1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التاريخ والحضارة

التاريخ

الحضارة

ابرز المؤرخين

اقوام وادي الرافدين

السومريون

الساميون

اقوام مجهولة

العصور الحجرية

عصر ماقبل التاريخ

العصور الحجرية في العراق

العصور القديمة في مصر

العصور القديمة في الشام

العصور القديمة في العالم

العصر الشبيه بالكتابي

العصر الحجري المعدني

العصر البابلي القديم

عصر فجر السلالات

الامبراطوريات والدول القديمة في العراق

الاراميون

الاشوريون

الاكديون

بابل

لكش

سلالة اور

العهود الاجنبية القديمة في العراق

الاخمينيون

المقدونيون

السلوقيون

الفرثيون

الساسانيون

احوال العرب قبل الاسلام

عرب قبل الاسلام

ايام العرب قبل الاسلام

مدن عربية قديمة

الحضر

الحميريون

الغساسنة

المعينيون

المناذرة

اليمن

بطرا والانباط

تدمر

حضرموت

سبأ

قتبان

كندة

مكة

التاريخ الاسلامي

السيرة النبوية

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام

الخلفاء الاربعة

ابو بكر بن ابي قحافة

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

الامام علي (عليه السلام)

اصحاب الامام علي (عليه السلام)

الدولة الاموية

الدولة الاموية *

الدولة الاموية في الشام

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

مروان بن الحكم

عبد الملك بن مروان

الوليد بن عبد الملك

سليمان بن عبد الملك

عمر بن عبد العزيز

يزيد بن عبد الملك بن مروان

هشام بن عبد الملك

الوليد بن يزيد بن عبد الملك

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك

مروان بن محمد

الدولة الاموية في الاندلس

احوال الاندلس في الدولة الاموية

امراء الاندلس في الدولة الاموية

الدولة العباسية

الدولة العباسية *

خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى

ابو العباس السفاح

ابو جعفر المنصور

المهدي

الهادي

هارون الرشيد

الامين

المأمون

المعتصم

الواثق

المتوكل

خلفاء بني العباس المرحلة الثانية

عصر سيطرة العسكريين الترك

المنتصر بالله

المستعين بالله

المعتزبالله

المهتدي بالله

المعتمد بالله

المعتضد بالله

المكتفي بالله

المقتدر بالله

القاهر بالله

الراضي بالله

المتقي بالله

المستكفي بالله

عصر السيطرة البويهية العسكرية

المطيع لله

الطائع لله

القادر بالله

القائم بامرالله

عصر سيطرة السلاجقة

المقتدي بالله

المستظهر بالله

المسترشد بالله

الراشد بالله

المقتفي لامر الله

المستنجد بالله

المستضيء بامر الله

الناصر لدين الله

الظاهر لدين الله

المستنصر بامر الله

المستعصم بالله

تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام

شخصيات تاريخية مهمة

تاريخ الأندلس

طرف ونوادر تاريخية

التاريخ الحديث والمعاصر

التاريخ الحديث والمعاصر للعراق

تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي

تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني

تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق

تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى

العهد الملكي للعراق

الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق

قيام الجهورية العراقية

الاحتلال المغولي للبلاد العربية

الاحتلال العثماني للوطن العربي

الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية

الثورة الصناعية في اوربا

تاريخ الحضارة الأوربية

التاريخ الأوربي القديم و الوسيط

التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر

التاريخ : التاريخ والحضارة : الحضارة :

حضارة الازتيك

المؤلف:  د. إسماعيل سيبوكر

المصدر:  محاضرات في مقياس الحضارة الإنسانية

الجزء والصفحة:  ص 77- 88

27-9-2019

5078

حضارة

تأثر الأزتيك منذ ظهورهم على مسرح التاريخ بثقافات الشعوب المتحضرة التي عاشت قبلهم في وسط المكسيك، وقد حفظت المصادر معلومات كثيرة عن تطور الأزتيك اللاحق بعد نشوء الدولتين المدينتين التوأمين تنوشتيتلان وتلتلولكو. وكانت المدينتان قد قطعتا شوطاً كبيرا في تقدمهما الحضاري حين وصل إليهما الغزاة الإسبان سنة 5151 م. ولكل منهما طابعها المميز، فقد كانت تنوشتيتلان مركزاً سياسياً وحاضرة امبراطورية متسعة، وكانت تلتلولكو مركزا تجارياً واقتصادياً مزده ا رً. وكم كانت دهشة الغزاة كبيرة لحجم هاتين المدينتين ومعابدهما وقصورهما وأسواقهما وطرقاتهما التي تصل بينهما وبين البر الرئيس، وقد قدر عدد سكانهما بين 15555 و10555 نسمة، وذكرت بعض المصادر أرقاماً أخرى مبالغاً فيها.

