المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6234 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02

اثر الشرط المألوف في ازالة التعارض بين عبارات العقد
9-3-2017
الاحتياجات البيئية والمناخية
2023-05-22
وجوب نزع الجبيرة ان امكن ذلك.
22-1-2016
أحكام الهدي وبدله والأضحية
1-12-2019
تفسير الآية (16-18) من سورة العنكبوت
1-9-2020
دلالة النهي على الفساد
26-8-2016


الزهد في الدنيا.  
  
1153   09:47 صباحاً   التاريخ: 2023-04-04
المؤلف : الحسن بن أبي الحسن محمد الديلميّ.
الكتاب أو المصدر : إرشاد القلوب
الجزء والصفحة : ج1، ص 51 ـ 60.
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-7-2016 1924
التاريخ: 2024-02-22 810
التاريخ: 7-4-2022 2653
التاريخ: 29-7-2016 1851

قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان: 33].

قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18].

قال الله تعالى: {وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ} [الرعد: 26].

قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يونس: 7، 8].

قال الله تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس: 24].

قال الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا * كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} [الإسراء: 18 - 20].

قال الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود: 15، 16].

قال الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} [الشورى: 20].

قال الله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ} [القيامة: 20، 21].

قال الله تعالى: {إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا} [الإنسان: 27].

قال الله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [القصص: 60].

قال الله تعالى: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 64].

قال الله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [الحديد: 20].

قال الله تعالى: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ * لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} [آل عمران: 196 - 198].

قال الله تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه: 131].

قال الله تعالى: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} [النساء: 77].

وقال النبي (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر (رضي الله عنه): "كن في الدنيا كأنّك غريب، واعدد نفسك من الموتى، فإذا أصبحت لا تحدّث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت لا تحدّث نفسك بالصباح، وخذ من صحّتك لسقمك، ومن شبابك لهرمك، ومن حياتك لوفاتك، فإنّك لا تدري ما اسمك غداً" (1).

وقال (صلى الله عليه وآله): "أكثروا من ذكر هادم اللذات، فإنّكم إن كنتم في ضيق وسّعه عليكم فرضيتم به واُثبتم (2) وإن كنتم في غنى نغّصه (3) إليكم فجدتّم به فاجرتم، فإنّ أحدكم إذا مات فقد قامت قيامته، يرى ما له من خير أو شرّ. إنّ الليالي قاطعات الآمال، والأيّام مدنيات الآجال، وإنّ المرء عند خروج نفسه [وحلول رمسه] (4) يرى جزاء ما أسلف، وقلّة غنى ما خلّف، ولعلّه من باطل جمعه، أو من حق منعه" (5).

وقال سعد لسلمان في مرضه: كيف تجد نفسك؟ فبكى، فقال: ما يبكيك؟ فقال: والله ما أبكي حزناً على الدنيا، ولكن بكائي لأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب، فأخاف أن أكون قد تجاوزت ذلك، وليس حوله في بيته غير مطهرة وأجانة (6) وقصعة (7).

وقال ثوبان: يا رسول الله ما يكفيني من الدنيا؟ فقال: ما سدّ جوعتك، ووارى عورتك، وان كان لك بيت يظلّك فبخ بخ، وأنت مسؤول عمّا بعد ذلك (8).

وقال (صلى الله عليه وآله): تفرّغوا من هموم الدنيا [ما استطعتم] (9)، فإنّه من كانت الدنيا همّته قسى قلبه، وكان فقره بين عينيه، ولم يعط من الدنيا غير نصيبه المكتوب له، ومن كانت الآخرة همّته جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا راغمة" (10).

وقال موسى بن جعفر (عليهما السلام): "أهينوا الدنيا، فإنّ أهنى ما يكون لكم أهون ما يكون عليكم، فإنّه ما أهان قوم الدنيا الاّ هنّأهم الله العيش، وما أعزّها قوم الاّ ذلّوا وتعبوا وكانت عاقبتهم الندامة" (11).

