المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

ذكر المشيئة إخبار عن قدرة الله
3-12-2015
الميرزا هداية الله الأورشيجي
14-2-2018
كيفية وسوسة الشيطان
25-10-2014
علي بن الفضل المُزَني أبو الحسن النحوي
29-06-2015
مؤشر درجة الانكشاف الاقتصادي
18-9-2021
Melting Points of alkenes
8-1-2020


العمل بين الكم والكيف  
  
2426   02:55 صباحاً   التاريخ: 14/9/2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تبدأ نجاحك من الحد الأدنى؟
الجزء والصفحة : ص147ــ155
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-2-2018 2290
التاريخ: 28-4-2017 1983
التاريخ: 25-7-2016 2212
التاريخ: 28-4-2017 2554

هل المطلوب أن نهتم «بالكيفية» ونهمل «الكمية»؟!

أم لابد من العكس، أي أن نهتم بالكمية مع قطع النظر عن الكيفية؟

وهل الاهتمام بالتطوير أمر ضروري في جميع المجالات؟ أم يكفي الاكتفاء بواقع الحال؟

قبل الإجابة على ذلك لابد من التأكيد على ضرورة وجود منهج يسير عليه الفرد والمجتمع في مجال إنجاز الأعمال، إذ بدون اعتماد المنهجية في العمل لا يمكن لأحد أن يحقق شيئاً، مهما كان عمله بسيطاً.

والحديث عن الكم والكيف إنما هو حديث عن المنهج الذي يتم اعتماده في هذا الأمر في مختلف مجالات الحياة.

والسؤال الأساسي هو: إذا وقع التناقض بين الاهتمام «بالكم» و الكيف» فبأيهما يجب أن نضحي، هل نضحي «بالكم» لمصلحة «الكيف» أم «بالكيف» لمصلحة «الكم»؟

لنفترض أن أحدنا يمتلك أرضاً صالحة للزرع، فهل عليه الإكثار من غرس الأشجار فيها؟

أم الأفضل أن يختار أشجاراً نموذجية مما تعطي ثماراً كثيرة؟

أو لنفترض أن أحدنا كان قادراً على الإنتاج الأدبي، فهل يهتم بزيادة المؤلفات؟ أم يهتم بنوعية التأليف؟

ولو كان هنالك شخص لم يؤلف في حياته إلا كتابا واحداً ولكنه كتاب ممتاز، فهل هو أفضل من ذلك الذي ترك مجموعة من المؤلفات في جميع الحقول؟

وهل الشاعر الذي لم يترك إلا قصيدة واحدة هو أفضل، أم ذلك الذي ترك مجموعة كبيرة من دواوين الشعر؟

وفي مفترق الطرق أي المنهجين نعتمد؟

يبدو أن المطلوب ليس هذا ولا ذاك بالمطلق، إذ ليس ذلك صحيحاً ولا نافعاً، فالذي يهتم بالتطوير، أي بالكيف، لا يجوز له أن يلغي الكم بشكل دائم.

تماماً كما أن من يهتم بالكمية لا يجوز له أن يهمل الكيفية، فمادام أن الحياة قائمة على التنافس فلابد من الاستجابة للطلب، لأن التنافس قائم على الأمرين معاً. ويمكن القول أن الصيغة المثلى هي أن يكون الإنتاج بكيفية ممتازة وكمية كبيرة.

فلو استطعنا أن ننتج عشرة آلاف سيارة بكيفية جيدة فهذا أفضل من أن ننتج نفس الكمية بكيفية رديئة، أو ننتج ألف سيارة بكيفية عالية جداً. فالجمع بين تطوير العمل وزيادة الإنتاج أمر ممتاز. وهو الذي يحاول الوصول إليه جميع أصحاب الصناعات في جميع الدول.

ولو افترضنا وقوع تناقض بين «الكم» و(( الكيف)) فلابد أن نحسب حساب الظروف التي نحن فيها، فربما نحتاج إلى زيادة العدد أكثر مما نحتاج إلى التطوير، وقد يكون العكس، فمثلاً لو كان هنالك ألف شخص فقير يحتاج كل واحد منهم إلى قوت يومه. وكان عند أحدنا ألف دينار، فهل الأفضل أن يعطيها جميعاً لواحد منهم ويغنيه في حياته، أم يقسمها على الجميع حتى لا يموت أحد منهم من الجوع؟

لا شك ان «الكم» هنا هو المطلوب وليس «الكيف».