طور الأزتك نظام الري واستعملوا الأسمدة. لم يعرف الفلاحون المحراث ولكنهم كانوا يضعون

البذور في حفر صغيرة. وكانوا يصنعون الفخار والسلال. وكانت الم أ رة تطحن الذرة بالرحاية

الحجرية. لم يكن يعرفون العملات المعدنية. ولكن كانوا يستعملون حبات الكاكاو والملابس القطنية والملح في البيع والشراء بها. ولم يكن لدى الأزتك العربات على العجل ولا حيوانات للجر. ولكن كانوا يستعملون قوارب صغير من جذوع الأشجار المحفورة(قوارب الكانو) أو علي ظهور الحمالين الذين كانوا يسيرون في قوافل وأمامهم التجار. وكانت قوافل الحمالين يحرسها مسلحون. وكان التجار يعملون في الجاسوسية لحساب الإمبراطورية ولاسيما في المدن التي كانوا يبيعون فيها والتي كانت لا تخضع للأزتك.

الحياة الاجتماعية والسياسية

كان للأزتيك تنظيم اجتماعي يملك مقومات التطور وله صفة المجتمع العسكري، فكل أف ا رده

مجندون للقتال من أجله، ويتألف المجتمع من طبقتين، تضم الأولى منهما النبلاء والكهنة والتجار وتضم الطبقة الثانية العامة والحرفيين والأقنان، ويمارس الجميع نشاطهم وفق نظام محدد. وللمرأة حقوقها المعترف بها، ويقوم رباط الزوجية على أساس زوج واحد لزوجة واحدة ويخضع لقواعد مقدسة. ويتوزع السكان أحياء المدينة بحسب طبقاتهم ومهنهم.

فللتجار أحياؤهم وللصناع المتخصصين أحياؤهم. وكان التجار يحتلون موقعاً مميزا في المجتمع ولهم علاقات تجارية خارجية مع الشعوب الأخرى. وكانوا في أثناء تجوالهم يقومون بمهمات

الاطلاع والاستطلاع.

أما الحياة السياسية فيقوم الملك على أ رسها حاكماً مطلقاً يتصرف بمقد ا رت الدولة ويضطلع (زعيم الرجال) بمسؤولياتها ويلقب Tlacateuhtli وله قداسة الآلهة، ويليه النبلاء وقادة الجيش ومستشاروه وسف آراؤه وقضاته. ويساعد الملك أربعة نبلاء يمثلون أحياء العاصمة الأربعة ووزير أول يرمز إليه بالأفعى ويكلف الشؤون الداخلية، كما يساعده كذلك مجلس للنبلاء Petlacaleatl وله صفة استشارية. وينتخب الملك نظرياً من بين أفراد الأسرة المالكة، ولكن المنصب كان وراثياً في واقع الأمر، وينتقل من الأخ إلى أخيه ثم إلى ابن الأخ الأكبر وهكذا.

أنماط المعيشة

الدين

كان للدين أهمية فائقة في حياة الأزتك. وكَرس الناس معظم أوقاتهم للعبادة، حتى أنهم كانوا يشنون الحروب، بصورة رئيسية بغية الحصول على أسرى يقدمونهم ق ا ربين لآلهتهم.

عبد الأزتك مئات من الآلهة. وكانوا يزعمون بأن لكل واحد منها سيطرة على حركة أو أكثر من الحركات البشرية، أو على مظهر أو أكثر من مظاهر الطبيعة. ولما كان اقتصاد الأزتك يعتمد على الزراعة كان لشعبهم عدد كبير من الآلهة الزراعية، منها سنتيوتل للذُرة، تلانوك للمطر والخصب، ا زيب توتك للربيع واحياء الأرض.

