلاصهم له في مواجهة الخوارزميين الذين كانوا يحاربهم في ذلك الوقت، أو في مواجهة المغول. لهذا اتبع سياسة حكيمة تقضي بمقاومة انخراطهم في جيشه ومنح زعمائهم اقطاعات على حدود دولته الاخذة بالانكماش، حيث كان عليهم على البقاء في مواجهة البيزنطيين. وفي مثل هذه الظروف كانت القبيلة المحظوظة هي التي شغلت الاقطاع الاقرب الى القسطنطينية وما تبقى من الامبراطورية البيزنطية، وتلك القبيلة التي كان زعيمها كما تشير الروايات يدعى عثمان تلك القبيلة التي لم تحتك حتى عهد السلطان اورخان بالقبائل التركية الاخرى التي استطاعت ان تقيم بأمارات مستقلة على إثر انهيار الدولة السلجوقية. لما كانت الامارة العثمانية، مواجهة للأراضي البيزنطية فضلاً عن وقوعها على الطرق الرئيسة التي تصل بين القسطنطينية والمدن العربية الكبرى في بلاد الشام والعراق فقد استطاعت ان تتفوق على الامارات المجاورة لها وتزداد قوة وتوسعاً لأسباب متعدد: فوقوعها قرب البيزنطيين جعل المجاهدين يسمون الغزاة، وهم الذين يحمون الثغور الاسلامية، لا يجدون عملاً في الامارات الضعيفة الاخرى التي قامت في النصف الغربي من الاناضول ومنها امارة منتشا على الساحل الجنوبي الغربي، وامارة تكة على ساحل الاناضول الجنوبي، وامارة سينوب على البحر الاسود، فهرعوا الى الامارة العثمانية وزادوا من قوتها . كما ان موقعها الاستراتيجي سهل مجيء العلماء والعناصر المنظمة، كالتجار والصناع، من داخل العالم الاسلامي اليها، وحلت تبعاً لذلك مشكلة موارد الامارة. وقد نشط علماء المدارس الاسلامية وطبقوا تعاليم الدين في نظم الامارة. وكان التجار والصناع منظمين في ما يشبه نقابات تسمى الاخية او الاخوان يتعاون فيها اصحاب كل مهنة وتنشأ بينهم رابطة ولاء ودفاع عن مصالحهم. واتخذت هذه الرابطة مظهراً عسكرياً، وقد سادت بين الغزاة والحاكمين منهم ومنظمات الاخية مجموعة من التقاليد في الاخلاق والسلوك مبنية في الغالب على التقى مع مزيج من التصوف، وقد استفادت امارة عثمان من هذه الخصائص، ومن كثرة العنصر المحارب فيها. وعلى صغرها فقد اخذت تتوسع ببطء في وجه مقاومة البيزنطيين وكان كل انتصار يجلب اليها غزاة أكثر، وهكذا ازدادت امكاناتها العسكرية وتحتم عليها متابعة الغزو في كل من الاناضول وشبه جزيرة البلقان. وكان من حسن حظ العثمانيين ان بيزنطة قد انشغلت بكثير من القلاقل والفتن في العاصمة وفي البلقان بالصدام المستمر مع اعدائها من امارات الثغور الاسلامية الواقعة على حدودها امثال امارة جرميان وصاروخان ومنتشا وقرة سي، لذا لم تستطع التحرك ضد عثمان، ونتيجة لذلك سقطت بيد العثمانيين أماكن كثيرة، وكان عليها ان تدافع عن نفسها بقوات محلية. في عهد اورخان (1326-1380) احتل العثمانيون بروسة التي اتخذها اورخان عاصمة له عام 1326، التي تعد احدى اهم النقاط العسكرية في الاناضول، وسرعان ما احتل العثمانيون نيقوميديا (ازنكميد) عام 1337م، ولما كانت بيزنطة قد انشغلت بكثير من الفتن بعد وفاة امور بك حاكم ولاية ايدين فقد عنيت كثيراً بأن تضمن لنفسها مساعدة اورخان بن عثمان الذي صار يتدخل بقواته في امور بيزنطة. وما لبت العثمانيون ان اجتازوا البحر عام 1345 اذ افادوا من زلزال دمر اسوار غاليبولي (جناق قلعة) فدخلوها، واستوفد اورخان كثيراً من اتراك الاناضول وخاصة من ولاية قرة سي التي مدوا نفوذهم اليها، وكذلك بعض العشائر التركية فوطنهم هناك. وبشكل عام فقد اتسم عهد اور خان بأمرين هما:

1. اتساع العمليات العسكرية العثمانية في عهده.