وقال (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر: يا أباذر إنّ الدنيا سجن المؤمن والقبر أمنه والجنّة مأواه، وانّ الدنيا جنّة الكافر والقبر عذابه والنار مثواه" (12).

وقال: "الزاهد في الدنيا يريح قلبه وبدنه، والراغب فيها يُتعب قلبه وبدنه" (13)

وقال: "المؤمن يتزوّد، والكافر يتمتّع، يا ابن آدم عفّ عن محارم الله تكن عابداً، وارض بما قسّم الله لك تكن غنيّاً، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً، وصاحب الناس بما تحب أن يصحبوك تكن منصفاً، انّه قد كان قبلكم قوم جمعوا كثيراً، وبنوا مشيّداً، وأملوا بعيداً، فأصبح جمعهم بوراً، ومساكنهم قبوراً. يا ابن آدم انّك مرتهن بعملك، متعرّض على ربّك، فجد بما في يديك لما بين يديك، وطأ الأرض بقدمك، فإنّها عن قليل مسكنك، لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت على الأرض من بطن اُمّك" (14).

وقال: "من استغنى بالله أحوج الله الناس إليه" (15).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): "الدنيا منتهى بصر الأعمى، لا يبصر ممّا ورآها شيئاً، والبصير ينفذها بصره، ويعلم انّ الدار (16) وراءها، فالبصير منها شاخص، والأعمى إليها شاخص، والبصير منها يتزوّد، والأعمى إليها يتزوّد" (17).

وقال: "الزهد قصر الأمل، والشكر على النعم، والورع عن المحارم، فان عزب ذلك عنكم فلا يغلب الحرام صبركم، ولا تنسوا عند النعم شكركم، فإنّ الله تعالى قد أعذر اليكم بحجج ظاهرة مستقرّة، وكتب بارزة (18) ظاهرة (19).

وقال (عليه السلام): "أيّها الناس انّ الدنيا دار ممرّ والآخرة دار مستقرّ، فخذوا من ممرّكم لمستقرّكم، وأخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم، فللآخرة خلقتم وفي الدنيا حبستم.

وإنّ المرء إذا مات قالت الملائكة: ما قدّم، وقال الناس: ما خلّف، فلله اياكم، قدّموا كلّما (20) يكون لكم، ولا تخافوا (21) كلّما يكون عليكم، فإنّما مثل الدنيا مثل السمّ يأكله من لا يعرفه" (22).

وقال (عليه السلام): "انّ السعداء بالدنيا الهاربون منها اليوم" (23).

وقال: "ما يصنع بالمال والولد من يخرج منها ويحاسب عليها، عراة دخلتم الدنيا وعراة تخرجون منها، وانّما هي قنطرة فاعبروا عليها وانتظروها.

وقال في دعائه: اللهم توفّني فقيراً، ولا توفّني غنيّاً، واحشرني في زمرة المساكين.

 وقال: أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة" (24).

وقال أميرالمؤمنين (عليه السلام): "الرغبة فيما عند الله تورث الروح والراحة، والرغبة في الدنيا تورث الهم والحزن" (25).

وقال: "انّ من صفات أولياء الله: الثقة به في كل شيء، والغنى به عن كل شيء، والافتقار إليه في كل شيء" (26).

وقال: "ادفع الدنيا بما يحضرك من الزاد وتبلغ به".

وكان (عليه السلام) ينشد ويقول:

ادفع الدنيا بما اندفعت *** واقطع الدنيا بما انقطعت

يطلب المرء الغنى عبثاً *** والغنى في النفس لو قنعت (27).

وقال (عليه السلام): والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتّى استحييت من راقعها، وقال لي قائل: ألا تنبذها؟ فقلت: أعزب (28) عنّي فعند الصباح يحمد القوم السُّرى" (29).