كان للأزتك الكثير من الطقوس الدينية، ويُقام أكثرها أهمية أيام الزراعة والحصاد، ومناسبات أخرى خلال السنة الز ا رعية. وكان العديد من هذه الطقوس الدينية تهدف إلى ضمان محاصيل وفيرة حسبما كانوا يعتقدونه من عطف آلهتهم.

أَدت القرابين البشرية دورا أساسيًا في معظم الطقوس الدينية. وكان الكهنة يشقون صدر الضحية الحية وينتزعون منها القلب، إذ كانوا يعتقدون أن آلهتهم تحتاج إلى قلوب ودماء بشرية كي تبقى قوية. وكان المتعبدون يأكلون، أحيانًا، أجزاء من جسد الضحية. وربما كانوا يعتقدون أيضًا أن قوة الشخص الميت وشجاعته تنتقل إلى كل من يأكل لحمه. وكان معظم الضحايا من أسرى الحروب أو العبيد، ولكن الأزتك كانوا يضحون بأولادهم لإلههم تيالوك.

كان التقويم الديني عند الأزتك يتألف من 560 يومًا. وقد استخدم الكهنة التقويم لتحديد أيام السعد للقيام ببعض الأعمال، مثل بذر المحاصيل وبناء البيوت والخروج إلى الحرب. كما كان لهم تقويم شمسي يتألف من 561 يومًا. وكان التقويم الأخير يتألف من 51 شهرا، وكل شهر يتألف من 50 يومًا، علاوة على خمسة أيام إضافية.

كان الأزتك يقيمون احتفالاً كبيراكل 10 سنة، يُدعى ربط السنوات أو مهرجان النار الجديدة. وقبل بداية الاحتفال يطفيء الناس مواقد نيرانهم، ليشعل الكهنة نارا جديدة فوق صدر أحد القرابين عند فجر دورة ال 10 سنة الجديدة. وكان الناس يقومون بوخز أنفسهم ليضيفوا دماءهم إلى القربان. ومن ثم يشعلون من هذه النار الجديدة، ني ا رن مواقدهم ثانية، ثم يحتفلون.

تقوم ديانة الأزتيك على تجسيد قوى الطبيعة وظواهرها، وقد تأثرت بديانات الحضارات السابقة فصار لها مجمع آلهة وتراث من المعتقدات الناظمة لذلك المجتمع الديني العسكري الذي يقدس الآلهة ويشن الحروب من أجلها. وتضم أهرامات تنوشتتلان وتلتلولكو مذبحين مقدسين، أحدهما للإله هويتز يلوبوشتلي رب القبيلة الأقدم واله الحرب والصيد، ويمثل في صورة طائر ساحر مع الشمس، وتقدم إليه الأضاحي البشرية في العيد الكبير. أما المذبح الثاني فللإله تلالوك Tlaloc رب المطر والصواعق، وثمة أرباب آخرون لكل منهم وظيفته وفي مقدمتهم كويت ازلكواتل Quitzalcoatl رب الرياح والحضارة والعمران الذي أبدع الإنسان والتقويم ونظم الحياة والصناعة، وهو رب الشروق الذي اختفى في الغرب وسيطلع لأنه ( هرنان كورتز ) عند عودته من الشرق، وهو الإله الذي ظن آخر ملوك الأزتيك أنه جاء من الشرق. ومن الآلهة كذلك تزكاتلبوكا Tezcatlipoca رب السماء وكاتلكو Catlico ربة الأرض ووالدة هويتز يلوبوشتلي وتبدو بثوب ثعابين متداخلة، ومكتلانتشلي Mictlantechelli  رب الموت وزوجته مكتيكاكواتل Mictecacoatl ، سيدة إقامة الموتى وهوهوتيوتل Huehueteotl رب النار وغيرها كثير، وكلها تتمثل ظواهر الطبيعة كالماء والأزهار والجمال والنبات والخصب، ولكل منهما يوم خاص وشعائر ومراسم غايتها التقرب منها واسترضاؤها. وتقدم الأضاحي من البشر والحيوانات في الاحتفالات الأساسية، وكان لحم هذه الأضاحي يؤكل لدوافع دينية تتمثل في الاتحاد بالآلهة.