2. تنظيم الحكم في الدولة بعد اتساع رقعتها، فقد عمد السلطان اورخان الى اصدار مجموعة من القوانين لتنظيم امور الحكم وضرب العملة الذهبية والفضية واسس الجيش الجديد. مثل عهد مراد الاول (1360-1389) ثورة في الامتداد العثماني، سواء في الاناضول ازاء الامارات التركمانية أم في البلقان، فقد دحر امارة قرمان القوية في الاناضول ودخل عاصمتها انقرة عام 1360 بعد قيام حاكمها علاء الدين خليل بن محمود بتحريض العشائر التركمانية ضد العثمانيين، وقد اضطر علاء الدين ان يبرم صلحا مع العثمانيين الاقوياء بعد ان اعلن ولاءه لهم. اما بيزنطة فقد بدأت تحس بالخطر العثماني بأوسع معانيه الان فقد كان الاتراك قد استقروا نهائياً على ساحل اوروبا متخذين من غاليبولي نقطة متقدمة لعملياتهم الحربية التي استطاعوا دفعها حتى تراقيا. وقد استولى الاتراك من قادة أورخان ومن اولى الخبرة في غزواتهم سنة (1360 1361) على اهم الاماكن الاستراتيجية في تراقيا. في وقت كان قسم من اهل تراقيا قد فروا امام الزحف العثماني، مما افاد العثمانيين، اذ سرعان ما كان الاتراك القادمين من الاناضول يعمرون اماكنهم الخالية كنمط من الاستيطان الحقيقي. وسرعان ما احتل مراد الاول ادرنة عام 1361 ونقل العاصمة من بروسة الى ادرنة التي ظلت عاصمة الدولة العثمانية حتى عام 1453، واخذ يتوغل في البلقان، ويظهر ان هذا التوغل قد دفع البابا اوربانوس الخامس ان يدعو الى شن حرب على العثمانيين، قلبت دول فرنسا واسبانيا والمانيا الدعوة وانظمت جيوشها الى جيش انشأ بعد حلف بين المجر وبولندا وصربيا والبوسنة، وقد اصدم الأوربيون بالجيش العثماني في معركة جرت عام 1362 بالقرب من نهر ماريتزا انتهت بانتصار الجيش العثماني. في عام 1386 اخذ العثمانيون يتوغلون شمالا في بلغاريا وغربا في مقدونيا وتمكنوا من الاستيلاء على صوفيا ونيش وسالونيك، وهكذا وفق مراد في مدة سلطنته في تحقيق غايته وهي بسط سلطة العثمانيين على البلقان، كما استولى على تراقيا ومقدونيا وبلغاريا وملأوها بجماعات كثيفة من الاتراك والمهاجرين. ان التوسع العثماني في البلقان قد أرعب ملوك صربيا وبلغاريا والبانيا وطلبوا من البابا ان يدعوا ملوك اوروبا لمساعدتهم فاستجابوا لندائهم وجرت بين الجيش العثماني والجيوش المتحالفة معركة في سهل كوسوفو عام 1389 انتصر فيها العثمانيون وزال استقلال صربيا وبلغاريا والروميلي وضمت الى الدولة العثمانية. وفي الواقع كان مراد الاول حدود دولته بما يعادل خمس مرات لما كانت عليه في عهد اسلافه، وقد وصلت الدولة العثمانية في عهده الى شواطئ الدانوب، وجهات البوسنة في عمق اوروبا الشرقية. ولما كان مسيحي البلقان الذين دخلوا في حوزة الحكم العثماني لم يعيشوا مثل مسيحي الاناضول قروناً طويلة في جوار المسلمين، فقد ابتدعت في عهد مراد الاول طرق جديدة لإدخالهم في الاسلام ومن ذلك عتق الاسرى في حالة دخولهم الاسلام، لكن لما كانت هذه الطريقة لا تطبق الا في دائرة محددة، فقد كانت نتائجها كذلك محدودة وظهر عندئذ الضرورة لتأسيس جيش جديد هو الجيش الإنكشاري من ابناء المسيحيين. كما ابتدع نظام الدوشرمة الذين تتم عملية ادخالهم في الدين الاسلامي لذلك كانت العناصر اليونانية والسلافية في البلقان تفضل دخول الاسلام على تسليم ابنائها الى العثمانيين. فان أدخلنا في اعتبارنا أن الجيش الإنكشاري لم يكن له حتى في القرن الخامس عشر اهمية عددية، ولم يكن هو العنصر الأساسي في الجيش رجحنا انه لم يكن تشكيلاً يراد به تقوية الجيش وانما كانت وسيلة لنشر الاسلام. ولما عظمت قوة العثمانيين بانتصاراتهم في البلقان استطاعوا توسيع حدودهم داخل الاناضول على قسم كبير من اطرافها وعلى قسم كبير من الاراضي التابعة لإمارات كرميان وحميد وقهروا امارة قرمان. وعندما اعتلى ابنه بايزيد الاول 1389 - 1403 العرش خلفا له، كان هدف الدولة قد اضحى واضحا، فحدد سياسته على قاعدتين:

1. تصفية الاسر الحاكمة في الاناضول والبلقان وضم ولاياتهم الى دولته الناشئة.