وقال: الزاهدون في الدنيا ملوك الدنيا والآخرة، والراغبون فيها فقراء الدنيا والآخرة، ومن زهد في الدنيا ملكها، ومن رغب فيها ملكته.

وقال نوف البكالي: كنت عند أميرالمؤمنين (عليه السلام) ذات ليلة، فقام من فراشه ونظر في النجوم، ثمّ قرأ آيات آل عمران: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190].

ثم قال: يا نوف أراقد أنت أم رامق؟ فقلت: بل رامق يا أميرالمؤمنين، فقال: يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، اولئك قوم اتخذوا الأرض بساطاً، وترابها فراشاً، وماءها طيباً، والقرآن شعاراً، والدعاء دثاراً (30) ثم قرضوا الدنيا قرضاً (31) على منهاج المسيح (عليه السلام).

يا نوف انّ الله تعالى أوحى إلى المسيح أن: قل لبني اسرائيل لا يدخلوا بيتاً من بيوتي الاّ بقلوب طاهرة، ونيّات (32) نقيّة، وألسن ناطقة صادقة، وأعلمهم انّي لا أستجيب لأحد منهم دعاءً ولأحد من خلقي قبله تبعة، يعني مظلمة. يا نوف انّ رسول الله صلى الله عليه وآله قام في مثل هذه الساعة فقال: انّ هذه ساعة لا تردّ لأحد فيها دعوة الاّ أن يكون عريفاً، أو عشّاراً، أو شرطيّاً، أو شاعراً، أو صاحب عرطبة (33) والعرطبة الطبل الكبير، والكبر (34) الصغير، وروي بالعكس.

وقال: "ما عاقبت أحداً عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه، وضع أمر أخيك على أحسنه، ولا تظنّنّ بكلمة خرجت منه شرّاً وأنت تجد لها في الخير محملاً، ومن كتم سرّه ملك أمره وكانت الخيرة بيده، ومن عرض نفسه للتهمة فلا يلومنّ من أساء به الظن" (35).

وعليكم بإخوان الصدق تعيشوا في أكنافهم، ولا تهاونوا بالحلف (36) فيهينكم الله، ولا تتعرّضوا لما لا يعنيكم، وعليكم بالصدق فهو النجاة والمنجاة، واحذروا من عدوّكم من الجن والانس، ولا تصحبوا الفجّار، واستشيروا ذوي الدين والنصيحة ترشدوا، وواخوا الاخوان بالله، ولا تعيبون شيئاً تأتون بمثله.

وقال سويد بن غفلة: دخلت على أميرالمؤمنين (عليه السلام) في داره، فلم أرَ في البيت شيئاً فقلت: فأين الأثاث يا امير المؤمنين؟ فقال: يا ابن غفلة نحن أهل بيت لا نتأثّث في الدنيا نقلنا جلّ متاعنا إلى الآخرة، انّما مثلنا في الدنيا كراكب ظلّ تحت شجرة ثم راح وتركها (37).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "انّ أشد ما أتخوّف عليكم منه اتباع الهوى وطول الأمل، فإنّ اتباع الهوى يصدّ عن الحق، وطول الأمل ينسي الآخرة، وانّ الله تعالى يعطي الدنيا لمن يحب ويبغض، ولا يعطي الآخرة الاّ لمن يحب.

وانّ للدنيا أبناءً وللآخرة أبناء، فكونوا من أبناء الآخرة [ولا تكونوا من أبناء الدنيا] (38) فإنّ كلّ ولد يتبع بأمّه، ألا وإنّ الدنيا قد ترحّلت مدبرة، والآخرة قد تجمّلت مقبلة، وانّكم في يوم عمل ليس فيه حساب، ويوشك أن تكونوا في يوم حساب ليس فيه عمل" (39).

وقال (صلى الله عليه وآله): "يا أيها الناس لا تغترّوا، فإنّ الله تعالى لو أهمل شيئاً لأهمل الذرّة والخردلة والبعوضة" (40).