ولكن لو كنا نعمل في سوق يكثر فيه التنافس، فإذا لم نقدم أفضل ما عندنا فسوف نخسر طلاب بضاعتنا، وهنا لابد من الاهتمام بالكيف ولو على حساب الكم.

ثم لابد أن نعرف أين الخلل في عملنا؟

ففي الشعوب المتخلفة ربما ليس الخلل في الكمية بمقدار ما هو في رداءة الإنتاج.

إنك تجد اليوم ان جميع الدول تنتج سيارات مثلاً، فلماذا يبحث الناس عن منتجات المصانع الكبرى للسيارات؟

لأن الخلل عند الشعوب المتخلفة في نوعية منتوجاتها، وليس في كميتها.

من هنا فإن على هذه الشعوب الاهتمام بالكيفية والتطوير أكثر من الاهتمام بالكمية.

لقد غفلت هذه الشعوب عن التطوير فترة طويلة من الزمن، وجلبت لها هذه الغفلة التخلف في ميادين الصناعة والتجارة وغير ذلك، فما أحوجها إلى وصية رسول الله التي أوصى بها الإمام علي عليه السلام حيث قال: «يا علي، إذا رأيت أن الناس يشتغلون بكثرة العمل، فاشتغل أنت بجودة العمل»(1).

فبالجودة يستطيع كل شعب أن يلحق بالركب، ويصنع الأمجاد ويطور حياته.

إن الناس في عالم المنافسة يهتمون بالنوعية، وإن كانت بفارق بسيط.

ولو أن أمة من الأمم اهتمت بالتطوير الدائم في إنتاجها فإنها تستطيع أن تكسب قصب السبق في أعمالها.

ولعل من الممكن أن نهتم بالكم، ولكن ليس على حساب الكيف بأن نهتم بالتطوير الدائم للمنتجات والإنجازات ولو بشكل ضئيل، لا القفزات الكبرى فيها، وذلك على الطريقة اليابانية، حيث أن شعب اليابان - مع أنه لم يخترع أي شيء من المنتجات الصناعية، فلا السيارة هي اختراع ياباني، ولا الطيارة، ولا القطار، ولا التلفزيون، ولا الفيديو، ولا أي شيء من هذه المنتجات - ولكنه شعب متقدم، لأن اليابانيين يضيفون شيئاً من التطوير إلى اختراعات الآخرين.

فهم طوروا السيارة، من مركبة ضخمة تصرف الكثير من الوقود، إلى سيارة صغيرة تصرف القليل منه.

فاليابانيون يضيفون إلى مخترعات الآخرين شيئاً من التغيير ومسحة من ذوقهم الرفيع.. وأساساً يمكن القول أنه لا وجود لشيء اسمه الإبداع المطلق. فالله عز وجل، هو وحده بديع السموات والأرض أما البشر، فقد أعطاهم ربنا القدرة على التطوير فقط، مثلاً ليس البشر هم الذين أبدعوا «الأرض» لكنهم قادرون على تحسين التربة، وتطوير الزراعة، وكل اختراعات البشر هي استنساخ لما صنعه الباري عز وجل.

فالبشر لم يبدعوا الطائرة إبداعاً، وإنما قلدوا الطيور في صناعة الطيران، لكنهم استطاعوا أن يطوروا ذلك بمرور الزمن.

وعلى كل حال فإن من يملك القدرة على الإنتاج فلابد أن يفكر في نفس الوقت في التطوير، ولو بمقدار بسيط جداً.

لقد جاء في الحديث المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: «من اعتدل يوماه فهو مغبون، ومن كانت الدنيا همته اشترت مسرته عند فراقها، ومن كان غده شر يوميه فمحروم، ومن لم يبالي ما رزئ من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك، ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى، ومن كان في نقص فالموت خير له»(2).

فالمهم أن تكون لنا زيادة ولو بمقدار قليل في كل يوم.

ومن هنا فلابد من وضع ميزان للزيادة والنقصان. فالكم والكيف مطلوبان معا ولا يمكن إلغاء أحدهم لحساب الآخر. إلا أننا يجب أن نعرف أيهما يجب الزيادة فيه في هذا الظرف أو ذاك.

ولابد أن يكون في كل مؤسسة قسم خاص للتطوير، وأن يكون ميزانية التطوير بنسبة  15% على الأقل من ميزانية الإنتاج. وبذلك نحافظ على الكمية ونستفيد من الكيفية أيضاً.

_______________________________

(1) بحار الأنوار ج٧٧، ص٨٨.

(2) بحار الأنوار، ج٦٨، ص ١٨١ ، ح٣٤.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.