الحياة الأسرية

تألفت الأسرة النموذجية عند الأزتك من الزوج والزوجة والأولاد غير المتزوجين، ومن عدد من أقرباء الزوج. وكان أف ا رد هذه الأسرة الكبيرة، بما في ذلك الأطفال، يتعاونون في العمل.

وكانت المسؤولية الرئيسية للزوج إعالة الأسرة بالعمل عادة في الزراعة وحرفة من الحرف.

أما واجبات الزوجة فقد شملت حياكة ثياب أفراد الأسرة وطهي الطعام لهم. وكان الأولاد يتعلمون على أيدي آبائهم حتى سن العاشرة تقريبًا. ومن ثم يلتحقون بمدرسة يديرها الكالبولي، أو بمدرسة ترتبط بالمعبد إذا كانوا من أولاد النبلاء. كانت مدارس الكالبولي تقدم تعليمًا عامًا وتدريبًا عسكريًا. أما مدارس المعبد فتعليمها ديني بغية إعداد الصبيان ليصبحوا كهنة أو قادة. ويذهب إلى مدارس المعبد بعض الفتيات، ولكن معظمهن كن يتعلمن الأعمال المنزلية في البيت. كان الأزتك يتزوجون في سن مبكرة، فالنساء يتزوجن في نحو السادسة عشرة والرجال يتزوجون في نحو العشرين.

الطعام

وفر الصيد قدرا كبيرا من اللحم في وجبات الطعام عند الأزتك. وقد صادوا حيوانات شملت الغزلان والأرانب وطيورا مثل البط والأوز. والحيوانات الوحيدة التي كانت تربى بقصد الحصول على لحمها هي الكلاب والديوك الرومية.

الملابس

كانت نساء الأزتك يرتدين قمصانًا خارجية فضفاضة بدون أكمام، وتنورات فضفاضة وطويلة. ويرتدي الرجل قطعة قماش يربطها حول خصره، وعباءة معقودة فوق أحد الكتفين.

واستخدم الفقراء في ملابسهم قطعة قماش مصنوعة من ألياف الصبار الأمريكي، في حين ارتدى الأغنياء ثيابًا قطنية. وكانت كثرة الزخرفة على الثياب تعكس ثروة من يرتديها وم ركزه الاجتماعي.

المأوى

كانت معظم بيوت الأزتك متواضعة، ومصممة لكي تكون مفيدة عمليًا أكثر من كونها جميلة. وقد بنوها في الأراضي العالية من الطوب اللبن. أما في الأراضي المنخفضة فقد صنعوا سقوفها من القش، وجدرانها من الأغصان أو من القصب المكسو بالطين.

وبالإضافة إلى المنزل كانت معظم العائلات تملك مباني أخرى متعددة تضم مستودعًا ومنزلاً صغيرا للحمامات البخارية. وكانت العائلات الأزتكية الثرية تملك بيوتًا كبيرة من الطوب اللبن أو الحجر يتوسطها فناءٌ واسعٌ.

الفنون والحرف

كانت المنحوتات الأزتكية، التي كانت تزين المعابد والمباني الأخرى، من أكثر المنحوتات إتقانًا في الأمريكتين. وأشهر أثر أزتكي منحوت، لاي ا زل موجودًا حتى الآن هو حجر التقويم الدائري الضخم الذي يمثل مفهوم الكون عندهم. وقطر هذا الحجر نحو 1,5 م، وفي وسطه وجه توناتيوه إله الشمس عندهم وهناك نقوش أخرى على الحجر، تمثل أيام الشهر عند كهنة الأزتك كانوا يضعون قلوب القرابين البشرية على هذا الحجر.

أنتج الأزتك أشكالاً متعددة من الأدب المروي، يشمل الشعر وروايات متوارثة من تاريخهم.

وكان للموسيقى دور رئيسي في طقوسهم الدينية، والآلات الموسيقية الرئيسية عندهم هي الطبل والمزمار والخشخاشة.

واستخدم حرفيو الأزتك الريش لصناعة العباءات الجميلة وأغطية الرأس وثياب أخرى. كما عرفوا حرفًا مهمة أخرى اشتملت على صناعة المعادن والخزف والحياكة والنقش على الخشب.