وقال ابن مسعود: انّما أنتم في الدنيا مع آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة، فمن يزرع خيراً يحصد زرعه رغبة، ومن يزرع شرّاً يحصد زرعه رهبة، ومن اُعطي خيراً فالله أعطاه، ومن وقي شرّاً فالله وقاه، المتقون سادة، والفقهاء قادة، ومجالستهم زيادة، ولو لم يكن فينا الاّ حبّاً لمن أبغض الله ـ وهي الدنيا ـ لكفى به ذنباً.

وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله): حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة، ومفتاح كلّ سيّئة، وسبب احباط كلّ حسنة (41).

 والعجب إنّ الله يقول: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 28].

والناس يجمعونها ويحبّونها مع علمهم انّهم مفارقوها ومحاسبون عليها.

ولقد أحسن من قال فيها:

هي الدنيا تقول لمن عليها *** حذار حذار من بطشي وفتكي

فلا يغرركم حسن ابتسامي *** فقولي مضحك والفعل مبكي (42).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. مكارم الأخلاق: 458؛ روضة الواعظين: 448؛ مشكاة الأنوار: 304.
  2. في "ب": فأنستم.
  3. في "ب": بغّضه.
  4. أثبتناه من "ج".
  5. أورده المصنف (ره) في اعلام الدين: 335؛ وانظر ايضاً معالم الزلفى: 69.
  6. الاجّانة ـ بالكسر والتشديد ـ: واحدة الأجاجين، وهي المركن والذي يغسل فيه الثياب. مجمع البحرين.
  7. مجموعة ورام 2:215؛ البحار 22:381 ح 14.
  8. مجموعة ورام 2:215.
  9.  أثبتناه من "ج".
  10. الجامع الصغير 1: 514 ح 3343؛ الفردوس 2: 53 ح 2300.
  11.  أورد نحوه في أعلام الدين: 280.
  12. راجع البحار 6: 169 ح 41.
  13. روضة الواعظين: 441 نحوه.
  14. مجموعة ورام 2:216.
  15. البحار 78:79 ح 62 نحوه.
  16. في "ب": النار، وفي "ج": البوار.
  17. نهج البلاغة: الخطبة 133.
  18. في "الف": مستقرة.
  19. نهج البلاغة: الخطبة 81 في الزهد.
  20. في"ج": كيلا.
  21. في "ب" و"ج": ولا تقدموا.
  22. روضة الواعظين: 442 في ذكر الدنيا؛ ومشكاة الأنوار: 269.
  23. نهج البلاغة: الخطبة 223؛ عنه البحار 71:193 ح 59.
  24. كنز الفوائد: 289; عنه البحار 103:20 ح 3 نحوه.
  25. مشكاة الأنوار: 269.
  26. كنز الفوائد: 288؛ عنه البحار 103:20ح2.
  27. كنز الفوائد: 289؛ عنه البحار103:21ح13.
  28. أعزب: بَعُد وأَبعَد. (القاموس).
  29. نهج البلاغة: الخطبة 160؛ عنه البحار41:160ح56.
  30. الشعار: ما ولي شعر جسد الإنسان دون ما سواه من الثياب، والدثار: الثوب الذي فوق الشعار. (لسان العرب).
  31. في "ج": رفضوا الدنيا رفضاً.
  32. في "ج": ثياب.
  33. الخصال: 337ح40باب6; عنه البحار77:401ح22.
  34. كذا في الأصل.
  35. في"ج": فلا يلومنّ الاّ نفسه.
  36. في"ب": في الخلق.
  37. مجموعة ورام: 2:22 نحوه.
  38.  اثبتناه من "ب" و"ج".
  39. مجموعة ورام: 1:271 نحوه.
  40. مجموعة ورام: 2:218.
  41. البحار 77:182؛ مستدرك الوسائل 12:70ح13538.
  42. مجموعة ورام 1:1.

 

 

 

 

 

 

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.