2. تأسيس دولة مركزية في تلك المناطق متخذا من النظام المركزي في الدول الاسلامية المشرقية وتشكيلاتها كأساس لهذا التوجه. من اجل ان يحقق بايزيد الهدفين الذين وضعهما نصب عينيه استهل حكمه بعقد صلح مع امير صربيا عام 1391، لكي يتفرغ لصراعه المقبل مع الامبراطورية البيزنطية والدويلات السلجوقية (التركمانية)، فاحتل مدينة الاشهر المعروفة عند البيزنطيين باسم فيلادلفيا وهي اخر مدينة بيزنطية بقيت بيدهم في اسيا. ثم استأنف عملياته العسكرية في اوروبا فاكمل احتلال بلغاريا عام 1393 ، ثم اصطدم بجيوش الدول الأوربية التي عقدت حلفا عسكريا لإيقاف التوسع العثماني فانتصر عليها في معركة قرب نيق وبوليس عام 1397، وفرض حصارا على القسطنطينية استمر ست سنوات ولكنه اضطر الى تركها بعد وصول تيمور لنك بقواته الى الاناضول واحتلاله سيواس وكان بايزيد قد استولى على الامارات التركمانية في الاناضول الواقعة غربي الفرات، فاستنجد امراءها بتيمور لنك، الذي ارسل الى بايزيد يطلب منه رد تلك الامارات الى اصحابها، لكن بايزيد رفض ذلك بشدة في وقت تلقى تيمور لنك من امبراطور القسطنطينية وملك فرنسا رسائل يحرضونه فيها على قتال العثمانيين، فاجتاح تيمور لنك اراضي السلطنة العثمانية والتقى بقوات بايزيد في معركة انقرة عام 1402 انتهت بهزيمة ساحقة للعثمانيين واسر السلطان بايزيد ثم وفاته، وعلى اثر هذه المعركة تنازع ابناء السلطان بايزيد على السلطنة ، فاستقل كل واحد منهم في اقليم من اقاليم الدولة. غير انه بعد انتهاء هذه الفترة، التي اسماها المؤرخون العثمانيون باسم (فاصلة السلطنة) بانتصار السلطان محمد الأول (1402-1421)، على اخوته، فضلا عن انتصاراته مع الامارات التركمانية لإرجاع السيادة العثمانية عليها. وفي عهد ابنه مراد الثاني (1421-1451) عاد العثمانيون توسعهم في اوروبا بعد ان تجاوزوا صدمة معركة انقرة وقد تمكن السلطان من تحقيق نصر ساحق على الأوربيين في معركة كوسوفو الثانية. وقد تولى العرش من بعده محمد الثاني الملقب بالفاتح (1451-1481) الذي تمكن من فتح القسطنطينية واتخذها عاصمة له تحت اسطنبول، ومكن لسلطته في شمالي البلقان ليواجه المجر التي اثبتت خلال العهود السابقة انها عقبة رئيسة امام التوسع العثماني في اوروبا، فتوغل في بلاد الصرب وفتح مدنا عدة، واستعصت عليه بلغراد، كما احتل المورة في اليونان، والبوسنة والهرسك، وسقطت في قبضته كلا من طرابزون اخر معاقل البيزنطيين في آسيا الصغرى وسينوب ،والقرمان كما احتل بلاد القرم وزنطا وكورفو وسان موري وكفالونيا، ودخل في حرب طويلة الأمد، ستة عشر عاما، مع البندقية واجبرها على التنازل عن بعض مستعمراتها في اليونان وجزر الارخبيل.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).