اللغة

تكلم الأزتك لغة تُسمى ناهواتل، تنتمي إلى مجموعة كبرى من اللغات الهندية تعرف بعائلة أزتك تانوان أو يوتو أزتكان اللغوية كما تضم هذه العائلة اللغات التي تتحدث بها قبائل كامنشي وبيما وشوشوني، وقبائل أخرى في أمريكا الشمالية الغربية.

واستخدم الأزتك شكلاً من الكتابة يوصف بالكتابة التصويرية. وتتألف من صور صغيرة.

ومنها ما يرمز إلى معاني الأشياء المصورة ومنها ما يعطي أصواتًا لمقاطع لفظية.

ولم يكن تطور نظام الكتابة التصويرية كافيًا ليقدم تعبي اً ر كاملاً عن الأفكار. وقد استخدم الأزتك هذا النظام، بصورة رئيسية، من أجل السجلات التجارية والإحصائيات والكتابات التاريخية والدينية وقوائم الضرائب.

الحرب

عد الأزتك الحرب واجبًا دينيًا. فلم يقاتلوا من أجل توسيع إمبراطوريتهم فحسب، وانما للحصول على الأسرى لتقديمهم ق ا ربين لآلهتهم. كان الهدف الأعلى للشاب هو أن يك ون محاربًا ناجحًا. وكان الرجال، الذين يحصلون على عدد كبير من الأسرى في المعركة، يكافأ الواحد منهم بإعطائه أرضًا، ويتبوأ منزلة اجتماعية رفيعة ومناصب حكومية مهمة.

كانت أساليب الأزتك في القتال ترمي إلى الأسر أكثر من القتل. وكان السلاح الرئيسي عندهم هراوة خشبية ذات حواف حادة من حجر السيح (الأبسيديان)، وهو حجر الزجاج البركاني. وكان هذا السلاح، الذي أطلق عليه اسم ماكواهويتل فعالاً في إضعاف مقاومة الخصم دون قتله. واستخدم الأزتك الأقواس والسهام والح ا رب. وكانت هناك أداة لرمي الحراب عرفت باسم أتلاتل، أسهمت في توسيع مدى الرمية وزيادة قوتها. وكان المحاربون يحمون أنفسهم بالتروس ولبس دروع محشوة بالقطن.

الاقتصاد

قام اقتصاد الأزتيك على الزراعة والتجارة والصناعة. وقد دفع ضيق الأراضي شعب الأزتيك إلى تطبيق تقنية الحدائق العائمة التي استصلحوا بها أراضيهم، وهي تقوم على أساس تجميع الطين في الأماكن الضحلة من البحيرة وتقويته لتكوين جزي ا رت صغيرة تزرع زراعة مكثفة، وقد استطاع الأزتيك بهذا الأسلوب الحصول على حاجاتهم من الخضار والثمار. وكانت الأرض مملوكة للأشراف ويستأجرها العامة أو يعمل بها الأقنان والأرقاء، وكانت بعض المواد الغذائية تستقدم من مصادر خارجية إلى جانب صيد السمك. أما الصناعة فكانت تقوم على المهارة اليدوية، وكان شعب الأزتيك كغيره من شعوب وسط المكسيك في مرحلة الانتقال من العصر الحجري الحديث إلى عصر استخدام المعادن، فكانت أدواتهم من الحجر المصقول مع بعض الأدوات المعدنية (نحاس، برونز، ذهب) وقد تميز صناع الأزتيك بالذوق الفني والمهارة، وتنوع منتجاتهم كالخزف والنسيج والحلي والز ا ربي والأقنعة وورق الليف وأدوات الصناعة. وأما التجارة فقد سبق الحديث عنها.

الزراعة

كانت الزراعة أساس الاقتصاد عند الأزتك. وأكثر المحاصيل أهمية الذرة الشامية. وكانوا يزرعون أيضًا الأفوكادو والفاصوليا والدباء والبطاطا الحلوة والطماطم وعددًا كبيرا من المحاصيل الأخرى. وقد وفرت الأراضي المنخفضة المنتجات الاستوائية مثل: القطن والباباي والمطاط وحبوب الكاكاو التي تصنع منها الشوكولاته.

كانت الآلة الزراعية الأساسية هي عصا مدببة تستعمل للحفر. لجأ المزارعون في الأراضي المنخفضة، المغطاة بغابة كثيفة، إلى عمليتي القطع والحرق، حيث كانوا يقطعون جزءًا من الغابة ويحرقونه، ثم يزرعون المحاصيل في الأراضي التي تم تنظيفها. كان الرماد يزيد من خصوبة التربة. وشق الأزتك في الأ راضي المرتفعة المصاطب في جوانب التلال كي يزيدوا من مساحة الأرض الزراعية. كما أنهم حفروا شبكات الري لسقي محاصيلهم. وبالإضافة إلى ذلك حول المزارعون بقعًا من البحيرات الضحلة إلى أراضٍ زراعية بجرف الطين من قاع هذه

البحيرات وتشكيله على هيئة جُزر، كانت تعرف باسم تشينامباس. وكان المزارعون يضيفون، بصورة منتظمة، طينًا جديدًا في غاية الخصوبة. وأدى ذلك إلى الإنتاج الوفير من

المحاصيل الز ا رعية لجزر التشينامباس. ولاي ا زل في بحيرة زوخيملكو في مدينة مكسيكو سيتي، عددٌ كبيرٌ من التشينامباس. وعلى الرغم من أن هذه الجزر غير عائمة، أي غير محاطة بالمياه، إلا أنهم غالبًا ما كانوا يطلقون عليها اسم الحدائق العائمة.

التجارة والنقل

كانت ساحة السوق مرك اً ز رئيسيًا في حياة الأزتك. فكان سوق تلاتيلولكو أكبر سوق في الأميركتين. وقد عُرضت في هذا السوق كل أنواع السلع المتوافرة في عالم الأزتك. وكتب المكتشف الأسباني هرناندو كورتيز بأن أكثر من 65 ألف نسمة يزورون هذا السوق يوميًا.

وكان هناك عددٌ كبيرٌ من الأسواق الصغيرة في أرجاء الإمب ا رطورية. وكان موظفو الحكومة يشرفون على التجارة.

كان التجار يعرفون باسم بوشتيكا، ويجوبون كل أرجاء الإمبراطورية في حملات تجارية.

استخدم التجار عددًا كبيرا من الحمالين يسيرون في قوافل طويلة وهم يحملون على ظهورهم حمولات ثقيلة. وتَاجَرَ سكان الأراضي المنخفضة بمنتجاتهم من الكاكاو والقطن والمطاط وجلود نمور اليغور وريش الطيور المدارية. وتسلموا مقابلها سلعًا من الأراضي المرتفعة، منها السبج (الزجاج البركاني) الذي كان يستخدم في صناعة السكاكين، ومجموعة منوعة من المنتجات المصنعة.

الحياة الثقافية

ساعد نمو المجتمع المدني عند الأزتيك في ظهور تراث ثقافي ارتبط بضرورات الحياة كالطب والصيدلة والفلك والحساب والتعليم والتدريب، إلى جانب تنظيم المدن والعمارة والنحت والتصوير، وكانت مدينتا الأزتيك التوأمان تزخران بالرسوم الجدارية والكتابة التصويرية والزخرفة والفسيفساء والنقوش المزينة بالأحجار الكريمة. وأما الأهرامات فتعد آية معمارية حجر «وفنية. وثمة تقويم منقوش على حجر مستدير عثر عليه في المكسيك عرف باسم قطره 5.0 م ووزنه نحو 01 طناً وفي وسطه صورة إله الشمس تحيط به أربعة» الشمس ألواح وعليه علامات تمثل الأيام العشرين من الشهر عند الأزتيك، وهو محفوظ في المتحف الوطني لعلم الأجناس في المكسيك، ويدل بوضوح على تقدم هذا الشعب في مجالي الفلك والحساب. ويعتمد التقويم على دورة زمنية مقدسة مدتها 560 يوماً وسنة شمسية مدنية مدتها561 يوماً، وتقسم الدورة المقدسة إلى 55 مرحلة مدة كل منها 50 يوماً، وتقسم السنة المدنية إلى 51  شهراً مدة كل شهر 50 يوماً ويضاف إليها خمسة أيام خاصة تعد من أيام النحس. ويوافق راس السنة المقدسة رأس السنة المدنية الشمسية كل 10 سنة فتؤلف عهداً أو جيلاً، ويحتفل به بإشعال نار مقدسة جديدة. ويعتقد الأزتيك أن كوارث الماضي حدثت في جانب التقويم المذكور والاهرامات فهي: مخطوط يمثل الملك أكسياكاتل على عرشه متدثرا بجلد نمر قرب هرم مدرج (محفوظ في المكتبة الوطنية بباريس)، وقناع جنائزي يمثل رب الليل (محفوظ في المتحف البريطاني)، وتمثال من فخار يمثل وجه محارب، وتمثال رب الربيع والأزهار وأمامه المذبح، ومقبض مدية الق ا ربين مطعم بالفيروز واليشب والزجاج الصخري.

فنون الآزتك

معظم الفن الأزتكي يعبر عن المفاهيم والمنظور الديني. فكان يستعمل رسومات فاقعة اللون.

وكان الرسومات فوق الجدران أو ورق لحاء الشجر amatl ، وكان يصور مراسم الإحتفالات الدينية صور الآلهة . وكانوا يمارسون فن النحت والنقش . فكانوا قد نقشوا معبودهم بالنقش الغائر أو بالنحت البارز وكان من هذه الأعمال إظهار الآلهة أو تسجيل الضحايا المقدسة. ومن أشهر تماثيل الأزتك حجر التقويم الذي يزن ... طن وقطره 5,0 متر ويمثل الكون والعالم بالنسبة للأزتك . ففي وسط الحجر منقوش صورة وجه الشمس ويحيط بها دوائر مصممة لترمز للأيام والسموات . وكان الفنانون يصنعون أشكالا للأشخاص والحيوانات في شكل تماثيل صغيرة من الكوارتز وحجر الأبيسديان ( زجاج صخري ) والياقوت .

الكتابة والحساب

كانت الكتابة لدي الأزتك عبارة عن بيكتوجرافية حيث كانت تكتب برسم أو نقش الصور تعبرا عن الحروف أو صور صغيرة ترمز للاشياء ومقاطع الأصوات syllables . واستعملوا الكتابة التصويرية في العد الحسابي الذي كان يعتمد علي الرقم 50 . وكانت صورة العلم نرمز إلي العدد 50 أو 550 مادة والجراب pouch يشير إلي العدد 550 مرة ضعف العدد 50 او 155. ولا يمكن للبكتورافية التعبير عن أفكار تجريدية abstract ideas ، لكنها كانت مقيدة في تدوين التاريخ والإتصال في شئون الأعمال واثبات الملكية للأ راضي وحفظ الأنساب .

مجتمع وتراث

كان الأزتك يستعملون آلات يدوية بسيطة ليعملوا بها . وكان الشعب لديه مها رة يدوية .

فكانت الم أ رة تغزل القطن وألياف نبات مجواي maguey fibers لغزل بالمغازل من العصي وفلك المغزل من الطين المجفف . وكن يصبغن الخيوط بألوان زاهية . وينسجنها لمآزروقيعلت وملابس فضفاضة للرجال وسترات لها اكمام وتنورات طويلة للمرأة بتصميمات وأشكال هندسية مميزة .وكان الصناع المهرة يدويا يعقدون الريش ويصنعون منه الحجاب

وغطاء الرأس والبيارق . وكانوا يصنعون الفخار بترصص طبقات من شرائح الطين فوق بعضها لصنع قدور للتخزين والكؤوس وبلاطات الفرن (عرسة) للخبيز وكانت هذه الأواني تشوي في نيران أفران مفتوحة . وكانت حمراء وبيضاء . رسم عليها بدقة تصميمات هندسية.

ولم يكم لدي الأزنك الحديد والبرونز كما كان في بلدان الشرق الأوسط . وكانت آلات التقطيع من حجر الأبسيديان وعند مجيء الأسبان المستعمرين كانوا يستعملون آلات من النحاس . وكان الأزتك بزبنوم الحلي والمجوهرات بالذهب والفضة والنحاس والزمرد والفيروز والياقوت . وكانت البلط يصنع شفرتها من الحجر أو النحاس وأيديها من الخشب والمثاقيب من العظام أو البوص .

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي